فاطمة الشقراء تقودنا إلى «حب التتار»
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
عندما ظهرت سلسلة مقالات أحمد خالد، «فى حب التتار» على هذا موقع «الأسبوع» طريق الباحثين عن الحقيقة، هز أحمد خالد كل الثوابت المغلوطة والسلبية عن التتار، بعنوان مختلف كهذا، وربما صادم لمن تربوا على أن التتار هم الذين هاجموا مصر ودمروا بغداد، حاضرة الخلافة الإسلامية فى العاشر من فبراير 1258م.
كشف أحمد خالد، الكثير من حقائق التاريخ، خاصة حول براءة التتار من الجرائم التاريخية التي تنسب إليهم زورا وبهتانا، والتى جعلت كثيرا من الأجيال العربية والإسلامية يعتقدون أن التتار أعداء للإسلام، مبينا أن بلغار الفولغا دخلوا إلى دين الإسلام، منذ أكثر من 1100 عاما، وأن الإسلام أصبح الدين الرسمي لتتارستان في عام 922م.
لكنه لم يكتف بكشف حقائق الماضى، وفاجأ الجميع بوصفه نموذج الخطاب الديني في تتارستان، بأنه الخطاب الإسلامي الأكثر تقدما وتحضرا، مستشهدا بآراء كثير من مقتيي وفقهاء تتارستان مثل الإمام راوى عين الدين، الذين يدعون إلى التعايش السلمي والحوار بين الثقافات، لدرجة إقامة مهرجان المنبر الذهبي وهو مهرجان سينمائي دولي يفتتحه المفتي بنفسه، فى دلالة واعية وهامة على أن الدين الإسلامى ليس ضد الفنون، ولا ضد تعدد الثقافات، ولا ضد الاعتزاز بالهوية الوطنية وإرثها فنيا وأدبيا وحياتيا في المجمل.
بل إنه دعا في مقاله «كازان عاصمة المستقبل الإنساني» إلى تعميم التجربة التترية، ومحاولة الاستفادة منها، فى خلق التعايش السلمى بين البشر مختلفي الأعراق والديانات والهويات، ملمحا في قصد أعرفه، إلى أن النموذج الأوروبي الغربي والغربي عموما، ليس هو النموذج الوحيد، ولا حتى المثالي، لنبني عليه تصورا أفضل للتعاطف والتآزر الإنساني مع احترامه للمنجز الأوروبى فى شقه الحضارى الإنسانى.
لم تكن المفاجأة عن إعلان أحمد خالد اعتماد صدور كتابه «في حب التتار» في الخريف المقبل عن دار نشر وعد للنشر والتوزيع، لكنه فاجأنا جميعا بفيلمه التسجيلي الجديد «فاطمة الشقراء.. الروسية التى كانت سلطانة مصر»، ليضيف خطوة هامة فى الطريق الذى دعا إليه، طريق إعادة جسور التواصل بين مصر وتتارستان وبين مصر وجميع مسلمي روسيا، والذين لا نعرف عنهم ما يجب علينا أن نعرفه.
الفيلم يبدأ من مسجد فاطمة الشقراء أو مسجد المرأة الروسية، القائم تحت الربع بجوار الخيامية في مصر التاريخية، ولطالما مر الكثيرون على هذا المسجد الأنيق الصغير المتفرد في تفاصيله البسيطة العميقة، ولطالما أثار اسمه بعض الاستغراب والتساؤلات فهو مسجد أثرى من الحقبة المملوكية ولم نتعود أن تنسب المساجد الأثرية إلى سيدات. كما أنه المسجد القديم الوحيد الذى يحمل اسم سيدة من خارج البيت النبوي الكريم، كما أنه ينتسب إلى سيدة غير مصرية.
لكن أحمد خالد قرر أن يجيب على جميع التساؤلات بفيلمه، فهو ابن الدهشة فى كل أعماله الشعرية والروائية بل وحتى الصحفية، وظل لمدة عامين يبحث في الكتب والمراجع التاريخية والفنية والمعمارية، عن المسجد وصاحبته، حتى اهتدى إلى أنها كانت زوجة السلطان قايتباي، وبذلك كانت سلطانة مصر.
الفيلم أثار الدهشة والتساؤلات والمناقشات والموافقات والاعتراضات حتى قبل أن يكتمل تصويره وعرضه، فما بالكم بتأثير الفيلم بعد عرضه؟
الخبر الطيب أن الفيلم وصل إلى القائمة القصيرة في مهرجان كازان الدولي للسينما الإسلامية، الذي تأسس عام 2005 بمبادرة وزارة الثقافة التابعة لتتارستان وبلدية قازان ومجلس شورى المفتين لروسيا وبدعم رئاسة الجمهورية، وهو مهرجان يثبت عاما بعد عام، جدارته وأهميته، مع تحوله لمنبر فنى سينمائي عالمي في إطار شعاره «إلى ثقافة الحوار عبر حوار الحضارات».
بدأ أحمد خالد أعماله عن التتار بمقال ثم بكتاب ثم بفيلم تسجيلي، ولا أظن أنه سينتهي قبل أن يجعلنا جميعا نقع «في حب التتار».
اقرأ أيضاًفي حب التتار 4 - الروسية التي أصبحت سلطانة مصر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الخطاب الديني أحمد خالد موقع الأسبوع التعايش السلمي حوار الحضارات تتارستان ثقافة الحوار التواصل الثقافي في حب التتار النموذج الأوروبي السلطان قايتباي مسلمو روسيا أحمد خالد
إقرأ أيضاً:
خالد الغندور يكشف جاهزية ثنائي الأهلي لمواجهة فاركو
أكد الإعلامي خالد الغندور أن الثنائي أحمد رضا وياسين مرعي، لاعبا النادي الأهلي، شاركا بشكل كامل في المران الجماعي للفريق صباح اليوم، وذلك في إطار الاستعدادات للمواجهة المرتقبة أمام فاركو، المقرر إقامتها مساء الجمعة ضمن منافسات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري الممتاز.
وأوضح الغندور، خلال حديثه في برنامج “ستاد المحور”، أن هذه المشاركة جاءت بعد فترة من الغياب بسبب معاناتهما من إصابات عضلية مختلفة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول إمكانية لحاقهما بالمباراة.
تعافي من الإصابات وخضوع للفحوصات
وأشار الغندور إلى أن الثنائي كان يخضع خلال الأيام الماضية لبرنامج علاجي وتأهيلي مكثف تحت إشراف الجهاز الطبي للأهلي، بهدف التعافي التام قبل العودة إلى التدريبات الجماعية.
وأضاف أن الجهاز الطبي أجرى مجموعة من الفحوصات الطبية الدقيقة، إضافة إلى اختبارات بدنية داخل أرض الملعب، وذلك للتأكد من جاهزيتهما البدنية والفنية قبل منحهما الضوء الأخضر للانضمام إلى المران.
قرار المشاركة بيد الجهاز الفني
وشدد خالد الغندور على أن مسألة مشاركة أحمد رضا وياسين مرعي في مواجهة فاركو من عدمها لا تزال قرارًا فنيًا بحتًا، ويتوقف على رؤية المدير الفني الإسباني خوسيه ريبيرو واحتياجاته التكتيكية للمباراة.
وأوضح أن الجهاز الفني قد يفضل الدفع بهما تدريجيًا خلال المباراة أو الاحتفاظ بهما على دكة البدلاء، خاصة وأن الفريق يواجه ضغط مباريات في الفترة المقبلة، ما يتطلب الحفاظ على سلامة جميع العناصر.
مباراة فاركو وأهمية الجاهزية
واختتم الغندور تصريحاته بالتأكيد على أن الأهلي يدخل لقاء فاركو بأهداف واضحة تتمثل في حصد النقاط الثلاث، وتصحيح المسار بعد التعادل في الجولة الأولى، مشيرًا إلى أن جاهزية جميع اللاعبين، وعلى رأسهم الثنائي العائد من الإصابة، تمثل عنصر قوة إضافي للفريق في هذه المرحلة المبكرة من الموسم.