اعتراف إسرائيلي: الاحتلال يُمنى بخسارة مزدوجة.. يخسر الساحة الدولية ومصير الأسرى
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
لا تتوقف الاعترافات الاسرائيلية عن التأثيرات السلبية للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، بحيث أنها ساهمت بإضعاف مكانة دولة الاحتلال على مستوى العالم، بل وأضعفت قوتها على طاولة المفاوضات بشكل مباشر، في حين أنها تتعامى عن السبيل الوحيد لإنهاء الكارثة المتحققة في غزة، والمتمثلة بإعادة جميع الرهائن عبر اتفاق شامل يُنهي الحرب، ويُهيئ البنية التحتية السياسية لتشكيل حكومة فلسطينية بديلة.
وذكرت دانا وولف، خبيرة القانون الدولي والمفاوضات بجامعة رايخمان، أنه "في ظل انهيار سياسي غير مسبوق، وانضمام المزيد من الدول للدعوة للاعتراف بدولة فلسطينية، أعلنت إسرائيل من جانب واحد عن هدنات إنسانية في غزة، وهي في الواقع وقف إطلاق نار مؤقت لمدة عشر ساعات يوميًا للسماح بدخول وتوزيع المساعدات الإنسانية على الفلسطينيين في القطاع".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "بعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب، ورغم سيطرة إسرائيل على معظم القطاع، فلا يزال عاجزا عن التعامل مع القضية الإنسانية، حيث تنظر دول العالم إليه بأنه الطرف المسيطر والمسؤول، وتبدو التفسيرات التي يقدمها مجرد أعذار واهية أمام صور الجوع والمعاناة، لأنه من منظور القانون الدولي، يُعدّ نقل المساعدات للمدنيين غير المشاركين قاعدة أساسية في قوانين الحرب".
وأشارت أنه "في الحالة الإسرائيلية، أصبحت مسألة المساعدات الإنسانية سلاحًا في يد حماس بهدف تقويض الشرعية الدولية للاحتلال، لأنه منذ بداية الحرب، أدّت اتهامات الحدّ من المساعدات لمواجهته دعوى قضائية من جنوب أفريقيا بتهمة "الإبادة الجماعية"، ومذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهذه أحداث غير مسبوقة، مُدمّرة له على الصعيدين القانوني والسياسي".
وأوضحت أنه "على الصعيد القانوني، لم تتعلم حكومة نتنياهو شيئًا من الحملة الأولى، حيث تتصرف بطريقة تُقدّم دليلًا على الإجراءات القاسية المُتخذة ضدها، ويتحدث الرئيس ترامب علنًا عن المجاعة في غزة بينما تُنقل المساعدات جوًا للسكان، مما يُلحق ضررًا بالغًا بمصالحه العليا، وسيُطاردها لسنوات قادمة، ويُعرّض جنودها المشاركين في القتال وصنع القرار للخطر قانونيًا".
وأضافت أنه "على المستوى السياسي، تُمثّل هذه النقطة الضعيفة التي تستغلها حماس بشكل منهجي، لأنه من خلال اللعب على أوتار الضائقة الإنسانية، تُدير حماس انهيار موقف إسرائيل على الساحة الدولية، وتُضعف قوتها على طاولة المفاوضات بشكل مباشر، فكل يوم يُبلّغ فيه عن حدث إنساني صعب، وكل صورة لطفل جائع، تُساعد جهود حماس لعزله عالمياً، ووقف إطلاق النار المؤقت الذي قرره دليل على ذلك".
وأكدت أن "التطورات الأخيرة في غزة تُظهِر الضعف المحيط بإسرائيل، ويفصل الهدنات عن إطلاق سراح الرهائن، ويسمح لحماس، التي تضررت عملياتها بشدة، بالحفاظ على قوتها السياسية، والحصول على ميزة لا تُطاق على إسرائيل، كل هذا يحدث في الوقت نفسه الذي تنهار فيه مفاوضات التوصل لاتفاق جزئي، وهو ما تُواصل حماس رفضه، وهذه المفاوضات لا تُضعف فقط آخر أدوات الضغط الإسرائيلية على حماس، بل تُلحق الضرر بالرهائن الذين ينفد وقتهم، وتُدخل تل أبيب في عزلة دولية".
وأشارت الكاتبة إلى أن "الرهائن الإسرائيليين دفعوا ثمن فشل هذا المسار، للمرة الألف، حيث تُدرك حماس أنهم ورقتها المتبقية الوحيدة، ولا تنوي إطلاق سراحهم مقابل وقف إطلاق النار وحده، ففي نهاية المطاف، مُنحت هدنة إنسانية دون إطلاق سراح رهينة واحد، وهي تُدرك أن الضغط الدولي يُصبّ في مصلحتها، وليس لديها أي مصلحة بالتخلي عن هذا الرصيد الاستراتيجي المهم، حيث أثبت التاريخ أن القضاء عليها لا يُمكن بالوسائل العسكرية فقط، بل يجب أن يكون قائمًا على أرضية سياسية".
وختمت بالقول إن "السبيل لإعادة جميع الرهائن لديارهم هو اتفاق شامل يُنهي الحرب، ويُهيئ البنية التحتية السياسية اللازمة لتشكيل حكومة فلسطينية بديلة، مدعومة بتحالف من الدول العربية المعتدلة، لأن أي حل آخر سيُعرّض سلامتهم للخطر، ويصبّ في مصلحة حماس، ويُلحق ضررًا بالغًا بمكانة إسرائيل الدولية، لدرجة الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال صفقة التبادل صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تحكم قبضتها في غزة
عواصم - رويترز
أحكم مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قبضتهم في غزة اليوم الثلاثاء بعدما نفذوا علنا عمليات إعدام، في تحد لإسرائيل التي أكدت أن الحرب لا يمكن أن تنتهي بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل تخلي حماس عن سلاحها.
وفي تأكيد صارخ على عودة الحركة الفلسطينية، أعدم المقاتلون رجالا اتهموهم بالتعاون مع القوات الإسرائيلية.
وظهر مقاتلو حماس، في أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها في وقت متأخر من يوم أمس الاثنين، وهم يسحبون سبعة رجال إلى داخل دائرة من الناس في مدينة غزة ويجبرونهم على الركوع ثم أطلقوا النار عليهم من الخلف. وأكد مصدر من حماس صحة الفيديو.
وقال سكان في غزة إنهم لاحظوا اليوم الثلاثاء زيادة أعداد المقاتلين وانتشارهم على الطرق التي يستلزم السير عليها لتوصيل المساعدات.
وتقول مصادر أمنية فلسطينية إن عشرات الأشخاص قُتلوا في اشتباكات بين مقاتلي حماس وخصومهم في الأيام القليلة الماضية.
ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق الحضرية في القطاع بموجب وقف إطلاق النار الذي بدأ الأسبوع الماضي، قالت السلطات الصحية في القطاع إن خمسة أشخاص قُتلوا في قصف بطائرات مسيرة أثناء توجههم لتفقد منازلهم في أحد الأحياء بشرق مدينة غزة، وقُتل شخص وأصيب آخر أيضا في غارة جوية قرب خان يونس.
واتهمت حماس إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على أشخاص اجتازوا خطوط الهدنة واقتربوا من قواته متجاهلين نداءات بأن يعودوا أدراجهم.
* ترامب يعلن عن "فجر تاريخي" لكن العقبات لا تزال قائمة
تسلط ممارسة حماس لسلطتها من جديد في غزة واستمرار موجات العنف الضوء على وجود عقبات ضخمة أمام الجهود الرامية إلى تحويل خطة ترامب لوقف إطلاق النار إلى حل طويل الأمد للصراع.
ورغم حديث ترامب عن "فجر تاريخي لشرق أوسط جديد" أمام الكنيست الإسرائيلي أمس الاثنين، لم يتم التفاوض حتى الآن على بعض من أصعب بنود خطته لحل المشاكل التي أفسدت الجهود السابقة لإنهاء الحرب.
ولا تزال القوات الإسرائيلية موجودة في معظم أنحاء قطاع غزة بعد انسحابها جزئيا منه. ولم تتحقق وعود زيادة المساعدات وتسليمها لسكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، ويواجه الكثير منهم المجاعة.
وانتهت قمة شارك ترامب في استضافتها بمصر أمس الاثنين دون الإعلان عن أي تقدم يذكر باتجاه تشكيل قوة عسكرية دولية أو حكومة جديدة في غزة. ولا تزال رفات 23 رهينة على الأقل موجودة في غزة.
* حماس تؤكد سيطرتها
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طوال الوقت أن الحرب لن تنتهي إلا بتخلي حماس عن سلاحها وعن إدارة غزة، وهو مطلب رفضته الحركة، مما أدى إلى نسف كل مساعي وقف الحرب السابقة.
وعندما ظهر مقاتلو حماس في الشوارع خلال وقف إطلاق النار الذي استمر لفترة بدأت في يناير كانون الثاني وانتهت في مارس آذار، تخلت إسرائيل عن الهدنة وألغت المفاوضات بشأن إنهاء الحرب. لكن ترامب الذي أعلن انتهاء الحرب قال أمس الاثنين إن حماس حصلت على ضوء أخضر مؤقت للحفاظ على الأمن والنظام.
وقال ترامب "يريدون بالفعل وقف المشاكل، وكانوا منفتحين في هذا الشأن، وأعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت".
وقالت مصادر في حماس لرويترز اليوم إن الحركة لن تتسامح مجددا مع الإخلال بالنظام في غزة وستستهدف المتواطئين واللصوص المسلحين وتجار المخدرات.
وضعفت قوة الحركة إلى حد كبير بعد عامين من القصف الإسرائيلي العنيف والتوغلات البرية، إلا أنها بدأت تستعيد حضورها تدريجيا مع عودة المقاتلين المتبقين إلى الشوارع منذ سريان وقف إطلاق النار قبل أيام.
ونشرت الحركة، التي تدير غزة منذ عام 2007، مئات العمال للبدء في إزالة الأنقاض من الطرق الرئيسية اللازمة للوصول إلى المساكن المتضررة أو المدمرة وإصلاح أنابيب المياه المكسورة.
وستكون هناك حاجة أيضا إلى تهيئة الطرق وتوفير الأمن من أجل زيادة إيصال المساعدات. وتقول حماس إن المئات من رجال الشرطة قُتلوا على يد إسرائيل أثناء حماية طرق المساعدات خلال الحرب. وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف مقاتلي حماس.
*المساعدات والرهائن
أنهى وقف إطلاق النار حربا مدمرة استمرت لعامين في غزة والتي اندلعت بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ووفقا للسلطات الصحية المحلية في غزة، أدت الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى مقتل نحو 68000 شخص، ويُخشى أن يكون هناك آلاف آخرون لقوا حتفهم تحت الأنقاض. وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة إنه تم انتشال 250 جثة منذ بدء وقف إطلاق النار.
وتحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض، وقال مرصد عالمي للجوع في أغسطس آب أن المجاعة تحدث في القطاع. وأظهر مقطع فيديو نشرته رويترز اليوم أشخاصا يزيلون الحطام من الشوارع وشاحنة مساعدات تتحرك في سوق يحميها رجال مسلحون يجلسون فوقها.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تيس إنجرام إن مساعدات تصل إلى غزة تضم الخيام والأغطية المشمعة والملابس الشتوية ومستلزمات النظافة الصحية للأسر وغيرها من المواد الضرورية لكنها تأمل في زيادة كبيرة في تدفق المساعدات في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وفي إسرائيل، وبعد الابتهاج الذي ساد الأجواء أمس الاثنين بعودة آخر 20 رهينة على قيد الحياة، انتظرت عائلات الرهائن الذين أعلن عن وفاتهم كلمة من السلطات الإسرائيلية حول مصير ذويهم.
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إنه تم تحديد هوية الرهائن الأربعة الذين سلمت حماس رفاتهم أمس. وذكر الجيش أن أحدهم كان طالبا من نيبال. وبذلك يصبح عدد الرهائن الذين تم الإعلان رسميا عن وفاتهم 23، بالإضافة إلى رهينة لم يتحدد مصيره بعد.
وتخشى بعض العائلات أن تضيع رفات ذويهم إلى الأبد تحت أنقاض غزة. ومن المفترض أن يساعد فريق عمل دولي خاص في العثور على الرفات التي لم تتمكن حماس من العثور عليها.