أكد أن العملية على وشك الانتهاء.. المبعوث الأمريكي: اتفاق السلام في أوكرانيا في «الأمتار العشرة»
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
البلاد (واشنطن، موسكو)
أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا بات”قريبًا جدًا”، مشيرًا إلى أن الطريق أمامه مرتبط حاليًا بحل قضيتين رئيسيتين لا تزالان عالقتين، هما مستقبل منطقة دونباس ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وقال كيلوج، في تصريحات خلال منتدى ريجان للدفاع الوطني: إنه يجري العمل على ما أسماه “الأمتار العشرة النهائية” للوصول إلى اتفاق، وهي المرحلة التي وصفها دائمًا بالأصعب في أي مفاوضات.
تأتي تصريحات المبعوث الأمريكي في ظل استمرار الحرب التي بدأت في فبراير 2022، بعد غزو روسيا لأوكرانيا، والتي تصاعدت بسبب النزاع الطويل بين الانفصاليين المدعومين من موسكو والقوات الأوكرانية في منطقة دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك. ويُعد هذا الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأشعل أكبر مواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.
وأشار كيلوج إلى أن روسيا وأوكرانيا تكبدتا معًا أكثر من مليونين من القتلى والمصابين منذ بداية الحرب، من دون أن تكشف أي من الجانبين عن تقديرات رسمية دقيقة، بينما تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن المبالغة في تقديرات الخسائر.
وفي السياق ذاته، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه أجرى محادثة هاتفية”جوهرية” مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، وصهر ترامب، جاريد كوشنر، في خطوة وصفها المراقبون بأنها مرتبطة بالجهود الأميركية لصياغة اتفاق محتمل بين الجانبين.
على الصعيد الروسي، رحب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بالخطوة الأمريكية التي ألغت وصف روسيا بأنها”تهديد مباشر” في إستراتيجية الأمن القومي الجديدة، واعتبرها”خطوة إيجابية” نحو التعاون في مسائل الاستقرار الاستراتيجي. وأضاف بيسكوف أن موسكو ستدرس الوثيقة المحدثة عن كثب قبل استخلاص أي استنتاجات.
وتتضمن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، التي تبلغ 29 صفحة، رؤية ترمب للسياسة الخارجية على أساس “الواقعية المرنة”، مع التركيز على ما يخدم المصالح الأمريكية، والسعي لحل سريع للصراع في أوكرانيا، وإعادة الاستقرار الإستراتيجي مع موسكو، رغم الإشارة إلى أن تصرفات روسيا في أوكرانيا لا تزال مصدر قلق أمني رئيسي.
يأتي هذا التوجه وسط متابعة أوروبية دقيقة؛ إذ أعرب العديد من الحلفاء عن قلقهم من أن اللغة الأمريكية الأكثر مرونة تجاه روسيا قد تؤثر على الجهود الأوروبية والأمريكية لمواجهة موسكو، مع استمرار الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
اقتراب اتفاق السلام فى أوكرانيا وسط تصعيد روسى وضغوط دولية مكثفة
لم تسفر ثلاثة أيام من المحادثات بين المسئولين الاوكرانيين والامريكيين فى ميامى عن أى اختراق واضح، رغم حضور الرئيس الاوكرانى فولوديمير زيلينسكى لمكالمة وصفها بأنها جوهرية وبناءة للغاية مع المبعوثين الامريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر. وقال زيلينسكى على تيليجرام ان اوكرانيا ملتزمة بمواصلة العمل بصدق مع الجانب الامريكى لتحقيق سلام حقيقي، مضيفا ان الطرفين اتفقا على الخطوات التالية وشكل المحادثات. بينما فى الجانب الدبلوماسي، اكد المبعوث الامريكى الخاص الى اوكرانيا كيث كيلوج ان التوصل الى اتفاق انهاء الحرب قريب جدا، معتبرا ان النقاط العالقة الاساسية تتعلق بمستقبل دونباس ومحطة زابوريزهيا النووية. واوضح كيلوج ان حل هاتين القضيتين سيمهد الطريق لحل بقية القضايا، مضيفا ان حجم الخسائر البشرية فى الحرب كان مروعا وغير مسبوق، مع اكثر من مليونى قتيل وجريح بين روسيا واوكرانيا منذ بدء الغزو فى فبراير 2022.
يتجه زيلينسكى بعد ذلك الى لندن للقاء قادة الحلفاء الاوروبيين اليوم الاثنين، وهم الزعيم البريطانى كير ستارمر، والرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، والمستشار الالمانى فريدريش ميرز. وصرح ماكرون ان المجموعة ستقيم مفاوضات السلام، منتقدا المسار التصعيدى لروسيا ومشددا على ضرورة مواصلة الجهود مع الامريكيين لتوفير ضمانات امنية لاوكرانيا لضمان سلام راسخ ودائم، والضغط على روسيا لاختيار السلام.
على الصعيد العسكري، شنت القوات الروسية ليلة السبت غارة جوية مشتركة على البنية التحتية فى مدينة كريمينشوك بوسط اوكرانيا، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائى والمياه فى بعض المناطق، وفق ما ذكر عمدة المدينة فيتالى ماليتسكي. تقع كريمينشوك على نهر دنيبرو وتضم مركزا صناعيا رئيسيا ومصافى نفط كبيرة. واضاف ماليتسكى ان خدمات المدينة تعمل على استعادة الكهرباء والمياه والتدفئة، وسيتم تقييم الاضرار، مؤكدا «سنعيد كل شيء».
كما اطلقت روسيا اكثر من 700 طائرة مسيرة وصاروخ على اوكرانيا ليلة الجمعة، مستهدفة بنى تحتية حيوية مثل مواقع الطاقة والسكك الحديدية، ما تسبب بانقطاع التدفئة والمياه عن آلاف المنازل. وقال زيلينسكى ان منشآت الطاقة كانت الهدف الرئيسى لهذه الضربات، واضاف ان هدف روسيا هو ايلام ملايين الاوكرانيين.
على صعيد محطات الطاقة، اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الدرع الواقى فوق مفاعل تشيرنوبيل النووى لم يعد قادرا على حجب الاشعاع بعد اصابته بطائرة بدون طيار فى فبراير. واشارت الوكالة الى ان التفتيش الاخير كشف عن تدهور الهيكل الفولاذى للدرع الذى كلف 1.5 مليار يورو وتم بناؤه عام 2019 بمبادرة اوروبية.
فى الجانب السياسي، اعلن رئيس الوزراء المجرى فيكتور اوربان انه سيرسل وفدا تجاريا الى روسيا استعدادا لانتهاء الحرب، مؤكدا مناقشاته مع واشنطن وموسكو دون الكشف عن التفاصيل، واضاف ان رفع العقوبات وادماج روسيا فى الاقتصاد العالمى سيغير الوضع الاقتصادى للمجر. وبحسب وسائل اعلام مجرية، تدرس شركة النفط والغاز «مول» التابعة لاوربان الاستحواذ على مصافى ومحطات وقود روسية رغم العقوبات الغربية.
فى الوقت نفسه، استنكرت بلغاريا سحب ناقلة النفط المعطلة «كايروس» الى مياهها بعد استهدافها بطائرة مسيرة، مؤكدة انه تم طلب تفسير عبر القنوات الدبلوماسية. وتعرضت ناقلتا النفط «كايروس» و«فيرات» اللتان تحملان علم غامبيا لهجوم فى البحر الاسود قبالة السواحل التركية فى 28 نوفمبر، وتخضعان لعقوبات غربية لانتمائهما الى اسطول الظل الذى يواصل تصدير النفط الروسى بشكل غير قانونى.