الشيخة موزا تختتم منتدى الدوحة.. العدالة ليست شعاراً بل واقع يلمس حياة الناس
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
اختتمت اليوم أعمال النسخة الثالثة والعشرين لمنتدى الدوحة 2025، الذي عقد تحت عنوان: "ترسيخ العدالة: من الوعود إلى الواقع الملموس"، في فندق شيراتون الدوحة، بمشاركة واسعة من القادة وصناع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
وقد ألقت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر ومؤسسة التعليم فوق الجميع، الكلمة الختامية للمنتدى، مؤكدة على أن العدالة ليست شعاراً يُرفع، بل هي ممارسة حقيقية تتجذر في الواقع وتلمس حياة الناس اليومية.
وشددت الشيخة موزا على أن النظام العالمي يفتقر إلى معايير العدالة، بينما تنتشر مشاهد الظلم المتعمد في الكرة الأرضية، مؤكدة أن العدالة شرط أساسي لحماية الإنسان الضعيف، وللحفاظ على صحة العلاقات الدولية، ومنع استخدام القوة لتبرير الظلم. وأشارت إلى العلاقة الوثيقة بين العدالة والتعليم، معتبرة أن الأمن التعليمي حجر أساس لحماية الهوية والثقافة وضمان العدالة الاجتماعية.
كما أكدت على أن العدالة تتجسد في كل جوانب الحياة الإنسانية، بما في ذلك تعزيز التماسك الاجتماعي، الرعاية الصحية، حماية الأطفال، فرص العمل، وحرية التعبير، معتبرة أن تعزيز العدالة يعيد للإنسان ثقته بنفسه، ويعطي المهمشين وأصحاب الظروف الإنسانية الصعبة حقهم في الحياة.
واختتمت الكلمة بالتأكيد على دور منتدى الدوحة كمنصة عالمية للحوار وصنع السياسات، قادرة على جمع القادة وصناع القرار لمعالجة أبرز التحديات الإنسانية والسياسية في العالم.
مشاركة واسعة وفعاليات متعددة
على مدى يومين، استضافت الدوحة نحو 6500 مشارك من حوالي 150 دولة، شاركوا في سلسلة من الجلسات وورش العمل التي تناولت أهم القضايا العالمية الراهنة، من بينها:
الوساطة وحل النزاعات وبناء السلام، بما في ذلك مسارات السلام في أوكرانيا واليمن وغزة، ودور المرأة في عمليات التفاوض وفق أجندة "النساء والسلام والأمن".
الأمن والدفاع والسياسة الدولية، مع التركيز على التحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، واستراتيجيات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وإعادة التفكير في بنية الأمن العالمي تحت التهديدات الهجينة.
الحوكمة العالمية والتعددية، حيث ناقش المشاركون التعاون بين الخليج والاتحاد الأوروبي، وعلاقات BRICS مع دول الجنوب، وأهمية تعزيز المؤسسات متعددة الأطراف في مواجهة الأزمات.
التنمية الاقتصادية والتجارة العالمية، مع التركيز على التحديات الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتأثير التوترات التجارية العالمية، واستراتيجيات دعم الاقتصادات النامية وتعزيز التكامل بين مناطق مختلفة.
التعليم والثقافة والدبلوماسية الثقافية، بما في ذلك تعزيز التعليم كركيزة للعدالة الاجتماعية، ودور الثقافة في بناء جسور التعاون، وتعزيز الابتكار والإبداع في دول الجنوب.
الإنسانية والأزمات العالمية، مع التركيز على حقوق الأطفال، وحماية المدنيين في النزاعات، وإعادة بناء أنظمة الرعاية الصحية في ظل تقلص المساعدات، وتعزيز الشمول المالي لضمان كرامة المستفيدين من المساعدات الإنسانية.
القانون الدولي والمساءلة، حيث ناقش المشاركون دور القانون الدولي في النزاعات، وتعزيز العدالة الدولية، ومكافحة الاتجار بالبشر والتهديدات الرقمية الناشئة.
كما تميز المنتدى بجلسات حوارية حصرية، ومقابلات مباشرة مع كبار المسؤولين، وجلسات حول التعاون بين الشرق والغرب، ومستقبل العلاقات الخليجية مع دول أمريكا اللاتينية، والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات العالمية في الصحة والتعليم والسلام والأمن.
وشهد منتدى الدوحة 2025 مشاركة واسعة وثراءً في النقاشات، حيث قدم منصة فريدة لتبادل الخبرات والرؤى بين القادة وصناع القرار والباحثين، من أجل صياغة حلول عملية ومستدامة للتحديات العالمية المعقدة. وتبرز أهمية المنتدى في تعزيز الحوار حول العدالة، والسلام، والتنمية المستدامة، ودور دول الخليج في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الدوحة قطر منتدى قطر الدوحة منتدى فعاليات اختتام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
منتدى الدوحة.. علاقات الخليج بأوروبا استراتيجية للأمن والاستقرار العالميين
دعا مشاركون في جلسة نقاشية بعنوان "العلاقات الخليجية الأوروبية في عصر العزلة الاستراتيجية"، عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الدوحة 2025، إلى تعزيز التعاون بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، مؤكدين أن هذا التعاون يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي ويجب أن يُبنى على أسس سياسية وتجارية وتقنية مستدامة تعكس القيم المشتركة وتعزز مصالح الطرفين.
وشارك في الندوة كل من الدكتور نوربرت رونتجن، عضو البوندستاغ الألماني ونائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، والدكتور باولو ماجري، رئيس المجلس الاستشاري للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، والدكتور عبدالعزيز الصقر، مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث، فيما أدارت الجلسة السيدة كارولين كانتر، نائب رئيس قسم التعاون الأوروبي والدولي بمؤسسة كونراد أديناور (KAS).
تعزيز التعاون الاستراتيجي والسياسي
وأكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، أن تعزيز التعاون بين دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي يمثل ضرورة استراتيجية لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي، مشددًا على أن هذه الشراكة يجب أن تبنى على أسس سياسية وتجارية وتقنية مستدامة.
وأوضح أن التحولات الجيوسياسية الأخيرة، بما فيها استراتيجية الأمن القومي الأمريكية، تشير إلى تحول الاهتمام الأمريكي بعيدًا عن الشرق الأوسط وأوروبا، ما يجعل تعزيز التعاون المباشر بين الخليج وأوروبا ضرورة حتمية.
وأشار إلى أن المحاور الاستراتيجية لهذا التعاون تشمل تعزيز التحالفات في مجال حل النزاعات والوساطة الدولية، والتعامل مع قضايا أمن الطاقة العالمي، وضمان استقرار أسواق الطاقة من خلال الأمن البحري والتفاهم بين مزودي الطاقة والمستهلكين.
وقال الأنصاري: "إن منطقة الخليج تعد من أكبر مزودي الغاز والنفط عالميًا، واستقرار مناطق حيوية مثل بحر الصين الجنوبي يؤثر مباشرة على الإمدادات العالمية، بينما يمثل التعاون الأوروبي جزءًا أساسيًا لضمان استقرار الطلب والأسواق".
التجارة الحرة والقيم المشتركة
شدد المسؤول القطري على أهمية تسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن طول فترة التفاوض يعود جزئيًا إلى غياب العلاقات التقنية بين الطرفين، ما يعوق فهم المصالح المشتركة وتسهيل المبادلات، بما يشمل موضوعات مثل إعفاء مواطني دول الخليج من متطلبات الشنغن.
وأكد أن بناء شراكات ثنائية بين الجانبين يجب أن يستند إلى القيم المشتركة التي تتقاطع بين التجربة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية والقيم الخليجية، مع احترام التنوع الثقافي وتعزيز التماسك الاجتماعي ومواجهة العزلة الثقافية عالميًا.
أمن الطاقة والتكنولوجيا والدفاع
أشار المشاركون إلى أن الأمن والتجارة والتعاون الدفاعي ونقل التكنولوجيا وتأشيرات السفر تمثل عناصر محورية لتعزيز الشراكة الخليجية–الأوروبية، مؤكدين أن العمل المشترك في هذه المجالات يضمن تحقيق مصالح الطرفين والاستجابة للتحديات الإقليمية والدولية.
وشددوا على أن الإمكانات الكبيرة في العلاقات الخليجية ـ الأوروبية ظلت غير مستغلة لفترة طويلة نتيجة الانشغال بقضايا أخرى، مع تآكل النظام الدولي وضعف المؤسسات العالمية نتيجة سعي بعض القوى الكبرى للهيمنة الإقليمية.
اختتمت الجلسة بالتأكيد على ضرورة بلورة توصيات سياسية متقدمة لتعزيز مسارات التعاون بين الخليج والاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات الأمن والاقتصاد والتواصل بين المجتمعات، باعتبارها أدوات محورية لضمان استقرار العلاقات خلال المرحلة المقبلة ودعم الأمن والاستقرار العالميين.