دار الأوبرا البريطانية تلغي عرضًا في تل أبيب بعد احتجاج موظفيها على موقفها من الحرب على غزة
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
ألغت دار الباليه والأوبرا الملكية البريطانية عرضها لأوبرا "توسكا"، الذي كان مقرراً عام 2026 في الأوبرا الإسرائيلية بمدينة تل أبيب، وذلك عقب توقيع 182 موظفاً على رسالة عبّروا فيها عن إدانتهم لموقف المنظمة من الحرب على غزة. اعلان
ألغت دار الباليه والأوبرا الملكية البريطانية (RBO) عرض أوبرا "توسكا" بعدما أدان نحو 200 موظف ما وصفوه بـ"نفاق" المؤسسة في ما يتعلق بالحرب على غزة، متهمين إياها بدعم "حكومة متورطة حاليًا في جرائم ضد الإنسانية".
وفي رسالة وجّهها إلى الموظفين، بحسب ما نقلت صحيفة "الغارديان"، أعلن الرئيس التنفيذي لدار الباليه والأوبرا الملكية السير أليكس بيرد: "لقد اتخذنا قرارًا بعدم تقديم العرض في إسرائيل".
وأقر بيرد بتلقيه رسالة مفتوحة موقّعة من 182 موظفاً، من بينهم راقصون وموسيقيون ومغنون وأفراد من طاقم الكواليس، كانت قد أُرسلت إليه وإلى مجلس الإدارة يوم الجمعة الماضي.
وكتب الموقعون في رسالتهم: "نرفض تقديم أي عروض حالية أو مستقبلية في إسرائيل"، كما أدانوا "صمت المنظمة تجاه سلوك إسرائيل في الإبادة الجماعية التي ارتكبتها، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 60,000 فلسطيني".
وانتقدت الرسالة بشدة قرار المنظمة الملكية الهولندية الأخير بالسماح بعرض أوبرا "توراندوت" في إسرائيل.
وكتب الموظفون: "لا يمكن اعتبار هذا القرار حياديًا، بل هو انحياز متعمد، ماديًا ورمزيًا، لحكومة متورطة حاليًا في جرائم ضد الإنسانية".
وقال الموظفون إنّ الأوبرا الإسرائيلية "تقدّم بشكل روتيني تذاكر مجانية لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي".
وأضافوا: "من الواضح أن الأوبرا الملكية توجّه بيانًا سياسيًا قويًا من خلال سماحها بعرض إنتاجها وملكيتها الفكرية في مكان يكافئ علنًا القوات المسؤولة عن القتل اليومي للمدنيين في غزة ويضفي عليها الشرعية".
كما لفتت الرسالة إلى حادثة شهدها الشهر الماضي عرض أوبرا "إل تروفاتور" في دار الأوبرا الملكية، حين رفع الفنان دانيال بيري علم فلسطين خلال فتح الستار.
وجاء في الرسالة تعليقًا على تصرف بيري، الذي ظهر مرتديًا زيّ شيطان مقرن وهو يرفع العلم أمام الجمهور مباشرة على الهواء: "لقد كان تصرفًا شجاعًا، وموقفًا أخلاقيًا على مسرحنا".
وأظهرت لقطات فيديو مدير الأوبرا في دار RBO، أوليفر ميرز، وهو يحاول انتزاع العلم من بيري، ما أدى إلى مشادة قصيرة بينهما على وقع تصفيق الجمهور.
وانتقد الموقعون في رسالتهم تصرّف ميرز، ووجّهوا له اللوم بسبب محاولته التدخل خلال الحادثة.
وقالوا: "ظهر وهو يحاول بالقوة نزع العلم، في تصرّف اتسم بالغضب والعدوانية أمام الجمهور".
وأفاد بيري في وقت لاحق بأن ميرز قال له بشكل قاطع: "لن تعمل مرة أخرى في دار الأوبرا".
دعت الرسالة إلى "محاسبة ميرز على تصرّفه العدواني والعلني"، مؤكدة أن هذا السلوك "يوجّه رسالة واضحة مفادها أن أي تعبير صريح عن التضامن مع فلسطين سيُقابل بالعداء".
كما أشارت الرسالة إلى الاستجابة السريعة التي أبدتها دار الباليه والأوبرا الملكية البريطانية تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، داعيةً المؤسسة إلى إبداء المستوى نفسه من الوضوح والموقف الحاسم في مواجهة الخسائر الجماعية في صفوف المدنيين في غزة.
وعقب هذا الإعلان، تم حذف كل ما يتعلق بدار الأوبرا الملكية وإنتاج "توسكا" من موقع الأوبرا الإسرائيلية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا قطاع غزة بنيامين نتنياهو دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا قطاع غزة بنيامين نتنياهو قطاع غزة إسرائيل أوبرا فلسطين فنانون بريطانيا دونالد ترامب إسرائيل غزة روسيا قطاع غزة بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس حروب المساعدات الإنسانية ـ إغاثة الرسوم الجمركية نساء الأوبرا الملکیة دار الأوبرا
إقرأ أيضاً:
"تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟
على مدى الأشهر الماضية، تراوحت المواقف بين إسرائيل وحركة حماس بين تصعيد عسكري متجدد واستثمار ملف الرهائن كورقة ضغط، في ظل مفاوضات حساسة يرعاها الوسطاء، توجت بتوقيع اتفاق في شرم الشيخ المصرية من المأمول أن يمهد لإنهاء حرب غزة التي استمرت عامين.
لكن مع اقتراب موعد قمة شرم الشيخ المخصصة للسلام في غزة، الإثنين، برزت نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل إلى الواجهة مجددا، وتصاعدت التصريحات المقلقة بين الطرفين، مما جعل مسار التوافق بينهما بيدو هشا ومشحونا بالمفاجآت، وأثار تساؤلات حول مدى قدرة أي اتفاق محتمل على الصمود.
ماذا قالت حماس؟
السبت، أعلنت حماس أنها لن تشارك في التوقيع الرسمي على الاتفاق الهادف إلى إنهاء الحرب في غزة، المقررة في شرم الشيخ.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران لـ"فرانس برس"، إن "حماس لن تكون مشاركة" في عملية التوقيع بل سيقتصر الأمر على "الوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين".
وفي حين ينص أحد بنود خطة ترامب على حصول عناصر حماس الذين يرغبون في مغادرة غزة على حق المرور الآمن إلى بلدان أخرى، اعتبر بدران أن الحديث عن مغادرة قادة الحركة لقطاع غزة بموجب اقتراح تضمنته خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "عبث وهراء".
وقال: "الحديث عن إخراج الفلسطيني، سواء من حماس أو غيره، من أرضه (هو) حديث عبث وهراء، ولا يمكن أن يوافق عليه أي فلسطيني".
وفي تحذير مباشر إلى إسرائيل، قال بدارن إن حماس سترد على "أي عدوان إسرائيلي" في حال استؤنفت الحرب.
وبشأن مطلب نزع السلاح والذي شكل أحد أبرز بنود خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، أكد مسؤول في الحركة أن هذا الموضوع "خارج النقاش وغير وارد".
وتنص خطة ترامب في البند 13 على أنه "سيتم تدمير كل البنى التحتية العسكرية والإرهابية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومنشآت إنتاج الأسلحة، ولن يعاد بناؤها، حيث ستكون هناك عملية لنزع السلاح من غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين ستشمل وضع الأسلحة خارج الخدمة بشكل دائم، عبر عملية نزع سلاح متفق عليها ومدعومة ببرنامج لإعادة الشراء وإعادة الإدماج ممول دوليا".
ماذا قالت إسرائيل؟
في المقابل، وقبل ساعات من انطلاق قمة شرم الشيخ المرتقبة، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتدمير كل الأنفاق في قطاع غزة بعد الإفراج عن المحتجزين هناك.
وقال إن "التحدي الكبير لإسرائيل بعد مرحلة استعادة الرهائن سيكون تدمير كل الأنفاق الإرهابية لحماس في غزة"، مضيفا: "أمرت الجيش بالاستعداد لهذه المهمة".
ولدى حماس شبكة أنفاق تحت قطاع غزة تستخدمها خصوصا كتائب القسام، جناحها العسكري.
وأكدت إسرائيل أنها دمرت عددا كبيرا منها خلال عامين من الحرب على غزة.
وفي اليوم الثالث من وقف إطلاق النار، أوضح كاتس في بيان أن هذه العمليات ستتم في إطار "آلية دولية بإشراف الولايات المتحدة".