نظارة ذكية تقدم مساعدًا صوتيًا لضعاف البصر
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
في خطوة جديدة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الأجهزة القابلة للارتداء، أعلنت شركة Solos عن تعاونها مع شركة Envision المتخصصة في تطوير حلول لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر، لإطلاق نسخة مطورة من نظاراتها الذكية AirGo. التحديث الجديد يتمثل في دمج روبوت محادثة يعتمد على الذكاء الاصطناعي يُعرف باسم Ally، صُمم خصيصًا لدعم الأشخاص الذين يواجهون تحديات في الرؤية.
تصف الشركتان الجهاز الجديد بأنه أول نظارة ذكية من نوعها تعتمد على الأوامر الصوتية بالكامل، وتتيح للمستخدمين التفاعل دون الحاجة إلى لمس الشاشة أو استخدام اليدين، وهو ما يفتح المجال أمام فئة واسعة من المستخدمين، وعلى رأسهم المكفوفون وكبار السن.
مهام متعددة لدعم الحياة اليوميةتتيح نظارات AirGo المدمجة مع نظام Ally مجموعة من الوظائف التي تسهل حياة ضعاف البصر. تشمل هذه الوظائف:
التعرف على النصوص وقراءتها بشكل فوري، سواء كانت على لافتات، مستندات، أو شاشات إلكترونية.
وصف المشاهد المحيطة، لمساعدة المستخدم على تكوين صورة أوضح عن بيئته.
التعرف على الوجوه لتسهيل التفاعل الاجتماعي.
مسح المستندات والصور ضوئيًا لاستخلاص المعلومات.
وبفضل إمكانيات الذكاء الاصطناعي، يستطيع Ally الاحتفاظ بسياق المحادثة، ما يسمح بإجراء حوارات طبيعية ومتواصلة. يمكن للمستخدم على سبيل المثال مراجعة جدول مواعيده، أو طرح أسئلة حول المستندات الممسوحة ضوئيًا، أو حتى مناقشة موضوعات عامة بشكل شبيه بالمحادثة البشرية.
فائدة تتجاوز فئة ضعاف البصرورغم أن الهدف الأساسي من دمج Ally في النظارات هو مساعدة المكفوفين وضعاف البصر، تؤكد Solos أن هذه التقنية مفيدة لفئات أخرى أيضًا. فهي قد تساعد كبار السن الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع الأجهزة الحديثة، أو الأشخاص الذين يعانون من إعاقات معرفية تجعل التعامل مع الهواتف الذكية أو الحواسيب أمرًا مرهقًا. حتى المستخدمين العاديين الذين يبحثون عن وسيلة مريحة للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي دون استخدام اليدين قد يجدون هذه النظارات خيارًا مناسبًا.
تصميم عملي بلمسة مرنةتتميز نظارات AirGo ببنية مرنة تسمح بدعم العدسات الطبية، ما يجعلها خيارًا عمليًا لمستخدمي النظارات التقليدية. كما تضم نظام مكبر صوت اتجاهي يوفر تجربة صوتية خاصة، بحيث تصل التنبيهات أو الردود إلى المستخدم مباشرة دون إزعاج المحيطين.
إضافة إلى ذلك، تتبنى AirGo مفهوم التصميم المعياري، حيث يمكن للمستخدم تبديل إطارات النظارة بسهولة للحصول على مظهر مختلف يناسب المواقف اليومية أو المناسبات الخاصة. هذه الميزة تعطي الجهاز بعدًا جماليًا إلى جانب الجانب الوظيفي.
الأسعار وتوافر المنتجأعلنت Solos أن الطلبات المسبقة للنظارات الذكية الجديدة أصبحت متاحة بالفعل، على أن يبدأ شحنها للمستخدمين في شهر أكتوبر المقبل. يبدأ سعر النظارة من 399 دولارًا أمريكيًا، وتشمل عملية الشراء نسخة تجريبية مجانية من خدمة Ally Pro، التي تضيف خيارات تخصيص أوسع ووظائف متقدمة للذكاء الاصطناعي.
خطوة نحو مستقبل الأجهزة المساعدةيمثل التعاون بين Solos وEnvision مثالًا واضحًا على كيفية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أجهزة عملية تسهم بشكل مباشر في تحسين حياة الأفراد. فبدلًا من أن تبقى النظارات الذكية مجرد ملحق تقني للترفيه أو الاتصالات، تسعى هذه المبادرة إلى جعلها أداة حقيقية للمساعدة اليومية، خصوصًا للفئات التي تحتاج إلى دعم إضافي في التعامل مع العالم من حولها.
ومع دخول Ally إلى منصة AirGo، يبدو أن سوق الأجهزة القابلة للارتداء يشهد تحولًا جديدًا، حيث لم تعد هذه المنتجات تقتصر على الرياضيين أو عشاق التكنولوجيا، بل أصبحت وسيلة لتعزيز الاستقلالية وجودة الحياة لفئات أوسع من المستخدمين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ضعاف البصر الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أخطاء الذكاء الاصطناعي تربك ملخصات برايم فيديو
لم تبدأ تجربة أمازون مع تقديم ملخصات المسلسلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بالطريقة التي كانت الشركة تأملها. فبدلًا من تسهيل مهمة المشاهدين وتقديم محتوى مختصر ودقيق، كشفت أولى التجارب عن مشكلات واضحة في الدقة والفهم، كان أبرزها ما حدث مع ملخص الموسم الأول من مسلسل Fallout على منصة برايم فيديو.
وبحسب ما أورده موقع GamesRadar+، فإن الملخص المُولّد بالذكاء الاصطناعي يحتوي على عدد من الأخطاء الجوهرية، من بينها معلومات غير صحيحة تتعلق بأحداث العمل وسياقه الزمني، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى جاهزية هذه الأدوات للاستخدام الواسع دون مراجعة بشرية.
يمكن للمشاهدين الاطلاع على هذا الملخص من خلال قسم “الإضافات” الموجود ضمن صفحة الموسم الثاني من مسلسل Fallout على برايم فيديو. وعلى الرغم من أن الفيديو يبدو من الناحية التقنية متماسكًا، حيث يجمع بين المقاطع المصورة والموسيقى والحوار في قالب واحد، إلا أن محتواه يعاني من سطحية واضحة وسوء فهم لتفاصيل أساسية في القصة.
أحد أبرز الأخطاء يتمثل في تحديد الفترة الزمنية لمشاهد الفلاش باك التي تدور في مدينة لوس أنجلوس. إذ يشير الملخص إلى أن هذه المشاهد تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، بينما الحقيقة أن أحداثها تقع في عام 2077، وهو العام المحوري في عالم Fallout. وتدور السلسلة في خط زمني بديل انفصل عن تاريخنا الحقيقي بعد عام 1945، وهي نقطة أساسية لفهم أجواء المسلسل ورسائله.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد أشار موقع Gizmodo إلى أن الملخص يُسيء أيضًا فهم نهاية الموسم الأول، وهي نهاية تمهّد بوضوح لأحداث الموسم الثاني، وخاصة العلاقة التي تتشكل بين شخصية لوسي، ساكنة الملجأ، وشخصية “الغول”، أحد سكان الأراضي القاحلة المشعة. هذه العلاقة ليست مجرد تحالف عابر، بل ترتبط بشكل وثيق بالغموض الذي يدور حوله الموسم الأول بأكمله، وهو ما تجاهله الملخص أو عرضه بصورة مشوشة.
المفارقة أن الفيديو نفسه يعطي انطباعًا تقنيًا جيدًا، إذ يثبت أن نظام الذكاء الاصطناعي لدى أمازون قادر على تحرير المقاطع ودمج العناصر السمعية والبصرية بسلاسة. غير أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الفهم العميق للسرد الدرامي، وهو ما يجعل هذه الملخصات غير موثوقة كمصدر لتذكير المشاهد بالأحداث أو تمهيده لموسم جديد.
ورغم أن هذه الأخطاء قد لا تؤثر بشكل مباشر على استمتاع الجمهور بالموسم الثاني من Fallout، فإنها تطرح علامات استفهام كبيرة حول استراتيجية أمازون في الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي دون رقابة بشرية كافية. ويبدو أن حل هذه المشكلة لم يكن معقدًا، إذ كان من الممكن ببساطة عرض الفيديو على موظف شاهد المسلسل لمراجعته قبل نشره.
ولا تُعد هذه الواقعة الأولى التي تكشف عن ضعف مراقبة الجودة في محتوى الذكاء الاصطناعي لدى أمازون. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، اضطرت الشركة إلى سحب مقاطع دبلجة صوتية مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لعدد من مسلسلات الأنمي، من بينها Banana Fish، بعد شكاوى واسعة من رداءة الصوت وعدم ملاءمته لطبيعة العمل.
هذا السياق يجعل من المرجح أن تقوم أمازون بسحب ملخص Fallout الحالي، وتصحيحه، ثم إعادة نشره لاحقًا. لكن المشكلة الأعمق تتعلق بالاتجاه العام للشركة نحو إدخال المزيد من المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي إلى منصتها، في وقت لم تصل فيه هذه التقنيات بعد إلى مستوى يضمن الدقة والموثوقية.
ومع قاعدة مستخدمين ضخمة مثل التي تمتلكها برايم فيديو، يصبح أي خطأ صغير مضخمًا، ويؤثر على ثقة الجمهور في المنصة. فالذكاء الاصطناعي قد يكون أداة فعالة لتسريع الإنتاج وخفض التكاليف، لكنه لا يزال، حتى الآن، بحاجة ماسة إلى إشراف بشري حقيقي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأعمال درامية معقدة تعتمد على التفاصيل والسياق بقدر اعتمادها على الصورة والصوت.