حذرت مصر وألمانيا من خطورة السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية والتصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما تسمى "إسرائيل الكبرى".

وقال بيان للخارجية المصرية -بعد اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الألماني يوهان فاديبول أمس الجمعة- إن الوزيرين ناقشا التداعيات السلبية للتصريحات والسياسات الإسرائيلية.

واعتبر عبد العاطي أن الحديث عن "أوهام إسرائيل الكبرى" وإنشاء وحدات استيطانية في القدس المحتلة يمثلان تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار الإقليمي.

واتفق الجانبان على أن هذه السياسات تقوض فرص التهدئة وإحياء مسار السلام، مشددين على ضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي لوقف التصعيد الإسرائيلي.

رؤية إسرائيل الكبرى

وكان نتنياهو قد قال في مقابلة مع قناة "آي 24" الإسرائيلية الأسبوع الماضي إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، وهي رؤية تشمل -بحسب المزاعم الإسرائيلية- الأراضي الفلسطينية وأجزاء من دول عربية من الفرات إلى النيل.

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أول أمس الخميس أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش -الذي يشرف أيضا على شؤون الاستيطان بوزارة الدفاع- أعلن الموافقة على بناء أكثر من 6900 وحدة استيطانية جديدة قرب القدس.

وأشار بيان الخارجية المصرية إلى أن عبد العاطي أطلع نظيره الألماني على الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار.

وتزامن ذلك مع تقارير إسرائيلية تحدثت عن جهود وساطة تقودها مصر وقطر لتسريع المفاوضات بين الطرفين بشأن اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود نحو 50 أسيرا في غزة، مقابل أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، ويعاني كثير من هؤلاء الأسرى الفلسطينيين أوضاعا قاسية من تعذيب وتجويع وإهمال طبي أودى بحياة عدد منهم.

إعلان

وتشدد حركة حماس على استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش من القطاع، لكنّ معارضي نتنياهو في الداخل الإسرائيلي يتهمونه بالسعي إلى صفقات جزئية لإطالة أمد الحرب والحفاظ على تماسك حكومته الائتلافية.

كما أكد عبد العاطي في الاتصال -حسب ما ورد في البيان- على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بلا قيود، محملا إسرائيل مسؤولية العرقلة المتعمدة لتدفق الإغاثة.

ومنذ مطلع مارس/آذار الماضي تغلق إسرائيل كافة المعابر المؤدية إلى غزة، مما فاقم حالة المجاعة رغم تكدس شاحنات المساعدات على الحدود.

ووفق أحدث الإحصاءات الفلسطينية، أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد 61 ألفا و827 شخصا وإصابة 155 ألفا و275 آخرين -معظمهم من النساء والأطفال- إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ونزوح مئات الآلاف، في حين حصدت المجاعة أرواح 240 شخصا، بينهم 107 أطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات إسرائیل الکبرى عبد العاطی

إقرأ أيضاً:

تركي الفيصل يتحدث عن «التطبيع» مع إسرائيل ورؤية نتنياهو!

علق رئيس المخابرات السعودية الأسبق تركي الفيصل على إمكانية تطبيع المملكة للعلاقات مع إسرائيل في الظروف الراهنة، منتقداً بشدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول “رؤية إسرائيل الكبرى”.

وفي مقابلة مع شبكة CNN وأجرتها الإعلامية كريستيان أمانبور، قال تركي الفيصل معبراً عن رفضه القاطع لأي تطبيع مع إسرائيل في ظل قيادة نتنياهو، ووصفه بـ”المجرم المختل عقلياً الذي يرتكب إبادة جماعية”.

وأضاف: “لا سبيل لأن تقوم المملكة العربية السعودية بالتطبيع مع إسرائيل في الوضع الحالي”.

وأوضح الفيصل أن السعودية قدمت مبادرة السلام العربية التي ما تزال مطروحة على الطاولة، مشيراً إلى خطة مشتركة مع فرنسا ودول أخرى لإنهاء القتال في غزة والمضي قدماً نحو السلام، قائلاً: “التطبيع لن يأتي قبل تنفيذ هذه المبادرات واحترام القانون الدولي”.

وفي ردّه على سؤال حول المستقبل السياسي لغزة، أكد الفيصل أن الخطة السعودية الفرنسية تهدف إلى إنشاء سلطة حاكمة في القطاع تتيح للسلطة الفلسطينية تقديم الخدمات الحكومية، وإعادة الحياة المدنية والإعمار، ومنح السكان الأمل في المستقبل، معتبراً أن هذه الخطة هي الطريق الأمثل لتحقيق السلام.

كما انتقد الفيصل بشدة رؤية نتنياهو لـ”إسرائيل الكبرى” التي تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات، معتبراً أن ذلك يعكس أطماعاً توسعية قد تشمل أراضي السعودية وسوريا ولبنان والعراق، وهو ما رفضه تماماً.

وتحدث الفيصل أيضاً عن الكلفة الإنسانية الكبيرة للصراع، معتبراً أن سياسة نتنياهو هي سبب المعاناة الحالية، حيث قتل أو جُرح وشُرد مئات آلاف الفلسطينيين، مضيفاً: “هل هذا هو النجاح؟ بالعكس، إنه فشل وخيمة”.

وأكد تركي الفيصل على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، معتبراً أن ذلك سيُظهر عزل الولايات المتحدة وإسرائيل في العالم، وسيجبر الدول الأوروبية على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة.

وجاءت تصريحات تركي الفيصل ردّاً على حديث نتنياهو الأخير الذي وصف فيه مهمته بأنها “تاريخية وروحية” ومرتبطة برؤية “إسرائيل الكبرى”، التي تشمل الأراضي الفلسطينية وجزءاً من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.

الأمير #تركي_الفيصل في تصريح قوي على CNN يصفع نتنياهو بعد تصريحه عن "رؤية إسرائيل الكبرى" ويؤكد استحالة التطبيع في الوقت الراهن:

"كيف يمكن لأحد أن يتوقع أن تطبع #السعودية مع مختل ومجرم إبادة مثل نتنياهو، إنه يتحدث عن صورة توراتية لإسرائيل، هو على هذه الشاكلة من الأشخاص" pic.twitter.com/G0wCL9MfDC

— نشمي الميموني (@M3Nashmi) August 14, 2025

مقالات مشابهة

  • نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى | تصريحات خطيرة تهدد استقرار المنطقة.. وخبير: طرح يلغي الدولة الفلسطينية
  • عبد العاطي يؤكد لنظيره الألماني خطورة التصريحات الخاصة بأوهام «إسرائيل الكبرى»
  • عبد العاطي: نرفض تصريحات ما يسمى بـإسرائيل الكبرى ونحذر من خطورة هذه التوجهات
  • تركي الفيصل يتحدث عن «التطبيع» مع إسرائيل ورؤية نتنياهو!
  • تونس: تصريحات نتنياهو عن إسرائيل الكبرى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: أوهام نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" تهديد للمنطقة بأكملها
  • دفن الدولة الفلسطينية.. ما تعليق واشنطن على خطة الاستيطان الإسرائيلية الجديدة ؟
  • مستقبل وطن: الاستيطان الإسرائيلي جريمة مكتملة الأركان ومحاولة فاشلة لتصفية القضية الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية تدين الاستيطان الإسرائيلي وتحمّل الاحتلال المسؤولية