يخشى الفلسطينيون أن تؤدي أي هجرة واسعة من غزة إلى فقدان حقهم في العودة، وتمهيد الطريق أمام إسرائيل لضم القطاع وإعادة بناء المستوطنات فيه، وهو مطلب يردده وزراء من التيار اليميني المتشدد في الحكومة الإسرائيلية. اعلان

أفادت وكالة "أسوشييتد برس" أن إسرائيل تجري محادثات مع جنوب السودان لبحث احتمال إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة في الدولة الإفريقية التي مزقتها الحروب، في إطار مساعٍ أوسع لتشجيع ما تصفه تل أبيب بـ"الهجرة الطوعية" من القطاع، الذي خلّفته الحرب المستمرة منذ 22 شهرًا في حالة دمار واسع.

ونقلت الوكالة عن ستة مصادر مطّلعة أن هذه المحادثات ما زالت في مراحل غير واضحة، مشيرة إلى أن تنفيذها سيعني نقل أشخاص من منطقة مهددة بالمجاعة والنزاع إلى أخرى تواجه أوضاعًا مشابهة، وهو ما قد يثير مخاوف حقوقية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تقليص عدد سكان غزة، قال في مقابلة مع قناة "i24" إن "السماح للسكان بالمغادرة" هو الخيار الصائب، قبل "مهاجمة العدو بكل قوة". ولم يذكر نتنياهو جنوب السودان بالاسم، لكن إسرائيل عرضت مقترحات مماثلة على دول إفريقية أخرى.

فلسطينيون يحملون أكياس طحين أُفرغت من قافلة مساعدات إنسانية، شمال القطاع، 31 يوليو 2025. Jehad Alshrafi/ AP

رفض فلسطيني ودولي

قوبلت هذه الخطط برفض واسع من الفلسطينيين ومنظمات حقوقية وأطراف دولية، باعتبارها "مخططًا للتهجير القسري" يخالف القانون الدولي. وتعارض مصر، المجاورة للقطاع، أي إعادة توطين للفلسطينيين خارجه، خوفًا من تدفق اللاجئين إلى أراضيها.

وبحسب الوكالة، أبلغ مسؤولون في جنوب السودان وسيطًا أميركيًا بأن وفدًا إسرائيليًا يعتزم زيارة البلاد لبحث إقامة مخيمات مؤقتة للفلسطينيين، على أن تموّلها إسرائيل، لكن موعد الزيارة لم يحدد بعد. وأكد مسؤولون مصريون للوكالة علمهم بهذه الاتصالات منذ أشهر، وأنهم ضغطوا على جوبا لعدم قبول الخطة.

Related إسرائيل تبحث التوجّه إلى الدوحة ووفد حماس يصل القاهرة.. نتنياهو: الصفقة الجزئية أصبحت خلفنا" فلسطين حرّة".. رسالة من مراقب جوي فرنسي إلى طياري شركة "إل عال" الإسرائيليةإسرائيل: حرب ردود بين وزير الدفاع ورئيس الأركان.. و"التعيينات" تشغل الخلاف بين كاتس وزامير سوابق واتصالات أخرى

سبق أن كشفت "أسوشييتد برس" عن محادثات مماثلة بين إسرائيل والولايات المتحدة مع دول أخرى مثل السودان والصومال ومنطقة "أرض الصومال"، لكن مصير هذه المساعي لا يزال مجهولًا. ويرى محللون أن جنوب السودان، الذي يعاني أزمة اقتصادية وعزلة دبلوماسية، قد يسعى لاستغلال الصفقة لتحسين علاقاته مع واشنطن وتل أبيب.

تحديات وأوضاع داخلية

جنوب السودان، الذي نال استقلاله عام 2011 بدعم إسرائيلي وفق ما أورده كتاب "ارفع العلم أولًا"، ما زال يواجه تداعيات حرب أهلية أودت بحياة قرابة 400 ألف شخص، وأدخلت مناطق في البلاد في مجاعة. ويعتمد على المساعدات الدولية لإطعام سكانه البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة، في ظل تفشي الفساد وتدهور البنية التحتية.

ويحذر ناشطون محليون من أن استقبال لاجئين فلسطينيين قد يثير حساسيات تاريخية مرتبطة بالحرب الطويلة مع الشمال ذي الغالبية العربية والمسلمة. وقال إدموند يكاني، رئيس إحدى منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان، إن بلاده "لا يجب أن تتحول إلى ساحة لتصفية الملفات السياسية أو مكان لإسكان أشخاص كورقة تفاوض".

هواجس فلسطينية

يخشى الفلسطينيون أن تؤدي أي هجرة واسعة من غزة إلى فقدان حقهم في العودة، وتمهيد الطريق أمام إسرائيل لضم القطاع وإعادة بناء المستوطنات فيه، وهو مطلب يردده وزراء من التيار اليميني المتشدد في الحكومة الإسرائيلية. حتى الراغبون في المغادرة مؤقتًا يجدون أن جنوب السودان، الذي يصنّف من بين أكثر الدول هشاشة وصراعًا في العالم، ليس خيارًا آمنًا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة الاتحاد الأوروبي قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة الاتحاد الأوروبي قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب السودان دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل مخيمات اللاجئين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل دونالد ترامب غزة الاتحاد الأوروبي قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس أوروبا المساعدات الإنسانية ـ إغاثة بنيامين نتنياهو دراسة بحث علمي جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

«مبادرة الدبلوماسية الشعبية» تثمّن الجهود المصرية السودانية لإعادة الاستقرار في السودان

تثمن مبادرة الدبلوماسية الشعبية بوادي النيل تلك الجهود الحكومية المصرية السودانية الرامية إلى عودة الاستقرار والأمان في السودان الشقيق، وتمثل ذلك في دعم الدولتين لمبادرات العودة الطوعية للأشقاء إلى بيوتهم وحقولهم ومتاجرهم وحيطان بيوتهم ودور عباداتهم ورائحة الشوارع ومدارسهم التي هجرت، وحياتهم الطبيعية التي كانت قبل اندلاع الحرب.

وتؤكد مبادرة الدبلوماسية الشعبية على حتمية عودة الحياة الطبيعية وحماية الاستقرار بوجود الشعب السوداني في بلده باعتباره الحامي الأول مع الجيش السوداني العريق.

وقال محمود العسقلاني منسق مبادرة الدبلوماسية الشعبية، إن «الحفاظ على مؤسسات السودان ودعمه سياسات أخلاقية وإنسانية نبيلة من الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي والذى أولى العلاقة بين البلدين اهتماما كبيرا»، مشيرا إلى الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس للقاهرة والاحتفاء به في هذه الظروف التي تمر بها السودان واحتياجها الى مصر إقليم القاعدة التي تحتضن كل الأشقاء حينما تضيق بهم الأرض، وأضاف كانت زيارة موفقة ناقشت عدد من الملفات التي تهم البلدين خاصة ملف إعادة الاعمار للمدن المدمرة في السودان، وكذلك مشروعات النقل والربط المشترك والربط الكهربائي، فضلا عن ملفات إقليمية هامة وعودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى ملف الأمن المائي للبلدين خاصة ملف السد الإثيوبي وهي ملفات تهم البلدين، وإحلال السلام في السودان.

وكانت مبادرة الدبلوماسية الشعبية بوادي النيل قد شاركت على مدار الأسابيع الماضية في وداع الأشقاء العائدين طواعية إلى السودان، وقد وجهت المبادرة الشكر والامتنان لمؤسسة صناع الخير لوداع الأشقاء بالورود تأكيدا لأواصر المحبة والإخاء.

اقرأ أيضاًتسيير القطار الرابع لتسهيل العودة الطوعية للأشقاء السودانيين «فيديو وصور»

«السودان بين كماشة التقسيم والانهيار».. دارفور نموذجًا لتحلل الدولة المركزية

قرعة الكونفدرالية.. الزمالك يواجه الفائز من الزمالة السوداني وديكيداها الصومالي

مقالات مشابهة

  • أسوشيتدبرس: إسرائيل تجري محادثات لتهجير فلسطينيي غزة إلى جنوب السودان
  • الهجرة من غزة إلى جنوب السودان.. هل انتصر ترامب؟
  • تقرير امريكي: إسرائيل تبحث مع جنوب السودان نقل سكان غزة إلى أراضيها
  • نقل سكان غزة إلى دولة أفريقية.. محادثات سرية تتكشف
  • السودان الذي يسكننا… وما يخسره العالم إن غاب
  • خلال كلمته بمؤتمر الإفتاء العالمي.. مستشار الرئيس الفلسطيني: نشكر مصر والرئيس السيسي الذي أفسد على الاحتلال خطته لتهجير غزة.. وسننعم قريبًا بصلاة في المسجد الأقصى
  • «مبادرة الدبلوماسية الشعبية» تثمّن الجهود المصرية السودانية لإعادة الاستقرار في السودان
  • 4 دول أخرى تنضم لبيان غربي يدين خطة إسرائيل لاحتلال غزة
  • البرش: إسرائيل انتقلت من التجويع إلى هندسة المجاعة