«تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة»
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
لقد التفت العالم في العقود الأخيرة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة حيث خرج عن الأمم المتحدة عام 2006م الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وهي معاهدة دولية تهدف إلى حماية حقوق وكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي الحقيقة إن الإسلام كان أسبق في هذا المضمار بأكثر من أربعة عشر قرنًا، حيث نص القرآن الكريم على الوضع الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يرعي ظروفهم الصحية «لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ» (النور: 61) قال ابن عطية: «فظاهر الآية وأمر الشريعة يدل على أن الحرج عنهم مرفوع في كل ما يضطرهم إليه العذر، وتقتضي نيتهم فيه الإتيان بالأكمل، ويقتضي العذر أن يقع منهم الأنقص، فالحرج مرفوع عنهم في هذا».
وقد سار على هذا المنهج الرشيد أصحابه وخلفاؤه فها هو الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز يأمر بأن يرفع إليه كُلَّ أعمى في الديوان أو مُقعَد أو مَن به فالج أو مَن به زَّمَانَةُ – أي عاهة، أو مرض يدوم زمانه- تحول بينه وبين القيام إلى الصلاة، وأمر لكل كفيف بموظف يقوده ويرعاه، وأمر لكل اثنين من الزمنى -من ذوي الاحتياجات- بخادمٍ يخدمه ويرعاه. وسار هذا النفس من عناية أهل الشرع بذوي الاحتياجات الخاصة حتى وقتنا الحاضر فها هي دار الإفتاء المصرية تجيب عن سؤل للمجلس القومي لشئون الإعاقة حول إجازة الوصية للوارث مِن ذوي الإعاقة الذهنية أو الإعاقة الشديدة والمُرَكَّبَة مِن عدمه؛ حيث إن رعايتهم تستوجب أموالًا مضاعفة وكان رد الدار بعد التأصيل العلمي للجواب إنه لا مانع شرعًا مِن أن يوصي الإنسان بشيءٍ مِن ميراثه للمعاقين؛ سواء أكانوا من ورثته أم من غيرهم، بل إنه يثاب شرعًا على هذه الوصية؛ لأنه بذلك يغنيهم عن سؤال الناس وانتظار إحسانه.
> من علماء الأزهر والأوقاف
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة خرج عن الأمم معاهدة دولية وضع الخاص ذوی الاحتیاجات الخاصة رسول الله
إقرأ أيضاً:
«ثقافي المكفوفين» يطلق حوارا لتعزيز دمج ذوي الإعاقة
استضاف المركز القطري الثقافي للمكفوفين لقاءً مفتوحًا مع الشيخ محمد عبد السميع، رئيس وحدة متابعة برامج ذوي الإعاقة بإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
استعرض اللقاء مبادرة «يسر لي”، التي تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة - من الجنسين وفي مختلف الأعمار - من إبراز مواهبهم وقدراتهم في شتى المجالات، من خلال تعزيز الجانب الروحي والإيماني، وتيسير تعلّم القرآن الكريم بأسهل الطرق، وتنمية مهارات التلاوة والأداء الصوتي، بما يؤهلهم للمشاركة الفاعلة في المجتمع.
وتسعى المبادرة إلى اكتشاف الطاقات الكامنة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة وتطويرها، عبر برامج مستمرة بهدف إتقان القراءة الصحيحة للقرآن الكريم وحضور المحاضرات الدينية. اللقاء شهد تفاعلاً لافتًا من الحضور، الذين قدموا مقترحات لتطوير البرامج المشتركة وتعزيز الشمولية، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر احتواءً وتقديرًا لقدرات جميع أفراده.