الفضة تستعيد بريقها وسط رهانات على خفض الفائدة وتنامي الطلب الصناعي
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
في أسبوع شهد تقلبات عنيفة في الأسواق العالمية، تراجعت أسعار الفضة محليًا رغم تسجيل الأوقية مستويات تاريخية في يوليو، قبل أن تستعيد بعض عافيتها مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، وتنامي الإقبال على المعادن النفيسة كملاذات آمنة في ظل الغموض الاقتصادي والجيوسياسي.
وبحسب تقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" للأبحاث، فقد انخفض سعر جرام الفضة عيار 800 في السوق المحلية من 53 إلى 52 جنيهًا بنهاية الأسبوع، في حين سجل عيار 999 نحو 65 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 60 جنيهًا، بينما بلغ سعر جنيه الفضة (عيار 925) نحو 480 جنيهًا.
أما على الصعيد العالمي، فقد افتتحت أوقية الفضة تداولات الأسبوع عند 38 دولارًا، لتغلق عند 36.96 دولارًا، وسط ضغوط من البيانات الاقتصادية الأميركية وتذبذب أداء الدولار.
بيانات أمريكية ضعيفة تعيد الزخم للفضة
عادت الفضة لتنتعش بنهاية الأسبوع، عقب صدور تقرير الوظائف الأميركية لشهر يوليو، والذي جاء دون التوقعات بكثير، حيث أضاف الاقتصاد الأميركي 73 ألف وظيفة فقط مقابل توقعات بـ110 آلاف، فيما تم خفض أرقام يونيو إلى 14 ألف وظيفة فقط بعد أن كانت مُعلنة عند 147 ألفًا، وارتفع معدل البطالة إلى 4.2%.
هذه البيانات الضعيفة تسببت في موجة بيع حادة للدولار الأمريكي، ما أدى إلى تراجع عوائد السندات الأمريكية، وأعاد تنشيط التوقعات بخفض الفائدة في سبتمبر بنسبة تصل إلى 82% وفقًا لأداة مراقبة الاحتياطي الفيدرالي من بورصة شيكاغو التجارية، وهو ما عزز من جاذبية الفضة كأصل غير مُدر للعائد.
شهر يوليو الاستثنائي: الفضة تسجل قمة 13 عامًا
خلال يوليو، حققت الفضة أداءً قويًا؛ إذ افتتح جرام الفضة عيار 800 تداولاته عند 50.50 جنيهًا، ليلامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 54 جنيهًا، قبل أن يغلق الشهر عند 52 جنيهًا، في الوقت نفسه، ارتفعت الأوقية من 36 دولارًا لتسجل ذروتها عند 39.37 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011.
هذا الصعود التاريخي يعكس تحوّلًا لافتًا في شهية المستثمرين نحو الفضة، مدفوعًا بمخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي، والتوجه نحو الطاقة الخضراء، والتوترات التجارية المتصاعدة.
الطلب الصناعي يعزز آفاق الصعود
أشار التقرير إلى أن الطلب الصناعي المتزايد على الفضة، لا سيما من قطاعات الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والإلكترونيات، يمثل دعمًا جوهريًا للسوق، في ظل تقلّص المعروض العالمي واضطرابات سلاسل التوريد.
ويرى بنك "سيتي" أن الفضة مرشحة لبلوغ مستوى 40 دولارًا خلال الأشهر الـ6 إلى 12 المقبلة، مع توقعات بتجاوز 46 دولارًا في الربع الثالث من 2025. كما أشار التقرير إلى أن الفضة ما تزال مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية مقارنة بالذهب، مع انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة إلى 86 مقابل متوسط تاريخي بين 50 و60، ما يشير إلى إمكانية وصول الفضة إلى أكثر من 63 دولارًا إذا عاد التوازن النسبي مع الذهب.
أصل دفاعي للمستقبل
أوضح تقرير "الملاذ الآمن" أن الفضة تستعيد موقعها كأصل آمن، في وقت تتصاعد فيه التحديات العالمية، من التباطؤ الاقتصادي والتضخم، إلى تقلبات السياسة النقدية والتجارية، وبينما تُعدّ الفضة أكثر تقلبًا من الذهب، إلا أنها تُتيح فرصة استثمارية مرنة، وبتكلفة أقل، للمستثمرين الأفراد والمؤسسات الباحثة عن التحوّط والنمو في آنٍ معًا.
رؤية للمستثمرين المصريين
في ظل توسع مصر في الاعتماد على الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، تبرز الفضة كعنصر استراتيجي في البنية الصناعية المستقبلية، فضلًا عن كونها أداة استثمارية مرشحة للنمو، ويوصي التقرير المستثمرين بالاحتفاظ بنسبة لا تقل عن 10% من محافظهم بالفضة، ضمن رؤية تنويعية تدمج بين الأمان والعائد المحتمل.
وتُشير تقديرات معهد الفضة الدولي إلى أن الطلب العالمي على الفضة سيتجاوز 1.2 مليار أوقية بحلول عام 2025، مما يعزز التوقعات بموجة صعود جديدة، قد تجعل من هذا المعدن “الأقل شأنًا” تاريخيًا، نجمًا صاعدًا في مشهد المعادن الثمينة خلال المرحلة المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أسعار الفضة أسعار الفضة محلي ا الأسواق العالمية المعادن النفيسة الفضة عيار 800 دولار ا جنیه ا
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها في 7 أسابيع
استقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها في سبعة أسابيع خلال تعاملات اليوم الجمعة، مدعومة بتوقعات السوق باستمرار خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، بعدما جاء موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي أقل تشدداً من تقديرات المستثمرين، وفي المقابل، واصلت الفضة التحرك بالقرب من القمة التاريخية التي لامستها أمس.
وسجّل الذهب في التعاملات الفورية تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 4275.44 دولار للأونصة بحلول الساعة 02:36 بتوقيت غرينتش، إلا أنه يتجه لإنهاء الأسبوع على ارتفاع بنحو 1.8% بعد بلوغه أعلى مستوى منذ 21 أكتوبر خلال جلسة أمس. كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 4306.20 دولار.
ويتجه الدولار نحو تسجيل ثالث خسارة أسبوعية متتالية، ما يعزز جاذبية المعدن الأصفر لحائزي العملات الأخرى، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".
وقالت سوني كوماري، المحللة في بنك ANZ، إن الذهب يبدو "في وضع قوي للغاية"، مشيرة إلى أن الأسواق ما زالت تراهن على خفضين في أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
وكان الفيدرالي الأميركي قد أعلن الأربعاء عن خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثالثة هذا العام، في قرار جاء وسط تباين واضح في آراء أعضائه. واعتبر المستثمرون أن نبرة رئيسه جيروم باول أقل ميلاً للتشديد النقدي، رغم تأكيده أن أي خطوات مقبلة ستكون مرتبطة بوضوح مسار التضخم وأداء سوق العمل.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت طلبات إعانات البطالة الأسبوعية بأكبر وتيرة في نحو أربع سنوات ونصف، لكن الزيادة لم تُفسَّر على أنها ضعف جوهري في سوق العمل. ويترقّب المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية الأسبوع المقبل لاستقاء مؤشرات أوضح حول اتجاه السياسة النقدية.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4% إلى 63.84 دولار للأونصة، بعد أن لامست مستوى تاريخيًا عند 64.31 دولار أمس، وتتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية بنحو 9.2%. وقفزت الفضة بأكثر من الضعف منذ بداية العام مدعومة بارتفاع الطلب الصناعي وتقلّص المخزونات وضمّها لقائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة.
وواصل البلاتين صعوده بنسبة 0.2% مسجلاً 1698.45 دولار، بينما ارتفع البلاديوم 1.9% إلى 1512 دولار، مع توقعات بإغلاقهما الأسبوع على مكاسب.