4 قتلى بقصف الدعم السريع مخيم نازحين بالفاشر
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
أعلنت لجنة إغاثية سودانية -اليوم الاثنين- مقتل 4 مدنيين بقصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مخيم نازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد.
وأفادت غرفة الطوارئ بمخيم أبو شوك للنازحين (لجنة إغاثية شعبية) -في بيان- بأن قوات الدعم السريع قامت بقصف مدفعي على المخيم، مما أدى إلى سقوط 4 قتلى وإصابة 3 آخرين.
ومن جانبها، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر -في بيان- عن استمرار القصف المدفعي منذ صباح اليوم على مدينة الفاشر.
وأشارت إلى تجدد الاشتباكات في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، وارتفاع أصوات الرصاص بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ودوي الانفجارات بوضوح.
وتفرض قوات الدعم السريع حصارا على الفاشر (غرب السودان) منذ أكثر من عام، في مسعى للسيطرة عليها في ظل الحرب مع الجيش السوداني التي اندلعت في أبريل/ نيسان 2023.
وباتت هذه المدينة -التي تشهد أعمال عنف وحشية- آخر جبهة إستراتيجية بالنزاع، في وقت تحاول قوات الدعم السريع السيطرة عليها باعتبارها آخر مدينة في منطقة درافور ما زالت في قبضة الجيش.
وتحاول قوات الدعم السريع -التي خسرت معظم أجزاء وسط السودان بما في ذلك الخرطوم في وقت سابق هذا العام- تعزيز سلطتها في الغرب وتأسيس حكومة منافسة.
ومن شأن السيطرة على الفاشر أن تتيح للدعم السريع السيطرة على جميع عواصم ولايات دارفور الخمس، مما يعزز فعليا موقعها لإقامة إدارة موازية غرب السودان.
وقد دأبت اللجان الشعبية والسلطات المحلية في الفاشر على اتهام قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن القصف المدفعي والهجمات المتكررة على المدينة التي تفرض عليها حصارا منذ 10 مايو/ أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك بهذه المنطقة باعتبارها مركز عمليات إنسانية لولايات دارفور الخمس.
إعلانومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في وقت قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
بورتسودان تنتفض.. خبير: الاحتجاجات تفضح التدخلات الإقليمية والدولية
ظلّ السودان، بموقعه الاستراتيجي وثرواته الطبيعية، على مرّ التاريخ نقطة تقاطع لمصالح القوى الإقليمية والدولية، مما جعله مسرحاً للتدخل الأجنبي بمختلف أشكاله.
لم يقتصر هذا التدخل على الحقب الاستعمارية الغابرة، بل امتدّ ليأخذ أشكالاً حديثة أكثر تعقيداً تارةً وأكثر فجاجة تارةً أخرى؛ فمن التنافس الاقتصادي على الموارد إلى الصراعات الجيوسياسية بالوكالة، ومن خطابات "حماية المدنيين" إلى دعم أطراف النزاع، تكشف الساحة السودانية عن لوحة معقدة من التأثيرات الخارجية التي تركت بصماتها العميقة على مسار الدولة ومستقبلها.
ميدانيا وخلال الساعات الماضية شنّت «قوات الدعم السريع» غارات بطائرات مسيَّرة استهدفت مواقع عسكرية وبنى تحتية في الأُبيّض، أكبر مدن إقليم كردفان الاستراتيجي في غرب السودان، فيما تواصلت المعارك بوتيرة أعنف بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في مناطق متفرقة من الإقليم.
في السياق يقول الكاتب الصحفي السوداني عطاف المختار، أن الوضع في السودان أصبح أكثر تعقيدا نتجية التدخلات الدولية والإقليمية، ففي مشهد يعبر عن إرادة الشعب السوداني ورفضه الواضح للتدخلات الخارجية، خرجت حشود غفيرة في مدينة بورتسودان، الميناء الرئيسي والبوابة الاقتصادية للبلاد، في مسيرة شعبية حاشدة تندد بتدخل دول عديدة وعلى رأسها فرنسا وكولومبيا وأوكرانيا في الشؤون الداخلية للسودان.
جاءت هذه التظاهرات لتكشف الوجه الشعبي للرفض، حيث حمل المتظاهرون لافتات وشعارات تحمل اعلام هذه الدول متهمين إياها بإطالة أمد الحرب وإذكاء نيرانها من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي والمالي للقوات المتمردة، وقد أكد المحتجون أن هذه التدخلات لم تعد مجرد تأثيرات سياسية عابرة، بل حولت الصراع الداخلي من حرب أهلية إلى حرب بالوكالة تُدار من عواصم تلك الدول، حيث أصبح السودان ساحة لتصفية حسابات إقليمية ودولية وتنافس على النفوذ، على حساب دماء السودانيين ومستقبل بلدهم.
التدخل الفرنسيفي السياق ذاته، أشار المختار في تصريحات لـ “صدى البلد”؛ إلى سلسلة الاتهامات الرسمية الخطيرة التي وجهتخا الحكومة السودانية إلى دول إقليمية؛ تتعلق بدعمها لقوات الدعم السريع، وقد تطورت هذه الاتهامات إلى إجراءات دبلوماسية وقانونية ملموسة؛ حيث تقوم تلك الدول بتقديم دعم عسكري ولوجستي لقوات الدعم السريع، وذلك من خلال إمدادها بالطائرات المسيرة والأسلحة عبر دول مجاورة مثل تشاد وليبيا.
وفي حادثة بالغة الدلالة، أعلن الجيش السوداني في أغسطس 2025 إسقاط طائرة كانت في طريقها إلى قوات الدعم السريع في دارفور، وكان على متنها عدد من المرتزقة الكولومبيين والخبراء الأوكران والأسلحة؛ وبناءً على هذه الادعاءات، قدمت الحكومة السودانية شكوى رسمية إلى محكمة العدل الدولية في أبريل 2025.
كما أشارت تقارير وتحليلات إلى وجود دور فرنسي في النزاع الدائر في السودان، والذي يُوصف هذا الدور بأنه جزء من استراتيجية فرنسا الأوسع للحفاظ على نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي وإعادة تشكيل تحالفاتها بعد تراجع وجودها في دول مثل مالي والنيجر.
توظيف مرتزقة أجانبتكشف الوقائع الميدانية عن بعد جديد وخطير في حرب السودان، يتمثل في توظيف مرتزقة أجانب على نطاق واسع، مما يؤكد تحول الصراع إلى سوق مفتوحة للحروب بالوكالة.
وقد برزت بشكل لافت مشاركة مقاتلين كولومبيين وخبراء أوكران في صفوف قوات الدعم السريع. ففي 30 سبتمبر، شن الجيش السوداني غارات جوية أسفرت عن مقتل 22 عنصراً من المرتزقة الأجانب، بينهم كولومبيون وأوكران، وفقاً للرقيب أول آسيا الخليفة من الفرقة السادسة للجيش السوداني.
وأشارت التقارير إلى أن هؤلاء المرتزقة كانوا متخصصين في إدارة الطائرات المسيرة وتشغيل المنظومات التقنية، كما تم نشر قناصة منهم داخل المباني العالية في مدينة الفاشر الاستراتيجية.
لم تكن هذه الحوادث معزولة، فقد كشفت تقارير إعلامية وتصريحات رسمية متعددة عن هذا التواجد، ونقلا عن صحيفة "السوداني"، كشفت التقارير عن تفاصيل مشاركة خبراء أوكران في الحرب، كما أن مجلس الصحوة الثوري السوداني، برئاسة موسى هلال، تقدم بمناشدة عاجلة إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ملف تجنيد المرتزقة الأجانب، مشيراً بشكل محدد إلى "تواجد مرتزقة من كولومبيا وأوكرانيا على جبهة الفاشر".
وقد دعمت هذه الادعاءات اكتشافات ميدانية، حيث عثر الجيش السوداني بعد سيطرته على مواقع للدعم السريع في محور "ود الحداد" بالخرطوم أواخر العام الماضي، على مخازن أسلحة تحوي مسيرات وأسلحة أجنبية يُعتقد أنها من أصل أوكراني.
وهذه الأدلة المجتمعة ترسم صورة واضحة لتدفق مقاتلين ذوي خبرة عسكرية متخصصة، مما يزيد من تعقيد المشهد ويدفع بالصراع إلى آفاق أكثر خطورة وتدميراً.