يواصل الفيلم السعودي "الزرفة: الهروب من جحيم هنهوينا" تسجيل نجاحات لافتة في صالات العرض المحلية، بعدما تجاوزت إيراداته في الأيام الثلاثة الأولى من طرحه في يوليو/تموز الماضي 7.9 ملايين ريال سعودي.

وبحسب بيانات شباك التذاكر، فقد تمكن العمل مع نهاية أسبوعه السادس من تحقيق إنجاز غير مسبوق، إذ أصبح الفيلم الأعلى إيرادًا في تاريخ السينما السعودية، بعد أن تخطت مبيعات تذاكره حاجز 600 ألف تذكرة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئةlist 2 of 2فلسطين تقاوم الاحتلال في اليوبيل الذهبي لمهرجان تورنتوend of list

وتفوق "الزرفة" بذلك على فيلم "شباب البومب 2" الذي يُعد من أبرز الأعمال الجماهيرية في الخليج، إلى جانب عدد من الأفلام العالمية التي تُعرض حاليًا وتحظى بإقبال واسع.

هذا الإنجاز ارتبط بعدد من العناصر الفنية التي ساعدت في تعزيز حضور الفيلم وجذب شرائح مختلفة من الجمهور، ويمكن تلخيص أبرزها في ما يلي:

فريق تمثيلي واسع الانتشار

عمل منتجو الفيلم على استقطاب أسماء تحظى بمتابعة جماهيرية ملحوظة داخل السعودية والخليج، عبر التعاقد مع ممثلين معروفين مثل إبراهيم الخير الله، وأحمد الكعبي، ومحمد شايف، وخالد عبد العزيز، إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة من بينها أضواء بدر، وزياد العمري، وحامد الشراري.

كما شهد العمل مشاركة البطل الرياضي عبد الله الربيعة في أول تجربة له أمام الكاميرا، إضافة إلى أسماء أخرى سبق لها الظهور في أعمال كوميدية ناجحة أو عبر محتوى قصير على منصات التواصل الاجتماعي.

والمفاجأة الكبرى كانت حضور الممثل الأميركي روبرت نبر كضيف شرف، في أول مشاركة له ضمن عمل سينمائي عربي، وهو ما لفت الانتباه منذ طرح الإعلان الترويجي الرسمي.

وقد حضر نبر العرض الخاص الأول للفيلم في الرياض مرتديا الزي الخليجي، ما أضفى بعدا تسويقيا إضافيا وأسهم في جذب الاهتمام الإعلامي. ويُعرف نبر لدى الجمهور العربي بدوره في السلسلة التلفزيونية العالمية "الهروب من السجن" (Prison Break).

إعلان كوميديا من واقع المجتمع

تتناول أحداث الفيلم قصة 3 شبان يتعرفون إلى بعضهم عبر إحدى الألعاب الإلكترونية، قبل أن يجمعهم العمل في مطعم تابع لمجموعة شركات يمتلكها رجل أعمال بارز.

وتتطور الأحداث عندما يُطلب منهم سرقة قطعة فنية نادرة من متحف يملكه نفس الرجل، لتتصاعد المواقف وصولا إلى اعتقالهم وزجهم في سجن الجفرة، حيث يشرعون في وضع خطة للهروب ضمن إطار كوميدي يتخلله قدر من التشويق والمواقف الطريفة.

ورغم بساطة الحبكة مقارنة بأعمال كوميدية مشابهة، فإن القصة، التي كتبها إبراهيم الخير الله ومحمد القرعاوي، تحمل بعدا واقعيا يعكس جوانب من التحديات التي يواجهها الشباب العربي، ما أضفى على العمل طابعا قريبا من الجمهور.

يعالج الفيلم بشكل غير مباشر ظاهرة الهروب من الواقع التي باتت منتشرة لدى شريحة واسعة من الشباب، من خلال الإفراط في قضاء الوقت داخل الألعاب الإلكترونية.

كما يتطرق إلى الضغوط المجتمعية التي يواجهها الشباب سواء من الأسرة أو بيئة العمل، في إطار السعي لفرض صورة مثالية تتماشى مع التوقعات، وهو ما قد يقود بعضهم إلى الانفصال الوجداني عن محيطهم. وكذلك يتناول العمل نقدا للبيروقراطية والتعقيدات الإدارية عند التعامل مع المؤسسات الرسمية.

ويُسجَّل للمؤلفين اعتماد لغة شبابية معاصرة في الحوارات، ما ساعد في تقريب الفيلم من جمهوره المستهدف، حتى أن بعض الجمل الواردة في الأحداث تحولت إلى عبارات دارجة على منصات التواصل الاجتماعي وتداولها المستخدمون على شكل نكات وتعليقات.

إخراج وتجربة أولى لافتة

قدّم المخرج عبد الله ماجد في أولى تجاربه مع الأفلام الطويلة رؤية إخراجية متماسكة، اتسمت بالواقعية في رسم الشخصيات، واستخدام لقطات تحمل دلالات غير مباشرة أضافت بعدا فكريا للأحداث، إلى جانب إيقاع سريع حافظ على اهتمام المشاهد وتجنب الإطالة غير المبررة، ما أسهم في تقريب الجمهور من العمل، ومنحهم شعورًا بالمشاركة في المواقف الكوميدية والتشويقية.

تم إنجاز تصوير الفيلم خلال 32 يومًا فقط، موزعة على 10 مواقع مختلفة في مدينة الرياض، مع إبراز خاص للمناطق الترفيهية، في خطوة تنسجم مع جهود دعم السياحة الداخلية في المملكة. ويأتي هذا التوجه ضمن أهداف صندوق "بيغ تيم" الذي يعد من أبرز الجهات الممولة لإنتاج العمل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا

بدأت يد التكنولوجيا تعبث بنماذج العمل والوظائف منذ الشرارة الأولى في ورشة الحدادة ودولاب الماء الذي أدار الرحى، وتضاعف أثرها مع ظهور خطوط التجميع ثم الحاسوب والآلة الحديثة، ومع ذلك ظل جوهر العمل ثابتًا: «أن نفهم الأدوات التي نبتكرها، ثم نعيد تنظيم حياتنا حول ما تتيحه من إمكانات».

وتقف البشرية أمام حقبة تختلف جذريًا عن كل ما سبقها؛ إذ لم تعد التكنولوجيا تتطور على خط مستقيم، بل تتوالد وتتسارع بطريقة تكاد تتجاوز قدرة المؤسسات على الفهم والتخطيط، حيث تشير تقارير المنظمة العالمية للملكية الفكرية إلى أن العالم يسجّل اليوم أكثر من 3.5 مليون براءة اختراع سنويًا، وهو أعلى رقم في التاريخ وبزيادة تتجاوز 25% خلال العقد الماضي فقط.

وفي مجالات الذكاء الاصطناعي فقط تضاعفت طلبات البراءات أكثر من سبع مرات منذ عام 2013، بينما يقول المنتدى الاقتصادي العالمي: إن التكنولوجيا الرقمية باتت تقصر دورة حياتها إلى نحو 18 شهرًا فقط مقارنة بدورات امتدت لعقود خلال الثورة الصناعية الأولى والثانية. هذا يعني أن ما كان ابتكارًا بالأمس يصبح قديمًا اليوم، وأن المؤسسات تُجبر على إعادة تصميم طرق العمل والإنتاج بوتيرة لا تمنحها وقتًا للتأمل الطويل.

ومع هذا التدفق المهول للتقنيات تتغير أسئلة المؤسسات فلم يعد السؤال: «أي تقنية سنستخدم؟»؛ بل أصبح «كيف نعيد تعريف العمل ذاته؟ وكيف نبني مؤسسات قادرة على التكيّف السريع على أرضية خوارزميات متقلبة؟».

وفي هذا العدد من «ملحق عُمان الاقتصادي»، نفتح ملفًا واسعًا حول تحولات العمل والإنتاج في عصر التكنولوجيا الصناعية الجديدة وجذورها، ونبحث في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على هيكلة الوظائف، ودور المنظومات الذكية في تسريع التصنيع، والتحديات الأخلاقية والإنسانية التي تظهر حين تتحرك التكنولوجيا أسرع مما تتحرك قدراتنا بالإضافة إلى ملفات اقتصادية أخرى منوعة.

رحمة الكلبانية محررة الملحق

مقالات مشابهة

  • أحمد السعدني يتصدر تريند المسلسلات قبل عرض "لا ترد ولا تستبدل"
  • العدّاد يقترب من المليون.. بطولة كأس العرب تحقّق حضورًا جماهيريًا غير مسبوق وتكسر الأرقام القياسية
  • ايرادات السينما المصرية: مني زكي تتصدر شباك التذاكر بـ الست والسعدني بالمركز الثاني
  • الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا
  • ماركوس عريان في البحر الأجمر بكولونيا والقصص
  • افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا
  • الفجوة بين المؤشرات الاقتصادية والواقع الفعلي للناس
  • آخر إيرادات فيلم "فيها إيه يعني" في شباك التذاكر
  • كم جمع فيلم "السلم والثعبان 2" في شباك التذاكر أمس؟
  • إيرادات فيلم "السادة الأفاضل" في شباك التذاكر أمس