برلين على صفيح من الغضب والشرطة تهاجم مظاهرة مناهضة للعدوان الصهيوني
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
يمانيون |
شهدت العاصمة الألمانية برلين، اليوم الأحد، تظاهرة جماهيرية حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، واحتجاجاً على استمرار الحرب الصهيونية الإجرامية ضد غزة، حيث طالب آلاف المتظاهرين بوقف تصدير الأسلحة الألمانية إلى كيان العدو، مؤكدين أن الموقف الأخلاقي والإنساني الحقيقي يبدأ من تجفيف منابع تسليح المعتدي.
وتجمّع المحتجون في ساحة “لبتلغوكا” وسط العاصمة تحت شعار: “حظر تصدير السلاح لإسرائيل”، ورفع المشاركون أعلام فلسطين وصورًا لأطفال غزة ضحايا المجازر، مرددين هتافات مناهضة للعدوان الصهيوني، مثل: “الحرية لفلسطين”، “إسرائيل القاتلة اخرجي من غزة”، و”وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار”.
وأكد المتظاهرون أن استمرار ألمانيا في تصدير الأسلحة إلى كيان الاحتلال يمثل شراكة مباشرة في جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، مطالبين بإنهاء هذه العلاقة التي وصفوها بـ”العار الأخلاقي والسياسي”، مشيرين إلى أن كبح جماح الكيان لا يمكن أن يتحقق ما دامت الدول الغربية تغذّيه بالسلاح والدعم السياسي.
وفي تطورٍ متكرر بات يثير موجة انتقادات متصاعدة، اقتحمت الشرطة الألمانية التظاهرة واعتقلت عدداً من النشطاء، في محاولة لقمع أصوات التضامن مع فلسطين، وهي سياسة باتت تتكرّر بشكل منهجي في كل احتجاج داعم لغزة، رغم سلمية الفعاليات ومشروعيتها القانونية.
وفي السياق ذاته، تشهد العاصمة البريطانية لندن زخماً متزايداً في التحركات الشعبية المطالبة بقطع علاقات الشركات والمؤسسات التجارية والمالية البريطانية مع كيان الاحتلال، في إطار تنامي حملات المقاطعة والضغط على الحكومة لإنهاء تواطئها مع جرائم الحرب الصهيونية في غزة والضفة الغربية.
وأكدت منظمات مدنية بريطانية أن حكومة لندن لا تزال تتقاعس عن اتخاذ مواقف حاسمة تجاه جرائم الكيان، واصفة موقفها بأنه يشجع الاحتلال على التمادي في التوسع الاستيطاني وسياسة الإبادة، داعية إلى تحرك شعبي واسع يُجبر السلطات على التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين والانحياز إلى الحق والعدالة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
أنس الشريف.. الصوت الذي أزعج الاحتلال
لكل نبي رسالة، ولكل ميدان رجال، ولكل زمان نجوم، وفي كل شعب شجعان يحملون أرواحهم على أكفهم لا يهمهم من عاداهم ولا يضرهم من خذلهم، لا يبالون بقلة الزاد أو كثرة الأعداء والحُساد.
أُسدل الستار على الزمن الذي لعب فيه الاحتلال الإسرائيلي في عقول الغربيين، لإخافتهم من المسلمين؛ لأن كاميرات ثلة مؤمنة بربها وبعدالة قضيتها كشفت حقد الاحتلال على كل من يخالفه ويقاومه ويقول له "لا".
في غزة التنفيذ الفعلي لمبادئ الحقد الصهيوني الذي لا يميز بين حجر وبشر وشجر، وبين الأنام والأنعام، بين كبيرٍ وصغيرٍ ورجلٍ وامرأةٍ وطاعنٍ في السن، فكل من في غزة "أهداف تنتظر التنفيذ".
وأمام حرارة مشهد الإجرام الصهيوني ضد أهل غزة، وبرودة التعاطي الإعلامي العربي والدولي، وتلبية لنداء الوطن والواجب، تقدم مجموعة من شباب غزة لنقل معاناة شعبهم، فتقدموا وقدموا كل ما يملكون، لم يكن التقدم سهلا ومجانا؛ لأنهم يدركون أن المعادل الموضوعي لكشف الجرائم ونقل معاناة الناس هو الاغتيال.
أحدث جرائم القتل الصهيونية كان اغتيال الصحفي أنس الشريف ورفاقه من طاقم قناة الجزيرة، الذين ما برحوا الميدان منذ بدء العدوان، فودعوا منازلهم وأهليهم، وتواعدوا على اللقاء، إما بعد الحرب، أو في جنة النعيم.. جاعوا وعطشوا كما الناس، فاستمروا في كشف الإجرام
لم يعتذر صحفيو غزة وما رضوا بأن يكونوا مع الخوالف، وما قالوا "سمعنا وعصينا"، أو "إن بيوتنا عورة"، بل قالوا بكل حب: "سمعنا وأطعنا"، قدموا أرواحهم من أجل الحقيقة، فضحوا جرائم العدو على الملأ، حتى كفر بهم هذا الملأ، فما كان من المحتلين إلا أن تنادوا مصبحين على قتل من كشفهم، فكانوا على رأس قائمة الاستهداف، حيث إن عدد من قتلهم الاحتلال من العاملين في الحقل الإعلامي منذ بدء العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر2023 زاد عن 270 صحفيا.
أحدث جرائم القتل الصهيونية كان اغتيال الصحفي أنس الشريف ورفاقه من طاقم قناة الجزيرة، الذين ما برحوا الميدان منذ بدء العدوان، فودعوا منازلهم وأهليهم، وتواعدوا على اللقاء، إما بعد الحرب، أو في جنة النعيم.. جاعوا وعطشوا كما الناس، فاستمروا في كشف الإجرام، تنقلوا بين ركام الموت في غزة، ينقلون معاناة الناس، ويكشفون للعالم حقيقة الدولة التي تدعي ولا تزال أنها حمامة السلام.
تعرض أنس ورفاقه لحملات تشويه ممنهجة من العدو، وتلقوا تهديدات بالاغتيال، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا وتسليما بسلامة المنهج الذي يسيرون عليه، عاش أنس ورفاقه مُطارَدِين من قذائف الموت، ومُطارِدِين جرائم الاحتلال، وناشرين لمعاناة الناس من بين ركام بيوت غزة المدمرة، حتى كان موعد الرحيل إلى جنان الله ولسان حال كل منهم يقول: "سأرقب نصركم بجوار ربي فقد أكملت مهمتي".
نشهد يا أنس أنك ورفاقك أديتم الرسالة بكل أمانة على أكمل وجه حتى أتاكم اليقين، وكنتم نعم رجال الميدان، وأشرف نجوم الزمان، وأشجع من حمل اللواء.
يكفيك فخرا يا أنس أن كان لك من اسمك نصيب، فكم من الناس أنس بك ورثاك؛ لأنه لمس بحديثك صدق الانتماء لشعبك ووطنك وحرصك على نقل المعاناة، ويكفيك شرفا أن اسمك ورفاقك سيسجل في التاريخ.
لروحكم يا أنس الشريف، ومحمد قريقع، وإسماعيل الغول، ومحمد نوفل، وإبراهيم الظاهر؛ السلام، واعلموا أن قوافل الشهداء لا تمضي سدى، فإن الذي يمضي هو الطغيان، رحلت أجسادكم لكن مبادئكم لم ولن تموت، فالرفاق على الطريق يواصلون المسيرة، وعلى العدو أن يعلم أن اغتيال الحناجر لا يطفئ جذوة الحق في الضمائر.