أيقونة عمرانية متكاملة لجودة الحياة.. 8 مشاريع سكنية بالمرحلة الأولى لواجهة جدة
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
البلاد (جدة)
دشّن أمين محافظة جدة صالح بن علي التركي، أمس الأحد، الأعمال في ثمانية مشاريع سكنية ضمن المرحلة الأولى من مشروع (واجهة جدة)، بإجمالي (2000) وحدة سكنية، بحضور عدد من القيادات الحكومية والتنفيذية وممثلي القطاعات التنموية.
واطلع على اكتمال البنية التحتية للمرحلة الأولى، التي شملت أعمال الطرق، وشبكات الخدمات، والمناطق الخضراء، ومسارات المشي والدراجات، والملاعب الرياضية المفتوحة.
ويعد مشروع الواجهة الأكبر شمال جدة، على مساحة تتجاوز مليون متر مربع في موقع إستراتيجي بأبحر الشمالية، ويتيح الوصول المباشر إلى أبرز معالم جدة ومشاريعها الحيوية، ويجسّد مفهوم (مدينة داخل مدينة) عبر تطوير بيئة عمرانية متكاملة تضم مناطق سكنية، ومرافق أعمال، ومراكز ترفيه، ورعاية صحية، ومنشآت تعليمية، وخدمات يومية، ضمن إطار واحد يعزز جودة الحياة.
ومن المقرر أن يستوعب المشروع عند اكتماله أكثر من (5000) وحدة سكنية تستهدف ما يزيد على 23 ألف ساكن، إضافة إلى مرافق تعليمية وصحية، و120 ألف متر مربع من المساحات التجارية، و140 ألف متر مربع من المساحات المكتبية، ونحو 600 غرفة فندقية، إلى جانب مساحات خضراء تُعد من الأكبر على مستوى المشاريع الحضرية في جدة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: جابر جاسم.. أيقونة الزمن الجميل
مَن لا يعرف جابر جاسم! ذلك الصّوت الفتي الشّجي صاحب الأغنيات العالقة على جُدران الذاكرة وفي تلافيف أرشيف الطرب الإماراتي الأصيل، حين كنت صغيراً كنت أسمع الكبار يرددون أغانيه بشجن ووَله وفي مختلف المناسبات والأوقات، فلجابر أغاني خالدة عبرت الخليج وحطّت حتى في حفظ المغتربين عن أوطانهم لتطرب أشواقهم وتروّح عنهم كمد الشوق والحنين، فقد يكفي أن تذكر مثلاً مطلع أغنية «غزيل فله في دبي لاقاني» و«ضاع فكري» و«سيدي يا سيد ساداتي» أمام مَن عاصروا جابر جاسم ليكملوا لك وبترنمٍ عذب ولاشعوري تكملة الأغنية دَفقة واحدة، فصوت جابر جاسم عذب ورقيق، لا يشكو الوجد والفقد، بقدر ما يوقظ في نفس مَن يسمعه أعذب المعاني الرقيقة وأغزرها.
حين كنت صغيراً كنت أطرب لصوته قادماً من سيارات الشّحن الصغيرة وباصات النقل العام ومن أزقة المدينة ونوافذها وشوارعها...، فقد كان صوته متناسقاً والصخب الذي يناسب غروب الشمس وعتمة الليل ورقة الفجر، إنه مطرب الأزمنة والأمكنة من دون تكلّف أو عُسر، عرفَ خشبةَ المسرح مبكراً بعد أن ألهمته جزيرة دلما مسقط رأسه وأهدته جميل الصوت والإيقاع والكلمة، صوتُه نشيدٌ جماعي لا يخاطب فيه الغائب والمستحيل بقدر ما يتضامن مع كل الأحاسيس المرهفة لأنه يعزف على الحسّ لا على العود فقط، ترافقه دائماً جوقة موسيقية توازي جزالة صوته المشدود على وتر موج البحر والنخيل السامق والصحراء الممتدة، إنه صوت هادر لا تعيقه أي نغمة شاردة أو واردة، وهو ما جعل مغناه عذباً ينسل على الألسنة هكذا من دون تكلف أو استغلاق، فصوته يجمع بين الفردي والجمعي وبين المقام العالي والهادي من دون اضطراب أو وجل، ذكرني فيه أحد الأصدقاء الأعزاء حين قال لي هل تسمع جابر جاسم؟ فقلت ومن لا يعرف صوت الخليج وحارس أغنية الإمارات العريقة، قبل مدة أيضاً امتدت يدي إلى صندوق قديم يحفظ الصور والأوراق والذكريات لأعثر على «كاسيت» قديم كتب عليه جابر جاسم صوت الخليج، فشعرت بهزة أعادتني إلى زمن الصوت الجميل ووسامة جابر جاسم ورنّة عوده الأخّاذة، فمعَهُ تسافر إلى شواطئ ومرافئ وجزر لا تراها لكنك تسمعها فقط بصوت جابر جاسم الأغنية التي رافقت كل الأعمار والأطياف، لقد ظل صوته يصدح بانسجام لا يغادر من يجلس في حضرة أغانيه الرقيقة.
جابر جاسم لم يُنس ذلك لأنه ظل خالداً، وتراً وصوتاً وعوداً كلما رنّ كلما أحاطك بشيء من التصالح والتعافي النفسي.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية