لحظة غرق مصنع سيارات ريفيان على يد عامل.. خسائر نصف مليون دورلار
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
تعرض مصنع شركة ريفيان في نورمال بولاية إلينوي الأمريكية لحادث غير متوقع بعد أن اصطدم سائق رافعة شوكية بأنبوب مياه علوي، ما تسبب في تدفق كميات كبيرة من المياه داخل المنشأة وتعطيل العمل.
الحادث، الذي تم تداوله عبر مقطع فيديو على تطبيق تيك توك، أثار جدلًا واسعًا بعد أن ادعى السائق نفسه أنه كان تحت تأثير المخدرات أثناء قيادته.
في الفيديو المتداول، ظهر السائق وهو يستمع إلى الموسيقى عبر سماعات رأس بينما كان يرجع بالرافعة الشوكية إلى الخلف على طول خط الإنتاج.
غير أن الرافعة كانت مرفوعة بدرجة عالية، ما أدى إلى اصطدامها بأنبوب مياه معدني أحمر اللون وانشطاره إلى نصفين.
ونتيجة لذلك، غمرت المياه أرضية المصنع وتوقف العمل في الخط بشكل كامل.
السائق، المعروف باسم "deryiooo" على تيك توك، أشار إلى أنه اضطر وزملاؤه إلى تنظيف الفوضى، مؤكدًا أنه لم يفصل من العمل مباشرة بعد الحادث، بل طُلب منه فقط تقديم تقرير بالواقعة.
بعد أشهر من الحادث، فقد السائق وظيفته في شركة ريفيان. وفي الوقت نفسه تقريبًا، تلقى رسالة تفيد بأن الأضرار الناتجة عن الحادث بلغت نحو 457,345 دولارًا، وهو مبلغ ضخم يعكس حجم التلفيات التي لحقت بالبنية التحتية للمصنع.
أشار موقع “كارسكوبس” إلى أنه تواصل مع شركة ريفيان للحصول على تفاصيل إضافية حول الحادث وتوقيته، لكن لم يصدر رد رسمي حتى الآن.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تداول بعض المعلقين مزاعم بأن الحادث وقع في قسم البطاريات بالمصنع، بينما ذكر آخرون أن مثل هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها، إذ يعتقد أن السائق نفسه ربما اصطدم بأنابيب المياه أكثر من مرة في السابق.
تأتي هذه الواقعة لتلقي الضوء على التحديات التي قد تواجهها شركات السيارات الناشئة في مجال التصنيع، خاصة مع اعتمادها على عمليات دقيقة وبنية تحتية معقدة مثل مصانع البطاريات.
https://vt.tiktok.com/ZSA1CvXQs/
https://vt.tiktok.com/ZSA1CAqWo/
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ريفيان التيك توك سيارات كهربائية
إقرأ أيضاً:
كأس العرب ... وكأسك يا وطن!
لم نعد في حاجة لإهدار المزيد من الوقت في الحديث عن أسباب"فشل" لاعبي منتخب مصر في منافسات كأس العرب الأخيرة، فالمعركة الكلامية، وتوجيه اللكمات اللفظية لهذا أو لذاك، ليست سوى طلقات فارغة لا تفيد ، فالهزيمة وقعت، وليس لها من دون الله كاشفة.
ولكن المهم الآن وما يجب أن نتوقف عنده كثيرا، هو أن ندرك حقيقة الفكر الذي قادنا إلى الهزيمة .
والهزيمة لا تقع مع إطلاق صافرة نهاية المباراة، بل تبدأ قبل ذلك بزمن طويل، تبدأ من عقول المسئولين، ومن مكاتب بعيدة عن الملاعب، فتهزم الفريق قبل أن يدخل أرض الملعب!
و نكسة كأس العرب لم تكن مجرد نكسة رياضية فحسب، بل كان شاشة عاكسة ومرآة صادقة كشفت عن خلل خطير يضرب صميم بنية الجهاز الإداري نفسه!
في الماضي، كنا نُرجع هزائم كرة القدم لأسباب فنية: سوء حظ، أو نقص لياقة، أو تكتيك خاطئ، أو استهانة بالمنافس...
في الماضي أيضا كنا نسمى الهزائم" نكسة" أو حتى "وكسة"، ونرتضي بذلك ونكتفي به، ونصمت بعده، بينما يبقى السر الأكبر وراء كل الهزائم و" النكسات" كامنا داخلنا، ومتغلغلا في قلب المجتمع ، وهذا السر هو "غياب الوطنية لدى المسئولين".
إن الخسارة في"كأس العرب" ليست سوى قمة جبل جليد يخفي ما هو أخطر، وهو أن "كأس الوطن" نفسه أصبح مهددا، وأن مستقبل الأمة بأكملها يمكن أن ينكسر بسبب تصرفات مسئولين منشغلين بذاتهم لا بعملهم، وبمصلحتهم الشخصية لا بالمصلحة العامة!.
لقد صار واضحاً للعيان أن هناك صراعات خفية، أو ربما ليست خفية، بين أجنحة وأجهزة داخل كثير من منظوماتنا الإدارية، وأن هناك مسئولين في المؤسسات العامة يرى كل منهم نفسه "الحارس الأمين" دون سواه، وهناك من يرى منصبه "غنيمة" يجب الدفاع عنها بأي ثمن ، حتى لو كان الثمن هو سمعة مصر ذاتها!.. وهناك من يصرف كل طاقته ووقته وجهده لا لحل مشاكل الناس ولا لوضع خطط لمستقبل أفضل، وإنما لتصفية الحسابات، وتوجيه الاتهامات، وتشويه "السمعات"، وتمزيق الثياب، وفضح السوءات وكشف العورات..
وهذا هو القاتل الحقيقي لأي تقدم، وهو السر الأكبر لكل الهزائم والنكسات و"الوكسات" والانكسارات.
بالله عليكم .. كيف ننتظر أن يلعب فريق كجماعة متكاملة، بينما أجهزته الإدارية "جماعات متصارعة"؟ .. وكيف يمكن لمؤسسات أن تحقق "النصر"، في حين أن طاقاتها بالكامل تتبدد في الصراعات الداخلية بين مسئوليها؟.. وكيف نطلب من الجمهور أن يثق في "غد أفضل" بينما يرى كبار المسئولين في بعض مؤسسات الدولة تتقاتل وتتصارع كما لو كانوا أعداء وليسوا شركاء في تحقيق الصالح العام ؟
وفي يقيني أن الكارثة لن تتوقف عند خسارة بطولة كروية، بل تتخطاها إلى ما هو أبعد وأخطر، فعندما يرى المواطن هذا التصدع داخل بعض مؤسسات الدولة، وهذا الانشغال بالصراع على النفوذ بدلاً من العمل الجاد، فإن شعوره الأول يكون الإحباط، وشعوره الثاني هو فقدان الثقة.. وفقدان الثقة هو الانهيار الأكبر.
فإذا اهتزت ثقة الناس في قدرة الحكومة على إدارة شؤون البلاد حتى في الأمور البسيطة ككرة القدم، فكيف يمكن أن يُطلب منهم تحمل الصعاب لبناء مستقبل أفضل ووطن أقوى؟
وأمام هذا الحال صار لزاماً على الأجهزة الرقابية جميعا أن تتحرك - اليوم وليس غدا- لمحاسبة كل مسئول يتجاوز في مسئولياته ومهامه ، و أيضا لـ "فض الاشتباك المؤسسي" في كثير من الجهات والهيئات العامة.. يجب أن تُرسم خطوط واضحة تفصل بين مهام كل مسئول ومهام مسئول آخر، ويجب أن يلتزم جميع المسئولين أيا كانت مناصبهم ، وأيا كانت جهات عملهم،.. الكل يجب أن يلتزم بتحقيق هدف واحد أوحد، وهو: المصلحة العامة.
إن لم نقم بذلك الآن، فالحقيقة القاسية التي يجب أن نتوقعها، هي أن ما شاهدناه في كأس العرب من إهانة ومهانة وانكسار لن يكون سوى "بروفة" أولى لسلسلة من الإخفاقات التي تنتظرنا في ميادين أخرى قد تكون أشد خطراً وأكثر حساسية.