كليفلاند أبوظبي يطلق أول علاج متقدم للسكتة الدماغية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بابتكار معيار جديد لعلاج تمدُّد الأوعية الدموية الدماغية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال استخدام جهاز أرتيس (Artisse) لتنظيم تدفُّق الدم داخل الكيس الوعائي.
ويرسِّخ هذا الإنجاز مكانة المستشفى المعتمَد من دائرة الصحة – أبوظبي مركزاً للتميُّز في السكتة الدماغية، ومواصلته تقديم أفضل مستويات الرعاية العالمية للمرضى بالاستفادة من التقنيات المتطورة.
ويحدث مرض تمدُّد الأوعية الدموية الدماغية، أو السكتة الدماغية، بسبب ضعف جدران الأوعية داخل الدماغ، ما يتسبَّب بظهور انتفاخ أو توسُّع يعرِّض المريض لمخاطر جمّة، إن تُرِكَ بلا علاج، تشمل النزف تحت العنكبوتية، وهو أحد أنواع السكتة الدماغية الناجمة عن نزيف دماغي. وعلاج التمدُّد كان يستدعي إجراء جراحة مفتوحة، إلا أنَّ التطوُّرات في تقنيات التدخُّل الجراحي بأدنى مستوى أحدثت تحوُّلاً نوعياً في علاج هذه الحالة والتحكُّم فيها، ما وفَّر خيارات أكثر أماناً وكفاءة للمرضى.
ويبدأ الإجراء بأدنى حدود التدخُّل الجراحي، حيث تدخل قسطرة من أحد أوعية المريض الدموية في الفخذ أو الذراع، للوصول إلى منطقة تمدُّد الأوعية في الدماغ. وباستخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد وتصوير الأوعية الدموية، يتمكَّن الأطباء من معرفة مكان التمدُّد بدقة لتقييمه.
وعند الوصول إلى مكان التمدُّد، ينشر جهاز الشبكة ضمن منطقة تمدُّد الأوعية الدموية، لملئها مع منع الدم من الدخول، ما يقلِّل خطر التمزُّق وحدوث النزيف تحت العنكبوتية وأيّ مضاعفات أخرى. ويُعَدُّ هذا العلاج المبتكر مفيداً لتمدُّد الأوعية الدموية عريض الرقبة الذي يصعب علاجه بالطرق التقليدية. ويبقى الجهاز في مكانه دائماً، ما يقلِّل الحاجة إلى جراحات أخرى مع تقديم الحماية على المدى الطويل من التمزُّق.
ويستغرق هذا الإجراء ما بين ساعتين وثماني ساعات، حسب درجة تعقيد التمدُّد. وبعد العلاج، يخضع المرضى للتصوير لمتابعة الحالة، ويستمر ذلك عملياً لمدة ثلاثة أو ستة أشهر، لضمان كفاءة الجهاز في علاج التمدُّد. وفي الحالة الأولى التي عالجها مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي باستخدام هذا الطريقة، أظهر تصوير المريض بعد ثلاثة أشهر من العلاج نجاح التعامل مع تمدُّد الأوعية الدموية، ما يؤكِّد الآفاق الواعدة لهذا العلاج المبتكَر.
وتشكِّل هذه التقنية المبتكرة نقلة نوعية في علاج تمدُّد الأوعية الدموية الدماغية، فخلافاً للعلاجات التقليدية التي تعتمد على فتائل أو خيوط متعددة لإغلاق تمدُّد الأوعية الدموية، يستخدم الجهاز بنية شبكية واحدة معقَّدة التصميم لإغلاق تمدُّد الأوعية الدموية بأسلوب فعّال، ما يحمي من النزيف ويخفِّض كثيراً خطر التمزُّق.
وقالت الدكتورة فايزة اليافعي، المدير التنفيذي لقطاع جودة الرعاية الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي: «تواصل مراكز التميُّز في أبوظبي تأكيد إسهاماتها المهمة في الارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية في الإمارة من خلال تقديم خدمات رعاية متخصِّصة تستفيد من البنى التحتية المتقدِّمة في الإمارة، والبيئة التنظيمية المحفِّزة إلى الابتكار والبحث لتطوير واستقطاب كفاءات متميزة، وتقنيات وعلاجات متقدِّمة تسهم في الحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع. نهنِّئ مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي على هذا الإنجاز، متطلِّعين إلى المُضي يداً بيد بالرعاية الصحية في أبوظبي لتكون بين الأفضل والأكثر ذكاءً عالمياً».
وقال الدكتور خليل وصفي زهرا، استشاري جراحة الأعصاب في معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: «يمثِّل تقديم جهاز أرتيس في منطقتنا إنجازاً لافتاً، إذ يحسِّن من قدرتنا على علاج حالة تمدُّد الأوعية الدموية الدماغية المعقَّدة، ويؤكِّد التزامنا المتواصل بتبنّي أحدث التقنيات الطبية ووضعها في متناول المرضى. وتضمن هذه التقنية، بدعم من منهجيتنا متعددة التخصصات في رعاية المرضى، استمرارنا في تقديم الخيارات العلاجية العالمية لمختلف الحالات العصبية مهما بلغت درجة تعقيدها. ولا شكَّ أنَّ استخدام هذه التقنية لتنفيذ أول إجراء من نوعه يبشِّر بمرحلة جديدة في علاج تمدُّد الأوعية الدموية الدماغية، ويمنح المرضى خياراً علاجياً أكثر أماناً وفاعلية وبأدنى حدود التدخُّل الجراحي».
ويعزِّز تبنّي هذه التقنية في كليفلاند كلينك أبوظبي خياراته العلاجية، ويمهِّد إلى تبنّي ابتكارات طبية أخرى في رعاية الأمراض العصبية مستقبلاً.
وأضاف الدكتور زهرا: «تجسِّد هذه التقنية نقطة انطلاق نحو ابتكارات ثورية أخرى في مجال عملنا. ونثق بأنَّ تجربتنا في استخدام تقنية أرتيس الجديدة ستلهم مبادرات الأبحاث مستقبلاً، ما يمنحنا مزيداً من الوسائل العلاجية المتطورة للحالات الدماغية الوعائية المعقَّدة. وحين نجمع بيانات علاج المرضى باستخدام هذه التقنية على المدى الطويل، نتوقَّع أن يُسهم ذلك في الحصول على معلومات حيوية يستفيد منها جراحو الأعصاب في العالم، ما يرسِّخ مكانة كليفلاند كلينك أبوظبي الرائدة في رعاية أمراض الأعصاب والبحوث المتعلقة بها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
ويمثِّل النجاح في استخدام هذه التقنية دلالة على كفاءة المنهجية الشاملة والمتعددة التخصُّصات للرعاية في معهد الأعصاب في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي. ومن خلال الجمع بين العديد من الخبراء من تخصُّصات مختلفة، ما يشمل جراحة الأعصاب، والأشعة العصبية التداخلية، وعلم الأعصاب، يضمن هذا النهج القائم على التعاون حصول كلِّ مريض على خطته العلاجية الشخصية التي تستفيد من الإمكانات الكاملة للتقنيات المتطورة مثل تقنية أرتيس.
واختير مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي ليكون مركزاً لإطلاق هذا الجهاز المبتكَر؛ لأنه مركز للتميُّز في السكتة الدماغية، ويتصدَّر المستشفى مشهد رعاية الأمراض العصبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويواصل تبنّي الحلول المبتكَرة لتحسين المخرجات العلاجية للمرضى وجودة حياتهم. وتأتي إضافة جهاز تعديل تدفُّق الدم داخل الكيس الوعائي للخيارات العلاجية في المستشفى لتبرهن على ريادته في هذا المضمار.
المصدر: الاتحاد - أبوظبيالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كليفلاند أبوظبي السكتة الدماغية مستشفى کلیفلاند کلینک أبوظبی الشرق الأوسط وشمال إفریقیا د الأوعیة الدمویة الدماغیة السکتة الدماغیة هذه التقنیة الأعصاب فی فی علاج
إقرأ أيضاً:
أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في المنتدى الدولي للسلام والثقة المنعقد في العاصمة التركمانستانية عشق آباد، على أن الوضع في قطاع غزة لا يزال في مرحلة دقيقة تتطلّب تدخلاً دولياً مكثفاً.
وأوضح أن وقف إطلاق النار القائم، رغم أهميته، يبقى هشًّا بفعل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، ما يفرض — بحسب قوله — ضرورة وجود دعم دولي حقيقي يضمن صموده ويمنع انهياره.
وأشار أردوغان إلى أن أي مسار جاد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يُبنى بمعزل عن الفلسطينيين، مؤكداً وجوب إشراكهم بشكل كامل في كل مراحل العملية السياسية، وأن الهدف النهائي يجب أن يظل ثابتًا: إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود معترف بها دوليًا.
وفي سياق حديثه عن الأزمات العالمية، أكد الرئيس التركي استعداد بلاده لتقديم دعم ملموس لكل المبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن مسار مفاوضات إسطنبول ما يزال يشكل أرضية فعّالة يمكن البناء عليها لاستعادة التفاهم وفتح الطريق أمام تسوية مستدامة.
وشدد أردوغان على أن تركيا — انطلاقًا من إرثها التاريخي وموقعها الجغرافي ودورها الحضاري — تتحمل مسؤولية خاصة في دعم الاستقرار الدولي. وقال إن أنقرة تعمل «بكل ما تملك من إمكانات» لتعزيز مناخ الحوار، والحد من النزاعات، وتوسيع الجهود الدبلوماسية التي تعيد الثقة بين الأطراف المتنازعة.
ويأتي خطاب أردوغان في ظل تسارع التطورات الإقليمية والدولية، ليؤكد مجددًا رغبة تركيا في لعب دور محوري في صناعة السلام، سواء في الشرق الأوسط أو في ساحات الصراع العالمية، من خلال حضورها الدبلوماسي النشط وشراكاتها المتعددة.