30 يونيو.. كيف أنقذت الدولة من الانهيار الكامل؟
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في صيفٍ كان بالغ السخونة سياسيًا وميدانيًا، خرج الملايين في 30 يونيو 2013 إلى الشوارع والميادين في مختلف أنحاء مصر، ليس فقط لإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، بل لإنقاذ الدولة من انهيار وشيك كان يهدد مؤسساتها، هويتها، واستقرارها.
مشروع الهيمنة.. وتفكيك الدولةمنذ اليوم الأول لتولي الرئيس الأسبق محمد مرسي السلطة، بدت ملامح مشروع الجماعة أكثر وضوحًا: تمكين فصيل بعينه، وإقصاء كل القوى الوطنية الأخرى.
ومع الوقت، بدأ التدهور يطول الاقتصاد، والأمن، والخدمات الأساسية. الأزمات في الوقود، والكهرباء، وانعدام الثقة بين النظام والشعب، خلقت بيئة قابلة للانفجار.
سقوط الشرعية الشعبيةلم يكن ما جرى في 30 يونيو انقلابًا على الديمقراطية، بل كان تصحيحًا لمسار انحرف بشكل خطير. فالرئيس الذي أتى عبر صناديق الانتخابات، فقد شرعيته حين تنكر لأهداف الثورة، وتبنى سياسة الإقصاء والاستحواذ.
وهنا لعب "نداء الوطن" دوره. احتشدت الجماهير في ميدان التحرير والاتحادية وميادين المحافظات، ليس بصفتها السياسية، بل بوصفها شعبًا أراد الحفاظ على دولته من السقوط في براثن الفوضى أو حكم الجماعة الواحدة.
دور القوات المسلحة: استجابة للإرادة الشعبية
بعد مهلة الأيام السبعة التي منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية للوصول إلى توافق، وعدم استجابة الرئاسة آنذاك، تدخل الجيش انحيازًا إلى صوت الملايين. وهو ما اعتُبر لحظة مفصلية في تاريخ مصر الحديث، أحبطت مخططات داخلية وخارجية كانت تستهدف تفكيك مؤسسات الدولة.
ما بعد 30 يونيو: معركة بناء الدولة من جديدلم يكن الخروج من الأزمة سهلًا. فعقب عزل مرسي، واجهت مصر موجات عنف وإرهاب، حاولت من خلالها الجماعة إرباك المشهد وإظهار ما جرى كـ "انقلاب". لكن مؤسسات الدولة صمدت، وتكاتف الشعب مع جيشه وشرطته، ليبدأ مسار إعادة بناء الدولة سياسيًا، واقتصاديًا، ومؤسسيًا.
تم إعداد دستور جديد، وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية، وبدأت مشروعات قومية في البنية التحتية، والطاقة، وتحديث الجيش، ما أعاد لمصر شيئًا من الاستقرار بعد سنوات من الاضطراب.
الوعي الشعبي.. الضمانة الأهم
أثبتت لحظة 30 يونيو أن الشعب هو الضامن الحقيقي لوحدة الدولة. فحينما شعر بالخطر على هويته ومؤسساته، خرج بالملايين ليفرض إرادته، ويرسم مستقبل بلاده.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: 30 يونيو الإخوان مصر
إقرأ أيضاً:
جواهر القاسمي تشهد حفل «من هنا البداية»
شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، مساء اليوم في مركزي أطفال الشارقة وسجايا فتيات الشارقة بمنطقة القرائن، الحفل الاستثنائي الذي احتفى بأَلْفٍ من خريجي مؤسسات أطفال الشارقة وناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة والشارقة لتطوير القدرات.
جمع الحفل أربعين من الجيل المؤسس لمؤسسات ربع قرن والموظفين الذين قدموا خلاصة خبراتهم على امتداد ما يزيد على 20 عاماً حيث أسهمت هذه الشخصيات في تأسيس بيئة تربوية وثقافية متميزة لتنشئة أجيال أصبحت اليوم قيادات فاعلة في مؤسسات الوطن.
أقيم الحفل ضمن مبادرة استراتيجية نظمتها مؤسسة ربع قرن تحت عنوان «من هنا البداية» تجسيداً لعمق المشروع الثقافي الذي قاده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على مدى أربعة عقود من الاستثمار في الإنسان بدءاً بأول مكتبة للطفل في الشارقة إلى مؤسسة رائدة أثبتت قدرتها على التفرد في ريادة العمل الشبابي عبر منظومة راسخة تُعنى ببناء وتمكين أجيال واعية ومؤثرة وقادرة على صناعة المستقبل وتجاوز تحدياته.
وخاطبت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي صُناع الأثر ممن قادوا المسيرة الناجحة والممتدة لمؤسسات «ربع قرن» قائلة «هكذا عوّدتنا الشارقة وعوّدنا قائد رؤيتها الثقافية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بأن الإنسان هو الأساس وأنتم من رسم الخطوات الأولى لمسيرة مؤسسات «ربع قرن» وأنتم الرواد الذين أطلقتم البذرة الأولى لمسيرة آمن بها سموه وآمنتم بها فكبرت على أيديكم وصارت مشروعاً وطنياً يصنع القادة ويحتضن الإبداع والابتكار. وعلى مدى السنين، أسهمت رؤيتكم والتزامكم في بناء أجيال واعية ومبدعة وقادرة على استشراف المستقبل وصناعته حتى بات الأثر الذي غرستموه حاضراً في كل منتسب وخريج من مؤسسات ربع قرن.. إننا نفخر بكم وبالرحلة التي قدتموها بعزم وإيمان وبما أحدثتموه من تحول إيجابي في مجتمعاتنا».
كما وجهت سموها في كلمتها رسالة إلى خريجي مؤسسات ربع قرن حيث قالت «مرّت بكم أعوام فتحتم في كل يوم صفحة جديدة من قصة كتبتموها بالمثابرة والإصرار لبناء شخصياتكم وصقل مهاراتكم، تعلمتم أن الطريق لا يزدهر إلا بالعلم، ولا يلين إلا بالصبر، ولا يشرق إلا حين يقترن حب الوطن بنقاء النية وسمو الهدف، وكنتم في كل محطة تثبتون أنكم قادرون على حمل رسالة الخير وصناعة مستقبل يليق بكم وبالأرض التي احتضنتكم. ومن هذا الإرث الجميل، قضيتم ربع قرن في»ربع قرن«، راقبتكم تنهلون من المعرفة وتتنافسون في الرياضة وتصنعون الحرف والفنون وتتذوقون الموسيقى وتحاكون الحياة في المسرح وتسخرون التقنيات لخدمة المجتمع. ومن خلال ذلك كله، وجدتكم تتعلمون المسؤولية، وحب الوطن، وتسعون لصنع مجتمع متراحم يسعى للخير دائماً. أنتم أبنائي وبناتي وأنا أفخر بشخصياتكم التي هي وجه الشارقة، فلا تفرطوا في أي من ذلك، وواصلوا رحلة معرفة الذات، ثم معرفة المجتمع وحاجاته، كونوا عوناً للوطن يفخر بكم الوطن».
من جانبها، أعربت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير عام مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين عن فخرها بالمسيرة الثقافية التنموية التي انطلقت قبل أربعة عقود استحضرت في جوهرها ذاكرة الشارقة عام 1985 حين افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة أول مكتبة للطفل في حي الرفاع حتى توسّعت المسيرة لتشمل أكثر من 30 مركزاً احتضنت أبناء الشارقة وقدمت بيئات تعلّم تنمو فيها المواهب وتتشكّل فيها الشخصيات القادرة على القيادة والإبداع، واكتملت المنظومة بتأسيس مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين في عام 2016 تحت مظلة واحدة تُقدّم مسارات متكاملة في مختلف المجالات وتُخرّج أجيالاً واعية وقادرة على صناعة المستقبل برعاية كريمة واهتمام كبير من صاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع اللذين أرادا أن تكون هذه المراكز بيوتاً للمعرفة ومساحات خصبة لتحقيق الأحلام.
وأكدت أن «الاحتفاء بخريجي هذه المسيرة يُعد احتفاءً برؤية مؤسسين وعطاء فرق عمل حملت هذه الرسالة بإيمان راسخ وأن كل خريج يقف أمامنا اليوم هو قصة نجاح امتدت عبر الزمن وحملت على امتدادها معنى واحداً حين يضاء الطريق بالإنسان يشرق المستقبل كله».
وفي كلمة قدمتها نيابة عن الخريجين، أشارت خولة الحواي مديرة مؤسسة أطفال الشارقة إلى أن التجارب المبتكرة التي احتضنتها مؤسسات ربع قرن أسهمت في بناء شخصيتها ورسّخت لديها قيم العمل الجماعي وحس المسؤولية، مؤكدة أن ما اكتسبته من مهارات ومعارف في الطفولة شكّل أساس عطائها اليوم وإسهاماتها في صناعة تجارب إبداعية لأجيال المستقبل.
وتعتبر مبادرة «من هنا البداية» تجسيداً للدور الريادي البارز لمؤسسة ربع قرن في تأهيل أجيال المستقبل ليصبحوا قادة ومبدعين وأبطالاً يحملون شعلة المعرفة التي بدأت من الشارقة وينيرون بها طرقاً جديدة على المستويين المحلي والعالمي.
وامتدت أجواء الحفل إلى الساحات الخارجية في مركزي أطفال الشارقة وسجايا فتيات الشارقة بمنطقة القرائن بالشارقة عبر سلسلة من الفعاليات المصاحبة تجسدت في معرض المقتنيات الذي ضم أعمالاً فنية وصوراً وأوسمة ودروعاً تعكس مسيرة إنجازات الخريجين فضلاً عن مجموعة من المحطات التفاعلية تضمنت عروضاً بصرية ومواد وثائقية ومقتنيات تاريخية وألعاباً كلاسيكية وجلسات فنية باستخدام الروبوتات تجمع بين الترفيه والتعلم والمعرفة في تجربة شاملة تعكس رحلة مؤسسات ربع قرن منذ بدايتها وحتى اليوم.
وأتاحت مبادرة «من هنا البداية» للخريجين تجربة إعلامية حية تُلقي الضوء على تجاربهم وأهم البرامج التي شاركوا فيها عبر مؤسسات ربع قرن وإبراز أثرها على مسيرتهم المهنية وأهلتهم ليشغلوا وظائف حيوية مؤثرة في خدمة مجتمعهم.
حضر الحفل الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي والشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي مدير عام مؤسسة ربع قرن والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مدير مؤسسة الشارقة للفنون وعدد من موظفي مؤسسات ربع قرن وقيادات المؤسسات الحكومية في إمارة الشارقة.