خيّم عليها التصعيد مع الهند.. باكستان تحتفل بذكرى استقلالها
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
إسلام آباد- يحتفل الباكستانيون في 14 أغسطس/آب من كل عام بيوم استقلالهم عن شبه القارة الهندية، مؤسسين بذلك دولة مستقلة تأسست على إثرها عداوة دائمة مع الهند على عدة قضايا، أهمة قضية كشمير.
ومنذ استقلال باكستان عام 1947 وحتى اليوم لم تكن العلاقات الباكستانية الهندية على أحسن حال، حيث خاض البلدان 3 حروب فيما بينهما بالإضافة إلى عدد من التصعيدات بين الطرفين، كان آخرها في مايو/أيار الماضي.
وفي هذا العام، يحتفل الباكستانيون بيوم استقلالهم رقم 87 وفي أذهانهم التصعيد الأخير مع الهند، وهو الذي حققت فيه باكستان نصرا عسكريا -وفقا لروايتهم- حيث قال الجيش الباكستاني إنه أسقط 6 مقاتلات هندية، وقصف عددا من المواقع الهندية ردا على قصف هندي استهدف عدة مواقع في باكستان.
احتفالات النصر
وتحت شعار "احتفالات يوم الاستقلال باسم النصر العظيم للنضال من أجل الحقيقة" أُقيم حفل وطني أمس في إسلام آباد حضره كل من رئيس الجمهورية آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء شهباز شريف، وقائد الجيش المشير سيد عاصم منير، بالإضافة إلى كبار مسؤولي الجيش، ومسؤلين سياسيين.
وقد شهد الحفل عروضا عسكرية لقوات من الجيش والبحرية والقوات الجوية، كما قدمت قوات الكوماندوز من مجموعة الخدمات الخاصة عرضا عسكريا في يوم الاستقلال وانتصار "معركة الحق" بين باكستان والهند في مايو/أيار الماضي.
وفي إشارة إلى التعاون العسكري المشترك، قدمت قوات من القوات المسلحة التركية والأذربيجانية عرضا عسكريا خلال الحفل.
ويقول جاويد حفيظ الدبلوماسي الباكستاني السابق رئيس مركز إسلام آباد للدراسات السياسية إن الباكستانيين هذا العام يحتفلون بيوم الاستقلال وبالنصر في "معركة الحق" حيث حققتت البلاد النصر وأوقفت العدوان الهندي بنجاح.
وأوضح حفيظ للجزيرة نت أن الاحتفالات بالاستقلال هذا العام تمثل فرصة مزدوجة للاحتفال بالنصر والدفاع عن البلاد بنجاح، بالإضافة إلى الاحتفال بتأسيس جمهورية باكستان عام 1947.
إعلانومن جهته قال الصحفي الباكستاني عبد الله مومند إن احتفالات يوم الاستقلال -ولأول مرة- تكتسب طابعا خاصا لا سيما بعد الهجوم على باهلجام (وهي مقصد سياحي في كشمير) والحرب المحدودة بين الهند وباكستان.
وأضاف مومند للجزيرة نت أنه في الماضي، وباستثناء الأحكام العرفية، كانت الحكومات المدنية هي التي تقود احتفالات يوم الاستقلال، بينما اقتصر دور الجيش على أيام الدفاع أو الشهادة. لكن لأول مرة، يكون للجيش دور في احتفالات الاستقلال.
وفي كلمة له في الاحتفال، قال رئيس الوزراء إنه "في غضون 4 أيام فقط، تحطمت غطرسة الهند، وستتذكر أجيالها القادمة هذه الهزيمة" كما أشاد بالقدرة النووية الباكستانية كضرورة إستراتيجية للرد على القوة النووية الهندية.
كما أعلن شريف عن تشكيل قيادة قوة الصواريخ للجيش، واصفا إياها بإنجاز رئيسي في تطوير قدرة البلاد على الاستجابة العسكرية.
وفي تصريح له قبل الاحتفال، حذّر رئيس الوزراء من أن "أي محاولة من جانب الهند لقطع مياه باكستان في نهر السند ستُقابل برد حاسم".
ومن جهته، قال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار إن العدو هُزم في "معركة الحق" وأشار إلى الحماس الذي أبداه الجمهور خلال الاحتفالات الجارية، وقال إن هذه الاحتفالات رسالة واضحة للهند، تُظهر كيف تعتز الأمم النابضة بالحياة بحريتها وتفرح بانتصاراتها.
وأضاف ترار "إلى جانب هذه الرسائل، تعرب باكستان دائما عن رغبتها في سلام حقيقي مع الهند، بما يحفظ حقوقها، ويقلل من التوتر في المنطقة".
وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي السابق حفيظ إن باكستان أرسلت عدة رسائل سلام للهند، ولكن حقيقة الأمر أن نيودلهي بعد صراع مايو/أيار الماضي، شعرت بالحرج، لأنه نتيجة هذا الصراع قللت من موقفها على المستوى الدولي، حيث قدمت نفسها كمنافس للصين لكنها فشلت هذه المرة في مواجهة باكستان.
ويرى جاويد أن حزب بهاراتيا جاناتا بقيادة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يعمد إلى زيادة التوتر مع باكستان لأسباب تتعلق بالانتخابات، حيث يعتقدون أنه من خلال زيادة التوتر مع باكستان يمكنهم الحصول على أصوات أكثر.
وعن مشاركة الجيش الواضحة في الاحتفالات هذا العام، يقول الصحفي مومند إنها رسالة مفادها أن الجيش يحتفل بيوم الاستقلال ويشيد بنفس الوقت بالجنود الباكستانيين كأبطال في البلاد، وهي -برأيه- رسالة قوية من الجيش إلى الهند.
وأضاف أن التوتر بين باكستان والهند لا يمكن أن ينتهي، لأن أبرز أسباب هذا التوتر وهي قضية كشمير وقضية الإرهاب لا يمكن حلها في وقت قصير.
وخلال خطابه في الاحتفال الرئيسي، قال رئيس الوزراء الباكستاني إنه بينما يحتفل الباكستانيون بالاستقلال و"معركة الحق" يجب على الباكستانيين ألا ينسوا الذين ما زالوا يكافحون من أجل حريتهم، سواء كانوا في "شوارع غزة الملطخة بالدماء أو كشمير المحتلة، حيث تجري دماء الكشميريين الأبرياء وتحوّل الأنهار إلى اللون الأحمر.
إعلانوأضاف "باكستان تُعلن بوضوح وقوفها إلى جانب المضطهدين وأن ما يحدث للفلسطينيين اختبارٌ لإنسانيتنا" وأكد شريف أن "باكستان ستناضل حتى ينال الفلسطينيون والكشميريون حقوقهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات یوم الاستقلال رئیس الوزراء معرکة الحق هذا العام مع الهند
إقرأ أيضاً:
باكستان تعلن تشكيل قوة صاروخية جديدة لمواجهة الهند
الثورة نت/
أعلن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف خلال مراسم أقيمت في إسلام آباد تشكيل قوة صاروخية جديدة في الجيش، استمرارا لتعزيز قدرات البلاد العسكرية في مواجهة الهند .
وجاء هذا الإعلان في ذكرى الصراع الأكثر شدة بين باكستان والهند منذ عقود، والذي اندلع في مايو الماضي، وقبل يوم واحد من احتفالات البلاد بالعيد الـ78 لاستقلالها .
وأكد شريف في بيان صادر عن مكتبه أن القوة الجديدة “ستكون مجهزة بتكنولوجيا حديثة”، واصفا إياها بـ”علامة فارقة” في تعزيز القدرات القتالية للجيش الباكستاني.
وعلى الرغم من عدم كشفه عن تفاصيل إضافية، أفاد مسؤول أمني رفيع بأن القوة ستتمتع بقيادة مستقلة داخل الجيش، وستكون مسؤولة عن إدارة الصواريخ ونشرها في حال نشوب حرب تقليدية .
وأضاف المسؤول: “من الواضح أن الهدف هو مواجهة التهديدات الهندية”. وتأتي هذه الخطوة في إطار السباق العسكري المستمر بين البلدين، اللذين يمتلكان أسلحة نووية، منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 .
شهدت العلاقات بين الجارتين توترا حادا في أبريل الماضي بعد مقتل 26 مدنيا في الجزء الهندي من كشمير، وهو هجوم اتهمت نيودلهي باكستان بالوقوف خلفه، وهو ما نفته إسلام آباد.
وفي مايو، اندلع قتال عنيف بين الجانبين، شمل استخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة والمقاتلات، قبل أن يتوقف بعد وساطة أمريكية أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب.
في حين تعترف باكستان بدور الولايات المتحدة في وقف إطلاق النار، وتنكر الهند ذلك، مؤكدة أن الاتفاق تم عبر مفاوضات مباشرة بين الجيشين .
يذكر أن هذه الخطوة العسكرية الجديدة تظهر استمرار سباق التسلح بين البلدين، وسط مخاوف دولية من تصاعد النزاع في منطقة كشمير المتنازع عليها .