رحّبت الحكومة السورية، مساء الإثنين، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة وصفتها دمشق بأنها "نقطة تحوّل تاريخية" تمهد لمرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي والسياسي. اعلان

وقال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في منشور عبر منصة "إكس": "نرحب بإلغاء الجزء الأكبر من العقوبات الأمريكية المفروضة على الجمهورية العربية السورية بموجب القرار التنفيذي التاريخي للرئيس ترامب"، مضيفًا أن الخطوة "تفتح أبواب إعادة الإعمار والتنمية، وتوفر الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وكريم".

 وجاءت هذه التطورات عقب توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا ينهي نظام العقوبات الشامل المفروض على سوريا منذ عام 2011، ويُبقي في الوقت ذاته على العقوبات المحددة ضد الرئيس بشار الأسد وشركائه، ومنتهكي حقوق الإنسان، والمتورطين في أنشطة إرهابية أو تهريب المخدرات، إضافة إلى الجهات المرتبطة بإيران وتنظيم داعش.

Relatedواشنطن تخفف العقوبات على سوريا لدعم إعادة الإعمار وضمن استراتيجية ترامب "أمريكا أولاً"البيت الأبيض: ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سورياالشارع السوري يرحب بتخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية على دمشق ويأمل في غد أفضل

وأكد البيت الأبيض أن هذا القرار يهدف إلى "منح سوريا فرصة لإعادة الإعمار والازدهار"، مشيرًا إلى أن التخفيف الواسع للعقوبات لا يعني التخلي عن المحاسبة، بل يستند إلى تغييرات ملموسة شهدتها البلاد خلال الأشهر الأخيرة، من بينها انتقال السلطة وتشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع.

 ووفق البيان، فإن الأمر التنفيذي يشمل: تخفيف ضوابط التصدير على سلع معينة، وإلغاء قيود على بعض المساعدات الأجنبية، إضافة إلى مراجعة تصنيف هيئة تحرير الشام والرئيس أحمد الشرع كإرهابيين عالميين، وإعادة النظر في تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، إلى جانب استكشاف تخفيف العقوبات في الأمم المتحدة لدعم الاستقرار.

 كما أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) عن إزالة 518 فردًا وكيانًا من "قائمة العقوبات" بموجب برنامج العقوبات على سوريا، ما يتيح استئناف أنشطتهم الاقتصادية ضمن جهود إعادة الإعمار. في المقابل، تم إدراج 139 فردًا وكيانًا جديدًا على قوائم العقوبات، معظمهم من رموز النظام السابق أو المتورطين في أنشطة غير مشروعة كتهريب الكبتاغون ودعم الجماعات الإرهابية.

 من جهته، صرّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أن الإجراءات المتخذة تمثل تنفيذًا لوعد الرئيس ترامب "بتقديم التخفيف المشروط للعقوبات"، مضيفًا: "سنواصل مراقبة التطورات مع ضمان عدم استغلال هذه الانفراجة من قبل النظام السابق أو الجماعات المتطرفة".

 وكان ترامب قد أعلن عن نيته رفع العقوبات من العاصمة السعودية الرياض خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ليتم لاحقًا تعليق "قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين" لمدة ستة أشهر، وتحرير المعاملات مع مؤسسات سورية رئيسية كالبنك المركزي وشركة النفط الوطنية.

 وأكدت وزارة الخزانة أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم الحكومة السورية الجديدة في استعادة الاستقرار، وتعزيز فرص الاستثمار، وإعادة بناء الثقة الإقليمية والدولية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا إسرائيل دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا سوريا دونالد ترامب إعادة إعمار عقوبات أحمد الشرع إسرائيل دونالد ترامب غزة النزاع الإيراني الإسرائيلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فرنسا قطاع غزة أوروبا بنيامين نتنياهو حركة حماس ضحايا إيران على سوریا

إقرأ أيضاً:

واشنطن تايمز: طلب مثير للجدل أطاح بالاتفاق بين سوريا وإسرائيل

قالت صحيفة واشنطن تايمز إن المحادثات بين سوريا وإسرائيل والتي شهدت تقدما كبيرا نحو التوصل إلى اتفاق يشار إليه إعلاميا باسم "خارطة طريق السويداء"، تعثرت في لحظاتها الأخيرة بسبب خلافات داخلية لدى الطرفين، وبالأخص بسبب طلب إسرائيلي مثير للجدل.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم فون كوكاين- أن الاتفاق الذي أنجزت ملامحه الرئيسية بعد جولات متعددة من المفاوضات بوساطة أميركية، يتضمن عدة بنود أساسية أبرزها إنشاء منطقة عازلة جنوبي سوريا، والعودة إلى حدود اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وتوفير حماية موسعة للطائفة الدرزية في المنطقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين بوليسي: وقف إطلاق النار يبعث الأمل برغم الدمار الرهيبlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: دور أميركا في صنع السلام محوري واعتمادنا عليها كبيرend of list

وكان من المتوقع -حسب الصحيفة- أن يعلن الرئيس السوري أحمد الشرع رسميا عن إبرام الاتفاق خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، لكن مطالبة إسرائيل بفتح "ممر إنساني" إلى محافظة السويداء التي تقطنها غالبية درزية، أدت إلى انهيار جهود إعلان الاتفاق.

تصاعد الدخان من الحدود الإدارية بين السويداء ودرعا عقب تحليق للطيران الإسرائيلي (الجزيرة)

ورأت الصحيفة أن هذا الطلب الإسرائيلي يرتبط بمخاوف داخلية تتعلق بالطائفة الدرزية التي يتجاوز عددها 100 ألف مواطن داخل إسرائيل، إذ يعتقد مراقبون أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإرضاء هؤلاء المواطنين من خلال التأكيد على التزامها بحماية الدروز في سوريا، في ظل الصراع الداخلي المستمر هناك.

لكن خبراء إستراتيجيين حذروا من أن الممر الإنساني المقترح غير عملي من الناحية الأمنية لأنه يجب أن يمر عبر محافظة درعا، وهي منطقة ذات أغلبية سنية، مما يجعل القوافل معرضة لهجمات محتملة من جماعات معادية.

ويرى الباحث أحمد الشراوي أن هذا الطلب يأتي من باب "المناورة السياسية الداخلية" أكثر مما هو خيار واقعي على الأرض، خاصة أن إسرائيل تؤكد التزامها بحماية الدروز السوريين، وبالفعل تدخلت عسكريا لصالحهم عندما اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية السورية وقبائل بدوية ومليشيات درزية في السويداء.

الكرة في ملعب إسرائيل

ورغم أن حكومة الشرع أظهرت رغبة واضحة في إبرام الاتفاق، فإن ماضي الشرع كقيادي في جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة يثير مخاوف جدية لدى إسرائيل، التي تشكك في تخلي الشرع عن خلفيته الجهادية، كما تقول الصحيفة الأميركية.

إعلان

أما على الجانب السوري فقد تغير المشهد السياسي الشعبي في البلاد بعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وبعد أن كانت إيران العدو الأكبر في نظر السوريين، فإن التحركات الإسرائيلية الأخيرة في غزة واستمرار احتلالها للجولان عمقت الكراهية الشعبية تجاه تل أبيب، بحسب استطلاعات حديثة.

مع ذلك، تشير التقارير إلى أن الحكومة السورية تتخذ نهجا براغماتيا، وتبدو مستعدة للمضي قدما في الاتفاق بغض النظر عن الرأي العام الداخلي، في سبيل تحقيق الاستقرار السياسي وإعادة رسم موقع سوريا الإقليمي.

ويؤكد تشارلز ليستر، مدير مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط، أن سوريا وافقت بالفعل على الاتفاق، وقامت بتقديم تنازلات كبيرة كانت ستعتبر في السابق مرفوضة شعبيا.

لكن رغم هذا التقدم، لا تزال مسألة الاعتراف الرسمي بإسرائيل بعيدة المنال، إذ صرح الشرع لمسؤولين أميركيين أن سوريا تختلف عن الدول العربية التي وقعت على "اتفاقيات أبراهام"، بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض سورية في الجولان.

في النهاية، يرى مراقبون أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، فإما أن تختار إسرائيل المسار الدبلوماسي وتوقع الاتفاق، وإما أن تستمر في سياسة إضعاف سوريا والحفاظ على حالة الانقسام والفوضى فيها، رغم أن ضغط الإدارة الأميركية لاتخاذ الخيار الأول، حسب ليستر.

مقالات مشابهة

  • تايمز: إعادة إعمار غزة تحتاج 10 سنوات بتكلفة 50 مليار دولار
  • العراق يعرب عن أسفه للعقوبات الأميركية على جهات مرتبطة بالحشد الشعبي ويشكّل لجنة لمراجعتها
  • فضل الله: الحكومة تتجاهل ما يحصل على أرض الجنوب وترفض إعادة الإعمار
  • اتهامات متبادلة بين بري وسلام والاعمار مؤجل
  • من الانسحاب حتى إعادة الإعمار.. تعرف على تفاصيل وقف إطلاق النار في غزة
  • واشنطن تايمز: طلب مثير للجدل أطاح بالاتفاق بين سوريا وإسرائيل
  • الفوعاني: إعادة إعمار الجنوب واجب سيادي وأخلاقي
  • ترامب: غزة ستشهد إعادة إعمار وهناك دول ستساعد في ذلك
  • مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ إلغاء قانون قيصر تمهيدا لإنهاء العقوبات على سوريا
  • لحظة تاريخية.. مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ إلغاء قانون قيصر تمهيدًا لإنهاء العقوبات على سوريا