ننشر صور انقلاب القطار 1935 الروسي المكيف قرب الضبعة واستدعاء الأوناش
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
انقلب عدد من عربات قطار مطروح رقم 1935 "روسي مكيف"، اليوم السبت، بعد خروجه عن مساره عند الكيلو 203 بين محطتي فوكة وجلال، بالقرب من زاوية العوامة بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح.
وأوضحت مصادر بهيئة السكك الحديدية لصدى البلد أنه جرى الدفع بفرق هندسة السكة الحديد وأوناش لرفع العربات المتضررة وإعادتها إلى مسارها، مع تكثيف الجهود للوقوف على أسباب الحادث.
وأكدت المصادر أنه يجري التعامل مع الموقف ميدانيًا لإعادة الحركة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن، فيما لم ترد تقارير رسمية حتى الآن بشأن حجم الإصابات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطار مطروح الضبعة
إقرأ أيضاً:
من آنا كارينينا إلى الجريمة والعقاب.. الأدب الروسي يفتح آفاق الإنسان والهوية
لعل أهم ما استثمر فيه العقل الإنساني هو الكتابة والإبداع في نسج التجارب الإنسانية الواقعية منها أو الخيالية بطريقة تنقل القارئ إلى عوالم المعرفة والتعمق الفكري والوجداني والروحي، فالأدب مرآة عاكسة للشعوب والحضارات، وجسر ثقافي يربط بين الأجيال من مختلف أنحاء العالم.
وقد برز الأدب الروسي كواحد من أكثر التجارب العميقة والإبداعية التي فسحت المجال للإنسان أن يتساءل ويطرح قضايا وجوده ويتحدث بحرية عن صراعاته الداخلية والخارجية.
ولهذا لا يمكننا الفصل بين مدارس الأدب العالمية، فرواده تعلموا من سابقيهم وكانوا متأثرين بكتاباتهم، لكنهم أبدعوا بطريقتهم الخاصة التي جعلتهم يتميزون في عطائهم الأدبي.
جسر يفتح آفاق الروحما بين رواية "الجريمة والعقاب" و"الحرب والسلام" فُتح للإنسانية جسر روسي شاسع ونوافذ على العالم تمكن الإنسان من التفكير واكتشاف الهوية وأبعاد الروح الإنسانية ومناقشة قضايا الوجود التي لم يكن ليجرأ القارئ أن يفكر فيها بهذا العمق من قبل.
وخلف شخصيات "الإخوة كارامازوف" و"الأنفس الميتة" و"الفقراء" و"قلب ضعيف" و"الأبله" و"آنا كارينينا" و"الآباء والأبناء" و"الشياطين" وُلدت قوة أدبية وفكرية إبداعية لا نظير لها جعلت الأدب الروسي يحتل دورا محوريا في تشكيل ملامح الحضارة الإنسانية وإثراء المشهد الأدبي العالمي، فكيف يمكن أن تكون قارئا للأدب العالمي وأنت لم تقرأ أو تمر على الأدب الروسي؟
يبدو أن الغرب أنفسهم يعتبرون الأدب الروسي عظيما وخاصا، فبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 جاء على لسان الكاتبة فرانسين بروز والكاتب بنجامين موزور أن أهم ما يميز هذا الأدب وما يجعله متفردا وجاذبا للقراء هو أنه يجمع بين القوة والصدق والقدرة على الإقناع والوضوح والدقة في تصوير الجوانب الإنسانية والعواطف في المجتمع الروسي عبر التاريخ، من التعمق في وصف الحياة والموت وتصوير الحب والحرب والسلام والإخلاص والخيانة والوحدة والتضحيات وغيرها من المشاعر الإنسانية المتضاربة.
إعلانويرى البروفيسور سهيل فرح الكاتب والمفكر اللبناني الروسي عضو أكاديمية العلوم الروسية أن "الأدب الروسي له خصوصيته التي يتميز بها، لكن الأمر الذي لا خلاف عليه أن الآداب العالمية تتكلم بلغات متنوعة ومتمايزة عن بعضها البعض، وكل أدب يعكس روح الشعب ومخيلته ومعاناته وصراع الجمال والقبح، النور والظلمة والخير والشر، الانتصار والهزيمة داخل النفس البشرية لدى هذه المجموعة الحضارية والثقافية".
وأشار البروفيسور فرح في حديثه للجزيرة نت إلى مدى إعجاب اثنين من كبار أدباء ومفكري القرن الـ20 -وهما الإنجليزي جورج برنارد شو والأديب الأميركي وليام فوكن- بالأدب الروسي.
قال الأول "إنه عندما نلقي نظرة على الأدب الإنجليزي فهو أدب رفيع وكبير وعظيم، وإذا قارناه بالأدب الروسي كالإنجليزي الذي يعيش في كوخ أمام روسي يكتب الأدب وهو يعيش في أفخم القصور".
أما الثاني فحين سُئل عن أفضل 3 روايات في العالم أجاب "آنا كارينينا، آنا كارينينا، آنا كارينينا"، وهذا يدل على مدى إعجابه بأعمال ليف تولستوي العظيمة.
يُعد الأدب الروسي من أغنى وأعظم مدونات الحضارة الإنسانية، إذ شكّل عبر تاريخه الطويل مرآة عاكسة للروح والتاريخ والثقافة الروسيتين من خلال أعمال أدباء عظماء مثل دوستويفسكي وليو تولستوي وأنطون تشيخوف وألكسندر بوشكين ونيكولاي غوغول وإيفان تورغينيف، وغيرهم الكثير من عمالقة الأدب الروسي والعالمي.
فيودور دوستويفسكي (1821-1881) الملقب بعالم النفس البشرية، روائي ومفكر وفيلسوف روسي، اشتهرت أعماله بالعمق والتحليل والقدرة على التوغل في خبايا النفس البشرية، صنفته منظمة اليونسكو أكثر الكتّاب قراءة حول العالم، الروائي الذي عاد إلى الحياة في الدقيقة الأخيرة بعد قرار العفو عن إعدامه، ليكتب فيما بعد سلسلة من الأعمال الخالدة "الفقراء"، و"الأبله"، و"الجريمة والعقاب"، و"الإخوة كارامازوف"، و"قلب ضعيف"، و"الليالي البيضاء"، و"الشياطين"، و"مذلون مهانون". ليف تولستوي (1828-1910) أحد أعظم الروائيين في العالم، اشتهرت أعماله بالواقعية، وأبرزها روايتا "الحرب والسلام"، و"آنا كارينينا" اللتان حاكتا الواقع الروسي في تلك الحقبة بعمق فلسفي وإنساني استثنائي، ألّف كتبا عديدة، منها: "البعث"، و"موت إيفان إيليتش"، و"الأب سيرغي"، و"طريق الحياة". نيكولاي غوغول الذي قيل عنه إن "جميعنا خرجنا من معطف غوغول"، غيّر مسار الأدب الروسي بإدخاله "الإنسان الصغير"- الموظف البسيط، الفرد المسحوق إلى الأدب كموضوع جدير بالاهتمام، بل كبطل تراجيدي بحق ذاته. تصادم السياسة بالأدبقبل أكثر من عقدين نشرت صحيفة لوموند الفرنسية في مارس/آذار 2005 مقالا عنونته بـ"الأدب الروسي مرآة العالم"، وطرحت خلاله أهمية وقوة تأثير الأدب الروسي على الأدب العالمي، وكيف أن الكتّاب الروس طبعوا بصمتهم وباتت أسماؤهم أسطورية في عالم الأدب وعلم النفس البشرية، فما الذي تغير اليوم في سياسات الأحكام الأدبية؟ هل غيرت الحروب أثر الأدب أم الرسالة في حد ذاتها؟
إعلانيقول البروفيسور سهيل فرح في حديثه للجزيرة نت "في الواقع، إن الأديب هو إنسان مثله مثل غيره، يعيش الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي ومناخ الحرب والسلم في بلده ومحيطه الإقليمي والعالمي، وبالتالي هناك علاقة جدلية بين الأديب ومحيطه، فحين كتب تولستوي رواية "الحرب والسلم" كتبها انطلاقا من واقع روسيا في تلك الفترة بداية القرن الـ19 عندما هاجمت جيوش نابوليون روسيا وأنزلت الخراب والدمار في الكثير من المناطق الروسية".
ويضيف "براعة الأديب تكمن في إدخال جوانب من الوعي السياسي والفلسفي والسيكولوجي والسوسيولوجي في أدبه، وبالتالي حتى عندما يعكس الحالة السياسية لا يعكسها كما هي، لأن المكر والصراع والحث على الحرب موجود في عالم السياسة، أما دور الأديب هنا يجب أن يكون متساميا ورفيعا بحيث لا يطبّل للسلطة، هناك حتما علاقة جدلية بين السياسة والأدب والحرب".
يتفق أغلب الذين درسوا اللغات على أن كل لغة يتعلمها الفرد تفتح له نوافذ على عوالم جديدة تأخذه إلى شعوب وأماكن لم يعهدها من قبل.
ولعل المترجم والكاتب بلغات مختلفة كان جسر تواصل بين كل قارئ وشعب بعيد عنه، فكيف لنا أن نعرف شوارع سان بطرسبورغ وموسكو لو لم نزرها بين سطور ترجمات الدكتور سامي الدروبي وغيره من المترجمين الذين أبدعوا في ترجمة المؤلفات الروسية؟
تقول مترجمة حكايات سالتيكوف شيدرين باحثة الدكتوراه أماني التفتازاني في حديثها للجزيرة نت "إن من ميزات الأدب الروسي أنه كُتب للإنسان بشكل عام، بغض النظر عن اختلاف المجتمع واللغة وحتى اختلاف العصر، فالقارئ العربي يتذوق الأدب الروسي، وفيه شوق دائم لمعرفة كل ما هو جديد، وأنا أقول دائما إن القارئ للأدب الروسي يشعر وكأن الكاتب يجلس معه في نفس الغرفة ويعيش معه في نفس العصر ويعبّر عما يدور بداخله دون أن يتحدث عنه".
وأشارت التفتازاني إلى أهمية القصص وأدب الطفل في تنوير المجتمعات وتأديب الجيل الجديد، حيث اعتبرت أن هذا النوع من الأدب بالغ الأهمية للكبار قبل الصغار، فمثلا مؤلفات سالتيكوف شيدرين تنتمي إلى الأدب الساخر، حيث تناول العديد من الموضوعات الاجتماعية والظواهر السلوكية السلبية في المجتمع الروسي في زمانه بأسلوب فلسفي، وتعرّض بسبب أفكاره المتحررة إلى ملاحقات سلطات روسيا القيصرية، كما حُكم عليه بالنفي، وهو الأمر الذي انعكس على أعماله الأدبية.
وقد كان شيدرين على اتصال مباشر بأحوال البسطاء من خلال عمله في مناصب إدارية عدة، وأحب بلاده بعمق بكل ما فيها من فقر وتعاسة، وتنبأ أنه ربما تحدث معجزة تزيل أحزانها في المستقبل، حيث كانت قصصه لونا من ألوان التعبير الرمزي عن قضايا الواقع الذي يلجأ إليه الكاتب محاولا التخفي وراء الرمز لمواجهة الظلم والتعسف وتقديم النصح والإرشاد والتوجيه بطريقة غير مباشرة.