الأمير تركي الفيصل يفتتح النسخة الثالثة من أيام المروية العربية
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أمس الأحد، النسخة الثالثة من "أيام المروية العربية" التي ينظمها المركز وتستمر لمدة يومين.
وجاءت هذه النسخة امتدادًا لمسار معرفي يسعى إلى إعادة بناء السردية العربية ضمن أفق نقدي يستعيد عناصر القوة في الثقافة العربية والإسلامية، ويركز على الأطر التي شكلت الذات العربية الثقافية والحضارية، وعلى الأطر التي تشكل معرفة الإنسان العربي بنفسه وتاريخه ومجتمعه، ويربط هذا المسار بمشروعات المركز البحثية في التراث والفكر والفنون.
وأكد الأمير تركي الفيصل في كلمة الافتتاح أن الحس الجمالي العربي وُلد من ”صمتِ الصحراء العربية حيثُ صفاءُ الأفق ميزان للعين"، وأن التجربة الأولى للجمال خرجت من تلك اللحظة المبكرة التي تجسدت في "صوتٍ يُتلى، وكلمةٍ تُكتب، واتجاهٍ تُضبطُ به الجهات".
وأشار إلى أن الفنون العربية والإسلامية وجدت معيارها الأعلى في قول الله تعالى {لقد خلقنا الإِنسان فِي أحسنِ تقوِيمٍ}، وهو المبدأ الذي يجعل "حُسنُ التقويم" أساسًا لإعادة العناصر إلى نِسبٍ فاضلة وإلى إيقاع بصري يستلهم العقل.
وتناول اللحظة التأسيسية التي ارتقت فيها العربية بظهور الوحي، مشيرًا إلى أنه "حين تجلى الوحيُ في أرضِ العرب، وانشق الأفقُ لصوتِ السماء، تغير ميزانُ الحسِ، وارتقتِ اللغةُ إلى طبقةٍ تُمازجُ بين الجلالِ والجمال".
وأوضح أن هذا التحول بدأ مع نزول القرآن الكريم حين ”أُخِذ العربُ بسحرِ بيانه"، ومع تعاظم مكانة الكتابة ”تحول الخطُ العربيُ إلى وعاءٍ لكلامِ الحقِ - جل وعلا - فبدأت رحلةُ الفنِ العربيِ الإسلاميِ في تشكُلٍ هادئٍ عميق"، ومن هذه البدايات ”ظهرت المصاحفُ العثمانيةُ في خطوطٍ مدنيةٍ مُبكِرة، ليُعلن ميلاد صنعةِ المصاحفِ الشريفة، أو ميلاد الفنِ العربيِ الإسلامي"، وتداخلت الكتابة والهندسة والزخرفة كأدوات كاشفة عن عمق التجربة الجمالية العربية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأمير تركي الفيصل يفتتح النسخة الثالثة من أيام المروية العربية - اليوم
وأشار الأمير تركي الفيصل إلى أن هذا الفن - في عمقه - لم يكن انعزالًا عن العالم، بل انفتح على أثر الفرس والروم والبيزنطيين والهنود، ثم أعاد تشكيل تأثيراتهم داخل نسقٍ توحيدي لا يذيب الاختلاف ولا يقصيه، وامتد هذا النسق ليشمل العمارة والمخطوطات والمنسوجات، حيث تتعدد اللهجات الفنية، ولكنها تتوحد في رؤية روحية واحدة.
وأوضح أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية حمل هذه الرؤية منذ تأسيسه، فحوّل كنوزه ومقتنياته إلى "مروية عربية" تُقرأ عبر الفن والمعرفة، وجعل من معارضه - من "وحدة الفن الإسلامي" إلى "أسفار: كنوز مركز الملك فيصل" - تجارب حية تسائل التاريخ وتعيد تشكيل علاقة الجمهور بالتراث.
وأكد أن التعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم يعكس هذا التوجه، ويؤسس لشراكة معرفية تعيد الاعتبار للسردية العربية عبر برامج "المروية العربية".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأمير تركي الفيصل يفتتح النسخة الثالثة من أيام المروية العربية - اليوم الأمير تركي الفيصل يفتتح النسخة الثالثة من أيام المروية العربية - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
ونوه د. محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمته، بالمكانة التي يحتلها مركز الملك فيصل باعتباره منارة للبحث العلمي في العالم العربي، مؤكدًا أن انعقاد أيام "المروية العربية" يتوافق مع رؤية المنظمة في صون التراث العربي وتحصين حضوره في الوعي الحديث، وأن المشروع يشكل خطوة محورية في إعادة بناء المروية العربية على أسس نقدية تستعيد الحضور الحضاري للعرب عبر تاريخهم العلمي والفكري، وتربط بين الإبداع واللغة والهوية ومسارات التحديث.
وتأتي النسخة الثالثة امتدادا للنسخة الأولى من "المروية العربية" التي عُقدت في شعبان 1444 هـ "فبراير 2023م"، وتركزت على نقد المروية الكلاسيكية واستجلاء رحلة انتقال العلوم من العرب وإليهم، مؤكدة أن استعادة الدور الحضاري تبدأ من وعي الأمة بتاريخها وذاتها، وكذلك النسخة الثانية التي عُقدت في شوال 1445 هـ "مايو 2024م"، وأعادت قراءة ثقافة الصحراء بوصفها الذاكرة الأولى التي تشكلت فيها اللغة والخيال والقيم، مستندة إلى إرث دراسات البداوة وجهود روادها في توثيق الحياة الصحراوية وطبقاتها الثقافية.
وبهذا المسار المتصل، تمضي النسخة الثالثة في ترميم السردية العربية وتعزيز حضورها في الوعي المعاصر، عبر بناء جسر بين التراث والبحث العلمي ومختبرات الفن والمعرفة، بما يعيد تأكيد موقع الثقافة العربية في المشهد الحضاري العالمي.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: الرياض المملكة العربية السعودية أخبار السعودية الأمير تركي الفيصل مركز الملك فيصل للبحوث مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مرکز الملک فیصل article img ratio
إقرأ أيضاً:
بعد ثلاثة أيام من الفعاليات.. ختام “بلاك هات 2025” يُتوّج النسخة الأضخم عالميًا
البلاد (الرياض)
اختُتمت في الرياض فعاليات “بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025″، التي نظمها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة تحالف, المشروع المشترك بين الاتحاد وصندوق الفعاليات الاستثماري وشركة إنفورما الدولية، وذلك بعد ثلاثة أيام شهدت حضورًا واسعًا عزّز مكانة المملكة بصفتها مركزًا عالميًا لصناعة الأمن السيبراني. وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت “بلاك هات 2025” من أبرز الفعاليات السيبرانية عالميًا، إذ استقطب نحو (40) ألف زائر من (160) دولة، داخل مساحة بلغت (60) ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من (500) جهة عارضة، إلى جانب (300) متحدث دولي، وأكثر من (200) ساعة محتوى تقني، ونحو (270) ورشة عمل، فضلًا عن مشاركة (500) متسابق في منافسات “التقط العلم”.وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية، وبلغ إجمالي المشاركين (4,100) متسابق، و(1,300) شركة عالمية، و(1,300) متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.
في المقابل، أُعلن عن أكثر من (25) صفقة استثمارية، بمشاركة (200) مستثمر و(500) أستوديو ومطور، بما يسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.
وفي ختام الفعالية، يؤكد “بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا” دوره منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار المملكة نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030.