الإساءة اللفظية في الطفولة.. جرح خفي يمتد أثره مدى الحياة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
الإساءة في الطفولة، سواء كانت جسدية أو لفظية أو نفسية، تمثل أحد أخطر العوامل التي تهدد نمو الطفل وصحته على المدى البعيد، فهي لا تقتصر على الألم الفوري أو الأذى الجسدي، بل تترك آثارًا عميقة تمتد إلى مرحلة البلوغ، فتنعكس على الصحة النفسية والسلوك والعلاقات الاجتماعية.
ورغم أن بعض أشكال الإساءة قد تكون خفية وغير مرئية للعين، فإن أضرارها قد تساوي أو تفوق أشد أشكال العنف وضوحًا، ما يجعل مواجهتها أولوية قصوى لحماية الأجيال القادمة.
كشفت دراسة حديثة عن مخاطر بالغة للإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة، مشيرةً إلى أنها قد تخلّف أضرارًا نفسية طويلة الأمد تماثل أو حتى تفوق تلك الناتجة عن الإيذاء الجسدي.
وأكد الباحثون أن هذه الظاهرة تستحق أن تُدرج ضمن أولويات الصحة العامة، نظرًا لآثارها العميقة والمستمرة على الأفراد والمجتمع، وذلك وفقًا لما نشره موقع newatlas.
تفاصيل الدراسة وبيانات المشاركينأُجريت الدراسة في جامعة ليفربول جون موريس، واعتمدت على بيانات 20,687 شخصًا بالغًا من إنجلترا وويلز، جُمعت خلال الفترة من عام 2012 وحتى 2024.
وتضمن الاستطلاع أسئلة حول التعرض للإساءة الجسدية أو اللفظية قبل بلوغ سن الثامنة عشرة، إضافةً إلى تقييم الصحة النفسية الحالية للمشاركين باستخدام مقياس وارويك – إدنبرة القصير للصحة النفسية.
نتائج صادمة حول الأثر النفسيأظهرت النتائج أن من تعرضوا للإساءة اللفظية كانوا أكثر عرضة لتدهور صحتهم النفسية في مرحلة البلوغ بمعدل 1.64 مرة مقارنة بغيرهم، بينما بلغت النسبة 1.52 مرة لدى ضحايا الإيذاء الجسدي، وارتفعت إلى 2.15 مرة عند التعرض لكلا النوعين من الإساءة.
ورغم انخفاض معدلات الإيذاء الجسدي من 20.2% بين مواليد السبعينيات إلى 10% لدى مواليد عام 2000 وما بعده، إلا أن الإساءة اللفظية شهدت ارتفاعًا متواصلًا.
كما ارتفعت معدلات العزلة الاجتماعية بين ضحايا الإساءة اللفظية لتصل إلى 13.6%، مقابل 7.7% فقط لدى من لم يتعرضوا لها.
آثار خفية لكنها عميقةأشارت الدراسة إلى أن الإساءة اللفظية قد لا تترك علامات فورية أو واضحة، لكنها تسبب أضرارًا نفسية وجسدية طويلة المدى، من بينها زيادة معدلات القلق والاكتئاب، وتعاطي المخدرات والكحول، بالإضافة إلى السلوكيات الخطرة والعنيفة.
دعوة للتعامل معها كقضية صحة عامةأكد الباحثون أن هذه النتائج لا تقلل من خطورة الإيذاء الجسدي، لكنها تسلط الضوء على ضرورة الاعتراف بالإساءة اللفظية كخطر موازٍ، ودمجها في سياسات حماية الطفل وخطط علاج البالغين المتأثرين بها.
وقال البروفيسور مارك بيلس من جامعة ليفربول إن حظر الإيذاء الجسدي في بعض الدول يمثل خطوة إيجابية، لكنها تحتاج إلى دعم مجتمعي وتوعوي شامل يركز على مخاطر الإساءة اللفظية، محذرًا من أن غياب الوعي والدعم قد يؤدي إلى استبدال نوع من الإساءة بآخر، مع استمرار الأضرار على المدى البعيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإساءة اللفظية الإساءة الطفولة الإيذاء الجسدي الإیذاء الجسدی
إقرأ أيضاً:
مليون طفل بغزة محرومون من التعليم ويكابدون الجوع والصدمات النفسية
كشف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، عن حرمان نحو مليون طفل في قطاع غزة من التعليم وإصابتهم بأزمات نفسية عميقة، وسط استمرار الحصار والهجمات الإسرائيلية.
وقال لازاريني في منشور على منصة "إكس" إن 100 طفل على الأقل توفوا في غزة بسبب سوء التغذية والجوع، وفقا لمؤسسة إنقاذ الطفل الدولية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قتل وصعق وقلع أظافر.. الأمم المتحدة تتهم سلطات ميانمار بالتورط في تعذيب ممنهجlist 2 of 2مأساة سجناء الرأي وعائلاتهم في تونسend of listوأشار إلى وجود ما لا يقل عن 17 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم.
وفي السابع من أغسطس/آب الجاري، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية إن الهجمات الإسرائيلية على المدارس في قطاع غزة ستساهم في تعطيل التعليم لسنوات عديدة، "إذ سيتطلب إصلاحها وإعادة بنائها الكثير من الموارد والوقت، مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية كبيرة على الأطفال وأولياء الأمور والمعلمين".
ويوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة وفيات التجويع الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 227 فلسطينيا بينهم 103 أطفال، بعد وفاة 5 أشخاص، بينهم طفلان، خلال 24 ساعة.
ومنذ الثاني من مارس/آذار تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين.
وذكر لازاريني أن أكثر من 40 ألف طفل قتلوا أو أصيبوا جراء القصف والغارات الجوية الإسرائيلية، بحسب اليونيسيف.
وتابع: "يبقى الأطفال أطفالا، ولا ينبغي لأحد أن يصمت حين يموتون أو يحرمون بوحشية من مستقبلهم، أينما كانوا، بما في ذلك في غزة".
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
إعلانوخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال.