الذكاء الاصطناعي يهدد الصحافة الرقمية.. انخفاض في الزيارات وتراجع في العائدات
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
باتت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعلى رأسها "شات جي بي تي"، تمثل تحدياً وجودياً جديداً لوسائل الإعلام الرقمية، بعد أن ساهمت في تقليص استخدام محركات البحث التقليدية، وحرمان المواقع الإخبارية من جزء كبير من الزيارات التي كانت تُعد المصدر الرئيسي لعائداتها من الإعلانات والاشتراكات.
وقال مات كاروليان، نائب رئيس قسم الأبحاث والتطوير في مجموعة بوسطن غلوب ميديا: "إن السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة ستكون من بين الأصعب على ناشري الصحف حول العالم، أياً كان حجمهم"، محذراً من أن "المؤسسات الإعلامية التي لا تتكيّف مع هذا التحول قد تنهار".
وأظهرت دراسة حديثة أصدرها مركز "بيو" للأبحاث أن موجزات الذكاء الاصطناعي، التي تُعرض مباشرة ضمن نتائج البحث على "غوغل"، تقلل من رغبة المستخدمين في النقر على الروابط الإخبارية أو التعمق في التفاصيل.
ووفق الدراسة، تراجعت نسبة النقرات إلى النصف مقارنة بعمليات البحث التقليدية، ما يُنذر بخسائر كبيرة في الزيارات التي تعتمد عليها المواقع الإلكترونية في تمويل عملياتها، سواء عبر الإعلانات أو الاشتراكات المدفوعة.
وحذر جون وهبي، أستاذ الصحافة الرقمية في جامعة نورث إيسترن، من أن "هذا الاتجاه سيتسارع"، قائلاً: "نحن أمام إنترنت مختلف تماماً عما عرفناه خلال العقدين الماضيين".
وأشار كاروليان إلى أن بعض المستخدمين بدأوا بالفعل بالاشتراك في المحتوى الإخباري عبر "شات جي بي تي"، إلا أن هذه الأرقام لا تزال "محدودة للغاية"، مقارنة بالمنصات الأخرى. كما أن الأدوات البديلة مثل "بربليكستي" لم تحقق زخماً يُذكر بعد.
وفي هذا السياق، لجأت مؤسسات إعلامية إلى تقنيات جديدة مثل تحسين محركات البحث التوليدي (GEO)، التي تُصمم لتسهيل قراءة المحتوى وفهمه من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي، على غرار ما تفعله أدوات تحسين ترتيب المواقع في محركات البحث (SEO).
من ناحية أخرى، يشهد القطاع الإعلامي نقاشاً واسعاً بشأن حقوق المحتوى الإخباري الذي تستخرجه نماذج الذكاء الاصطناعي دون ترخيص.
وأشار توماس بيهام، الرئيس التنفيذي لشركة "أوترلاي AI" المختصة بتحسين المحتوى، إلى أن "السؤال المطروح اليوم هو: هل ينبغي السماح لأدوات الذكاء الاصطناعي باستخدام المحتوى الإخباري بحرية؟".
وبينما اتخذت بعض المؤسسات قراراً بمنع ولوج أدوات الذكاء الاصطناعي إلى مواقعها، يرى بيهام أن الكثير منها بدأ بالتراجع عن هذا القرار "لأن حجب المحتوى يقلل من ظهورها في أجوبة مساعدي الذكاء الاصطناعي".
وفي ظل هذا الجدل، وقعت مؤسسات إعلامية اتفاقيات مع شركات تقنية عملاقة، منها: اتفاق بين "نيويورك تايمز" و"أمازون"، وآخر بين "أسوشيتد برس" و"غوغل"، وكذلك اتفاق بين "فرانس برس" وشركة "ميسترال" الفرنسية الناشئة.
رغم ذلك، لا تزال دعاوى قانونية كبرى جارية، أبرزها تلك التي رفعتها "نيويورك تايمز" ضد شركتي "أوبن إيه اي" و"مايكروسوفت" بسبب استخدام غير مرخص لمحتواها.
أظهرت بيانات شركة "أوترلاي AI" أن وسائل الإعلام تشكل فقط 29% من الاقتباسات في أجوبة "شات جي بي تي"، مقارنة بنسبة 36 بالمئة لمواقع الشركات، وهو ما يشير إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تعطي الأولوية للمصادر الإعلامية المعتمدة، كما تفعل محركات البحث التقليدية.
وفي هذا الإطار، قالت دانييل كوفي، مديرة منظمة "نيوز/ميديا ألاينس" المهنية: "علينا ضمان الحصول على تعويض عادل من الشركات التي تستخدم محتوانا الصحفي لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها".
بحسب تقرير "معهد رويترز للأخبار الرقمية لعام 2025"، فإن نحو 15% من الشباب تحت سن 25 عاماً باتوا يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي كمصدر أساسي للأخبار، في مقابل انخفاض الاعتماد على المواقع الإخبارية المباشرة أو القنوات التقليدية.
وحذر الخبراء من أن هذا النمط من الاطلاع "يُشوّش فهم القارئ لمصدر الخبر وقيمته"، ويخلق جيلاً من المستهلكين الرقميين المنفصلين عن العمل الصحفي الحقيقي.
وختم كاروليان بالقول: "في نهاية المطاف، لا يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تقدم محتوى صحفياً دون وجود صحفيين حقيقيين ينتجون هذا المحتوى"، مشيراً إلى أن "منصات الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى الصحافة أكثر مما تعترف به حالياً".
وأشار إلى أن "غوغل" تعمل حالياً على توسيع شراكاتها مع مؤسسات إعلامية بهدف تعزيز أداء الذكاء الاصطناعي التوليدي، في خطوة تعكس إدراك المنصات التكنولوجية المتأخرة لأهمية الصحافة في الحفاظ على تدفق المعلومات الموثوقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الإعلام الإعلانات الصحافة الإعلام التكنولوجيا الصحافة الإعلانات الذكاء الاصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أدوات الذکاء الاصطناعی محرکات البحث إلى أن
إقرأ أيضاً:
منى عبد الوهاب: لا لحظر تيك توك.. نعم لتنظيم المحتوى وضبط الفوضى الرقمية
طالبت الإعلامية منى عبد الوهاب بضرورة وضع ضوابط واضحة وصارمة لمحتوى تطبيق "تيك توك"، مؤكدة أن حالة الفوضى في نوعية المحتوى المتداول عبر المنصة تهدد الذوق العام، وتكرّس لمستوى متدنٍ من الوعي والسلوك، خاصة في أوساط الشباب.
أوضحت عبد الوهاب خلال استضافتها في برنامج "الستات" على قناة النهار، أن حظر التطبيق ليس هو الحل، واصفة الدعوات لحظره بأنها رد فعل عشوائي وسطحي، لا يلامس جوهر الأزمة.
وقالت:"أنا بشوف إن الكلام عن حظر التيك توك مش هو الحل، لأنه مجرد رد فعل سطحي. المشكلة الحقيقية إن التيك توك بقى مليان ألفاظ خارجة وسلوكيات غريبة، ومفيش ضوابط تحكم اللي بيتعرض عليه."
وأشارت عبد الوهاب إلى أن الحل الذكي والمتوازن يتمثل في الحفاظ على وجود المنصة مع فرض رقابة واضحة وتنظيم المحتوى، قائلة:"المنع مش حل.. الحل إننا نضع قواعد واضحة ونتفق على شكل المحتوى المسموح. المنع هيزود الجذب ويخلق منصات بديلة خارج السيطرة."
لفتت عبد الوهاب إلى أن من يقدمون محتوى هابطًا على "تيك توك" ليسوا دائمًا باحثين عن الشهرة فقط، بل في كثير من الحالات يعكسون واقعًا مريرًا لمستوى الوعي، وقالت:"إحنا متخيلين إن الناس بتعمل كدا عشان تتشهر، لكن الحقيقة إنهم كدا فعلًا.. وده أخطر، لأنه معناه إن في مشكلة وعي مجتمعية محتاجة تدخل."
وشددت الإعلامية على أن ضبط المحتوى مسؤولية مجتمعية، تبدأ من الأسرة، وتمر بالمؤسسات التعليمية والإعلام، وليس الدولة فقط. ودعت إلى إطلاق حملة توعوية وطنية، تتضافر فيها الجهود الرسمية والشعبية لرفع مستوى الوعي وتنظيم ما يُعرض على المنصات الرقمية.