صحيفة البلاد:
2025-12-08@16:35:12 GMT

مطرنا بفضل الله ورحمته

تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT

مطرنا بفضل الله ورحمته

يستبشر سكان الجزيرة العربية- قديمًا وحديثًا- بظهور النجم العملاق الساطع في السماء، المعروف باسم سهيل. فبظهوره يبدأ العد التنازلي لفصل الشتاء، إذ يبرد الماء، ويقصر النهار، وتطول الليالي، وتخضر الأشجار، وتتكون السحب، وتنخفض درجات الحرارة. ويُعزى ذلك إلى ما يُعرف بالانقلاب الصيفي في نصف الكرة الجنوبي، وما يترتب عليه من قدوم الشتاء في نصف الكرة الشمالي، نتيجة انتقال الشمس من مدار السرطان، الخط الوهمي الذي تتعامد عليه الشمس، نحو خط الاستواء، ثم إلى مدار الجدي، ما يؤدي إلى تغيّر الأجواء وتغير المواسم.


مع هذا التغير، تكثر الأمطار، وتبرد الأجواء حتى تصل إلى مرحلة الشتاء، ويعم الخير الأرض؛ بفضل الله ورحمته. ولذلك كان العرب منذ القدم ينتظرون ظهور نجم سهيل ويستبشرون به، مُغنين بطلته في أشعارهم الشعبية، ومن ذلك قولهم:
“هلا بطلتك يا نجم يا سهيل
ولولاك ما رحنا وجينا”
كما قالوا أيضًا:
“إذا طلع سهيل طاب الليل،
ولا تأمن السيل وتلمس التمر”
ويعد ظهور نجم سهيل في السماء بداية اهتمام الفلكيين والمتأملين بعلامات النجوم، في معرفة تقلبات الطقس ونزول الأمطار. لكن يجب التأكيد أن هذه الظواهر الطبيعية ليست سببًا بذاتها، فسبحان الله، مسبب الأسباب، رب المشرقين والمغربين، الذي بيده تدبير الكون كله.
ومهما بدت التأثيرات المناخية مرتبطة بالنجوم، فإن حقيقة الأمر أن المطر والخصوبة ونمو النباتات وتخضر الأرض وفصول السنة كلها بتقدير الله وإرادته وحده، وليست منقولة عن النجوم. فالأمطار والخيرات؛ تأتي بفضل الله ورحمته، وليس لأحد دخل في ذلك من النجوم أو الكواكب. وهذه مسألة يجب الانتباه إليها حتى لا نقع في ما يُحرَّم شرعًا، فالأسباب والأقدار جميعها بيد الله وحده، لا شريك له سبحانه وتعالى.

lewefe@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي

الكل يناقش

كل إنسان يناقَش فكره، والكمال لله، ولولا الوحي وما ينطق عن الهوى لنوقش خير البشر، ورغم ذلك نوقش ولم يضجر ممن يناقشه، لكن هذه الحماية ليست لشخصه وإنما محددة لمسار ومعايير فكره من أجل هذا نزه الله قوله ورفع ذكره، وإلا فلا يحمل القول الثقيل من لان ستار بنيانه وأضحى قوله كقول البشر في أمر الوحي. لذا ميز الرسول نفسه بين قولين له في أمر الدين والدنيا. ومن ثم علينا أن نميز بين الحضارة المحمية كفكر وعقيدة، وبين النشاط المدني فهو للناس.

نحن في امتحان القلوب

فالله وضعنا على الأرض ليمتحن تفكيرنا، فنحن لسنا مالكي الأرض وإنما هو الإنسان فيها كقاعة امتحان تمر فيها وعلى رحلتها أجيال من الممتحنين، فمنهم من يعبر إلى أعلى المراتب ومنهم من يرسب ويعيد وربما يطرد من القاعة. فالله يمتحن البشر وليس ليسيّر أمورهم بالحتمية أو رسم مسارهم بالتفصيل ويلغي كينونتهم. في علم الله كل أمر معروف لكن الله وضع المقادير ووضع السنن، فمن وافق سنن الكون بحسن إدارته فاز ومن خالفها خسر. وتمكين الرعاع ليس لمطابقتهم سنن الكون وإنما لانحسار الصالحين عن مطابقتها، فالشر من أنزل آدم لكن لإحساسه بذنبه أعطاه الله كلمات.. نقص عزمه، أي تفكيره وفهمه لعلم عنده ولأهميته، لكن نقص الفهم عليه عقاب والانتباه هو الخط الصواب.. أما أن نرجو الصلاح عصبية أو بدعم لتافه كي نرفع شانه وكأنه بفساده يمثل أمة نكاية بغيره، فهذا ليس لذي حجر.

فهم الرسالات

لم نفهم رسالة الإسلام، وهي التفكير ومعالجة المعطيات لبناء الأمم. والصبر صمود على أداء القيمة والمهمة وليس تحمل الظلم والألم، وإنما المطاولة من أجل مقاومة الظلم والظالمين حتى يعودوا إلى الرشاد، فهي تدبير وعمل وليس استسلاما وكسلا. فالله لم يخلق الكون عبثا ولم يجعلنا في الأرض إلا لاختبار منظومتنا العقلية. ولا يكافأ مسلم جاهل بدينه ومعانيه، مختل التفكير والسلوك، ولا مسيحي لأنه يظن أن الخلاص حاصل له بقبول المسيح، ولا ليهودي يظن أنه من شعب مختار، هذا العبث في التفكير يفقد الحياة معناها ويخلق التشظي بين البشر وهو ما نراه اليوم من فساد كبير، بينما لو ترك كل إنسان أخاه الإنسان إلى رأيه وما يحمل من معتقد، مكتفيا بإبلاغه دون التترس ضده، واتجه إلى المشتركات التي تنفع الناس عند الاثنين، لما وُجد هؤلاء الرعاع ولا المرضى بالنرجسية ولا المخبولون في إدارة العالم ودفعه نحو الفساد حتما عندما تختل المعايير وتنتشر الكراهية نتيجة الاستقطاب، فتنكرها الفطرة الآدمية فتذهب إلى الحيرة، وعندما لا تجد جوابا أو ليس لها قدرة على الجواب تذهب إلى الإلحاد والكفر بكل شيء قبل أن تتصالح مع آدميتها، لكنها لا تجد الطريق في المتاهات التي ولدتها الاستقطاب والمتاريس التي سدت الطرق.

طريق الضباب:

لو جئنا إلى المتدينين وهم يضعون أنفسهم وكلاء الله في الأرض وهذا ما لم يُمنح لنبي أو رسول، أو هم يقدمون قدسية مصطنعة لإنسان عالم أو فقيه اجتهد وربما جافاه الاجتهاد عن أصول الفكر السديد، ويقيمون بحجته حجة على الله وكتابه، فهذا أمر عجيب.. فآدم ميّزه الله بالمنظومة العقلية والكرامة الإنسانية والسعة في الاختيار والإبداع، كذلك علمت الملائكة وأعلمها الله أنها لم تعلم ميزات هذا المخلوق، فما السر في هذا النفور؟

إنه طريق الضباب والتعنت والتمسك بما عرفت وأنه الحق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، رغم أنه اجتهاد يقابله اجتهاد.. هو نوع من إيقاف المنظومة العقلية وتعطيلها، وبهذا لا تجد تفاهما منفتحا من الجميع على الجميع.

المشكلة عامة ولا تقتصر على دين أو متدين أو ملحد أو علماني، فالكل يتترس مكتفيا بما عنده، ولا يرى إلا أنه صواب ويحاكم الآخرين، ولو عاش -ولا أقول تعايش- هؤلاء الناس لكانت حياة سوية، أن من أمامك أخ لك وما يهمك منه أن يكون إيجابيا في المجتمع، وإن احتجتم لبعضكم تكونون حاضرين

طريق النور:

إن الله خلق الإنسان لاختبار منظومته العقلية، هو في الأرض لعمارتها، والعمارة لا تأتي بالفوضى وعدم الاستقرار، وانشغال الناس بمعتقدات بعضهم تجاوز على خالق الكون، فهو وحده من يحكم بين الناس فيما هم فيه الآن مختلفون، فلا بد أن ينظر إلى قابليات أي إنسان في تحقيق الهدف وهو التعارف والبناء، وأن الكرامة عند الله التقوى، وباب الوصول إلى التقوى هو صفاء الفؤاد من الأحاسيس السلبية ونقاء المنظومة العقلية من الأفكار السلبية.

مقالات مشابهة

  • أمطار الشهب في منتصف ديسمبر.. كيف ومتى تراها بعينيك؟
  • 8 دعوات من هدى النبي.. كلمات تدفع بها دعاءك إلى السماء
  • وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام بفضل القطاع الخاص
  • وليد جاب الله: مصر تحقق أعلى نمو فصلي منذ 3 أعوام بفضل انطلاقة قوية للقطاع الخاص
  • دعاء عظيم تفتح له أبواب السماء قبل الظهر.. اغتنمه بـ 11 كلمة الآن
  • تشاهده بعينيك.. كوكب المشتري يقف إلى جوار القمر الليلة
  • امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي
  • عبد الرحيم حسن : نجاح مسابقة بورسعيد أرض المواهب بفضل الله ودعم اللواء محب حبشي
  • دعاء يوم الجمعة للأحباب.. نفحات روحية تُطمئن القلب وتفتح أبواب السماء