الانتخابات المقبلة تعيد رسم الخريطة.. والإطار التنسيقي على عتبة التحول
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
7 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: وسط أفق سياسي عراقي ملبّد بتوقعات التغيير، يلوح في الأفق ما يشبه التحوّل البنيوي في خريطة التحالفات، مع احتمال مغادرة “الإطار التنسيقي” لاسمه وهويته بعد الانتخابات المقبلة. ويأتي هذا التقدير في سياق معطيات الداخل وتقاطعات الخارج الامر الذي يضع الإطار أمام معادلة معقدة بين البقاء ككتلة حاكمة أو التحلل إلى قوى متعددة تبحث عن صيغ تموضع جديدة.
وتتجلّى هذه الديناميكية في قراءة لمسيرة الإطار منذ ولادته عقب انتخابات 2021، حين نجح في توظيف انسحاب التيار الصدري لتشكيل الكتلة الأكبر، قبل أن يتمكّن من فرض معادلة حكم برئاسة محمد شياع السوداني.
وقد أفلح الإطار، بحسب مراقبين، في إدارة مرحلة توصف بالاستقرار النسبي، أمنيًا وسياسيًا، مع حضور محسوب في العلاقات الإقليمية والدولية، إلا أن تحوّله من تحالف انتخابي إلى آلية حاكمة أضعف مرونته السياسية وأدخله في حسابات السلطة.
وترى قراءات ان مرحلة ما بعد الانتخابات ستكون حاسمة، ليس فقط في رسم شكل الحكومة، بل في إعادة تعريف طبيعة التحالفات، وسط سيناريوهات مفتوحة على ضغوط أميركية قد تتخذ طابعًا اقتصاديًا أو سياسيًا يستهدف شخصيات رئيسية، وهو ما يجعل الكتلة عرضة لتفكك أو إعادة تشكيل.
ويستند هذا التحليل إلى أن واشنطن قد ترفع منسوب الضغط مع اقتراب العراق من مفاصل حساسة تتعلق بالوجود الأميركي ومستوى النفوذ الإيراني، مما قد يحوّل التوازن الراهن إلى ساحة تجاذب إقليمي محتدم.
وتتبدى أهمية العامل الخارجي بشكل خاص إذا ما قررت الولايات المتحدة استثمار أدواتها في العراق لإعادة ضبط توازن القوى، عبر الاستهداف المباشر أو غير المباشر، ما قد يؤدي إلى تعطيل الانتخابات أو إعادة هندسة مشهدها.
في المقابل، يبقى حجم التمثيل البرلماني المنتظر للكتل هو المحدّد الفعلي لبوصلة التحالفات، في ظل استقرار نسبي قد يُنسف تحت وطأة تطورات مفاجئة.
ويدفع هذا كله إلى استنتاج بأن المشهد السياسي العراقي مقبل على لحظة إعادة تموضع، حيث لا يبقى “الإطار” هو الإطار، ولا “التحالف” هو التحالف، في ظل خريطة متحركة تُرسم أقلامها في بغداد، وتُوجّه أناملها من عواصم متعددة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
التحول الصامت في كهرباء العراق.. الطاقة الشمسية تقود انتفاضة الألواح
7 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: يسير العراق في مسار تناقضي يُشبه السير على حبل مشدود؛ فالدولة التي تقف على بحيرة نفط وتحتل موقعًا متقدمًا في منظمة “أوبك” تجد نفسها عاجزة عن تزويد مواطنيها بالكهرباء بصورة مستقرة، حيث تراجعت بنية الطاقة بفعل سوء الحوكمة، وتبخر الاستثمارات، وتراكم الإخفاقات الإدارية.
ويتفاقم هذا التناقض مع حلول كل صيف، إذ تتجاوز ذروة الطلب على الكهرباء ضعف القدرة الإنتاجية المتاحة، مما يدفع المواطنين للبحث عن حلول ذاتية؛ فبينما تتأرجح الشبكة الوطنية بين الأعطال والانقطاعات، تبدأ الشمس – الخصم الحارق – بالتحول إلى حليف محتمل عبر تقنيات الألواح الشمسية.
ويبدو أن الطاقة الشمسية لم تعد ترفًا بيئيًا أو خيارًا نخبويًا، بل ضرورة وجودية لشرائح واسعة من العراقيين. فالمزارع عبد الله العلي، الذي كان يدفع قرابة مليون دينار شهريًا لفواتير الكهرباء، استطاع تخفيضها إلى أقل من عُشر هذا الرقم بعد تركيب الألواح، مشيرًا إلى استقرار الخدمة ومردودها المجدي.
وفي المناطق الريفية، تنمو هذه التجربة كحل واقعي لتشغيل أنظمة الري وتلبية الاحتياجات اليومية، بعيدًا عن تعقيدات الشبكة الوطنية.
وتتحول الشمس إلى رأسمال متاح للجميع، لكن بثمن ابتدائي مرتفع. فمتوسط تكلفة النظام الشمسي يتراوح بين 5 و10 ملايين دينار، وهو مبلغ يفوق القدرة الشرائية للكثيرين، وإن كان يُعوَّض خلال ثلاث سنوات وفق حسابات المستخدمين. وهنا تظهر الحاجة إلى دعم مؤسسي، حيث بدأت الحكومة بتوفير قروض منخفضة الفائدة، في محاولة لدمج هذا التوجه في سياسات الطاقة المستدامة.
ويُلفت خبراء الطاقة إلى أهمية دمج هذه الأنظمة ضمن البنية الكهربائية الوطنية، إذ إن الاعتماد الكامل على أنظمة منفصلة قد يعمق أزمة “الجزُر الكهربائية” ويؤجل الحل الجذري. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تمثل فتحًا شعبيًا في مسار الاعتماد على الذات وتخفيف انبعاثات الكربون، وربما تشكل النواة الأولى لما يمكن أن يكون مستقبل الطاقة في العراق.
وقال المواطن علي العبدلي: “ما نحتاجه ليس فقط كهرباء باردة، بل دولة تدفئنا بثقة واستقرار… الطاقة الشمسية أعطتنا شيئًا من الكرامة التي سُلبت حين انقطعت الكهرباء عشرين عامًا”.
ورأى الخبير في السياسات البيئية سعد الخفاجي أن ما يحدث في العراق هو انتقال قسري نحو الطاقة المتجددة بسبب عجز النظام التقليدي، داعيًا إلى “تأميم الطاقة الشمسية” ضمن تخطيط وطني، كي لا تتحول إلى سوق فوضوي آخر يراكم الانقسام بين من يملك ومن لا يملك.
اطرح سؤالك على ChatGPT
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts