المدرسة الرشيدية.. صرح مقدسي يقاوم منذ عهد السلطان عبد الحميد الثاني
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
المدرسة الرشيدية مدرسة تاريخية تعود إلى عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وكانت من أفضل المدارس الحكومية في عهد الدولة العثمانية.
تقع المدرسة في الجهة الشمالية لسور القدس التاريخي، وعرفت كذلك باسم "المدرسة السلطانية"، ودرست فيها قيادات سياسية وثقافية فلسطينية.
الموقعتقع المدرسة الرشيدية على بعد خمسين مترا من باب الساهرة في الجهة الشمالية لسور القدس.
يحدها من الجنوب الشارع العام الذي يفصل بينها وبين سور البلدة القديمة، ومن الشمال فندق الأراضي المقدسة، ومن الشرق المتحف الفلسطيني قديما، والمعروف باسم متحف "روكفلر"، ومن الغرب الشارع العام الذي يفصل بينها وبين مؤسسة البريد.
تعود تسمية المدرسة بـ"الرشيدية" إلى ما كان متعارفا عليه في ذلك الزمن، إذ كانت هذه التسمية تطلق على المدارس التي تستقبل الطلاب "الراشدين"، وكانت هذه التسمية تشير في الغالب إلى طلاب المرحلة التعليمية المتوسطة.
وقد انتشرت المدارس المسماة بـ"الرشيدية" آنذاك في العالم الإسلامي في أكثر من دولة، مثل فلسطين والأردن والعراق، وبنيت جميعها في عهد السلطان عبد المجيد بعد عام 1850م، لكنها انتشرت في أماكن واسعة بالشرق الأوسط في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
كما ذهبت بعض المصادر إلى أنها سميت كذلك نسبة إلى حاكم القدس الرشيد بك، وهو ما يعتبره مختصون في التاريخ "خطأ شائعا".
كانت بدايات المسيرة التربوية التعليمية في المدرسة الرشيدية بعد 3 سنوات من تأسيسها، وكانت الدراسة فيها تقتصر على المراحل الأولى، وكانت تضم قسما للتعليم الثانوي.
قصدها العديد من الطلبة من داخل فلسطين وخارجها، وتطورت بعد الحرب العالمية الأولى، وأصبحت مدرسة ثانوية كاملة، وعرفت كذلك بـ"المدرسة السلطانية"، أو "المكتب السلطاني".
تطور التعليم فيها، وصارت تؤهل خريجيها الحاصلين على شهادة الثانوية العامة، وذلك بدراسة مواد خاصة تحضيرية لدراسة الطب والهندسة.
إعلانتشير سجلات المدرسة إلى أن الأكاديميين الذين تلقوا علومهم فيها أتموا دراستهم في جامعة إسطنبول، مثل رشدي الإمام الحسيني، الذي تخرج فيها عام 1913 وعين مهندسا للمجلس الإسلامي الأعلى في القدس.
كما تخرج فيها المهندس راغب النشاشيبي، رئيس بلدية القدس في عهد الانتداب البريطاني، والمهندس نظيف الخالدي، الذي أسهم في بناء سكة حديد الحجاز عام 1916م، وعلي النشاشيبي، الطبيب البيطري الفلسطيني الشهير وكذا الطبيب الفلسطيني المعروف حسام الدين أبو سعود.
كما تخرج فيها عدد من الحقوقيين الفلسطينيين أمثال عارف بكر الدجاني وطاهر علي الأفغاني وعبد الكريم الكرمي ويوسف الخالدي ومصطفى الخالدي.
ومن القامات التربوية الفلسطينية التي أنجبتها المدرسة الرشيدية أيضا الشيخ إبراهيم العوري ومحمد حسن زلاطيمو وفوزي النشاشيبي وزهير الشهابي وياسين الخالدي.
وتعاقب على إدارة المدرسة في الفترة (1908- 1948) مديرون عدة بينهم شريف النشاشيبي وعارف البديري ومحمد الحاج جبر وحسن عرفات.
ومن أشهر أساتذتها الشيخ ضياء الدين الخطيب وحسن الكرمي وشكري المهندي وإحسان هاشم ومحمد البرغوثي وحسام الأموي وعثمان بدران وإسحاق موسى الحسيني وممدوح الخالدي وعبد الملك الناشف وصفي العنبتاوي وحسني الأشهب وأنور الخطيب.
وأثناء حرب 1948 تعطلت المدرسة، ومع بداية العهد الأردني أصبحت ضمن المدارس التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، وأصبحت ضمن برنامج امتحانات الدراسة الثانوية الأردنية.
في عام 1967 بلغ عدد طلاب المدرسة الرشيدية في القدس 950 طالبا، وكانت فيها ثلاثون شعبة و28 معلما، وأشرف على إدارتها يوسف جلاجل وتوفيق أبو السعود وأحمد عودة وعبد اللطيف الحسيني ومحمد القيمري.
تأثرت المدرسة الرشيدية بهزيمة 1967م، وأصبح الإقبال عليها ضعيفا، وسيطرت عليها قوات الاحتلال وجعلتها في الأيام الأولى مقرا للجيش الإسرائيلي، ثم أخلتها واستولت عليها وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس استنادا على قرار ضم القدس بعد احتلالها.
تولى إدارتها راتب الرابي، وبتضافر جهود أهالي القدس قاوموا المنهاج الإسرائيلي الذي حاول الاحتلال فرضه على المدرسة. فقد دعا الرابي إلى إضراب عام عن التعليم وجمع الطلبة في ساحة المدرسة وطلب منهم أن يغادروا إلى بيوتهم حتى يخرج الاحتلال من مدرستهم ويعود المنهاج الأردني إليها.
وبالفعل بدأت مرحلة تطبيق المنهاج الأردني في الفترة (1973-1981م) مع الإبقاء على تدريس اللغة العبرية. وتم ذلك على مراحل، إذ بدأت بالثانوي ثم الإعدادي فالابتدائي، وبقي يطبق فيها المنهاج الأردني حتى عام 1994 عندما طبقت المنهاج الفلسطيني.
ونتيجة لتطبيق المنهاج الأردني ثم الفلسطيني، واستقرار المدرسة وتحسين رواتب موظفيها، ظهر تحسن في أداء المدرسة الرشيدية واستوعبت أعدادا إضافية من الطلاب، حتى بلغوا عام 2001 نحو ألف طالب في 24 شعبة يدرسهم 40 معلما.
وصف المبنىيتكون مبنى المدرسة الرشيدية من ثلاثة طوابق يُصعد إليها بدرج عريض من الساحة الخارجية، ويأخذ شكل المباني المعلقة العثمانية المتأخرة.
إعلانويفضي الدرج إلى ساحة واسعة مسقوفة، وعلى يمينها ويسارها مدخلان إلى غرف صفية متعددة.
ويفضي الطابق العلوي إلى ممر وعلى جانبيه أيضا غرف صفية كبيرة مسقوفة بالقرميد على شكل مثمن.
بعد توسع المدرسة الرشيدية تمت إضافة مبنيين يتكون كل منهما من طابقين، وفيهما أكثر من عشرين غرفة صفية وأمام هذه المباني الثلاثة ساحة واسعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات عهد السلطان فی عهد
إقرأ أيضاً:
تامر عبد الحميد: «من المبكر الحكم على صفقات الزمالك»
كشف تامر عبد الحميد نجم الزمالك السابق عن رأيه في الصفقات الجديدة للأبيض خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
وقال دونجا في تصريحاته لبرنامج ستاد المحور مع الإعلامي خالد الغندور: من المبكر الحكم على صفقات الزمالك الجديدة، وجون إدوارد حافظ على السرية داخل الفريق.
وتابع: تقييم صفقات نادي الزمالك سيكون في الملعب لأن بعضهم غير معروف، والأجنحة ستكون سر نجاح الأبيض خلال الموسم الجديد.
وواصل: مصطفى شلبي لم يتحمل الضغوط الكبيرة من جماهير نادي الزمالك، ومحمد علي بن رمضان إضافة كبيرة لوسط ملعب الأهلي.