عربي21:
2025-08-10@06:12:50 GMT

مواجهة نظام التنمر الدولي الجديد…

تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT

يبدو أننا بدأنا اليوم ننتقل من أشكال الأنظمة الدولية التقليدية إلى نوع آخر غير مسبوق يقوم على التنمر والتحرش الدوليين ينبغي علينا إيحاد الوسائل اللازمة للتعامل معه.

لقد عرفت العلاقات الدولية عبر التاريخ أنظمة دولية تقوم على الصراع تارة وعلى التكامل أخرى ولكنها لم تعرف الشكل الذي نعيشه الآن البارز في شكل تنمر للكيانات القوية بالضعيفة أو تحرش بين الكيانات المتقاربة في القوة.



يكفي أن نٌسلِّط الضوء على الأدوات المستخدمة بين الدول تجاه بعضها البعض لنعرف طبيعة العلاقة بينها (ما بين التنمر والتحرش) ونتصور أساليب التعامل التي ينبغي اللجوء إليها في كل حالة.

في حالة التحرش تكثر الاستفزازات والمضايقات المتكررة كالمناورات العسكرية وتحليق للطيران عن قرب والدعاية الإعلامية من دون الوصول إلى حالة الحرب! وعادة ما تٌستخدم هذه الوسائل بين الدول المتقاربة في القوة.. أما في حالة التنمر فيتم اللجوء إلى الأدوات القسرية كالعقوبات والحصار والعزل ويكون ذلك عادة علنيا ومرفوقا بنوع من الإذلال الصريح والمعاملة غير الندية القائمة على الإملاءات وانتظار الخضوع التام للطرف الضعيف وتقديم الولاءات على طريقة هدايا الملوك وفروض الطاعة في العصور الغابرة..

في ظل هذا الواقع نُصبح في حاجة إلى القيام بمراجعة كلية لأدبيات العلاقات الدولية عبر العصور، لضبط سلوكنا، ذلك أن السلوك الدولي اليوم فَقَدَ الالتزام بأي من قواعد هذه الأدبيات، فلا هو واقعي كلاسيكي على طريقة “مورغنثاو” القائمة على الردع والتحالفات العسكرية أو طريقة “كينيت والتز” التي تعزو الصراع بين الأمم إلى بنية النظام الدولي وترى ضرورة البدء بهذه البنية، أو على طريقة المنظرين المعاصرين لنظريات الألعاب والحروب غير المتناظرة… الخ، ولا هو تكاملي قائم على مفاهيم التعاون الاقتصادي كما عند “أرنست هاس” أو الحوكمة المتعددة المستويات “غاري ماركس”… الخ، ولذلك لم يبق أمامنا سوى الرجوع إلى الأدبيات الشرقية والجنوبية في هذا المجال على طريقة اطلبوا الحكمة ولو في الصين لعلنا نجد ضالتنا!

وفي هذه الحالة يمكننا الاستعانة بالأطروحات الصينية القائمة على مفهوم الواقعية الأخلاقية والسلطة الانسانية لـ”يان شيوتونغ”، أو بالأطروحات الروسية لـ”الكسندر دوغين” القائمة على قواعد النظرية السياسية الرابعة وصراعات الكتل البرية ضد الكتل البحرية، أو بالأطروحات الإيرانية لـ”علي أكبر ولاياتي” القائمة على التكامل الإقليمي المقاوم، أو الأطروحات الإفريقية الجديدة القائمة على الحلول الفيدرالية للنِّزاعات العرقية أو أطروحات أمريكا اللاتينية القائمة على نقد نظرية التبعية لمختلف مفكريها… الخ.

ذلك أن العودة لهذه المقاربات الشرقية والمنتمية للجنوب العالمي، إثراءً ومناقشة وتطويرا هي وحدها التي تٌمكِّننا من مواجهة منطق هذا النظام الدولي المُتنمِّر علينا، خاصة في العقدين الأخيرين والذي ازداد تَنمُّره في المدة الأخيرة مشرقا ومَغربا وبكثافة أكبر منذ العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة… وبلا شك ستُشكل هذه العودة جهدا معرفيا معتبرا ويُصبح بإمكانها الوصول بنا عمليا إلى رؤية مشتركة بين المدارس غير الغربية للعلاقات الدولية تُمكِّننا ميدانيا من وضع الأسس الصحيحة لمواجهة هذا النظام العالمي المُتنمر وفي ذات الوقت استباق أي تحرشات قادمة، وما أكثرها في الأفق…

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه العالمي غزة غزة أوروبا العالم المجتمع الدولي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات رياضة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القائمة على على طریقة

إقرأ أيضاً:

"الأكاديمية السلطانية" تُطلق برنامج القيادة للشركات الناشئة

مسقط- الرؤية

في خطوة لدعم نمو الشركات الناشئة العُمانية، أطلقت الأكاديمية السلطانية للإدارة برنامج "القيادة للشركات الناشئة"، الذي يُعد أحد البرامج الاستراتيجية التي تنفذها الأكاديمية خلال عام 2025.

ويهدف هذا البرنامج إلى تمكين الشركاء المؤسسين بالشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتقنية، من خلال تعزيز القيادة الاستراتيجية لديهم، ورفع جاهزية الشركات الناشئة العُمانية للتوسع الخارجي وقدرتها على جذب الاستثمارات، إلى جانب تمكينهم من الوصول إلى خبراء ومستثمرين على المستويين الإقليمي والدولي، وسيُنفذ البرنامج بالشراكة مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة".

ويستهدف البرنامج 15 مشاركًا من الشركاء المؤسسين الذين يشغلون منصب تنفيذي بالشركات العُمانية الناشئة القائمة على الابتكار والتقنية بشرط أن يكون مقر الشركة أو أنشطتها الرئيسية في سلطنة عُمان، إضافة إلى امتلاك الشركة 5 موظفين على الأقل، وأن تظهر القدرة على تحقيق النمو وتوسيع عملياتها في المستقبل.

وتتضمن رحلة التعلم في البرنامج 4 وحدات تعلمية تركز على القيادة الاستراتيجية، والمهارات والأدوات الفنية، إضافة إلى إدارة رأس المال البشري، كما سيتخلل البرنامج زيارات ميدانية دولية، وعرض لأفضل التجارب والممارسات العالمية، إلى جانب مشاريع عملية.

 

ومن المتوقع أن يتمكن المشاركون في نهاية البرنامج من تحقيق العديد من النتائج أبرزها، تنمية عقلية التوسع العالمية، وتزويدهم بالمهارات والقدرات القيادية والتقنية اللازمة، إلى جانب تطوير خطة توسع شاملة مبنية على دراسة للأسواق المستهدفة، وبناء علاقات مع الخبرات والمستثمرين الدوليين.

 

وسيُتاح التقديم على البرنامج للشركاء المؤسسين الذين يشغلون منصب تنفيذي بالشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتقنية المستوفين للاشتراطات عبر منصة التسجيل لبرامج ومبادرات الأكاديمية السلطانية للإدارة، والموقع الإلكتروني الرسمي للأكاديمية بتاريخ 10 أغسطس ولغاية 23 أغسطس من العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • "الأكاديمية السلطانية" تُطلق برنامج القيادة للشركات الناشئة
  • أحمد عبد العزيز: السوشيال ميديا سلاح خطير يهدد القيم ويغذي التنمر (فيديو)
  • من نصيب بيراميدز.. وليد الكرتي أول حالة طرد في الموسم الجديد «فيديو»
  • في استطلاع "اليوم" حول نظام الفصلين الجديد.. تصدر مطالب تحسين التحصيل الدراسي والإجازات
  • انطلاق الدوري المصري.. طريقة تحديد البطل وعدد الهابطين في الموسم الجديد
  • خبراء أمميون يطالبون المجتمع الدولي إنهاء تواطئه في مواجهة الفظائع الإسرائيلية
  • نافذ في أول سبتمبر.. وزير العمل: حالة رضا بين كافة الأطراف حول قانون العمل الجديد
  • من ألبانيزي إلى المقاومة.. شواهد التغيير في النظام الدولي
  • بري ناقش المستجدات مع العريضي والتقى ممثل البنك الدولي الجديد