أبرزت صحيفة "فيتنام نيوز" الفيتنامية زيارة الرئيس الفيتنامى لونج كونج إلى مصر وأهمية علاقات فيتنام والدول العربية، لاسيما فى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإنتاج الهيدروجين الأخضر، إضافة إلى تقنيات تخزين الطاقة.

وأشارت الصحيفة إلى الخطاب السياسي الذي ألقاه الرئيس لونج كونج في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة وأكد فيه رغبة فيتنام في فتح صفحة جديدة في تعاونها متعدد الجوانب مع الدول العربية، سعيا نحو السلام والشراكة والتنمية المستدامة وأنه يمكن الاستفادة من التعاون المشترك في مجالات الطاقة الواعدة ونقاط القوة التي يتمتع بها العالم العربي في رأس المال والتكنولوجيا، وقدرة فيتنام المتنامية في مجال الطاقة المتجددة.

الرئيس السيسي يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع فيتنامالرئيس السيسي يستقبل رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أن فيتنام وجامعة الدول العربية أنشأتا في يوليو 2023، آلية تعاون بين وزارة الخارجية الفيتنامية والأمانة العامة للجامعة.

وخلال كلمته، أشار كوانج إلى أنه في ظل المشهد العالمي المعقد الحالي، تأمل فيتنام أن تتحمل جميع الدول مسؤوليتها في الحفاظ على السلام العالمي من خلال تعزيز التعددية واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعايير السلوك المعترف بها عالميا، مع مراعاة المصالح المشروعة للدول الصغيرة والمتوسطة الحجم.

وأكد فهم فيتنام العميق لقيمة السلام، الذي تبلور عبر عقود من الحرب والمصاعب، معربا عن قلقه البالغ إزاء العنف المستمر والأزمة الإنسانية المطولة في الشرق الأوسط.. معربا عن أمله في أن تسعى جميع الأطراف المعنية إلى حلول سلمية ومستدامة قائمة على القانون الدولي والحوار لحل صراعات المنطقة واختلافاتها.

وفي معرض حديثه عن الإنجازات التاريخية التي حققتها فيتنام منذ إطلاق إصلاحات "دوي موي" (التجديد) قبل نحو 40 عاما، عزا الرئيس كونج نجاح بلاده إلى تركيزها على 3 ركائز أساسية وهي: بناء ديمقراطية اشتراكية وبناء دولة اشتراكية قائمة على سيادة القانون، إضافة إلى تعزيز اقتصاد سوق ذي توجه اشتراكي.

وقال إن فيتنام تسعى جاهدة لتحقيق هدفين استراتيجيين: أن تصبح دولة صناعية حديثة ذات دخل متوسط مرتفع بحلول عام 2030، وأن تصل إلى مصاف الدول المتقدمة ذات الدخل المرتفع بحلول عام 2045.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أكد كوانج التزام فيتنام بدبلوماسية مستقلة وسلمية ومعتمدة على الذات واستباقية تعزز التعددية والتنوع.. مضيفا أن فيتنام ستواصل التكامل الدولي العميق، وستكون عضوا مسؤولا وبناء في المجتمع الدولي. وفي العصر الحديث، ستسعى فيتنام إلى دبلوماسية شاملة وحديثة ومهنية لتعزيز دورها ومكانتها في السياسة والاقتصاد والثقافة العالمية.

وأعرب الرئيس الفيتنامي عن اعتزازه بالعلاقات الدبلوماسية الفيتنامية مع جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، البالغ عددها 22 دولة، مؤكدا التعاون الجوهري والفعال بشكل متزايد في مختلف القطاعات، مقترحا - لتعزيز العلاقات - تعزيز تبادل الوفود رفيعة المستوى عبر القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف، بما في ذلك المنتديات الإقليمية والدولية.

كما شجع على توسيع التبادلات الثقافية والفنية وبرامج المنح الدراسية، لا سيما للطلاب الفيتناميين الذين يتعلمون اللغة العربية في المنطقة.. وحث كونج الجانبين على تعزيز التنسيق في المنتديات الإقليمية والدولية متعددة الأطراف.

وأكد الرئيس الفيتنامي لونج كونج، رغبة بلاده في تعزيز علاقات أكثر جوهرية وفعالية مع جامعة الدول العربية وجميع الدول الأعضاء فيها، إذ أن معظمها من الأصدقاء القدامى والشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لبلاده.

وأشاد الرئيس كونج بالدور الفعال لجامعة الدول العربية في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.. معربا عن ثقته في أن جامعة الدول العربية ستواصل تحقيق المزيد من النجاحات في بناء مجتمع متحد ومزدهر وديناميكي على مختلف الأصعدة.

وللبناء على هذه العلاقات الودية، دعا رئيس فيتنام إلى تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي لتعميق الثقة والتفاهم المتبادل بين بلاده والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، كما دعا الطرفين إلى التنفيذ الفعال لاتفاقيات التعاون القائمة، ومن أبرزها مذكرة التفاهم بين وزارة الخارجية الفيتنامية وأمانة جامعة الدول العربية.

كما حث على إجراء مشاورات وثيقة والدعم المتبادل في المحافل متعددة الأطراف، لا سيما في الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز.

وأكد موافقة فيتنام على اقتراح الأمين العام لجامعة الدول العربية بتعزيز التعاون بين الجامعة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

طباعة شارك فيتنام نيوز الرئيس الفيتنامى لونج كونج فيتنام مجالات الطاقة الشمسية تخزين الطاقة جامعة الدول العربية مجالات الطاقة الواعدة العالم العربي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فيتنام نيوز فيتنام مجالات الطاقة الشمسية تخزين الطاقة جامعة الدول العربية مجالات الطاقة الواعدة العالم العربي جامعة الدول العربیة مجالات الطاقة

إقرأ أيضاً:

المملكة العربية السعودية ومفاوضات معاهدة البلاستيك: قيادة واقعية لحلول بيئية مستدامة

في 23 يوليو 2025، نشرت صحيفة The Guardian البريطانية تقريرًا بعنوان “الاختراق الكامل: كيف أغرقت صناعة البلاستيك محادثات معاهدة عالمية حيوية”، تحدثت فيه عن التأثير الكبير للقطاع الصناعي في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن معاهدة الحد من التلوث البلاستيكي.

وبينما أبرز المقال شكاوى بعض المشاركين من ضغوط الشركات، فقد أشار بوضوح إلى دور بعض الدول، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، في الدفاع عن نهج مختلف للمشكلة. من المهم هنا أن نُعلّق على هذا الطرح بنظرة متوازنة.

فبينما يُسلّط التقرير الضوء على الهواجس البيئية، إلا أنه يغفل السياق الأوسع الذي تتحرك فيه دول ذات سيادة مثل المملكة، والتي لا تسعى إلى العرقلة كما يُفهم من بعض العناوين، بل إلى صياغة حلول قابلة للتطبيق تراعي التوازن بين البيئة والاقتصاد. المملكة العربية السعودية، باعتبارها إحدى الدول الرائدة في قطاع الطاقة والصناعة، تؤمن بأن معالجة أزمة البلاستيك لا ينبغي أن تُختزل في إجراءات متسرعة كفرض سقف إنتاج شامل، بل في بناء منظومة متكاملة تشمل تطوير التقنيات النظيفة، وتحسين إدارة النفايات، وتشجيع التدوير، وخلق اقتصاد دائري مستدام. وهي رؤية تتسق مع الحقائق العلمية؛ إذ يُظهر تقرير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) لعام 2022 أن العالم لا يُعيد تدوير سوى 9% من نفاياته البلاستيكية، مما يؤكد أن المشكلة في الإدارة، لا فقط في الإنتاج.

ما ورد في تقرير الغارديان من تصوير للمملكة كـ “قائدة تحالف” يسعى لتقويض جهود البيئة، يفتقر إلى الإنصاف. فالمملكة لم تكتف بالمشاركة الدبلوماسية فحسب، بل كانت وما زالت من أكبر الداعمين الفعليين لبرامج الأمم المتحدة البيئية، بمساهمات تتجاوز 20 مليون دولار بين عامي 2020 و2024، فضلًا عن استضافتها ليوم البيئة العالمي في 2024، وزيارات متعددة لمسؤولي UNEP إلى الرياض، في إطار شراكة بيئية متقدمة.

وقد عبّر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، عن رؤية المملكة بقوله: “نحن لا ننكر التحديات البيئية، بل نملك الإرادة والمعرفة والموارد لمواجهتها، ولكننا نرفض اختزال الحلول في قرارات عاطفية لا تراعي العدالة البيئية والتنموية.”

وهذا الموقف يتجلى كذلك في رؤية 2030، التي وضعت الاستدامة في قلب التحول الوطني، من خلال مشاريع ضخمة للطاقة النظيفة، والتشجير، وتقنيات التقاط الكربون، وإدارة النفايات الصناعية.

وقد جاءت هذه الرؤية المناخية المتقدمة لتعكسها أيضًا قرارات الحكومة السعودية في أعلى مستوياتها. ففي اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 29 يوليو 2025، استعرض المجلس مستجدات جهود المملكة في تطوير تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، ومن أبرز ما تم الإعلان عنه تشغيل وحدة اختبارية لتقنية التقاط الكربون من الهواء مباشرة في مدينة الرياض.

ويمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة ضمن مساعي المملكة لاستكشاف حلول تقنية مبتكرة وواعدة تعزز تحقيق الطموحات المناخية بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. المملكة لا تسعى إلى تقويض أي جهد بيئي دولي، بل تُطالب بنقاش علمي وواقعي يأخذ في الاعتبار تباين الدول في قدراتها وظروفها الاقتصادية. وهي تؤدي دورًا مسؤولًا في المفاوضات، لا بوصفها عائقًا، بل بصفتها شريكًا مؤثرًا يُقدّم بدائل واقعية تضمن الاستدامة دون المساس بالحق في التنمية.

وقد أثبتت المملكة من خلال مبادرة السعودية الخضراء أنها تتبنى التحول البيئي كخيار وطني استراتيجي، عبر زراعة 10 مليارات شجرة وخفض الانبعاثات بأكثر من 278 مليون طن سنويًا بحلول 2030.

وهو التزام يفوق ما تعهدت به العديد من الدول الصناعية الكبرى. كما تُعزز المملكة حضورها في المحافل البيئية الدولية، لا بصفتها مدافعة عن صناعات تقليدية، بل كمصدر لحلول ومبادرات عملية. ومن أبرزها مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون التي أطلقتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين عام 2020، ونالت تأييدًا عالميًا بوصفها إطارًا مرنًا يوازن بين البيئة والتنمية.

 

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يستقبل رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية
  • مختص باقتصاد الطاقة يوضح هدف الاستعادة التدريجية لتعديلات الإنتاج
  • المملكة العربية السعودية ومفاوضات معاهدة البلاستيك: قيادة واقعية لحلول بيئية مستدامة
  • مجلس التعاون ومنتدى الطاقة الدولي يبحثان تعزيز التعاون في مجالات الطاقة
  • مجموعة بسطامي وصاحب تعلن عن شراكة استراتيجية بين BYD ونادي إنتر ميلان الإيطالي FC Internazionale Milano
  • رئيس فيتنام يدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة أمام مجلس الجامعة العربية
  • رئيس فيتنام: نؤمن بحل الدولتين وندعم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية
  • أبو الغيط يستقبل لوونج كوونج رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية
  • مصر تدعو إلى نظام أمني إقليمي يحمي مصالح الدول العربية