فتى الكاراتيه: الأساطير.. مزيج من الفنون القتالية وتألُق جاكي شان
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
أصبحت إعادة إحياء سلاسل الأفلام الكلاسيكية ظاهرة شائعة في السنوات الأخيرة، إذ يشهد جمهور اليوم عودة أفلام حققت نجاحا كبيرا في ثمانينيات القرن الماضي، ولكن بحلة جديدة تستهدف جيلا جديدا، غالبا ما يكون أبناء من شاهدوا النسخ الأصلية، في مشهد سينمائي يعكس تعاقب الأجيال وتحوّلات الذائقة.
ضمن هذا السياق، يأتي فيلم "فتى الكاراتيه: الأساطير" (Karate Kid: Legends) ليكون أحدث إضافة إلى هذه الظاهرة، إذ تعود السلسلة التي انطلقت لأول مرة عام 1984 بإخراج جوناثان إنتوستل، وبطولة النجمين المخضرمين جاكي شان ورالف ماكيو، إلى جانب الممثل الشاب بن وانغ، الوجه الجديد في عالم الكاراتيه.
ورغم المنافسة القوية مع أفلام بارزة في شباك التذاكر مثل "المهمة المستحيلة" و"ليلو وستيتش"، فإن الفيلم تمكّن من تحقيق إيرادات تجاوزت ضعف ميزانيته، مما يعكس استمرار جاذبية الحنين في السينما، وقدرتها على استقطاب جمهور متعدد الأجيال.
بين إرث الماضي والتجديديربط فيلم "فتى الكاراتيه: الأساطير" الماضي بالحاضر بأواصر متينة، وهو الأمر الذي أثبت نجاحه في إعادة إطلاق سلسلة "كريد" (Creed). على سبيل المثال، تمثلت سلسلة "فتى الكاراتيه" السينمائية في 5 أفلام سابقة، بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني متعدد المواسم.
قدمت الأفلام الخمسة اثنين من المعلمين، هما السيد مياغي (بات موريتا) الياباني، والسيد هان (جاكي شان) الصيني، و3 تلاميذ، أهمهم على الإطلاق دانيال لا روسو (رالف ماكيو) بطل الأفلام الثلاثة الأولى. وبينما ركزت الأفلام الأولى على فنون الكاراتيه اليابانية، فإن فيلم 2010 من بطولة جاكي شان ركز بشكل أساسي على الكونغ فو.
اعتمد "فتى الكاراتيه: الأساطير" على كل هذا الإرث الفني، وصنع منه مزيجا خاصا ومختلفا عن الأفلام السابقة، لا ينتمي إليها بشكل كامل، لكنه يظل مرتبطا بها بقوة. يبدأ الفيلم في الصين، حيث نتعرف على بن وانج (لي فونج)، المراهق الذي يعاني نفسيا بعد مقتل أخيه الأكبر، وهو لاعب كونغ فو ماهر.
إعلانيدربه المعلم هان، الذي تربطه به صلة قرابة، رغم أن هذا التدريب يأتي ضد إرادة والدته، الطبيبة فونج (مينج نا وين)، التي تخشى بطبيعة الحال على ابنها الباقي على قيد الحياة من أضرار فنون القتال. لذا، تقرر انتزاعه من بيئته والانتقال إلى الولايات المتحدة، وتحديدا نيويورك، لبدء صفحة جديدة بعيدا عن إرث الدم هذا.
غير أن الشاب الذي يعاني من كرب ما بعد الصدمة نتيجة لمقتل أخيه أمام عينيه، ينخرط في تحدٍ للفنون القتالية، الأمر الذي يستدعي بالطبع تدريبا عاليا. وعلى عكس الأفلام السابقة، التي كان البطل فيها يحظى بمدرب واحد فقط، ورياضة واحدة فقط، يحصل لي فونج على خليط مختلف، حيث يدربه كل من السيد هان، بالإضافة إلى دانيال لا روسو، الذي كبر في العمر منذ الفيلم الأول وتحول من تلميذ للمعلم مياغي إلى معلم كاراتيه بدوره.
احترم "فتى الكاراتيه: الأساطير" إرث الأفلام السابقة، وفي الوقت ذاته لم يعتمد على تكرار الصيغة، بل أحدث تغييرات أسهمت في إضفاء طابع من التجديد، وذلك بالإضافة إلى تقديم شخصيتين جديدتين لهما جاذبيتهما الخاصة، وهما فيكتور ليبين (جوشوا جاكسون) وابنته ميا (سادي ستانلي)، اللذان احتضنا بن في غربته بنيويورك، وسمحا له بالتعرف على المدينة المرعبة لمهاجر صيني الأصول، وأسهم حضورهما في تقديم المدينة بشكل حيوي ومختلف.
أفلام الفنون القتالية هي نوع فرعي من أفلام الأكشن، وتُعد من الأعمال التي تكون المعارك أحد عناصرها الأساسية، مما يسهم في جاذبيتها وقيمتها الترفيهية، وتعتبر هذه المعارك تعبيرا عن تطور الشخصيات أو وسيلة لتحقيق هذا التطور.
هناك عوامل متكررة في مثل هذه الأفلام، مثل تسلسلات مشاهد التدريب، بالإضافة إلى المعارك في النهاية، وتشمل أفلام الفنون القتالية أيضا أنواعا فرعية أكثر، مثل أفلام الكونغ فو، وأفلام الكاراتيه، وأفلام الكوميديا والفنون القتالية -التي تخصص فيها جاكي شان في شبابه- وأفلام الساموراي، وغيرها.
يجمع "فتى الكاراتيه: الأساطير" بين الكونغ فو والكاراتيه، وهما الرياضتان اللتان ظهرتا في الأفلام السابقة ضمن السلسلة، ليقدم مزيجا مميزا من الفنون القتالية، ويخلق الفيلم عدوا لبطله، وهو الشاب كونور (أراميس نايت)، العنيف والبارع والغاضب جدا، وهي صفات تتضاد مع لي فونج المراهق اللطيف، الذي لا يرغب إلا في علاج كرب ما بعد صدمته عبر الفنون القتالية، وكسب المال لمساعدة صديقه فيكتور ليبين على حماية مطعمه الذي على وشك خسارته.
يُظهر الفيلم تطور شخصية لي فونج، من المراهق الذي يتدرب في الصين خفية عن والدته، إلى الشاب الذي يتعلم لغة شوارع نيويورك الخاصة، غير أنه لا يزال يعاني من جرح الفقد، وحتى تدريبه على يد معلميّ الفنون القتالية، الكونغ فو والكاراتيه، لم يقتصر على صقل قدراته القتالية فحسب، بل ساعده أيضا على التئام جروحه.
يجمع الفيلم أيضا بين الكوميديا الخفيفة والأكشن، الكوميديا التي مصدرها بالتأكيد جاكي شان، الذي برع في أفلام الأكشن الكوميدية طوال مسيرته المهنية، ويسيطر على أغلب المشاهد سواء بقدراته الجسدية الممتازة رغم تقدمه في العمر، أو بخفة ظله والانسجام الذي يجمع بينه وبين الممثل الشاب بن وانج، والتضاد بين أسلوبه الاستعراضي الصاخب وفن الكاراتيه الهادئ الذي يقدمه رالف ماكيو.
إعلانأما المشاهد الختامية، فهي مشاهد مثيرة سواء بتتابعات القتال المليئة بجماليات الكاراتيه والكونغ فو، أو بمواقع التصوير المختارة في شوارع وأزقة نيويورك، أو فوق أسطح مبانيها الشاهقة.
"فتى الكاراتيه: الأساطير" هو فيلم احترم جمهور السلسلة القديمة، وفي الوقت ذاته أضفى تغييرات جوهرية عليها، جعلتها جاذبة لمتفرجين جدد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الفنون القتالیة بالإضافة إلى الکونغ فو جاکی شان
إقرأ أيضاً:
دانيال كريج يكشف الجديد في حياته المهنية بعد تخليه عن جيمس بوند
أكد الممثل دانيال كريج أنه لم يشعر بالندم بعد ابتعاده عن تجسيد شخصية جيمس بوند قبل أربع سنوات، مشيراً إلى أنه يستمتع بعمله أكثر من أي وقت مضى رغم المجهود الإضافي الذي يتطلبه الانخراط في مشاريع جديدة.
وأشار في مقابلة مع راديو تايمز إلى أن خروجه من عباءة الجاسوس الأشهر في السينما أتاح له مساحة أكبر من الحرية الفنية.
يعترف كريغ بتغير علاقته بالأدوار التي يتلقاها
وأوضح كريج الممثل أنه أصبح اليوم أكثر انفتاحاً على قبول أدوار كان سيتردد بشأنها سابقاً، مؤكداً أنه يعمل بقوة مضاعفة مقارنة بالماضي لكنه يجد في ذلك متعة لا تقلّ عن الشغف الذي رافقه في بداياته.
وأشار إلى أن الفترة التي تلت خروجه من سلسلة أفلام بوند منحته فرصاً "مختلفة ومثيرة للاهتمام" افتقدها خلال سنوات ارتباطه بالشخصية.
يستعيد كريغ مشاعره خلال سنوات الامتياز الشاقّة
استرجع كريج تأثير العمل في سلسلة بوند على مساره المهني وحياته الشخصية، موضحاً أنه شعر في مراحل كثيرة بأنه أصبح "فارغاً" و"منهكاً" بسبب الضغط المستمر.
وبيّن أنه في بداية مشواره داخل الامتياز، كان يظن أنه سيتمكن من خوض مشاريع أخرى بالتوازي، لكنه وجد نفسه محاصراً بزخم الشهرة وبتوقعات الجماهير وصناع السينما.
يفسر الممثل تحول علاقته بالشهرة والعمل
يشرح كريج أنه رغم الإعجاب الكبير الذي ناله خلال تلك الفترة، إلا أنه كان يشعر بأن السلسلة تقطع عليه فرص العمل الأخرى، قائلاً إن معظم الممثلين يقبلون عروضاً مختلفة لتجنب البطالة، بينما قادته الالتزامات المكثفة إلى التراجع عن مشاريع عديدة.
أضاف أنه كان يحتاج ستة أشهر كاملة للتعافي بعد كل فيلم من أفلام بوند بسبب الضغط العاطفي والبدني.
يختتم كريج مسيرته مع بوند برضا كامل
وجسد كريج شخصية العميل 007 لمدة 15 عاماً عبر خمسة أفلام، قبل أن يختتم رحلته عام 2021 بفيلم No Time To Die الذي منح وداعاً رسمياً لشخصيته الأيقونية.
ويؤكد أن هذا الوداع كان القرار الصحيح، إذ سمح له بإعادة ترتيب أولوياته وتجديد علاقته بالفن بعيداً عن عبء الامتياز الأكبر في مسيرته.