عاجل: شباب ومختصون لـ"اليوم": غلاء تكاليف الزواج يهدد الاستقرار والحل في التوعية والتيسير
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
أكد شباب وشابات ومختصون في العلاقات الأسرية، أن غلاء تكاليف الزواج بات يشكّل عائقًا حقيقيًا أمام كثير من المقبلين عليه، نتيجة تداخل عوامل اجتماعية واقتصادية وثقافية، أبرزها المبالغة في المهور والتجهيزات والحفلات، وتأثير الثقافة الاستهلاكية التي تُضخم من صورة الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يحوّله إلى مشروع مرهق بدل كونه شراكة إنسانية ومسؤولية مشتركة.
وأوضحوا في حديثهم لـ"اليوم" أن التوقعات المرتفعة من بعض الأسر، والضغوط المجتمعية، والتأثر بالنماذج الإعلامية، تدفع الشباب إلى الاستدانة أو التأجيل، وتنعكس سلبًا على استقرار الحياة الزوجية.
أخبار متعلقة عاجل: تكاليف الزواج.. حفلات الزفاف تتحول من فرحة إلى عبء نفسي ومالي"اليوم" تفتح ملف غلاء تكاليف الزواج.. مظاهر تتحدى فتاوى التيسير والظروف الاقتصاديةالكرم بين العادة والعبء.. دعوات مجتمعية لكسر حلقات التكاليف الباهظة في الزواج - عاجلوشددوا على أهمية نشر الوعي وتغيير المفاهيم، من خلال تعزيز ثقافة الترشيد والاعتدال، ودعم الزواج الميسر، وتقنين المهور، وإطلاق مبادرات مؤسسية وإعلامية تُعيد للزواج معناه الحقيقي، كميثاق غليظ ومشروع لبناء أسرة مستقرة بعيدًا عن مظاهر البذخ والمفاخرة.ثقافة المقارنات الاجتماعيةأكدت الباحثة في القضايا الفكرية والثقافية والمسؤولية المجتمعية ريم عبدالرحمن رمزي، أن غلاء تكاليف الزواج يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، تبدأ من مغالاة بعض الأسر في المهور وفرض تجهيزات باهظة، مرورًا بثقافة المقارنات الاجتماعية والمظاهر التي تغذيها وسائل الإعلام، وصولًا إلى التأثر بنماذج الأعراس الفاخرة.
د. ريم عبدالرحمن
وقالت إن هذه الأسباب تُثقل كاهل الشباب، وتؤخر سن الزواج، وتؤثر سلبًا على استقرار الأسرة واستدامتها.
وأوضحت أن معالجة هذه الظاهرة تبدأ بالعودة إلى التوجيهات النبوية التي تحث على التيسير، مشيرة إلى قول النبي ﷺ: "أعظم النساء بركة أيسرهن صداقًا"، كما دعت إلى نشر الوعي المجتمعي، والحد من المبالغة في الحفلات، وتشجيع الزواج الميسر.
وأضافت أن المملكة تولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف من خلال برامج وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومبادرات الجمعيات الخيرية، والقروض الميسرة، ودعم الزواج الجماعي، بما يعزز مفهوم الزواج كعبادة وميثاق لا عبء مالي مرهق.ارتفاع أسعار السكن والتجهيزاتمن جهتها، أكدت الأخصائية والمهتمة بالعلاج الزواجي حنين الضاحي أن الزواج في ظل الظروف الاقتصادية الحالية أصبح تحديًا ماليًا ونفسيًا أمام الشباب، نتيجة لتداخل عدة عوامل، أبرزها توقعات الأسر المرتفعة التي تشترط حفلات فخمة وتجهيزات باهظة، وضغط المجتمع للمجاراة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تصدّر صورة مثالية للمظاهر الزفافية، مما يضع الشريكين تحت ضغط نفسي واقتصادي كبير.
كما أن ارتفاع أسعار السكن والتجهيزات الأساسية حوّل الزواج إلى مشروع مالي ضخم.
وأوضحت أن الحل يبدأ بنشر التوعية وتصحيح المفاهيم عبر الإعلام ودورات التأهيل قبل الزواج، وتسليط الضوء على نماذج ناجحة لزواجات بسيطة ومستقرة.
كما دعت إلى تقديم الدعم النفسي للشريكين لتعزيز التفاهم حول التوقعات والاحتياجات، وتشجيع الأسر على التيسير وتقليل الشروط المادية.استقرار الحياة الزوجيةوأكدت "الضاحي" أهمية اعتماد الزواج المختصر أو الجماعي كخيار واقعي، وتوفير برامج دعم للشباب تشمل مساعدات مالية وتسهيلات بنكية بشروط عادلة.
وشددت على ضرورة الاتفاق المسبق بين الطرفين حول الميزانية، وتحديد المهر وفق القدرة، والتركيز على الأساسيات دون إسراف.
وختمت بأن إشراك الطرفين في اتخاذ القرارات يرسّخ الشعور بالمسؤولية، ويعزز من فرص نجاح واستقرار الحياة الزوجية.مهور باهظة وحفلات فاخرةوأكد المختص في العلاقات الإنسانية د. عبدالعزيز آل حسن أن الزواج في زمن تغلب فيه المظاهر ويتعاظم فيه حضور المادة على القيم، بات مشروعًا استعراضيًا يرتبط بالبذخ لا بالمسؤولية، وتحول من شراكة إنسانية إلى صفقة تجارية يغذيها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
د عبدالعزيز آل حسن
وأشار إلى أن قائمة المطالب، من مهور باهظة وحفلات فاخرة ومنازل فخمة، تُثقل كاهل الشباب وتؤخر الزواج أو تدفعهم للاقتراض، مما ينعكس لاحقًا على استقرارهم النفسي والمادي.
وأوضح أن هذه الممارسات تخلق بيئة هشّة للعلاقات، حيث تتحول الضغوط المالية إلى خلافات تهدد كيان الأسرة.
ودعا إلى إعادة النظر في ثقافة الزواج الحالية، وتفعيل دور الجهات الدينية والمجتمعية في تقنين المهور، وتشجيع الزواج الجماعي، والترويج لحفلات بسيطة تعكس روح الشراكة لا المظاهر.
كما شدد على أهمية التوعية المجتمعية، خاصة بين أسر الفتيات، وخفض سقف التوقعات، وتعزيز دور الجمعيات الأهلية في الدعم المالي والعيني، مع ضرورة أن يُسهم الإعلام في تصحيح الصورة النمطية للزواج الناجح، بعيدًا عن النماذج الاستهلاكية، مؤكدًا أن الزواج جوهره بناء أسرة مستقرة لا استعراض زائل.القروض والمبادرات الخيريةوأكدت المستشارة الأسرية والتربوية مها العتيبي، أن ارتفاع تكاليف الزواج يعود لعوامل متعددة، أبرزها توقعات الأسر المرتفعة، والمبالغة في المهور والتجهيزات، إضافة إلى الضغوط المجتمعية والعادات التي تربط نجاح الزواج بالبذخ، فضلًا عن تأثير الثقافة الاستهلاكية التي تروّج لها وسائل التواصل الاجتماعي، مما يدفع الشباب لتحمّل أعباء تفوق قدرتهم.
وأوضحت العتيبي أن معالجة هذه الظاهرة تبدأ بتوعية الأسر بقيم التيسير، وتشجيع المجتمع على تبني حفلات بسيطة خالية من المقارنات، ومكافحة الصورة النمطية للزواج الفاخر عبر الإعلام.
ودعت إلى ترشيد النفقات بوضع ميزانية واقعية، وتبسيط المهور والتجهيزات، وتقليل تكاليف الحفل.
كما شددت على أهمية توفير دعم مؤسسي عبر القروض والمبادرات الخيرية، وإطلاق برامج إرشادية تركز على التخطيط المالي وإدارة الزواج.
وأكدت أن دور الإعلام والمؤثرين محوري في تقديم نماذج واقعية لزواجات بسيطة ناجحة.
واختتمت بالقول إن الزواج مشروع لبناء أسرة مستقرة، لا مناسبة للاستعراض، ويتطلب تعاونًا مجتمعيًا متكاملًا يعيد الاعتبار لقيم التفاهم والاعتدال والوعي.الشباب المقبلين على الزواجوقال الشاب علي الغامدي إن الأوضاع الاقتصادية الراهنة ضاعفت العبء على الشباب المقبلين على الزواج، ودفعت كثيرين لإعادة التفكير في المتطلبات.
علي الغامدي
وأشار إلى أن تقليل المهور والنفقات أصبح مقبولًا أكثر من السابق، لكن بعض الأسر ما زالت ترفع السقف بدوافع اجتماعية لا اقتصادية، خاصة في ما يتعلق بالذهب، والتجهيزات، والتصوير.
واعتبر أن هذه الكماليات يمكن الاستغناء عنها دون أن تؤثر على جوهر الزواج أو سعادته.
وأضاف أن الإعلانات التي تروّج لشهر عسل فاخر تسهم في تضخيم التوقعات، وتدفع البعض للاقتراض، مما يؤثر لاحقًا على الاستقرار المالي.
ورأى أن من يختارون الزواج البسيط غالبًا يواجهون نقدًا أو استغرابًا، رغم نجاح تجاربهم، وختم بالتأكيد على أهمية تعزيز ثقافة الترشيد في المجتمع، وتقدير الزواج كمسؤولية وبناء أسرة لا كمهرجان اجتماعي عابر.تقليل المهور والمصاريفوأكد الشاب علي السالم أن الظروف الاقتصادية دفعت الشباب لإعادة ترتيب أولويات الزواج، فلم تعد الكماليات ضرورية كما في السابق.
علي السالم
وقال إن هناك وعيًا متزايدًا بضرورة تقليل المهور والمصاريف، إلا أن بعض الأسر لا تزال متمسكة بعادات اجتماعية لا تتناسب مع الواقع، وتضع الشباب تحت ضغوط مالية.
وأشار إلى أن كثيرًا من المتطلبات – كالذهب والمكياج والتأثيث – تُطلب بدافع المباهاة لا الحاجة، في حين يُبالغ في تصوير شهر العسل كأمر أساسي، مما يرفع سقف التوقعات ويزيد الديون.
وبيّن أن الزواج البسيط خيار واقعي وذكي، لكنه لا يزال يواجه مقاومة اجتماعية.
ودعا إلى توعية مجتمعية تعيد تعريف الزواج كمسؤولية وشراكة مبنية على التفاهم، لا كحدث استعراضي، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي يكمن في بناء أسرة مستقرة لا في استعراض مكلف.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات الزواج تكاليف الزواج تجهيزات الزواج ملف الزواج اليوم تفتح ملف الزواج الزواج في السعودية السعودية غلاء تكاليف الزواج وسائل التواصل الاجتماعی أسرة مستقرة على أهمیة أن الزواج بعض الأسر التی ت
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. تراجع محصول الكاكاو في إفريقيا يهدد الإمدادات العالمية - عاجل
تشهد غرب إفريقيا - موطن أكبر منتجي الكاكاو في العالم - حصادًا مخيبًا للآمال في الإنتاج، إذ من المتوقع أن تجمع كوت ديفوار 1.4 مليون طن من الكاكاو، فيما تجمع غانا 620 ألف طن من الكاكاو، وكلاهما أقل من ذروتهما التاريخية.
ويُبقي هذا التراجع في الإنتاج الإمدادات العالمية من الكاكاو شحيحة، على الرغم من أن تراجع الطلب يوفر بعض التخفيف في الضغط على السوق.
أخبار متعلقة 5 خطوات لإصدار هوية تابع مقيم من حاملي رقم الحدود عبر أبشرخبراء: 1.5 تريليون دولار خسائر أضرار التلوث البلاستيكي على الصحةوتعاني صناعة الكاكاو في غرب إفريقيا من مشكلات هيكلية مستمرة، مثل شيخوخة الأشجار وانتشار أمراض المحاصيل، ما يحد من الإنتاج ويؤدي لارتفاع الأسعار.موسم حصاد مخيب للآمالومن المتوقع أن تجمع كوت ديفوار -أكبر منتج للكاكاو في العالم- نحو 1.4 مليون طن من الكاكاو خلال موسم الحصاد الرئيسي، الذي يمتد من أكتوبر حتى مارس، وهو رقم يتماشى مع التوقعات لهذا الموسم.
وتواجه غانا المجاورة وضعًا أكثر صعوبة، إذ يتوقع أن يصل إنتاجها إلى 620 ألف طن فقط، وهو مستوى أقل بكثير من ذروتها التاريخية.
وهذه الأرقام ستحد من الإمدادات العالمية من الكاكاو، رغم تراجع الطلب الذي قد يخفف بعض الضغط بعد نقص يقدر بـ 40 ألف طن هذا العام.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تراجع محصول الكاكاو في إفريقيا يهدد الإمدادات العالمية - business inquirer
وأشارت منظمة الكاكاو الدولية، إلى أن نسبة المخزون إلى الاستخدام -وهي مقياس رئيسي لعلاقة العرض بالطلب- قريبة من أدنى مستوى لها منذ عام 1981 على الأقل.تقلبات الأسعار عالميًاوكانت أسعار الكاكاو شهدت تقلبات كبيرة، إذ انخفضت العقود الآجلة قرابة 40% من أعلى مستوى لها على الإطلاق، الذي بلغ نحو 13 ألف دولار للطن في ديسمبر.
وتُعد الأشهر الثلاثة القادمة في غرب إفريقيا حاسمة للغاية لموسم الكاكاو، إذ إنه بعد موسم الأمطار من أبريل حتى يونيو، تدخل حبوب الكاكاو الآن مرحلة النمو القصوى.
وكانت الأمطار الغزيرة في يونيو الماضي ساعدت على تخفيف المخاوف قبل شهر يوليو الجاف، لكن إذا استمرت الظروف الجافة حتى أغسطس، فقد يتفاقم الوضع.
ومع ذلك، برزت الكاميرون نقطة إيجابية، إذ من المتوقع أن يرتفع إنتاجها بنسبة 12% ليصل إلى 300 ألف طن، مخالفةً بذلك الاتجاه الإقليمي، وفي المقابل من المتوقع أن تشهد نيجيريا انخفاضًا كبيرًا في الإنتاج، بنسبة 11% ليصل إلى 305 آلاف طن في موسم 2025-2026.