صندوق مساعدات يقتل ممرضًا في غزة ومنظمات الإغاثة تحذّر من خطورة الإنزال الجوي
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
في قطاع غزة المحاصر، باتت عمليات الإغاثة الجوية التي يُفترض أن تحمل أملاً، سببًا آخر للفقد. إذ تحوّلت بعض عمليات الإنزال إلى "حقول موت"، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى فعاليتها، واتهامات باستخدامها كأداة استعراض سياسي على حساب أرواح المدنيين. اعلان
قُتل الممرض الفلسطيني عدي القرعان، الإثنين، بعدما سقط عليه صندوق مساعدات خلال عملية إنزال جوي وسط قطاع غزة، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى.
وتسلّط تلك الحوادث الضوء على مخاطر آلية توصيل المساعدات هذه، والتي وُصفت بـ"العشوائية والخطيرة، بل والمذلّة أحيانًا".
تقول منظمات إغاثية إن هذه الطرود لا تلبّي إلا جزءًا ضئيلًا من الحاجات الإنسانية المتفاقمة في القطاع، في وقت تزداد فيه أصوات التشكيك في نوايا الجهات المنفذة. ويرى البعض أن هذه العمليات لا تخرج عن كونها محاولات لـ"تلميع الصورة" وتقديم استعراض رمزي لا يسمن ولا يغني عن جوع، بينما المطلوب هو كسر الحصار وفتح المعابر لتدفق المساعدات بانتظام وفعالية.
Related من تل أبيب.. ويتكوف يؤكّد لعائلات المحتجزين في غزة استعداد حماس لنزع سلاحها والحركة تنفيالجوع يحصد أرواح 162 فلسطينيا بينهم 92 طفلًا واليونيسف تحذرّ: غزة تجاوزت عتبة المجاعةفلسطينيون في غزة يخاطرون بحياتهم من أجل لقمة وحشد إسرائيلي على الحدود يدعو لاستيطان القطاع كلفة إنسانية باهظةأطلق الجيش الأمريكي حملة إنزال جوي فوق غزة، وانضمت إليها لاحقًا المملكة المتحدة، وفرنسا، والأردن، وإسبانيا، وكذلك ألمانيا التي أعلن مستشارها فريدريش ميرتس أن "العمل قد يكون محدود الأثر، لكنه يحمل رسالة: نحن هنا، نحن نساعد".
لكن المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، اعتبر أن هذه العمليات "غير فعالة"، مؤكدًا أنها "لا تضع حدًا للمجاعة المتفاقمة في غزة"، بل إنها "تكلف أكثر من 100 ضعف مقارنة بنقل المساعدات برًا، مع قدرتها على نقل كميات أقل بكثير".
وفي منشور له عبر منصة "إكس"، أشار لازاريني إلى أن تكلفة الإنزال الجوي باهظة وغير مستدامة، مطالبًا بتوفير الإرادة السياسية نفسها لفتح المعابر البرية. وأضاف أن "الطريقة الوحيدة لمواجهة المجاعة هي إغراق غزة بالمساعدات"، مشيرًا إلى أن لدى الوكالة نحو 6,000 شاحنة مساعدات تقف عند أبواب القطاع في انتظار الضوء الأخضر للدخول.
جوعٌ يتفاقم في القطاعتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن سوء التغذية في غزة بلغ مستويات "مقلقة"، إذ سُجّلت 74 حالة وفاة مرتبطة بذلك منذ مطلع عام 2025. ويوم الجمعة وحده، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ثلاث وفيات جديدة بسبب الجوع، بينهم طفلان، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 162 شخصًا حتى الآن.
من جهته، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن ثلث سكان غزة لم يحصلوا على الطعام لأيام متتالية، وأن ربع السكان يواجهون مستويات من انعدام الأمن الغذائي تصل حد المجاعة. كما أشار إلى أن 100,000 امرأة وطفل يعانون من سوء تغذية حاد.
ويؤكد العاملون في القطاع الإنساني أن القيود المشددة على دخول المساعدات منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهرًا فاقمت الأزمة بشكل كارثي.
وكانت الدولة العبرية قد فرضت حصارًا تامًا على دخول الغذاء والإمدادات الأخرى بدءًا من آذار/ مارس، بزعم الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
ورغم استئناف جزئي لتدفق المساعدات في أيار/ مايو، لا تزال الكميات التي تدخل القطاع لا تفي بالحاجة، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الأمني والخدماتي، ما يجعل عملية توزيع الغذاء بشكل آمن شبه مستحيلة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس غزة دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا مجاعة قطاع غزة إسرائيل المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس ضحايا مجاعة إيران قطاع غزة حروب المساعدات الإنسانية ـ إغاثة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
14 شهيدا إثر نتيجة البرد القارس بغزة
صراحة نيوز-قالت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة إن 14 فلسطينياً، بينهم 6 أطفال، استشهدوا نتيجة الأمطار والبرد القارس، منذ بدء تأثير المنخفض الجوي بيرون، فيما انهار أكثر من 15 منزلاً في مناطق متفرقة من القطاع.
وأوضحت المصادر أن النازحين يواجهون أوضاعاً إنسانية قاسية داخل خيام مهترئة، في ظل إمكانيات شبه معدومة لحماية الأطفال من البرد، مؤكدة استمرار وصول حالات بسبب الانهيارات والغرق.
وأضافت أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشلت جثامين 4 فلسطينيين، بينهم طفلان، إثر انهيار منزل في منطقة بير النعجة شمالي القطاع، فيما أشار مراسلون إلى انهيار مبنى متعدد الطوابق في مشروع بيت لاهيا دون تسجيل إصابات.
وبيّن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الأمطار الغزيرة والرياح العاتية أغرقت وجرفت واقتلعت أكثر من 27 ألف خيمة، منذ أول أمس، ما فاقم معاناة مئات آلاف النازحين في مختلف مناطق القطاع.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق إن أكثر من 140 ألف شخص تضرروا من الأمطار التي غمرت أكثر من 200 موقع نزوح في قطاع غزة، مؤكداً ضرورة رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، ورفع الحظر عن عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأضاف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في فلسطين جوناثان كريكس أن الحاجة ملحة لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، موضحاً أهمية تكثيف إدخال الملابس والخيام لمواجهة الظروف الجوية القاسية.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن ما يدخل من مستلزمات الإيواء لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، ولا يقي من المطر والبرد، مشددة على أن استشهاد فلسطينيين بسبب انهيار الخيام والبرد يؤكد استمرار حرب الإبادة وإن اختلفت أدواتها.
وأوضحت مصادر محلية أن المنخفض الجوي جاء في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعاً مأساوية بسبب انعدام مقومات الحياة الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية جراء الحصار، مبينة أن نحو 250 ألف أسرة تعيش في مخيمات نزوح داخل القطاع.
سياسياً، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يطالب إسرائيل، باعتبارها قوة احتلال، بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان توفير الغذاء والماء والدواء والمأوى للسكان، واحترام امتيازات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وأشار القرار، الذي صاغته النرويج، إلى ضرورة حماية الطواقم الطبية والإغاثية، ومنع التهجير القسري وتجويع المدنيين، وعدم عرقلة عمل الأمم المتحدة.
وأكدت تقارير أممية أن إسرائيل ما تزال تعرقل تدفق المساعدات إلى غزة رغم مرور شهرين على اتفاق وقف الحرب، موضحة أن الكميات المسموح بإدخالها أقل من الحد الأدنى المطلوب لتلبية احتياجات نحو مليونين وأربعمئة ألف إنسان.
وأضاف بيان مشترك لوزراء خارجية قطر والسعودية ومصر والأردن والإمارات وتركيا وإندونيسيا وباكستان أن دور الأونروا لا غنى عنه لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، مديناً اقتحام القوات الإسرائيلية مقر الوكالة في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ومؤكداً أن دورها غير قابل للاستبدال في توزيع المساعدات.
وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن قرار الجمعية العامة يعكس ما وصفته بانحياز ضد إسرائيل، فيما قالت الخارجية الأميركية إن القرار غير جاد ومثير للانقسام، مضيفة أنه يستند إلى مزاعم اعتبرتها كاذبة.
وبيّنت مصادر حقوقية أن الحرب التي بدأت في تشرين الأول 2023 خلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، إضافة إلى دمار واسع طال نحو 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في قطاع غزة.