"كل الشعوب جاية تغني" .. شعار مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
الاسماعيليه تستعد لاستقبال مهرجان الفنون الشعبية الدولي…
رفعت محافظة الإسماعيلية درجة الاستعدادات لاستقبال مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في نسخته ال23، وذلك يوم السبت المقبل الموافق 2 سبتمبر بمشاركة 18 فريق بينهم 6 فرق عربية وأجنبية ولأول مرة فرقة رضا للفنون الشعبية .
واعلنت إدارة السياحة بمحافظة الإسماعيلية إقامة معرضًين أحدهما للكتاب والاخر للفنون التشكيلية على هامش فاعليات المهرجان والتي تستمر حتى 8 سبتمبر .
وتنطلق فاعليات المهرجان بديفيليه العروض يوم السبت الثاني من سبتمبر بكرنفال الافتتاح لعدد ثمانية عشر فرقة مشاركة من مختلف الثقافات والحضارات لتقديم فنون بلدانهم المتنوعة، وذلك بشارع محمد علي في تمام السادسة مساءًا على أن يقام حفل افتتاح المهرجان يوم الاحد الثالث من سبتمبر بقصر ثقافة الإسماعيلية وتقام العروض يوميًا ابتداء من يوم الرابع من سبتمبر حتى الثامن من سبتمبر فى عدة اماكن ونوادي "نادى الدنفاة ' الفيروز'نادى الاسرة بالاضافة الي حديقة الشيخ زايد وقصر ثقافة الاسماعيلية وأيضًا عروض بمركز ومدينة فايد والقصاصين والقنطرة غرب بمشاركة عشر فرق مصرية ومشاركة الفرق الاجنبية (المكسيك، رومانيا، سيريلانكا، أندونيسيا، الهند وفلسطين).
وكانت إدارة السياحة أعلنت عن استقبال عشرات المتطوعين من شباب الجامعات بالإسماعيلية وذلك للمشاركة في استقبال الفرق بالمهرجان ومصاحباتهم طوال برنامج المهرجان .
وتقيم محافظة الإسماعيلية مهرجانات دولية أبرزها مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام الوثائقية والروائية القصيرة ومهرجان المانجو، بالإضافة لمهرجان الفنون الشعبية الدولي.
وكان محافظ الإسماعيلية الأسبق عبد المنعم عمارة صاحب مبادرة تنظيم مهرجان دولي للفنون الشعبية بمحافظة الإسماعيلية في الثمانينات من القرن الماضي بهدف التعريف بالثقافات والفلكور الفني وفي محاولة للترويج السياحي للاسماعيلية التي كانت بدأت في هذا التوقيت يتاح لها مكانة على خريطة السياحة الداخلية في مصر بعد عدة سنوات من إعادة تعمير المدينة التي عانت ويلات الحرب حتى اكتوبر 1973.
واستمر مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في فعالياته السنوية كل عام حتى بداية الألفية حيث تم وقفه لأسباب أمنية ثم عاود لاستئناف نشاطه في 2015 ليكمل هذا العام نسخته ال 23.
وتعد اغنية (كل الشعوب جاية تغني في مهرجان الاسماعيليه والكل هيقدم فنه من الفنون الشعبية) اشهر الاغاني التي يحفظها أهالي الإسماعيلية ويستقبلون بها ضيوف المهرجان والمشاركين فيه .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محافظة الإسماعيلية مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية فرقة رضا مهرجان الإسماعیلیة للفنون الشعبیة من سبتمبر
إقرأ أيضاً:
مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
تقرير/ جميل القشم
في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.
يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.
تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.
يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.
يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.
لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.
تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.
ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.
يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.
ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.
ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.
يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.
يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.
ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.
يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.
سبأ