استطلاع صنداي تايمز: 29% من البريطانيين يدعمون فلسطين مقابل 15% لإسرائيل.. وتعاطف لافت مع غزة بين الشباب
تاريخ النشر: 8th, August 2025 GMT
في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وتستمر النزاعات في الشرق الأوسط، ألقى استطلاع جديد أجرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، بالتعاون مع مؤسسة "مور إن كومون" البحثية، الضوء على تحوّل ملحوظ في مواقف البريطانيين تجاه قضايا سياسية حساسة مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الهجرة، ومكانة بلادهم على الساحة الدولية.
نتائج الاستطلاع كشفت عن تعاطف متزايد مع الفلسطينيين، خصوصًا بين فئة الشباب، وارتباك واضح حيال السياسات الإسرائيلية، إلى جانب مشاعر متنامية بالقلق تجاه مستقبل العالم.
أحد أبرز ما جاء في نتائج الاستطلاع هو أن 21% من البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يرون أن إسرائيل لا تملك الحق في الوجود، وهي نسبة تعكس تحولًا جوهريًا في المواقف السياسية داخل الجيل الأصغر. كما أظهر الاستطلاع أن 45% من الشباب أعربوا عن تعاطفهم مع فلسطين، مقابل 15% فقط تعاطفوا مع إسرائيل.
بشكل عام، قال 29% من المشاركين إنهم يتعاطفون أكثر مع الجانب الفلسطيني، مقارنةً بـ 15% أيدوا إسرائيل، فيما لم يبدِ 27% تعاطفهم مع أي من الطرفين، وأكد 16% دعمهم للطرفين بالتساوي.
رؤية سلبية للوضع العالمي.. وقلق متزايد من التصعيدوصف معظم البريطانيين العالم في عام 2025 بكلمتين هما "فوضوي" و"خطير"، في دلالة واضحة على المزاج القلق السائد في البلاد. كما أشار نصف المشاركين تقريبًا إلى أن الرد العسكري الإسرائيلي على غزة كان غير متناسب مع هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، بينما رأى 28% أنه كان مبررًا، و24% قالوا إنهم لا يعرفون.
انقسام حول تصدير السلاح.. ودعوات لفرض حظر شاملأظهرت نتائج الاستطلاع انقسامًا حول سياسة بريطانيا في تصدير الأسلحة لإسرائيل. فقد أعرب 41% من المشاركين عن تأييدهم لدعوة برلمانية تطالب بفرض حظر كامل على تصدير الأسلحة لإسرائيل. في المقابل، وافق 23% على تصدير الأسلحة لأغراض دفاعية فقط، فيما أيد 14% تصديرها لأغراض دفاعية وهجومية.
السلام في الشرق الأوسطأبدى أكثر من نصف البريطانيين المشاركين تشاؤمهم تجاه تحقيق السلام في الشرق الأوسط خلال حياتهم، بينما أبدى 25% فقط تفاؤلًا حذرًا بإمكانية حدوثه. وفي سؤال حول ما إذا كانت "حماس" تمثل الشعب الفلسطيني، أجاب 50% بالنفي، فيما قال 16% إنها تمثله، وهي نسبة ارتفعت بثلاث نقاط مئوية منذ أكتوبر 2023.
وسائل التواصل الاجتماعي.. صراع روايات ودلالات الرأيتناول الاستطلاع أيضًا تأثير الصراع على سلوكيات البريطانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال 34% إن لديهم نظرة سلبية تجاه من ينشرون دعمًا لإسرائيل على هذه المنصات، بينما أبدى 22% نفس الشعور تجاه الداعمين لغزة. هذا التباين يعكس درجة الاستقطاب المتزايدة في الفضاء العام البريطاني.
حظر "فلسطين أكشن" وعقوبة فرقة موسيقية يثيران الجدلأثار حظر جماعة "فلسطين أكشن" من قِبل السلطات البريطانية ردود فعل متباينة، حيث وافق 41% من المشاركين على الحظر، بينما اعتبره 29% قرارًا خاطئًا. ولفت الاستطلاع إلى أن أولئك المتعاطفين مع فلسطين كانوا أكثر ميلاً لرفض الحظر بنسبة 63%.
أما بشأن فرقة "بوب فيلان" الموسيقية، التي تم إيقافها بعد هتاف مثير للجدل في مهرجان جلاستونبري، فقد أيد 57% من البريطانيين العقوبة المفروضة عليها، ما يشير إلى وجود حساسيات عالية في المجتمع تجاه التصريحات المرتبطة بالصراع.
بريطانيا في مفترق طرق أخلاقي وسياسييعكس هذا الاستطلاع تغيرًا ملموسًا في المزاج العام البريطاني، حيث أصبح جيل الشباب أكثر صراحة وانتقادًا لسياسات إسرائيل، وأكثر ميلًا للتعاطف مع المظلومين في النزاعات الدولية. في الوقت ذاته، تكشف الأرقام عن مجتمع يعيش حالة من القلق والارتباك حيال مستقبل بلاده وموقعها في عالم مضطرب. تبقى هذه المؤشرات دعوة مفتوحة لصناع القرار في بريطانيا لمراجعة سياساتهم، ليس فقط تجاه الشرق الأوسط، بل أيضًا تجاه الداخل البريطاني الذي يشهد تحولًا في وعيه السياسي والاجتماعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين الهجرة المملكة المتحدة حماس بريطانيا
إقرأ أيضاً:
استطلاع: 43% من الأمريكيين يعترفون بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة
كشف استطلاع حديث أجرته يو-جوف الأمريكية أن أكثر من 4 من كل 10 أمريكيين (43%) يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين قال 28% إنهم لا يوافقون على هذا الطرح، وأعرب 29% عن عدم يقينهم.
يأتي هذا الاستطلاع بعد ما يقرب من عامين على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 55,000 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.
كما حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 2.1 مليون فلسطيني في القطاع باتوا يواجهون خطر المجاعة الحاد.
انقسام حزبي وجيلي حاد:قال 65% من الديمقراطيين إن ما يحدث هو إبادة جماعية، بينما عارض 8% فقط هذا الرأي.
في المقابل، رفض 49% من الجمهوريين هذا التوصيف، ووافق عليه 19% فقط.
وانقسم المستقلون بين 48% يعتقدون بوجود إبادة و25% لا يعتقدون ذلك.
من حيث الفئات العمريةووافق 54% من الشباب (18-29 عامًا) على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.
بينما انخفضت النسبة إلى 38% فقط لدى من هم في سن 65 عامًا فأكثر.
تغير في المزاج العامفي استطلاع سابق أجري في نوفمبر 2023، قال 34% فقط من الأمريكيين إن "عرب غزة" كانوا ضحايا لإبادة جماعية، ما يشير إلى زيادة تدريجية في الاعتراف الشعبي بالمأساة الفلسطينية.
منظمات حقوقية إسرائيلية تدق ناقوس الخطروفي تطور لافت، أصدرت منظمتا بتسيلم وأطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل تقارير تؤكد وقوع إبادة جماعية في غزة، مشيرتين إلى:
تدمير شامل للمدن.انهيار النظام. الصحي والتعليمي والديني والثقافي.تهجير أكثر من مليوني شخص قسريًا.قتل وتجويع جماعي منهجي.موقف القانون الدولييشمل تعريف الأمم المتحدة للإبادة الجماعية أفعال تهدف إلى تدمير جماعة قومية أو إثنية أو دينية بالكامل أو جزئيًا، بما في ذلك القتل والتجويع وفرض ظروف معيشية تؤدي إلى الفناء.
وقد اتهمت جنوب أفريقيا رسميًا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في ديسمبر 2023 أمام محكمة العدل الدولية، ولا تزال القضية منظورة.
مواقف أمريكية متباينةالنائبتان رشيدة طليب (ديمقراطية) ومارجوري تايلور جرين (جمهورية) من القلائل في الكونجرس ممن استخدموا مصطلح "إبادة جماعية".
فيما رفض السيناتور بيرني ساندرز استخدام المصطلح لكنه وصف الوضع بأنه "مروع للغاية"، قائلًا: "ما يحدث لا يمكن تجاهله، المهم الآن هو: ماذا سنفعل؟".
أما السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام فقال في 29 يوليو: “أحمل حماس المسئولية الكاملة عما يحدث في غزة. إن أردتم إنهاء المعاناة، فعلى حماس تسليم السلاح ومغادرة غزة”.