واشنطن بوست: إدارة ترامب تنشر وثيقة سرية للغاية متجاهلة اعتراضات سي آي إيه
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد أقدمت على نشر وثيقة في غاية السرية تتعلق بتدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، متجاهلة بذلك اعتراضات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وغيرها من أجهزة الاستخبارات التي طالبت بالإبقاء على الجزء الأكبر منها طي الكتمان.
وذكرت الصحيفة -نقلا عن أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية الموضوع- أن اعتراضات أجهزة الاستخبارات نابعة من حرصها على حماية مصادرها وأساليب التجسس الأميركية.
وخلال الشهر الماضي، قامت غابارد، ومدير السي آي إيه جون راتكليف، ووزيرة العدل بام بوندي، بنشر مجموعة من التقارير الاستخباراتية والأمنية يدّعون أنها تثبت أن استنتاج وكالات الاستخبارات بأن موسكو تدخلت في انتخابات 2016 لصالح ترامب كان "خدعة" اختلقتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وقد فتحت وزارة العدل تحقيقا جنائيا في تصرفات مسؤولي إدارة أوباما، كما أمرت بوندي بعرض الأدلة أمام هيئة محلفين كبرى.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير مراسلها وارن ستروبل- أن قرار غابارد جاء بعد صراع داخلي شديد بشأن حساسية المعلومات الواردة في الوثيقة المعنية التي تتضمن إشارات مباشرة إلى مصادر بشرية داخلية تابعة للسي آي إيه كانت ترصد خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء حملة الانتخابات.
وقد اتُّخذ القرار بالنشر بمباركة شخصية من ترامب أثناء ولايته الرئاسية الأولى، الذي وافق على إصدار نسخة "بتنقيحات طفيفة ودون تعديل"، وفقا لمصادر مطلعة.
عمل يائس غير مسؤول
وأثار نشر الوثيقة بهذا الشكل موجة من الاعتراضات داخل الأروقة الاستخباراتية والدبلوماسية. فإلى جانب ما تحتويه من إشارات واضحة لمصادر بشرية وجمع معلومات إلكتروني حساس، تشير الوثيقة إلى معلومات سرية وردت من حكومات أجنبية حليفة، مما يهدد الثقة المتبادلة بين أجهزة استخبارات واشنطن وحلفائها، بحسب المراسل ستروبل في تقريره.
إعلانوقد انتقد السيناتور الديمقراطي مارك وورنر قرار النشر، واصفا إياه بأنه "عمل يائس وغير مسؤول" يعرض للخطر "بعضا من أكثر أساليب ومصادر الاستخبارات حساسية".
أما لاري فايفر، المسؤول السابق في السي آي إيه والبيت الأبيض، فقال إنه شعر بأنه "سيقع في ورطة" فقط لقراءته الوثيقة، نظرا لكمية المعلومات التي تُمكّن من استنتاج "مصادر وأساليب العمل الاستخباراتي".
من جهتها، استندت غابارد إلى سلطتها القانونية الأعلى في رفع السرية عن الوثائق، وقالت مصادر إنها لم تكن بحاجة لموافقة السي آي إيه. لكنها تجاهلت نسخا أخرى من الوثيقة كانت تحوي تنقيحات أكثر لحماية الأمن القومي.
ويشير مطلعون إلى أن عدّة نسخ مختلفة من الوثيقة كانت قيد التداول قبل النشر، مما يعكس الانقسام العميق بين المؤسسات حول حدود الشفافية، وسط ضغوط سياسية واضحة من البيت الأبيض.
NEW: Whistleblower reveals how they were threatened by a supervisor to go along with the Obama-directed Russia hoax “intelligence” assessment, even though they knew it was not credible or accurate. The Whistleblower refused.
Yesterday we released the Whistleblower's firsthand… pic.twitter.com/Oc6mwgSmMq
— DNI Tulsi Gabbard (@DNIGabbard) July 31, 2025
توتر سابق بين ترامب وغاباردولفتت واشنطن بوست الانتباه إلى أن العلاقة بين ترامب وغابارد كان قد شابها التوتر في وقت سابق هذا العام بسبب خلافات علنية حول تقييم البرنامج النووي الإيراني. فقد شكك الرئيس مرتين على الأقل، علنا، في تقييمات مديرة المخابرات الوطنية ومجتمع الاستخبارات الأميركي بشأن إيران.
وأشارت إلى أنه لم يتضح بالضبط كيف أعطى ترامب موافقته على نشر الوثيقة شديدة السرية، أو ما إذا كان قد اطلع على النسخ المتعددة قبل صدور النسخة النهائية.
وطبقا للصحيفة، فقد أُعِدّت هذه الوثيقة في وقت كانت فيه لجنة الاستخبارات بمجلس النواب تشهد انقسامات حزبية غير مسبوقة، وكان يرأسها آنذاك النائب الجمهوري ديفن نونز من كاليفورنيا، والذي يشغل حاليا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي المملوكة لترامب.
ووصف مسؤولون سابقون من الحزب الديمقراطي الوثيقة بأنها منحازة ولا تعكس بدقة عمل الاستخبارات الأميركية في التحقيق في تدخل روسيا بالانتخابات.
وعادت الوثيقة مجددا إلى دائرة الضوء بعدما أرسل النائب الجمهوري ريك كراوفورد، الرئيس الحالي للجنة الاستخبارات، رسالة إلى ترامب في يوليو/تموز المنصرم يطالبه فيها بالإفراج عن الوثيقة، بعد محاولات فاشلة لاستعادتها من حيازة السي آي إيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات السی آی إیه
إقرأ أيضاً:
زايد العليا تطلق نسخة من برنامج الوثيقة للأطفال من أصحاب الهمم
أعلنت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، عن توسعة جديدة في مشروع "برنامج الوثيقة" الوطني الرائد، لتشمل فئة الأطفال من أصحاب الهمم كمؤلفين ومقدّمين، ضمن مبادرات عام 2025 "عام المجتمع"، وتحت شعار "يداً بيد".
وتأتي هذه الخطوة النوعية لترسّخ توجه دولة الإمارات نحو إشراك أصحاب الهمم في قلب المشهد الثقافي والمعرفي، وتكرّس ريادة مؤسسة زايد العليا في التمكين الحقيقي والمستدام لهذه الفئة.
ولا يُعد هذا التوسّع مجرد تطوير فني للمحتوى، بل تحولاً في فلسفة التمكين التي تتبناها المؤسسة، إذ ينتقل المشروع من كونه سرداً وتوثيقاً للتاريخ إلى منصة لصناعة جيل جديد من رواة الوطن من أصحاب الهمم، القادرين على التعبير عن الهوية الوطنية وصياغة الذاكرة الجمعية بلغة معاصرة.
وتستثمر النسخة المطوّرة من "الوثيقة للأطفال" نجاح الموسم الأول الذي ضم 25 حلقة قصيرة قدّمها خمسة مذيعين شباب من أصحاب الهمم بأسلوب احترافي وسرد مؤثر، وشكّل نموذجا وطنيا فريدا في تسخير الإعلام لتمكين هذه الفئة وتوثيق محطات مضيئة من تاريخ دولة الإمارات.
ويبرز في النسخة الجديدة تأليف الحلقات من قبل عبدالله أحمد راشد الظحناني، الفائز بتحدي القراءة العربي فئة أصحاب الهمم لعام 2025، الذي يتحول من قارئ نهم إلى كاتب مؤرخ، ومعه سلطان أحمد إبراهيم البلوشي، الفائز بمسابقة "أنا كما أرى نفسي"، الذي يجمع بين الحس الأدبي والرؤية المجتمعية المستدامة.
أما التقديم الصوتي، فيقوده ثلاثة من أصحاب الهمم الأطفال يمثلون نماذج ملهمة في الإعلام والفن والرياضة، وهم شما علي سيف المنصوري، الصوت الإعلامي الواعد من أصحاب متلازمة ويليامز، والموهوبة مريم سميدع، موهبة مسرحية تجاوزت التحديات بصوت فني مؤثر، والبطل ثاني سعيد الظاهري، بطل رياضي يثبت أن التمكين يبدأ من الميدان وينطلق إلى المنصة الإعلامية.
ولا يكتفي المشروع الجديد بسرد الأحداث التاريخية، بل يعيد صياغة الهوية الوطنية من خلال قصص ومواقف تراثية تُروى بلغة تناسب الأطفال ويقدمها أطفال، مما يُعزز الانتماء الوطني، ويرسّخ مفهوم المشاركة الفعلية لأصحاب الهمم في رسم الرواية الإماراتية.
وتعكس هذه الخطوة رؤية "زايد العليا"، التي لم تعد تكتفي بالرعاية والتأهيل، بل تسعى إلى صناعة أدوار قيادية حقيقية لأصحاب الهمم في مجالات الثقافة والإعلام والمعرفة.
وأكد عبدالله عبد العالي الحميدان، الأمين العام للمؤسسة، أن التمكين لا يتحقق إلا بمنح الأجيال المقبلة من أصحاب الهمم أدوات التعبير، ومساحات التأثير، ومنابر الحضور الحقيقي ، لافتًا إلى أن الوثيقة ليست فقط منصة بودكاست، بل مشروع إستراتيجي لرسم ملامح مستقبل يُروى بصوتهم، ويُكتب بأيديهم.
وأضاف أن إشراك الأطفال والشباب في الكتابة والتقديم هو استثمار في المستقبل، وتأكيد على أن كل صوت مختلف هو جزء من صوت الوطن، وهذا التحول يعكس رؤية مؤسسة زايد العليا في أن أصحاب الهمم ليسوا جمهورًا مستهدفًا، بل هم صُنّاع الرسالة وناقلوها إلى المجتمع وإلى الأجيال المقبلة.
ويأتي بودكاست "الوثيقة "استمرارً التعاون المعرفي بين مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات، لضمان دقة المحتوى، وتعزيز مصداقيته التربوية والتاريخية، بما يجعل المشروع نموذجا متكاملًا يجمع بين المعرفة والتمكين الإعلامي والمشاركة المجتمعية.
ويتحول مشروع "الوثيقة" بهذه النقلة النوعية، من منتج إعلامي إلى مؤسسة سرد وطني حيوية، تُروى من خلالها قصص الوطن بلسان أطفال من أصحاب الهمم، بلغة قريبة من قلوبهم، تعزز إنتماءهم، وتفتح لهم باب التأثير في تشكيل الوعي الجمعي للأجيال.
وتواصل "زايد العليا" من خلاله دورها الريادي في بناء مجتمع أكثر شمولاً، تُعاد فيه صياغة مفاهيم التمكين والتاريخ والهوية، على أيدي من يمثلون الإرادة الصلبة، والأمل المتجدد، والإبداع الذي لا يُقيد.
أخبار ذات صلة