حذرت مصادر إسرائيلية من تبعات لقرار المجلس الوزاري المصغر السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل، وشنت المعارضة هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الأركان إيال زامير قرر عقد اجتماع مع قادة الجيش لبحث الخطوات بعد قرار السيطرة على غزة، ونقلت عن زامير قوله خلال مناقشات بالمجلس الوزاري المصغر، إن خطة السيطرة على غزة ستحتاج لنحو 200 ألف جندي احتياط.

وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أن زامير يرى أنه سيكون من الصعب الحفاظ على المستوى المطلوب من انخراط القوات الإسرائيلية للسيطرة طويلة الأمد على غزة، وأن ثمة حالة إرهاق لدى وحدات الاحتياط، وأن قرار السيطرة على مدينة غزة ستكون له تداعيات ملموسة وصعبة.

ولم تستبعد مصادر تحدثت لصحيفة هآرتس أن يلجأ نتنياهو لإقالة زامير، وقالت إن الخلاف بين الرجلين بشأن استمرار الحرب في غزة أخطر مما سربته وسائل الإعلام مؤخرا.

بدورها، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤولين بالجيش الإسرائيلي قولهم إن السيطرة على غزة قد تستغرق 3 أشهر، وبحاجة إلى 3 فرق لوجود عبوات ناسفة.

ووفقا لمسؤولين عسكريين تحدثوا لموقع واللا، فإن  السيطرة على مدينة غزة قد تتحول إلى خطر وفخ تكتيكي ضد عدد كبير من الجنود.

وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين إن قرار احتلال غزة هو إعلان رسمي بالتخلي عن أبنائهم، مبينة أنه حكم بالموت على الأحياء منهم وبالاختفاء على القتلى، ورأت أن الطريقة الوحيدة لإعادة الأسرى هي التوصل لصفقة شاملة وليس مزيدا من الحروب.

تصريحات المعارضة

من جانب آخر، وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قرار المجلس الوزاري المصغر احتلال مدينة غزة بالكارثة وقال إن هذا هو ما تريده حماس.

بدوره، أكد رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان أن القرار المخالف لموقف رئيس الأركان يثبت أن قرارات الحياة والموت تتخذ على خلاف الاعتبارات الأمنية وأهداف الحرب.

إعلان

وأضاف ليبرمان أن رئيس وزراء السابع من أكتوبر -في إشارة إلى نتنياهو- يضحي من جديد بأمن المواطنين الإسرائيليين لأجل البقاء في السلطة.

أما زعيم حزب الديمقراطيين في إسرائيل يائير غولان فقال إن قرار المجلس المصغر "سيكون مأساة لأجيال" و" معناه الحكم بالإعدام على المخطوفين ومزيد من العائلات الثكلى في إسرائيل"، وأضاف في تصريحات أوردتها إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نتنياهو "ضعيف ويخضع للضغوط ولا يستطيع اتخاذ قرارات".

من جهته، دعا زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان استعدادها لإنهاء الحرب بشكل دائم مقابل إعادة المحتجزين، واعتبر أن "الإخفاقات السياسية تضيع الإنجازات العسكرية للجيش الإسرائيلي".

وأظهر استطلاع لصحيفة معاريف أن 30% من الإسرائيليين يؤيدون احتلال غزة حتى لو شكّل الأمر خطرا على المحتجزين، بينما يعتقد 57% أنه يجب التوصل إلى صفقة لإعادة المحتجزين مقابل وقف الحرب.

يذكر أن الخطة الإسرائيلية الجديد تنص على بدء جيش الاحتلال التحرك نحو مناطق لم يدخلها سابقا، بهدف السيطرة عليها، وتنطلق من تهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، وتطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

وخلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي كامل مدينة غزة باستثناء مناطق صغيرة ومكث فيها عدة أشهر قبل أن يتراجع في أبريل/نيسان 2024 من معظم مناطقها بعد إعلانه "تدمير البنية التحتية لحماس بالمدينة".

ومن كامل القطاع بقيت أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها، وفق مسؤولين محليين فلسطينيين.

والمناطق التي لم تحتلها القوات الإسرائيلية برياً تمثل نحو 15% من مساحة القطاع فقط، حسب وكالة الأناضول.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات السیطرة على مدینة غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

خلافات حول احتلال غزة.. نتانياهو: إسرائيل تريد السيطرة على القطاع لا حكمه

في ظل تصاعد الحرب المستمرة في قطاع غزة، تتفاقم الخلافات داخل القيادة الإسرائيلية بين الطموحات السياسية والحسابات العسكرية، مما يشير إلى أزمة استراتيجية تهدد مستقبل أي خطوة قادمة في القطاع. اعلان

تشهد الساحة الإسرائيلية خلافات حادة بين المستوى السياسي والعسكري حول مستقبل الخطوة القادمة في القطاع، في ظل استمرار الضغوط الداخلية والدولية.

هذا الخلاف يتجلى بوضوح بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة، ورئيس هيئة الأركان العامة إيال زامير، الذي يحذر من مخاطر تترتب على هذه الخطوة.

نتنياهو: السيطرة على غزة.. لكن دون حكم مباشر

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح خص به قناة "فوكس نيوز" اليوم الخميس أن إسرائيل تعتزم السيطرة الكاملة على قطاع غزة، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن إسرائيل لا ترغب في "الاحتفاظ بحكم القطاع".

وأوضح نتنياهو أن "إسرائيل تريد تسليم غزة لقوات عربية لا تهددها"، في محاولة لتخفيف العبء السياسي والأمني عن إسرائيل، دون التخلي عن هدفها المتمثل في "تأمين حدودها وضمان أمن مواطنيها".

يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على إسرائيل، لا سيما مع تزايد الخسائر البشرية والدمار في غزة، إلى جانب انتقادات حادة من المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية التي تطالب بوقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين.

Related هل يتجنّب الجيش الإسرائيلي قتل المدنيين؟ إحصاء يظهر أرقاماً متفاوتة في إجابات المواطنينخطة نتنياهو لاحتلال غزة: خمس فرق عسكرية وتهجير مليون مدنيالخلاف يتعمّق في إسرائيل بشأن احتلال غزة.. زامير: مستمرون في إبداء موقفنا دون خوف

"فخ استراتيجي" يُهدد الجيش والأسرى

على النقيض من موقف نتنياهو، أعرب رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، عن رفضه القاطع لخطة الاحتلال الكامل لغزة، واصفًا إياها بأنها "فخ استراتيجي" من شأنه أن يستنزف الجيش الإسرائيلي لسنوات طويلة ويعرض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع لخطر بالغ.

جاء ذلك خلال جلسة تقييم متعددة الجبهات عقدها منتدى هيئة الأركان العامة، حيث تم عرض الصورة العملياتية الكاملة، وناقش المشاركون خططًا متعددة للمضي قدمًا، بدءًا من عمليات تدريجية وتحركات محدودة، وصولاً إلى الاحتلال الكامل.

وأكد في مداخلته أنه سيواصل التعبير عن موقفه المهني المستقل، قائلاً: "نحن لا نتعامل مع نظريات، بل مع أرواح بشر ودفاع عن الدولة".

وأضاف أن الخلافات داخل القيادة تعكس "ثقافة الاختلاف التي لطالما ميزت الشعب اليهودي"، وأنه لن يخشى التعبير عن رأيه، رغم الانتقادات الحادة التي تلقاها من وزراء وأعضاء في الكنيست وحتى من زوجة رئيس الوزراء سارة نتنياهو.

خلافات سياسية وأمنية بشأن احتلال القطاع

يأتي هذا الانقسام في وقت تواجه فيه القيادة السياسية، وعلى رأسها نتنياهو، اتهامات بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما يضيف بعداً قضائياً معقداً إلى قرار الحرب والاحتلال.

في مقابل ذلك، يقترح زامير خطة "التطويق" التي تعتمد على الضغط العسكري المركّز لإجبار حركة حماس على إطلاق الأسرى، مع الحفاظ على الحد الأدنى من التورط المباشر في المناطق الحضرية المكتظة، لتفادي استنزاف الجيش وخسائر المدنيين.

ونقلت الصحافة الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين أنهم يشعرون بالحيرة وغياب خطة واضحة للمرحلة التالية، وهو ما دفع زامير لطلب مناقشات عاجلة داخل الحكومة، حيث تبدو مقاربات الجيش أكثر تحفظاً مقارنة بالمطالب السياسية المتشددة.

في الوقت نفسه، أبدى رئيس حزب الديمقراطيين، يائير غولان، دعمه الكامل لزامير ورفضه لاحتلال القطاع، معتبراً أن الحكومة الحالية "فاسدة" وأن زامير "يقف بقوة أمامها، لكن يده مكبلة".

كما كشفت مصادر إعلامية أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ تدخل عبر اتصال هاتفي مع زامير لتقديم الدعم له في مواجهة الضغوط السياسية التي تمارس عليه.

العائلات تطالب بإنهاء الحرب واستعادة الأسرى

على خلفية هذه الخلافات، دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة إلى التظاهر أمام مقر انعقاد الكابينت، وأكدت رفضها التعرض لأبنائها، وطالبت الجيش والقيادة العسكرية بالوقوف إلى جانبها والعمل على إعادة المخطوفين.

وقالت العائلات في خطاب رسمي لرئيس الأركان: "لا نسمح بالتخلي عن أبنائنا، ونطالب بوقف الحرب فورًا والعمل على إرجاعهم سالمين"، معتبرة أن أكثر من 80% من الإسرائيليين يدعمون اتفاقًا لإنهاء الحرب واستعادة المخطوفين، وأن أي قرار غير ذلك سيكون "غير إنساني ويتعارض مع إرادة الشعب".

وفي تعليق لوالدة أحد الأسرى، متان تسانغاوكر، انتقدت بشدة تصريحات نتنياهو، معتبرة أنه "يكذب ويريد إرسال الجنود إلى الموت، محكومًا على المخطوفين بالموت".

"عمليات ناجحة".. زامير يؤكد قدرة الجيش على تأمين الجنوب

رغم خلافاته مع الحكومة، حرص زامير على إبراز ما اعتبره "انتصارات عسكرية" للجيش الإسرائيلي في العمليات الأخيرة، مثل عملية "عربات جدعون"، مؤكدًا تحقيق وتجاوز الأهداف المرسومة، ومشدداً على عزمه هزيمة حركة حماس.

كما وعد زامير بالعمل على ضمان أمن طويل الأمد للمدن الجنوبية ومحيط غزة، متحدثًا عن القدرة الحالية على إقامة "حدود آمنة جديدة" و"إلحاق ضرر مستمر بالعدو".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • هذا بالضبط ما أرادته حماس.. المعارضة الإسرائيلية تنتقد قرار نتنياهو بالسيطرة على مدينة غزة
  • زامير يحذر في جلسة الكابينت من تبعات قرار احتلال القطاع
  • خلافات حول احتلال غزة.. نتانياهو: إسرائيل تريد السيطرة على القطاع لا حكمه
  • نتنياهو: ننوي السيطرة على قطاع غزة بالكامل لكننا لن نحكمه!
  • فوكس نيوز: نتنياهو ينوي السيطرة الكاملة على غزة
  • نتنياهو: ننوي السيطرة على قطاع غزة بالكامل دون حكمه
  • نتنياهو يصعد تهديداته باحتلال غزة رغم حديث عن تحذيرات شديدة من الجيش
  • رئيس أركان الإحتلال يحذر نتنياهو من فخ احتلال القطاع
  • يديعوت: نتنياهو أمام خيارات معقدة في غزة وسط تحذيرات الجيش وتأييد أميركي