الذكاء الاصطناعي لشركة هيرتز يُسبب للسيارات أضرارًا غير متوقعة
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
في وقتٍ تتسابق فيه شركات تأجير السيارات لتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة، تبدو شركة هيرتز وقد واجهت أزمة ثقة متنامية بين عملائها.
والسبب هو تقنية تقييم الأضرار الجديدة، التي يرى كثيرون أنها تضخم من حجم "الخدوش" اليومية على السيارات إلى تهمٍ مالية مبالغ فيها.
أضرار الذكاء الاصطناعيأحدث من سلط الضوء على هذه المشكلة كان عميلًا استأجر سيارة من فرع هيرتز في مطار هيوستن الدولي (IAH)، حيث فوجئ بعد نصف ساعة فقط من إعادة السيارة برسالة نصية تبلغه بأنه مدين بمبلغ 195 دولارًا مقابل "أضرار" تم رصدها بواسطة النظام القائم على الذكاء الاصطناعي.
في منشور نشر على منتدى r/HertzRentals في موقع Reddit، كتب العميل الذي يستخدم الاسم المستعار animemufin: “تلقيت الرسالة بسرعة بعد التسليم، وأرفقوا صورة لما وصفوه بالخدش. لكن حين نظرت إليها، بالكاد رأيت شيئًا! إنها أشبه بلطخة صغيرة – لا أكثر.”
تكشف الصور التي أرفقها العميل بالفعل انبعاجًا طفيفًا أسفل غطاء الوقود، لا يتجاوز أثره الضرر الذي قد يُسببه باب سيارة مجاورة يُفتح دون انتباه.
ومع ذلك، رأت هيرتز أن هذا يستحق غرامة بقيمة تقارب 200 دولار.
ليست هذه الحالة الوحيدة، فقد سبق أن أبلغ أحد العملاء في مطار أتلانتا – أول موقع تطبق فيه هيرتز هذه التقنية – عن موقف مشابه، مما يسلط الضوء على نمط مقلق من الرسوم المتكررة بسبب خدوش "تجميلية" بالكاد ترى.
تهدف تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة إلى تسريع تقييم الأضرار والتقليل من الاعتماد على البشر، لكنها حتى الآن تثير تساؤلات حول مدى دقتها وموضوعيتها، خاصة عندما تفرض رسوم عالية مقابل ما يبدو أنه تآكل وتلف طبيعي يحدث في ظروف الاستخدام العادي.
كتب العميل في ختام منشوره: “هل أنا مجنون لأنني أخبرتهم أنني لن أدفع مقابل شيء بالكاد يرى؟ حاولت التواصل معهم، لكن دون جدوى.”
في ظل تصاعد هذه الشكاوى، تواجه هيرتز ضغوطًا متزايدة لمراجعة سياسات التقييم الآلي وتوفير آلية استئناف عادلة وواضحة، تجنب تحميل العملاء تكاليف غير مبررة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: هيرتز الذكاء الاصطناعي عيوب السيارات عيوب الذكاء الاصطناعي سيارات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.
يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".
مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".
يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".
بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.
وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات
كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.
أخبار ذات صلةيقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.
يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".
كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.
ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".
يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".
ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.
ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)