عم الزين : (أيقونة الإبداع وحداء المسيرة)
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
الحمدلله عم الزين بخير وصحة جيدة ، نقلنا عن غيرنا وتعجلنا.. غفر الله لنا وحفظ الله عم الزين وبارك في ايامه ، هو الآن بقريته العيكورة صلى الفجر في المسجد..(الصورة المرفقة له صباح اليوم)
..ويبقي عم الزين ايقونة..
????
*عم الزين : (أيقونة الإبداع وحداء المسيرة)..*
د. إبراهيم الصديق على..
(1)
استقر في وجدان جيلنا بعضاً من الحس والشعور، ، من خلال ألحانه ، و في إختياراته، في إبتسامته الودود، في مدى صوته، في قوة قناعاته، لم تبدله الأيام أو تأخذه التقلبات، ذاك هو استاذنا الفنان زين العابدين طه، رجل يشبه هذا الوطن، في بساطته ووافر خيره ولطف معشره.
تجده حيث تقتضي المواقف، يصدح صوته بين زخات الرصاص، وصوت المدافع، أو ينطلق حراً في الجلسات واللقاءات الوادعة أو ينساب في مدينتك الهدي.. ما أطيب عزفه وابلغ لحنه وأسمي إحساسه..
(2)
للكثير من الحركيين سهم مخبوء وعطاء خفي، ولكن كسب زين العابدين طه من طينة خاصة، لقد اختار الإنشاد، مع ملكة عالية وإحساس مرهف وقدرة مميزة على التلحين، فهو سابق على غيره..
– فهو أميز من أحيا وسقي اشعار الإسلاميين وحببها للنفوس من الإنشاد، وبادر بذلك وأصبحت مدرسة لكل الفرق والمجموعات تنهل من غرسه، فهو عندهم جميعاً تلك النغمة اللطيفة (عم الزين)..
– فتح باباً مجالاً مهماً في ناحية القدرة التعبيرية اللحنية، من الإنشاد الجماعي، إلى واحة متنوعة من الخيارات، فهو زمجرة وهتاف، وهو نداء وحداء للمواكب، وهو إعلاء للقيم والمباديء ودعوة لفضيلة وهو توثيق للشواهد والمشاهد.. فهو سنار موعدنا، وفتي أخلاقه مثل، وهو قسمات الفجر، وهو المدفع، وهو (يااختي) وهو على (خطي الشهيد)، وحتى (سنعود)، ذات العزم وتلك الإبتسامة على الوجه الوضيء، يأخذك معه في إستغراق لحنه وجزالة الكلمات وحسن المخارج وتعظيم المقام.. إنه مدرسة..
(3)
ولد استاذ الزين بالعيكورة القرية الوادعة على ضفاف النيل الأزرق ، ونشأ في بيت محافظ ووالده داعية في الأوقاف وإمام مسجد وفي رحابهم خلوة لتدريس القرآن الكريم..
عاش بدايات صباه بعاصمة الجزيرة مدني، وغني على مسرح الجزيرة ولقبوه (أحمد المصطفى الصغير)، فقد كان يردد أغنيات الكبار، كما شجعه قامات من الموسيقيين والملحنين ومن الراحلين علاء الدين حمزة وود الحاوي، وتأثر كثيراً بالموسيقار عبدالماجد خليفة في (تواشيحه وإبتهالاته)..
واختار طريق الأداء الرسالي،..
(4)
قدم المبدع زين العابدين، نموذجاَ فريداً في ألحانه وإختياراته، وبدأ مع كلمات د. أمين حسن عمر (ابنة الدهقان)، وجسد من خلالها قدراته التلحينية وملكاته التعبيرية، وحسن الإختيار:
برّح الشـــــوقُ بقلبي
يا ابنة الدهقان صُبي
قـــــــــهوة مما تخبئ
في دهاليــــز الزمان
هاجسُ الشوق إستطالَ
وإلى الأحبــــــــاب مالَ
مدنِف يهـــــوى الجمالَ
من قديــــــم العهد كان
هاجني الشـــوق وبرّح
وأحتواني الصبر طـوّح
اشتهي في النــــور أسبح
أستقي نبع الحنــــــان
منذ عهد الذرِ كنتُ
مســتهاماً مذ عَرفتُ
كــلما عاهدت صنتُ
ليت قلبي ما يهـــــان
أسقني خمر المعاني
واشفني مما أعـاني
فأنا واهٍ وعــــــــانِِ
مثلما أنت تــــــران
أسقني روِّي مشاشي
قهــــوة رقّت حواشي
وأنـا صاحي وغاشي
آه من عين الجــــلال
هذه الراح استنــارت
وهفت بالروح طارت
اشرقت لما تـــوارت
نـــورها غشَّ البيان
بإِِسمه الرحمن صلي
باِِسمه المنـعم جُد لي
كل تهيــامي وشُغلي
عن كياني والمكـان
باِِسمه القدوس عُذت
بِِإسمه المانــــع لُذت
بِِإسمه الباســط حُذت
كل خير في الزمـــان
وجهه الزاهي صباحي
كلمه الطيـــــــب راحي
كــــل شربي وأمتياحي
بأبـــــــــــاريق الجنان
وغني وابدع في (اماه لا تجزعي فالحافظ الله، إنا سلكنا طريقاً قد خبرناه) يقود نداء مواكب المسير لله على أجنحة مرفرفة واشواق سماوية..
واعطي كلمات احمد محمد صالح جرعة من الرقة والحيوية حين غناها في موال :
فينوس يا رمز الجمال.. و متعة الأيام عندى..
لما جلوك على الملا.. وتخيروا الخطاب بعدى..
هرعوا إليـــك جماعة.. وبقيت مثل السيف وحدى..
استنجز الوعـــد النسيم.. وأسأل الركبان جهدى..
يا من رأى حسناء تخـطر.. فى ثياب اللازورد..
لو كان زندى واريا.. لتهيّبوا كفى و زندى…
وابدع في إثراء الساحة الفنية بأغنيات الفداء للدين والوطن، فذلك أكثر إرتباطاً بقضايا الأمة وأكثر قرباً للوجدان والذوق السليم..
(5)
في ذلك اليوم من العام ١٩٨٣م، صعد المبدع زين العابدين، مسرح دار إتحاد طلاب جامعة ام درمان الإسلامية، بالموردة، وبدأت أنامله في عزف يسابق الإحساس ، وفجأة علا صوت احد الطلاب من خلفه، كان يهتف بهستيريا هذا باطل، سارعت إلي الطالب وأمسكت به، ومع حالته تلك كان الشيخ زين العابدين يواصل إنشاده (ياأختي ويا ذاتي.. ويا محبوبتي انتي)..
وألتفت على قائلاً (قول ليه إن شاء الله ادخل الجنة قبلك)، لقد اخلص في مشروع فكرته دون كلل..
وهذا دأب المبدع زين العابدين طه، في ترحال موصول لجبر الخواطر والمشاركة في المناسبات َالافراح، وأمضي غالب حياته من نداء آخر،
حفظ الله عم الزين وحيا امثاله..
٦ مارس ٢٠٢٢م
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: زین العابدین
إقرأ أيضاً:
تكريم الفائزين في المرحلة الثانية من مسابقة الإبداع الثقافي بأندية الداخلية والوسطى
احتضن مركز نزوى الثقافي أمس حفل ختام تصفيات المرحلة الثانية من مسابقة الأندية للإبداع الثقافي على مستوى محافظتي الداخلية والوسطى، والذي نظمته إدارة الثقافة والرياضة والشباب بمحافظة الداخلية، وسط أجواء احتفالية كرّمت الموهبة والتميز؛ وجرى الاحتفال تحت رعاية سعادة الدكتور علي بن ناصر الحراصي، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية نزوى، بحضور أحمد بن محمد الحراصي، مدير الإدارة ورئيس فريق عمل المسابقة، وعدد من ممثلي الأندية واللجان الشبابية والفرق الإعلامية.
وشهد الحفل تكريم الفائزين بالمركزين الأول والثاني في مختلف مجالات المسابقة، حيث جاءت النتائج على النحو الآتي: في مجال الإنشاد جاء بالمركز الأول ناصر بن طلال بن ناصر الحسيني من نادي إزكي وبالمركز الثاني مؤيد بن زاهر بن سالم القرواشي من نادي فنجاء، وفي مجال المناظرات جاءت بالمركز الأول ملاك بنت سعيد بن محمد الرواحية من نادي سمائل وبالمركز الثاني ريم بنت إدريس بن سيف أمبوسعيدية من نادي إزكي، وفي مجال الشعر الشعبي جاء بالمركز الأول حسان بن سعيد بن محمد الحوسني من نادي إزكي وبالمركز الثاني رائد بن محمد بن حمدان الجنيبي من نادي الوسطى، أما في مجال الشعر الفصيح فقد جاء بالمركز الأول محمد بن عبدالله بن خلفان الفارسي من نادي فنجاء وبالمركز الثاني الخليل بن أحمد بن مرهون البوسعيدي من نادي نزوى، وفي مجال التعليق الرياضي جاء بالمركز الأول المنذر بن سليم بن سالم الخصيبي من نادي البشائر وبالمركز الثاني المهلب بن جمعة بن محمد العمري من نادي إزكي، أما في مجال الفنون الموسيقية فقد جاء بالمركز الأول سليمان بن هلال بن سليمان الكندي من نادي بُهلا وبالمركز الثاني محمد بن حسن بن جمعة العجمي من نادي نزوى، وفي مجال الابتكار وريادة الأعمال جاءت بالمركز الأول أفنان بنت يعقوب بن حمد الرواحية من نادي سمائل وبالمركز الثاني عبدالله بن زاهر بن خلف الشرياني من نادي بُهلا، وفي مجال الألعاب الإلكترونية جاء بالمركز الأول فهر بن زايد الكندي من نادي بُهلا وبالمركز الثاني عمر بن محمد بن ميرزا البلوشي من نادي إزكي وبالمركز الثالث سلمان نادر خذا بخش البلوشي من نادي إزكي.
وتخللت الحفل فقرات فنية متنوعة، كما تم تكريم الفرق الإعلامية واللجان الشبابية التي ساهمت في تنظيم التصفيات، وأكدت إدارة الثقافة والرياضة والشباب أن هذا التكريم يمثل محطة مهمة في مسيرة المشاركين، مع التمنيات لهم بمزيد من التوفيق في المرحلة النهائية على مستوى سلطنة عُمان؛ فالإبداع الحقيقي لا يُتوّج فقط، بل يستمر في التقدم نحو الأفق الأوسع.
يُشار إلى أن مسابقة الأندية للإبداع الثقافي تُنظم سنويًّا لتعزيز المشاركة الشبابية، وصقل المهارات الثقافية والإبداعية في مختلف محافظات السلطنة، وهي إحدى مبادرات وزارة الثقافة والرياضة والشباب في تمكين الطاقات الوطنية الواعدة.