عقد من الرعب الألم.. الحوثي يحوّل البيضاء إلى ساحة للقتل والانتهاك
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في تقرير حقوقي صادم، ارتكاب ميليشيا الحوثي الإرهابية آلاف الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين في محافظة البيضاء خلال الفترة من يناير 2015 وحتى يناير 2025، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تُدينها المواثيق الدولية كافة.
ويأتي هذا التقرير في أعقاب الجريمة المروعة التي ارتكبتها الميليشيا بحق المواطن محمد الصباحي، أحد سكان حي الحفرة في مديرية ردمان بمحافظة البيضاء، الأحد 20 يوليو 2025، بعد محاولة اعتقاله تعسفياً أمام مطعم "حرض الدولي" في مدينة رداع، دون أي مسوغ قانوني، حيث قاوم الصباحي محاولة الاختطاف دفاعاً عن نفسه، ما أدى إلى تبادل إطلاق نار أسفر عن مقتله ومقتل اثنين من عناصر الميليشيا، وإصابة ثلاثة آخرين.
عقب الحادثة، فرضت ميليشيا الحوثي طوقاً أمنياً مشدداً على الحي، وأغلقت جميع مداخله ومخارجه، وبدأت حملة مداهمات وتفتيش واسعة شملت منازل المدنيين، وسط ترهيب واسع للسكان، وخلق حالة من الذعر خصوصاً بين النساء والأطفال، في سلوك يعكس طبيعة الميليشيا القمعية وممارساتها الانتقامية.
بحسب الشبكة، فإن محافظة البيضاء التي وقعت تحت قبضة الميليشيا مطلع الحرب، شهدت نمطًا ممنهجًا من الانتهاكات الإنسانية المستمرة، حيث وثقت الشبكة 8186 واقعة انتهاك خلال السنوات العشر الماضية، تتوزع بين القتل، والإصابات، والاعتقال، والتعذيب، والانتهاك الواسع للممتلكات العامة والخاصة.
وأشار التقرير إلى أن جرائم القتل طالت 842 مدنياً قُتلوا، بينهم نساء وأطفال، بوسائل مختلفة، أبرزها: 285 برصاص مباشر، 198 نتيجة قصف عشوائي، 214 بألغام أرضية، 61 حالة قنص، 41 حالة إعدام ميداني، 13 تفجير منازل فوق ساكنيها، 18 اغتيالًا، 8 تحت التعذيب، 8 دهساً بعربات عسكرية. في حين بلغت الإصابات 931 حالة إصابة، بينها: 93 قنصاً، 271 برصاص حي، 163 بسبب قصف، 309 بألغام (العديد منها سبّب إعاقات دائمة)، 34 تفجير منازل، 14 تعذيب جسدي، 16 دهساً، 29 إصابات متنوعة.
وعلى صعيد الانتهاكات المرتبطة بالحريات والحقوق الشخصية، سجل التقرير 2780 حالة اعتقال تعسفي واختطاف، 366 حالة اختفاء قسري، 132 حالة تعذيب نفسي وجسدي، غالبية هذه الحالات تمّت خارج إطار القانون، وغالباً ما تعرض المعتقلون للتنكيل الوحشي، والإخفاء المطول دون محاكمات.
وتضمن التقرير إحصائيات مرعبة عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، من بينها: 714 منزلاً تضرر جزئياً جراء القصف، 346 منزلاً دُمّر بالكامل، 103 منازل فجّرت عمداً، 171 سيارة خاصة نُهبت،12 مرفق خدمات عامة هُدم، 48 مسجدًا ودار عبادة تضرر، 52 خزان مياه عام دُمر، 17 بئر مياه عُطل، 62 مزرعة تضررت، 178 محلاً تجاريًا دمر أو تضرر، 114 مركبة خاصة دُمرت أو نُهبت، 38 مبنى حكوميًا اقتُحم، 7 مكاتب حزبية داهمتها الميليشيا، 476 مداهمة وتفتيش منازل، 312 حالة سرقة ممتلكات خاصة إغلاق 77 مدرسة (54 حكومية و23 خاصة)
ووصفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات هذه الأرقام بأنها "تشكل أدلة دامغة على انتهاج الميليشيا لسياسة ممنهجة في ارتكاب جرائم حرب"، معتبرة أن "استهداف المدنيين وترويعهم، وتفجير المنازل، واستخدام الألغام، وحملات الاختطاف التعسفي، تكشف عن طبيعة إجرامية لا يمكن فصلها عن الأجندة الطائفية العنيفة التي تنتهجها الميليشيا".
وأكدت الشبكة أن "هذه الانتهاكات تمثل خرقاً صارخاً لاتفاقيات جنيف، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، وتستلزم تحركاً عاجلاً من قبل المجتمع الدولي".
ودعت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى التحرك السريع والجاد، والضغط على ميليشيا الحوثي لوقف هذه الانتهاكات، ورفع الحصار عن الأحياء المتضررة، وضمان ممرات إنسانية آمنة للمدنيين، ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم.
وختمت الشبكة بالتأكيد أن استمرار الصمت الدولي هو بمثابة "ضوء أخضر" لميليشيا الحوثي للاستمرار في سياساتها القمعية وتكريس الحكم بالقوة والرعب.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
ملثمون يثيرون الرعب.. كيف أصبحت تغطية وجوه عملاء الهجرة مسألة دستورية أمريكية؟
مع قرب انقضاء عام 2025، كانت الأشهر الأخيرة منه متخمة بانتهاكات حولت حياة المهاجرين في الولايات المتحدة إلى كابوس، بعد أن وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف الهجرة غير النظامية على رأس أولوياته أثناء ولايته الثانية، متخذًا عددا من الإجراءات التي تهدف إلى تسريع عمليات الترحيل والحد من دخول المهاجرين عبر الحدود،
تحدث موظفون سابقون في وزارة الأمن الداخلي إلى صحيفة الغارديان، والذين تم فصلهم من مناصبهم في مركز الحقوق المدنية والقانونية، وقال أحدهم عن إدارة ترامب: "إنهم لا يكترثون لقضايا الحقوق المدنية. ولهذا السبب طردونا جميعًا. إنهم ببساطة لا يكترثون للحقوق المدنية للمهاجرين. حتى عندما كنا هناك، لم يرغبوا في الاستماع إلى ما نقوله - لم يرغبوا في السماح لنا بأداء عملنا"، وأضاف آخرون: "قلة قليلة تعرف الكثير عما يحدث خلف الأبواب المغلقة داخل مراكز احتجاز إدارة الهجرة والجمارك (ICE) وفي مرافق الاحتجاز السرية".
ICE just took down an illegal migrant with a violent rap sheet — domestic abuse, child endangerment, DUI — and he resisted arrest during a chaotic confrontation.
This is exactly why strong borders matter.
Enough is enough. ???????? pic.twitter.com/KVFD2GJoR4 — ???????????????????????????? ???? (@Primewave96) July 30, 2025
بات الأسلوب العنيف لعناصر إنفاذ القانون "ICE"محطّ جدل واسع، حيث ترافق حملات المداهمات التي يشنها عناصر "آيس" الملثمين انتهاكات ولدت الكثير من مشاعر الرعب ليس لدى المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة فحسب، بل والمواطنين الأمريكيين أنفسهم.
"دولة الشرطة" الجديدة
قالت صحيفة واشنطن بوست، إنه في الوقت الذي أمر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتقال المتظاهرين لمجرد ارتدائهم أقنعة، ونشر على منصة "Truth Social" قائلَا: "لن يُسمح بارتداء الأقنعة في الاحتجاجات. ما الذي يخفيه هؤلاء الناس، ولماذا؟"، إلا أن مع اجتياح الاضطرابات وانتشار القوات العسكرية في المدن، بدأت تتكشف مشاهد مرعبة في مجتمعات أصغر في أنحاء البلاد التي باتت تتعرض لغزو ما يشبه قوة شرطة سرية، يصعب تمييزها غالبًا عن المجرمين العشوائيين.
وأضافت الصحيفة، أن العملاء الذين يظهرون وهم يرتدون أقنعة ومعدات تكتيكية، يرفضون إظهار بطاقات الهوية أو أوامر التفتيش أو حتى أسماء أي مجرمين من المفترض أنهم كانوا يطاردونهم، واصفة إياهم بأنهم "ربما كانوا مثل فرقة من الأولاد الفخورين أو شيء من هذا القبيل".
لماذا يخفون هوياتهم؟ ديمقراطيون يتساءلون
يضغط أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي على وزارة الأمن الداخلي للكشف عن معلومات حول ارتداء ضباط إدارة الهجرة (ICE) الأقنعة وإخفاء هوياتهم، في ما محاولة لإلزام عملاء إدارة الهجرة بالتعريف عن أنفسهم أثناء عمليات الاعتقال، وخاصة عندما يكونون ملثمين، وهي الممارسة التي أثارت غضب جماعات الحقوق المدنية.
WATCH: Federal agent opens fire on fleeing driver during immigration stop in Southern California
DHS says 2 officers were struck during the encounter. pic.twitter.com/UdgHGE0u5Y — Breaking911 (@Breaking911) August 19, 2025
ووفقًا للرسالة التي اطلعت عليها صحيفة "الغارديان"، كتب عضو الكونغرس روبرت جارسيا، أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة المعنية بالرقابة والإصلاح الحكومي، إلى جانب النائبة سمر لي، إلى وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، مطالبين بإصدار "مذكرات وتوجيهات وإرشادات واتصالات" بشأن استخدام ضباط الهجرة للأقنعة والسيارات غير المميزة لعمليات الهجرة.
???? BREAKING: MASSIVE groups of armed Border Patrol agents have just arrived in Downtown Chicago
Shlt’s about to get REAL!
The federal takeover of Chicago is looking imminent! ???????? pic.twitter.com/r6rmbZrLyW — Nick Sortor (@nicksortor) September 28, 2025
كتب الثنائي: "يكفل التعديل الرابع لكل شخص داخل الولايات المتحدة الحماية من عمليات التفتيش والمصادرة غير المعقولة، ويضمن التعديل الخامس الحق في الإجراءات القانونية الواجبة بموجب القانون"، وأضافا: "في انتهاك مباشر لهذه المبادئ، سمحت وزارة الأمن الداخلي لعملائها، ولا سيما من إدارة الهجرة والجمارك، بإخفاء هوياتهم واستخدام مركبات غير مميزة في أثناء قيامهم بأنشطة إنفاذ قوانين الهجرة".
اللثام.. مثير للرعب والريبة
جورجان دانجيلو، العضو في منظمة "المقاومة في العمل" (Resistencia en Acción)، وهي منظمة تُعنى بالعمال المهاجرين. أبلغت لجنة السلامة العامة في الجمعية العامة أنها شاهدت رجالًا ملثمين يرفضون الكشف عن هويتهم وهم "يسحبون" الناس من الشوارع، وتخشى أن يكونوا منتحلين، وقالت إن سكان ولاية نيو جيرسي يستحقون معرفة الوكالات التي تقوم بإنفاذ القوانين الفيدرالية.
ماديسون لينتون محللة سياسات وبحوث في تحالف نيوجيرسي للعدالة للمهاجرين، وهو أكبر ائتلاف لمنظمات المهاجرين في نيو جيرسي، قالت لينتون إن مجتمعات المهاجرين في جميع أنحاء الولاية واجهت تصعيدًا غير مسبوق في أساليب إنفاذ القانون، بدءًا من مداهمات واسعة النطاق للمستودعات وصولًا إلى الاعتقالات الفردية، وأضافت: "إن إخفاء هوية الضباط يساهم في الخوف والارتباك المنتشر الذي تروج له إدارة الهجرة والجمارك، ويعزز ثقافة وكالتها المتمثلة في الخروج عن القانون والإفلات من العقاب".
إخفاء هوياتهم.. للتهرّب من المساءلة
ازدادت المسألة القانونية تعقيدًا عندما قدّم مشرّعون ديمقراطيون تشريعًا يهدف إلى منع عملاء الحكومة الفيدرالية وضباط الشرطة المحليين من ارتداء الكمامات، وجاء ذلك وسط مخاوف من محاولة عملاء إدارة الهجرة والجمارك إخفاء هوياتهم والتهرّب من المساءلة عن أي سوء سلوك محتمل، ويدافع مسؤولو وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عن إخفاء العملاء لهوياتهم بالقول إنهم وعائلاتهم يصبحون هدفًا في حال معرفة هوياتهم،
BREAKING ???? Federal Agents have started taking over the streets of Chicago. Roaming the sidewalks
LET’S FREAKING GO ????
pic.twitter.com/nFYyrxjmA8 — MAGA Voice (@MAGAVoice) September 28, 2025
وقال عضو مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا كوت وينر في بيان صحفي: "لقد خلقت العمليات الفيدرالية في الولاية بيئة من الرعب العميق"، مطالبابحظر ارتداء شرطة الهجرة للأقنعة، فيما وصفت تريشيا ماكلولين، مساعدة وزيرة الأمن الداخلي، مشروع القانون المطروح بأنه "حقير"، قائلة: "بينما يتعرض ضباط إدارة الهجرة والكمارك للاعتداء من قبل مثيري الشغب ويتم إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف عليهم، يحاول سياسي مؤيد للملاذ الآمن حظر ارتداء الضباط للأقنعة لحماية أنفسهم من التشهير بهم واستهدافهم من قبل المتعاطفين المعروفين والمشتبه بهم مع الإرهاب".
توظيف عناصر في "ICE" دون ضوابط
كشفت تقرير لمجلة "ذا أتلانتيك" أن وزارة الأمن الداخلي تقوم بتمرير آلاف المجندين الجدد في الهجرة والكمارك بأدنى معايير التدريب والفحص من أجل تحقيق هدف ترحيل ضخم خلال وقت قياسي، حيث أتضح قبول مجندين فشلو في الاختبارات البدنية، وآخرين غير قادرين على القراءة أو اجتياز الاختبارات القانونية، واكتشاف وشوم لدى بعض العناصر مرتبطة بعصـابـات وتوجهات عنصرية متطرفة، كما وتم تقليص التدريب من 16 أسبوعًا إلى 6 أسابيع فقط، مع الإقرار ب تسجيل حالات اعتقالات لمواطنين أمريكيين بالخطأ خلال الحملات.
وبررت إدارة الهجرة والجمارك سرعة قبول تنسيب عناصر جدد ضمن قوات الشرطة، بسبب وجود نقص بالموظفين مع خشيتها في التخلف عن تحقيق هدف البيت الأبيض المتمثل في اعتقال 3000 شخص يوميًا، فضلا عن تعرضها لضغوط من البيت الأبيض لزيادة التوظيف بالتمويل الذي خصصه الكونجرس في قانون الضرائب والإنفاق الشامل الذي وقعه ترامب.
In Evanston, Illinois, the same ICE agent captured on video beating a man against the pavement was later seen punching another man in the face while he was stepping back. pic.twitter.com/GnbxXvcIwn — Molly Ploofkins (@Mollyploofkins) November 1, 2025
وأظهرت البيانات أن غالبية المجندين لم يستوفوا المعايير البدنية أو الأكاديمية لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، رغم الاشتراط على المتقدمين اجتياز اختبارات المخدرات والخضوع لتدقيق أمني من خلال مكتب الموارد البشرية التابع للإدارة قبل حضورهم الدورة التدريبية. وأفاد مسؤولون سابقون بأن هذه الإجراءات كانت تُطبق بصرامة أكبر قبل موجة التوظيف التي بدأت الصيف، وكان الهدف من هذه الإجراءات استبعاد المرشحين غير المؤهلين قبل إرسالهم إلى التدريب.
وقال مسؤول حالي ومسؤولان سابقان في وزارة الأمن الداخلي لشبكة "إن بي سي نيوز" إن: "هناك قلقاً متزايداً من أنه في سباق إدارة ترامب لزيادة عدد عملاء إدارة الهجرة والجمارك إلى 10000 بحلول نهاية العام، قد تغفل الوكالة عن وجود علامات تحذيرية في خلفيات بعض المجندين الجدد وتقوم بتوظيفهم ".
الاحتجاز والإساءة طالت المواطنين الأمريكيين أيضًا
وأثارت مشاهد وثقها ناشطون مناهضون لعمليات الترحيل، لعناصر الشرطة الأمريكية المعنية بشؤون الهجرة وهم يحملون بنادق هجومية أحيانًا ويطاردون المهاجرين في الشوارع والمزارع ومحطّات غسل السيارات والمطاعم ويكبّلون أياديهم بالأصفاد، موجة من الغضب، ما دفع أعضاء في الكونغرس (ديمقراطيون في مجلس الشيوخ) للدعوة بفتح تحقيق توصل في النهاية إلى أنه خلافًا لمزاعم إدارة ترامب، فأن عملاء الهجرة قاموا باحتجاز وإساءة معاملة المواطنين الأمريكيين بشكل متكرر.
The U.S. government doesn’t track how often immigration agents detain citizens. So ProPublica did.
We found more than 170 incidents since the start of Trump’s second term. Americans have been kicked, dragged and held for days without access to lawyers: https://t.co/Spdio0KRi2 pic.twitter.com/XnGQ484z5b — ProPublica (@propublica) November 5, 2025
وتضمنت نتائج التحقيق التي جاءت استجابة لتقرير موقع ProPublica "بروبابليكا"، مقابلات مع ما يقرب من عشرين أمريكيًا، أبلغوا المحققين في الكونغرس أن ضباط الهجرة قاموا بسحبهم من سياراتهم، واحتجزوهم أيامًا، واستخدموا ضدهم القوة المفرطة بشكل روتيني، وحرموهم من الرعاية الطبية.
ترويع للأطفال وتهديد بتفجير الرؤوس
كما كشف التحقيق أن العملاء "تعاملوا مع الأطفال باستهتار هدد بسلامتهم"، وأكدت إحدى المواطنات أن عملاء فيدراليين وجهوا أسلحتهم إلى أصغر أطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 8 سنوات، وسحبوا ابنتها البالغة من العمر 14 عامًا من شاحنة صغيرة وقيدوها برباط بلاستيكي، كما أدلت المواطنة، أنابيل روميرو، للمحققين بأن أحد عناصر الأمن هددها بـ"تفجير رأسها" خلال مداهمة فوضوية في مضمار سباق خيل ريفي في ولاية أيداهو، وأضافت أن عناصر الأمن "منعوا الناس من الحصول على حفاضات أو طعام لأطفالهم".
Just now: Woman protesting outside Broadview ICE facility is shot repeatedly with sting balls, thrown to the ground, and ultimately maced point blank in the face as she attempts to block ICE agents from leaving the facility in a vehicle. pic.twitter.com/pOHagtAPw9 — Ford Fischer (@FordFischer) September 19, 2025
السيناتور ريتشارد بلومنتال، الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، قال: "أكثر ما أثار استغرابي هو الوحشية والعنف الجسدي المتضمن في كل قصة، هذا أمر لا يمكن التعرف عليه في أمريكا. يجب أن يثير غضب الأمريكيين العاديين أن يتعرض مواطنوهم لهذه المعاملة".
وقال أكثر من 20 مواطنًا إنهم احتُجزوا لمدة يوم على الأقل دون أن يتمكنوا من الاتصال بمحامٍ أو بأحبائهم، كما كشف التحقيق أن ما يقرب من 20 طفلًا أمريكيًا احتُجزوا وبعضهم لأسابيع مع والدتهم غير الحاملة لوثائق إقامة، ودون السماح لهم بالتواصل مع محامٍ، وتزداد هذه المسألة أهمية وخطورة، بعد أن أصدرت المحكمة العليا أمرًا مؤقتًا هذا الخريف يسمح لوكلاء الهجرة في منطقة لوس أنجلوس بإيقاف المدنيين دون سبب واضح.
????BREAKING: ICE agents just CHARGED and KNOCKED DOWN violent anti-ICE rioters shaking the gates of their facility.
Arrest every last one of these rioting thugs.
pic.twitter.com/jFO9LRdD0n — Bo Loudon (@BoLoudon) June 14, 2025
"إساءة معاملة الناس دون عقاب"
مع وضع الرئيس ترامب وقف الهجرة غير النظامية على رأس أولوياته خلال ولايته الثانية، متخذًا عددا من الإجراءات التي تهدف إلى تسريع عمليات الترحيل والحد من دخول المهاجرين عبر الحدود، يحذر الخبراء من أن نظام الرقابة الفيدرالي في وزارة الأمن الداخلي (DHS) الذي يشرف على الشكاوى المتعلقة بانتهاكات الحقوق المدنية، بما في ذلك في مراكز احتجاز المهاجرين، قد تم تقويضه بشكل كامل لدرجة أنه قد يمهد الطريق لإدارة ترامب باتجاه "إساءة معاملة الناس دون عقاب"، وفق تقرير لصحيفة الغارديان.
مسؤولون سابقون في مجال الرقابة الفيدرالية دقوا ناقوس الخطر إزاء التفكيك السريع للضوابط التي تحمي من انتهاكات حقوق الإنسان – في الوقت الذي تدفع فيه الحكومة بعمليات إنفاذ قوانين الهجرة التي باتت توصف بالعدوانية.
قدّمت مجموعة من المراقبين المفصولين شكوى إلى الكونغرس عبر مشروع المساءلة الحكومية (GAP)، كما رفعت مجموعة من منظمات حقوق الإنسان دعوى قضائية ضد الإدارة مطالبةً بإعادة الموظفين إلى وظائفهم. ويتزايد القلق من أن نظام الرقابة، الذي كان ضعيفًا أصلًا، بات الآن على وشك الانهيار، في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة لمعاملة المحتجزين.
"سحق الخصية".. هكذا يعذبون المهاجرين
في رسالة من 19 صفحة، موجهة إلى كبار المسؤولين الحكوميين في وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والكمارك وقيادة فورت بليس العسكرية، اتهم تحالف من منظمات حقوق الإنسان المحلية والوطنية الأمريكية الضباط في منشأة احتجاز المهاجرين في قاعدة فورت بليس العسكرية في تكساس والتي تسمى معسكر شرق مونتانا، بإساءة معاملة المهاجرين المرحلين المعتقلين، مع اتهامات تشمل الضرب والاعتداء الجنسي والترحيل السري للمواطنين غير المكسيكيين إلى المكسيك
Denuncian tortura, deportaciones clandestinas y condiciones inhumanas en centro de detención migratoria de la base militar Fort Bliss, en Texas https://t.co/5yoJjlWzGs pic.twitter.com/cfn8b9JNu8 — EL IMPARCIAL (@elimparcialcom) December 11, 2025
وجاء في الرسالة التي وقعتها ثماني منظمات، بما في ذلك الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وإستريلا ديل باسو، ومشروع الحقوق المدنية في تكساس، ومركز لاس أميركا للدفاع عن المهاجرين: "في ضوء هذه الانتهاكات، فإننا نحث على إنهاء احتجاز المهاجرين في فورت بليس"، وإغلاق المعسكر فورًا، حيث يُحتجز أكثر من 2700 معتقل في مجمع من الخيام.
وقال "إسحاق"، وهو مواطن كوبي استخدم اسمًا مستعارًا، إنه بعد رفضه التوقيع على نموذج الترحيل الطوعي، ضرب الحراس في المخيم رأسه بالحائط عدة مرات، قبل أن "يمسك ضابط بخصيتي ويسحقهما بين أصابعه، وهو ما كان مؤلمًا ومذلًا للغاية".
"كرامة الإنسان والأمن القومي لا يتعارضان"
ومع تنامي الغضب بسبب الانتهاكات التي ترافق عمليات ملاحقة المهاجرين، شهدت جلسة لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي الخميس الماضي احتجاجات أمام وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم،حيث صرخ أحد المحتجين، وهو يرتدي زي كاهن، قائلًا: "أوقفوا مداهمات ICE! (شرطة الهجرة) قوة المسيح تجبركم على التوقف! أوقفوا الترحيلات! أحبوا جيرانكم!، قبل أن يتمّ إخراجه من القاعة على الفور، وحمل شخص آخر ينتمي إلى مجموعة السلام “كودبينك” لافتة مكتوبا عليها “لا ICE، لا جنود”، وكرر نفس الشعارات، وتم إخراجه أيضًا.
واعتبرت الناشطة بيتا يوليانو من “كود بينك” أن نويم “تتحدث عن تهديدات وطنية بينما تستخدم أموالنا لزرع الخوف في مجتمعاتنا. يجب إلغاء ICE وتحويل تلك الأموال لدعم التعليم والرعاية الصحية والإسكان ومكافحة التغير المناخي.” وانتقدت أيضًا وزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، متهمة إياهم بزيادة العنف داخليًا وخارجيًا.
ولطالما شددت نويم، على إيمانها المسيحي، قالت مؤخرًا إنها "اعتمدت على الرب طوال مسيرتها في الخدمة العامة."، كما أدان زعماء دينيون، بمن فيهم البابا ليو الرابع عشر، طريقة معاملة المهاجرين، ودعوا لتوفير رعاية روحية للمحتجزين. وأصدر أكثر من 200 أسقف كاثوليكي بيانًا مشتركًا أكدوا فيه أن "كرامة الإنسان والأمن القومي لا يتعارضان" ودعوا لإصلاح قوانين وإجراءات الهجرة.