عربي21:
2025-12-15@02:57:50 GMT

مواجهة نظام التنمر الدولي الجديد…

تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT

يبدو أننا بدأنا اليوم ننتقل من أشكال الأنظمة الدولية التقليدية إلى نوع آخر غير مسبوق يقوم على التنمر والتحرش الدوليين ينبغي علينا إيحاد الوسائل اللازمة للتعامل معه.

لقد عرفت العلاقات الدولية عبر التاريخ أنظمة دولية تقوم على الصراع تارة وعلى التكامل أخرى ولكنها لم تعرف الشكل الذي نعيشه الآن البارز في شكل تنمر للكيانات القوية بالضعيفة أو تحرش بين الكيانات المتقاربة في القوة.



يكفي أن نٌسلِّط الضوء على الأدوات المستخدمة بين الدول تجاه بعضها البعض لنعرف طبيعة العلاقة بينها (ما بين التنمر والتحرش) ونتصور أساليب التعامل التي ينبغي اللجوء إليها في كل حالة.

في حالة التحرش تكثر الاستفزازات والمضايقات المتكررة كالمناورات العسكرية وتحليق للطيران عن قرب والدعاية الإعلامية من دون الوصول إلى حالة الحرب! وعادة ما تٌستخدم هذه الوسائل بين الدول المتقاربة في القوة.. أما في حالة التنمر فيتم اللجوء إلى الأدوات القسرية كالعقوبات والحصار والعزل ويكون ذلك عادة علنيا ومرفوقا بنوع من الإذلال الصريح والمعاملة غير الندية القائمة على الإملاءات وانتظار الخضوع التام للطرف الضعيف وتقديم الولاءات على طريقة هدايا الملوك وفروض الطاعة في العصور الغابرة..

في ظل هذا الواقع نُصبح في حاجة إلى القيام بمراجعة كلية لأدبيات العلاقات الدولية عبر العصور، لضبط سلوكنا، ذلك أن السلوك الدولي اليوم فَقَدَ الالتزام بأي من قواعد هذه الأدبيات، فلا هو واقعي كلاسيكي على طريقة “مورغنثاو” القائمة على الردع والتحالفات العسكرية أو طريقة “كينيت والتز” التي تعزو الصراع بين الأمم إلى بنية النظام الدولي وترى ضرورة البدء بهذه البنية، أو على طريقة المنظرين المعاصرين لنظريات الألعاب والحروب غير المتناظرة… الخ، ولا هو تكاملي قائم على مفاهيم التعاون الاقتصادي كما عند “أرنست هاس” أو الحوكمة المتعددة المستويات “غاري ماركس”… الخ، ولذلك لم يبق أمامنا سوى الرجوع إلى الأدبيات الشرقية والجنوبية في هذا المجال على طريقة اطلبوا الحكمة ولو في الصين لعلنا نجد ضالتنا!

وفي هذه الحالة يمكننا الاستعانة بالأطروحات الصينية القائمة على مفهوم الواقعية الأخلاقية والسلطة الانسانية لـ”يان شيوتونغ”، أو بالأطروحات الروسية لـ”الكسندر دوغين” القائمة على قواعد النظرية السياسية الرابعة وصراعات الكتل البرية ضد الكتل البحرية، أو بالأطروحات الإيرانية لـ”علي أكبر ولاياتي” القائمة على التكامل الإقليمي المقاوم، أو الأطروحات الإفريقية الجديدة القائمة على الحلول الفيدرالية للنِّزاعات العرقية أو أطروحات أمريكا اللاتينية القائمة على نقد نظرية التبعية لمختلف مفكريها… الخ.

ذلك أن العودة لهذه المقاربات الشرقية والمنتمية للجنوب العالمي، إثراءً ومناقشة وتطويرا هي وحدها التي تٌمكِّننا من مواجهة منطق هذا النظام الدولي المُتنمِّر علينا، خاصة في العقدين الأخيرين والذي ازداد تَنمُّره في المدة الأخيرة مشرقا ومَغربا وبكثافة أكبر منذ العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة… وبلا شك ستُشكل هذه العودة جهدا معرفيا معتبرا ويُصبح بإمكانها الوصول بنا عمليا إلى رؤية مشتركة بين المدارس غير الغربية للعلاقات الدولية تُمكِّننا ميدانيا من وضع الأسس الصحيحة لمواجهة هذا النظام العالمي المُتنمر وفي ذات الوقت استباق أي تحرشات قادمة، وما أكثرها في الأفق…

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه العالمي غزة غزة أوروبا العالم المجتمع الدولي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات رياضة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القائمة على على طریقة

إقرأ أيضاً:

صحح مفاهيمك| الأوقاف تكثف نشاطها التوعوي بمدارس الدقهلية وأسيوط عن مخاطر التنمر

 واصلت مديريات الأوقاف بالمحافظات تنفيذ برامج توعوية تستهدف طلاب المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بما يسهم في بناء الوعي، وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، وتعزيز الانتماء الوطني.

ففي محافظة الدقهلية، نظّمت مديرية أوقاف الدقهلية عددًا من القوافل الدعوية بالمدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تحت عنوان: «التوكل وصناعة الأمل في حياة المسلم»، وذلك برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الشيخ السيد عبد الرحمن ربيع، مدير المديرية.

وأوضحت القوافل أن الأمل يُعد ركيزة أساسية في حياة المسلم، وينبع من الإيمان بالله وحسن الظن به، مؤكدين أن التوكل الصحيح يجمع بين الاعتماد على الله والأخذ بالأسباب، وأن الأمل يعزز الثقة في النصر والفرج، ويُطهّر القلوب من اليأس والقنوط الذي نهى عنه الشرع الحنيف. كما بينت القوافل أن ترسيخ مفهوم الأمل يسهم في بناء شخصية متوازنة وقوية، قادرة على مواجهة تحديات الحياة بروح إيجابية وعزيمة متجددة.

وأكدت القوافل أن هذه الجهود تأتي ضمن الخطة الشاملة لوزارة الأوقاف، الهادفة إلى مواجهة الفكر المتطرف، والتصدي لتراجع القيم والأخلاق، والعمل على استعادة وبناء الشخصية المصرية الوطنية على أسس دينية صحيحة، تسهم في صناعة الحضارة وبناء الإنسان. 

كما ركزت اللقاءات على غرس قيم العلم والانضباط والخلق القويم في نفوس الطلاب، وتعزيز وعيهم برسالة طالب العلم في بناء نفسه ومجتمعه ووطنه، بما يحقق إعداد جيل واعٍ وقادر على المشاركة الفاعلة في نهضة المجتمع.

وزير الأوقاف: جئنا في خدمة أهلنا بعد تغيير حياتهم كليًا بمشروع بشاير الخيرصحح مفاهيمك.. أوقاف كفر الشيخ تنظم ندوة حول التحذير من التشاؤم وآثاره السلبيةخطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمنضمن مبادرة صحح مفاهيمك.. أوقاف دمياط تنظّم ندوة توعوية لنشر التفاؤل ومواجهة التشكيك

وفي السياق ذاته، نظّمت مديرية أوقاف أسيوط ندوةً تثقيفية بمدرسة النصر الخاصة للتعليم الأساسي، بعنوان: «التنمّر.. مخاطره وآثاره السلبية»، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي لوزارة الأوقاف، وضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك»، برعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الدكتور عيد علي خليفة، مدير المديرية.

وتناولت الندوة مفهوم التنمّر وصوره المختلفة، موضحة أن الإسلام حذّر تحذيرًا شديدًا من إيذاء الآخرين قولًا أو فعلًا، وأن السخرية والاستهزاء والاعتداء اللفظي أو الجسدي تؤدي إلى إضعاف روابط المجتمع، وتترك آثارًا نفسية عميقة في نفوس المتضررين، مستشهدة بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ﴾ [الحجرات: 11].

كما أشار المتحدث إلى أن للتنمّر صورًا متعددة، تشمل التنمّر اللفظي، والتنمر الجسدي، والتنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التنمّر النفسي القائم على التهديد أو الإقصاء أو نشر الشائعات، مؤكدًا أهمية غرس قيم الرحمة واحترام الآخر، وتنمية مهارات التواصل الإيجابي والحوار البنّاء بين الطلاب.

وفي ختام الندوة، وُجّهت رسالة للطلاب بضرورة الوقوف إلى جانب زملائهم، ورفض جميع أشكال التنمّر، والإبلاغ عن أي ممارسات سلبية، مع التأكيد على أن المدرسة يجب أن تظل بيئة تربوية آمنة، تقوم على الاحترام المتبادل، والمودة، والتعاون، بما يحقق رسالة التعليم في بناء الإنسان أخلاقيًا وسلوكيًا إلى جانب التحصيل العلمي.

طباعة شارك أوقاف أوقاف الدقهلية أوقاف أسيوط

مقالات مشابهة

  • عالم بـ الأزهر للشباب: حالة واحدة لا تكتب فيها قائمة المنقولات للزوجة
  • دار الإفتاء: ذنب أحمد السقا في رقبة كل واحد اتريق عليه.. فيديو
  • حالة واحدة لا تكتب فيها القائمة للزوجة .. أزهري يكشف مفاجأة للشباب
  • الأوقاف تكثف نشاطها التوعوي بمدارس الدقهلية وأسيوط لمواجهة التنمر
  • صحح مفاهيمك| الأوقاف تكثف نشاطها التوعوي بمدارس الدقهلية وأسيوط عن مخاطر التنمر
  • ترحيب فلسطيني بالإجماع الدولي على تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية بشأن "أونروا"
  • بشأن الأونروا.. فلسطين ترحب بالإجماع الدولي على فتوى "العدل الدولية"
  •  مشروع نظام الرياضة الجديد: منع اللافتات والهتافات والشعارات المحرضة على التعصب
  • ننشر أبرز بنود قانون الرياضة السعودي الجديد
  • اليوم.. انطلاق «مهرجان الوادي الجديد الدولي» للرياضات التراثية والصحراوية والفنون