الكشف عن محاولة انتحال لشخصية وزير الخارجية الأمريكي باستخدام الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
استخدم منتحل لشخصية وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تقنية الذكاء الاصطناعي واتصل بخمسة مسؤولين حكوميين، بمن فيهم ثلاثة وزراء أجانب وحاكم أمريكي لولاية وعضو في الكونغرس.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" من خلال مسؤول أمريكي وبرقية دبلوماسية لوزارة الخارجية، أن الشخص أرسل رسائل صوتية ونصية قلد فيها أسلوب كلام روبيو وكتابته مستخدما برمجية تعمل على الذكاء الاصطناعي.
وقلت الصحيفة "ولا تعرف السلطات الأمريكية من يقف وراء محاولات الإنتحال للشخصية، ولكنهم يعتقدون أن المدبر كان يحاول على الأرجح التلاعب بمسؤولي الحكومة المؤثرين وبهدف الحصول على معلومات وحسابات.
وذكرت البرقية المؤرخة في 3 يوليو/ تموز أن "المنتحل استخدم رسائل نصية وتطبيق سيغنال المشفر المستخدم على نطاق واسع في إدارة دونالد ترامب واتصل بخمسة أعضاء من غير وزارة الخارجية بمن فيهم ثلاثة وزراء أجانب وحاكم ولاية ونائب في الكونغرس.
وأضافت أن "حملة الإنتحال بدأت في منتصف حزيران/ يونيو عندما أنشأ المنتحل حسابا على سيغنال باسم شبيه بعنوان روبيو: [email protected].
وعلى ما يبدو لم ينتبه المسؤولون الذين حاول المنتحل التواصل معهم أن العنوان غير صحيح. وتقول البرقية إن المنتحل"ترك رسائل صوتية على سيغنال لشخصين مستهدفين على الأقل، وفي إحدى الحالات، أرسل رسالة نصية تدعو الشخص للتواصل عبر سيغنال".
وجاء في البرقية أنه تم انتحال شخصية موظفين آخرين في وزارة الخارجية باستخدام البريد الإلكتروني.
وعند سؤالها عن البرقية، ردت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها "ستجري تحقيقا شاملا وستواصل تطبيق الضمانات اللازمة لمنع تكرار ذلك مستقبلا".
ورفض المسؤولون مناقشة محتوى الرسائل أو أسماء الدبلوماسيين والمسؤولين المستهدفين، بينما تأتي حادثة روبيو بعد عدة محاولات انتحال شخصية استهدفت مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في الفترة الأخيرة.
وفي أيار/ مايو الماضي، اخترق شخص ما هاتف رئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، وبدأ بإجراء مكالمات ورسائل إلى أعضاء مجلس الشيوخ والحكام ومديري الشركات متظاهرا بأنه وايلز، وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقد دفعت هذه الحادثة إلى إجراء تحقيق في البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، على الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب قلل من أهميتها، قائلاً إن وايلز "امرأة رائعة" و"بإمكانها التعامل مع الأمر". ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على منتحل روبيو. ويعد انتحال شخصية ضابط أو موظف فيدرالي للخداع أو الحصول على شيء ما جريمة.
وقال الأستاذ بجامعة كاليفورنيا بيركلي والمتخصص في الأدلة الجنائية الرقمية، هاني فريد: إن عملية من هذا النوع لا تتطلب ممثلا متمرسا، لكنها غالبًا ما تنجح لأن المسؤولين الحكوميين قد يكونون غير مبالين بأمن البيانات. وقال: "هذا هو بالضبط ما يمنع استخدام سيغنال أو أي قنوات غير آمنة أخرى للأعمال الحكومية الرسمية".
وأشارت الصحيفة إلى فضيحة سيغنال في آذار/ مارس والتي أضاف فيها مستشار الأمن القومي في حينه مايكل والتز اسم صحافي إلى مجموعة دردشة على تطبيق سيغنال وإن بدون قصد، وهو ما أدى للكشف عن خطط الإدارة للحرب ضد الحوثيين في اليمن. وانتهت باستقالة والتز بعد تحمله المسؤولية.
وقلصت تلك الحادثة من الاستخدام الواسع النطاق للتطبيق في اجتماعات مجموعة الأمن القومي.
ومنذ ذلك الحين، عين روبيو مستشارا للأمن القومي لترامب. ولكن على المستوى الفردي، يواصل المسؤولون الحكوميون في الولايات المتحدة وأماكن أخرى استخدام التطبيق في الاتصالات الشخصية والمهنية، نظرا لتشفيره الشامل والموثوق.
ويقول فريد إنه بمجرد حصول الأشخاص الراغبين بالتخريب على أرقام هواتف مرتبطة بحساب مسؤول على سيغنال، يصبح انتحال الشخصية سهلا و "كل ما تحتاجه هو 15 إلى 20 ثانية من تسجيل صوتي للشخص، وهو أمر سهل في حالة ماركو روبيو. يمكنك تحميله على أي عدد من الخدمات، والنقر على زر يقول: لدي إذن باستخدام صوت هذا الشخص، ثم كتابة ما تريد منه قوله"، وأضاف فريد أن "ترك رسائل صوتية فعال جدا لأنه ليس تفاعليا".
ولا يعرف إن كان أحد من الذين حاول المنتحل الإتصال بهم قد رد عليه. وقد حثت وزارة الخارجية الدبلوماسيين الأمريكيين الإبلاغ عن "محاولات انتحال" لمكتب الأمن الدبلوماسي والذي يقوم بالتحقيق في الأمر. كما وطلبت من الموظفين غير العاملين في الوزارة الإتصال مع مركز الشكاوى من جرائم الإنترنت في أف بي آي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية روبيو الذكاء الاصطناعي الخارجية الأمريكية الولايات المتحدة الولايات المتحدة الخارجية الأمريكية روبيو الذكاء الاصطناعي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
الكشف عن “مفاجأة” حول الـCIA واغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي
الولايات المتحدة – لأول مرة منذ اغتيال الرئيس جون كينيدي قبل نحو 62 عاما، أقرت الـ”CIA” بشكل ضمني بأن ضابطا متخصصا في الحرب النفسية أدار عملية تواصلت مع لي هارفي أوزوالد قبل حادثة القتل في دالاس.
وجاء هذا الكشف يوم الخميس ضمن مجموعة تضم 40 وثيقة تتعلق بالضابط جورج جوانيديس، ويشير إلى أن الوكالة كذبت لعقود بشأن دور جوانيديس في القضية، قبل وبعد الاغتيال، بحسب خبراء في قضية اغتيال كينيدي.
والوثيقة المحورية هي مذكرة من وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) بتاريخ 17 يناير 1963، تظهر أن جوانيديس تم توجيهه لاستخدام اسم مستعار ورخصة قيادة مزورة تحمل اسم “هوارد جيبلر”.
وحتى يوم الخميس، كانت الوكالة تنكر أن جوانيديس كان يعرف باسم “هوارد”، وهو الاسم الذي استخدمه ضابط الاتصال المسؤول عن التعامل مع نشطاء من مجموعة طلابية مناهضة للشيوعية تعارض الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو وتعرف باسم “مديرية الطلاب الكوبية”.
لعقود، زعمت الوكالة أيضا زيفا أنها لم تكن على صلة بالمجموعة الطلابية، التي لعبت دورا محوريا في نشر مواقف لي أوزوالد (المتهم الرئيسي باغتيال الرئيس الأميركي جون إف. كينيدي) المؤيدة لكاسترو بعد الاغتيال بوقت قصير.
وقال المؤلف والخبير في قضايا الاغتيال جيفرسون مورلي: “قصة التغطية لجوانيديس قد انتهت رسميا… هذه مسألة كبيرة. وكالة الاستخبارات المركزية تغير موقفها بشأن لي هارفي أوزوالد”.
يأتي هذا الكشف في إطار أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكومة بالوفاء بالتزاماتها في الكشف عن جميع الوثائق بموجب قانون سجلات كينيدي لعام 1992.
لم يعرف الكثير عن دور جوانيديس في القضية حتى الإفصاح عن سجلات في عام 1998 بموجب القانون. والآن، فإن الإفصاحات الجديدة عن سجلات كانت مخفية سابقا تستمر في كشف مزيد من التفاصيل عن القصة.
كان جوانيديس يشغل منصب نائب رئيس فرع وكالة الاستخبارات في ميامي، ويشرف على “جميع جوانب العمل السياسي والحرب النفسية”، بما في ذلك تمويل وتوجيه مجموعة الطلاب الكوبية سرا، والتي كانت تُعرف اختصارا بـ DRE.
وفي 9 أغسطس 1963، أي أكثر من ثلاثة أشهر قبل اغتيال كينيدي في 22 نوفمبر، دخل أربعة من عناصر الـDRE في مشاجرة مع أوزوالد في نيو أورلينز، عندما كان يوزع منشورات مؤيدة لكاسترو صادرة عن “لجنة اللعب النزيه من أجل كوبا”. وقد غطت وسائل الإعلام المحلية جلسة المحكمة اللاحقة.
وفي 21 أغسطس 1963، شارك أوزوالد في مناظرة مع نشطاء الـDRE على شاشة تلفزيون محلي، مما لفت إليه مزيدا من الانتباه بصفته “شيوعيا”.
وبعد الاغتيال، نشرت النشرة الإخبارية الخاصة بالـDRE أن أوزوالد شيوعي مؤيد لكاسترو، وقد غطت الخبر صحيفتا “ميامي هيرالد” و”واشنطن بوست”.
وقبل عام من أن يعرف أوزوالد بأنه مؤيد لكاسترو، وضع البنتاغون خطة تعرف باسم “عملية نورثوودز” تتضمن تنفيذ هجوم زائف داخل الولايات المتحدة، وإلقاء اللوم على كوبا، ثم مهاجمتها.
والوثائق الجديدة لا تلقي مزيدا من الضوء على حادثة الاغتيال نفسها، ولا تحسم الجدل بشأن ما إذا كان أوزوالد تصرف بمفرده. كما لا تتضمن أي دليل على سبب تستر الـCIA على علاقة جوانيديس بالـDRE.
كل الوثائق التي تم الكشف عنها حتى الآن تظهر كيف كذبت وكالة الاستخبارات بشأن تمويلها أو ارتباطها بالـDRE، بما في ذلك تواصلها مع لجنة وارن (1964)، ولجنة تشيرش (1975)، ولجنة مجلس النواب الخاصة بالاغتيالات (1977-1978)، ومجلس مراجعة الاغتيالات (حتى 1998).
ولم يقتصر دور جوانيديس على معرفته بأوزوالد قبل الاغتيال، بل لعب دورا مركزيا في تضليل لجنة مجلس النواب الخاصة بالاغتيالات بعد ذلك. فقد عينته الوكالة في ذلك الوقت ليكون حلقة الوصل مع اللجنة، لكنه والوكالة أخفيا حقيقة ارتباطه بالـDRE وبالتالي بالقضية، وعرقلا تقديم السجلات، وكذبا.
وقد أدلى المستشار القانوني للجنة، روبرت بلاكي، بشهادته في عام 2014 بأنه سأل جوانيديس عن “هوارد” والـDRE، فقال إن “جوانيديس أكد لي أنه لم يتم العثور على أي سجل لضابط بهذا الاسم مرتبط بالـDRE، لكنه سيواصل البحث”.
أما المحقق السابق في اللجنة، دان هاردواي، فقد أدلى بشهادته أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب الشهر الماضي قائلا إن جوانيديس كان يدير “عملية سرية” لإفشال التحقيق البرلماني في الاغتيال.
وبعد عامين من عرقلته لعمل اللجنة، منحته الـCIA وسام المخابرات المهنية في عام 1981. وتوفي في عام 1990.
وقالت النائبة الجمهورية من فلوريدا، آنا بولينا لونا، والتي تشرف على لجنة مجلس النواب التي تراجع الوثائق الجديدة الخاصة باغتيال كينيدي، إن جوانيديس كان “متورطًا بنسبة 1000%” في عملية تستر للـCIA.
ويرى مورلي وآخرون كتبوا بإسهاب عن اغتيال كينيدي أن عملاء مارقين من الـCIA ربما تورطوا في عملية القتل، لكن مورلي لا يزال غير مستعد للقول إن جوانيديس كان أحدهم.
بينما يرى آخرون مثل الكاتب جيرالد بوسنر أن أوزوالد هو القاتل الوحيد. لكن الجميع يتفق على أن وكالة الاستخبارات تصرفت بسوء نية بعد مقتل كينيدي.
وقال بوسنر: “إنها بصمة الـCIA المعروفة. لا يقدمون الشفافية أبدًا. لا يقولون الحقيقة. يضللون ويخفون. وعندما تظهر الوثائق، يبدون في وضع سيئ”.
وقال متحدث باسم الـCIA لموقع “أكسيوس” إن الوكالة “امتثلت بالكامل وقدمت جميع الوثائق المتعلقة باغتيال الرئيس السابق جون كينيدي ودون حجب، إلى إدارة الأرشيف الوطني، تماشيا مع توجيه الرئيس ترامب، في خطوة غير مسبوقة من الشفافية من قبل الوكالة”.
ويقول مورلي ولونا إن مدير الـCIA جون راتكليف ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد يستحقان الإشادة لمطالبتهما بمزيد من الشفافية. لذا، من المتوقع نشر المزيد من الوثائق لاحقا.
المصدر: “أكسيوس”