مصر وألمانيا تحذران من خطورة سياسات الاستيطان ورؤية إسرائيل الكبرى
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
حذرت مصر وألمانيا من خطورة السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية والتصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما تسمى "إسرائيل الكبرى".
وقال بيان للخارجية المصرية -بعد اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الألماني يوهان فاديبول أمس الجمعة- إن الوزيرين ناقشا التداعيات السلبية للتصريحات والسياسات الإسرائيلية.
واعتبر عبد العاطي أن الحديث عن "أوهام إسرائيل الكبرى" وإنشاء وحدات استيطانية في القدس المحتلة يمثلان تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار الإقليمي.
واتفق الجانبان على أن هذه السياسات تقوض فرص التهدئة وإحياء مسار السلام، مشددين على ضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي لوقف التصعيد الإسرائيلي.
رؤية إسرائيل الكبرىوكان نتنياهو قد قال في مقابلة مع قناة "آي 24" الإسرائيلية الأسبوع الماضي إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، وهي رؤية تشمل -بحسب المزاعم الإسرائيلية- الأراضي الفلسطينية وأجزاء من دول عربية من الفرات إلى النيل.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أول أمس الخميس أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش -الذي يشرف أيضا على شؤون الاستيطان بوزارة الدفاع- أعلن الموافقة على بناء أكثر من 6900 وحدة استيطانية جديدة قرب القدس.
وأشار بيان الخارجية المصرية إلى أن عبد العاطي أطلع نظيره الألماني على الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار.
وتزامن ذلك مع تقارير إسرائيلية تحدثت عن جهود وساطة تقودها مصر وقطر لتسريع المفاوضات بين الطرفين بشأن اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود نحو 50 أسيرا في غزة، مقابل أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، ويعاني كثير من هؤلاء الأسرى الفلسطينيين أوضاعا قاسية من تعذيب وتجويع وإهمال طبي أودى بحياة عدد منهم.
إعلانوتشدد حركة حماس على استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش من القطاع، لكنّ معارضي نتنياهو في الداخل الإسرائيلي يتهمونه بالسعي إلى صفقات جزئية لإطالة أمد الحرب والحفاظ على تماسك حكومته الائتلافية.
كما أكد عبد العاطي في الاتصال -حسب ما ورد في البيان- على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بلا قيود، محملا إسرائيل مسؤولية العرقلة المتعمدة لتدفق الإغاثة.
ومنذ مطلع مارس/آذار الماضي تغلق إسرائيل كافة المعابر المؤدية إلى غزة، مما فاقم حالة المجاعة رغم تكدس شاحنات المساعدات على الحدود.
ووفق أحدث الإحصاءات الفلسطينية، أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد 61 ألفا و827 شخصا وإصابة 155 ألفا و275 آخرين -معظمهم من النساء والأطفال- إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ونزوح مئات الآلاف، في حين حصدت المجاعة أرواح 240 شخصا، بينهم 107 أطفال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات إسرائیل الکبرى عبد العاطی
إقرأ أيضاً:
خليل الحية: طوفان الأقصى كسر الردع الإسرائيلي وأعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة
#سواليف
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) في قطاع #غزة #خليل_الحية إن الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة الحركة تحلّ في ظل واقع سياسي وميداني مختلف تمر به #القضية_الفلسطينية، وفي مرحلة تتسم بتحولات كبرى، مؤكداً أن الحركة تبذل كل جهد ممكن من أجل توظيف هذه المتغيرات في مصلحة الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وأوضح الحية، في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى الانطلاقة التي توافق 14 ديسمبر/كانون الأول، أن الشعب الفلسطيني يعيش أياماً بالغة الصعوبة ومعاناة قاسية نتيجة العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة، مشيراً إلى ارتقاء أكثر من سبعين ألف شهيد من الرجال والنساء والأطفال، الذين قال إنهم لم ترحمهم “قذائف الحقد والإجرام الصهيوني”.
وأضاف أن من بين آخر الشهداء القائد في المقاومة رائد سعد “أبو معاذ” وإخوانه الذين كانوا برفقته، واصفاً إياه بـ”القائد المجاهد العابد الزاهد” الذي نذر حياته لدينه ووطنه، وعاش مطارَداً من الاحتلال الإسرائيلي لعشرات السنين.
مقالات ذات صلة الجمعة .. إغلاقات وتحويلات مرورية في العقبة / تفاصيل 2025/11/30وفي ما يتصل بالضفة الغربية المحتلة، أكد الحية أن الفلسطينيين هناك يتعرضون لحملة إرهاب ممنهجة، تتكامل فيها السياسات العسكرية للاحتلال مع اعتداءات المستوطنين، من خلال شبكة خانقة من الحواجز والأبواب الحديدية التي تقطع أوصال المدن والقرى، إلى جانب القتل والاعتقال ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وعمليات التهجير القسري.
القدس واللاجئون
وفي القدس المحتلة، قال الحية إن المسجد الأقصى “يئنّ في قلب هذه المعاناة”، ويتعرض لاستهداف مباشر لهويته وقدسيته، محذراً من مخاطر التهويد والتقسيم الزماني الذي قال إنه بات أمراً واقعاً، في ظل الاقتحامات اليومية التي ينفذها مئات المستوطنين المتطرفين، وأدائهم طقوساً دينية داخل باحاته، في مسعى لفرض تقسيم مكاني للمسجد.
وتطرق إلى أوضاع الفلسطينيين في أراضي عام 1948، مؤكداً أنهم يعانون الاحتلال والعنصرية والقمع ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، إلا أنهم يواصلون الصمود ويحافظون على هويتهم الوطنية، مشدداً على أنهم “جزء أصيل من شعبنا وقضيته الوطنية”.
كما تناول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المنافي والشتات، مشيراً إلى أن سكان مخيمات اللجوء يعيشون فصولاً خاصة من المعاناة والعوز والحنين، إلى جانب محاولات طمس الهوية والاستهداف المباشر، مستشهداً بمجزرة الملعب في مخيم عين الحلوة في لبنان، التي أسفرت عن استشهاد 13 فتى.
نتائج الحرب وتحولات المشهد
وأكد الحية أن مقاومة الشعب الفلسطيني لا تزال حيّة، وأن قيادتها ثابتة وصلبة، وقد تمكنت من الصمود في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، مشيراً إلى أن ذلك أثبت أن الاحتلال يمكن هزيمته، وأن تحرير فلسطين ممكن إذا ما استند إلى التخطيط الدقيق والعمل المتواصل وتوحيد الجهود.
واستعرض جملة من النتائج الاستراتيجية التي قال إن المقاومة الفلسطينية حققتها، وفي مقدمتها كسر “أسطورة الردع الاستراتيجي” وادعاءات التفوق الأمني الإسرائيلي، معتبراً أن عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول شكّلت نموذجاً لما يمكن أن يحدث إذا تضافرت جهود الأمة في مواجهة الاحتلال.
وأضاف أن من بين هذه النتائج التقدم في عزل إسرائيل دولياً، وتقديم قادتها وجنودها إلى المحاكم الدولية، وفضح صورتها أمام الرأي العام العالمي باعتبارها “كياناً إرهابياً يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأشار أيضاً إلى انهيار الرواية الصهيونية التي سادت لعقود، وتغير المزاج الشعبي العالمي، ولا سيما لدى النخب الصاعدة، تجاه طبيعة العلاقة مع إسرائيل وأخلاقية مواصلة دعمها.
ولفت إلى أن الحرب أدت كذلك إلى تعقيد وتراجع مشروع التطبيع الذي سعى الاحتلال من خلاله إلى تجاوز حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز هيمنته السياسية والاقتصادية والأمنية، خصوصاً بعد ارتكابه جرائم إبادة جماعية وعدوانه على دول المنطقة، وحديث قادته عن ما يسمى “إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات”.
وأكد أن من نتائج الحرب أيضاً استعادة القضية الفلسطينية لمكانتها الطبيعية بعد سنوات من التراجع، وصعود مشروع المقاومة وبرنامجها على طريق التحرير والعودة، وتحوله إلى أمل للشعوب العربية والإسلامية.
وتحدث الحية عن “سقوط مفهوم الحدود الآمنة” لإسرائيل، في ظل تعرضها للرد على عدوانها من غزة ولبنان واليمن وإيران والعراق، معتبراً أنه لم تعد هناك حصانة للكيان أو لمواقعه العسكرية، إضافة إلى إحداث شرخ داخل المجتمع الإسرائيلي وزعزعة الثقة بقيادته السياسية والعسكرية والأمنية، وبدء نقاش داخلي حول مستقبل هذا الكيان ووجوده.
أولويات المرحلة ووقف الحرب
وفي سياق متصل، قال الحية إن قيادة حركة حماس اعتمدت جملة من أولويات العمل للمرحلة المقبلة، في ضوء الواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية، لمواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بها والتعامل مع الفرص المتاحة.
وأوضح أن في مقدمة هذه الأولويات الاستمرار في خطوات وقف الحرب، ولا سيما استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق، بما يشمل إدخال المساعدات والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والبنى التحتية، وفتح معبر رفح في الاتجاهين، إضافة إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تهدف إلى الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة والبدء في مشاريع الإعمار.
وأكد أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية متمسكة بالاتفاق وتعمل على إنفاذه، مشدداً في الوقت نفسه على رفض “كل مظاهر الوصاية أو الانتداب على الشعب الفلسطيني”، والالتزام بما تم التوافق عليه مع الفصائل بشأن القضايا الواردة في رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب.
وبيّن أن مهمة “مجلس السلام” يجب أن تقتصر على رعاية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والتمويل، والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة.
ودعا إلى تشكيل لجنة تكنوقراط من مستقلين فلسطينيين لإدارة القطاع بشكل فوري، مؤكداً جاهزية الحركة لتسليمها كامل المهام والمسؤوليات وتسهيل عملها في جميع المجالات.
وفي ما يتعلق بالقوات الدولية، شدد الحية على أن دورها يجب أن يقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين على حدود قطاع غزة مع أراضي عام 1948، دون أي تدخل في الشؤون الداخلية للقطاع.
وأكد أن المقاومة وسلاحها حق مشروع كفلته القوانين الدولية للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، وهو حق مرتبط بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيراً إلى انفتاح الحركة على دراسة أي مقترحات تحافظ على هذا الحق، شريطة ضمان تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية.
الإغاثة والوحدة الوطنية
وأشار الحية إلى أن من أولويات المرحلة أيضاً التحرك المكثف على صعيد الإغاثة، وإنهاء معاناة سكان قطاع غزة، والعمل على توفير مقومات الحياة الكريمة، ووضع حد للأزمات الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة، محذراً من تكرار الكوارث الإنسانية كما حدث خلال المنخفض الجوي الأخير.
وقال إن غزة تعيش “كرباً عظيماً” في ظل الحصار وركام المنازل ونقص الغذاء وبرد الشتاء، داعياً الأمة والعالم إلى تحرك عاجل للاستجابة لنداءات الإغاثة والتخفيف من معاناة السكان.
وحذر من أن استمرار الخروقات الإسرائيلية للاتفاق وعرقلة إدخال المساعدات ومواصلة عمليات التدمير والقتل والاغتيال يهدد بانهيار الاتفاق، داعياً الوسطاء، ولا سيما الإدارة الأميركية بصفتها “الضامن الأساسي”، إلى إلزام إسرائيل باحترام الاتفاق وتنفيذه.
وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، شدد الحية على أهمية العمل المشترك مع القوى والفصائل الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية، وبناء مرجعية وطنية جامعة، داعياً حركة فتح والسلطة الفلسطينية إلى التوافق على برنامج وطني مشترك، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية والمشروع الوطني، وتفعيل الحياة السياسية عبر الانتخابات.
كما دعا إلى توسيع التحرك الإقليمي والدولي لكسب التأييد للقضية الفلسطينية، وتفعيل الجهد الإعلامي لفضح الجرائم الإسرائيلية، وملاحقة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، وعزل إسرائيل سياسياً.
وأكد أن قضية الأسرى تمثل أولوية مركزية لدى الحركة وفصائل المقاومة، إلى جانب العمل على تحسين أوضاعهم الإنسانية وإنهاء الانتهاكات بحقهم وصولاً إلى تحريرهم.
استذكار الشهداء
وفي ختام كلمته، استذكر الحية شهداء الشعب الفلسطيني وقادة الحركة منذ التأسيس، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، إلى جانب قادة معركة “طوفان الأقصى” ومن بينهم إسماعيل هنية وصالح العاروري ويحيى السنوار ومحمد الضيف، إضافة إلى شهداء الفصائل الفلسطينية.
كما استذكر قادة فلسطينيين آخرين، من بينهم ياسر عرفات وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى وعمر القاسم، إلى جانب شهداء من دول عربية وإسلامية قال إن دماءهم امتزجت بدماء الفلسطينيين.
وأعرب عن شكره للدول والجهات التي ساندت الفلسطينيين سياسياً وإنسانياً، مؤكداً في ختام حديثه أن حركة حماس ستبقى وفية لنهج المقاومة وتحرير فلسطين، وماضية على العهد الذي قطعه قادتها الشهداء “دون تغيير أو تبديل”.