صدى البلد:
2025-10-08@02:09:02 GMT

ماريان جرجس تكتب: سوريا أمام الأمم المتحدة

تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT

غابت الدولة السورية عن الجمعية العامة للأمم المتحدة طيلة 58 عامًا ، ولكن لأول مرة  منذ 1967 سيلقى أحمد الشرع كلمة في الدورة الثمانين للجمعية العامة في هذا الشهر الجاري ، حسب ما قال مسؤول في وزارة الخارجية ، وعلى الرغم من أن العلاقات السورية الأمريكية تشهد ازدهارًا كبيرًا حيث أزاحت الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا ، وتم تجميد قانون قيصر ، وُرفعت هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب ، ولكن تمر سوريا بأزمة سياسية أمنية عسكرية كبيرة  لا يدرك خطورتها العالم العربي .

فالمجتمع السوري به العديد من المكونات ؛ الكردية والدرزية والعلويين والشيعة ، فهو مجتمع متعدد القوميات والثقافات والمذاهب ، ولكن كحال كل ما حدث في الدول العربية بعد سقوط النظام وتولي أحد الفصائل المسلحة من الإسلام السياسي زمام الأمور في البلاد ، يبدأ الحديث عن الأقليات ويبدأ التدخل الخارجي بحجة حماية الأقليات ، فالغرب يتحجج بحماية الأقلية المسيحية وإسرائيل تتحجج بحماية الدروز ، والسؤال هنا ؛ كيف كانت كل تلك المكونات من مختلف المذاهب والقوميات مندمجة في العقود السابقة وأصبحت اليوم معضلة كبيرة أمام الدولة السورية ؟ خاصة وأن الأحلام الانفصالية تداعب كل مكون منهم سواء في جنوب سوريا أو شرق الفرات .

وكمحاولة لمداعبة الولايات المتحدة الأمريكية أو التجمل أمام المجتمع الدولي ؛ صرح الشرع وهو زعيم جبهة النصرة سابقًا ، أنه لن يكون امتدادًا للإسلام السياسي  ولكن على ما يبدو أنه تصريحًا على مبدأ " أنى لا أكذب ولكنى أتجمل " ، الأزمة الحقيقة في المشهد السوري ليست في الهُوية السياسية لرئيس البلاد الانتقالي ، ولكن في العقد المجتمعي والآلية التي تعيد تلك المكونات لتندرج تحت الدولة السورية ، فالدروز يريدون الانفصال وقوات سوريا الديمقراطية " قسد " لها شروط كثيرة لتندمج في الجيش السوري منها إلغاء كلمة العربية من " الجمهورية العربية السورية "  ، الانضمام إلى الجيش ككتل وليس كأفراد ، مما يزيد من تعقيد المشهد .

وهنا لابد أن الدول العربية وجامعة الدول العربية تلتفت إلى المشهد السوري وتقدم للشرع الاستشارات السياسية والأطروحات العربية في كيفية دمج هؤلاء سياسيا وثقافيا واجتماعيا ، فلو حدثت أي محاولة للانفصال في سوريا سيكون لذلك تأثير سيئ  على كل بلدان الوطن العربي ، كما سيُعتبر ذلك انتصارًا خفيا لفصائل الإسلام السياسي التي لا تعترف بمفهوم الدولة بل بمفهوم الخلافة حيث تنصهر الحدود وتختفي الثقافات والهُويات الوطنية ويصبح الجميع يشبهون بعضهم البعض ، فسوريا هي الدولة  الأخيرة التي طالها الربيع العربي في وقت متأخر وأرى أنها رمانة الميزان فإذا خسروا سوريا واستعادت الدولة هيبتها ، خسر الإسلام السياسي الربيع العربي خسارة لا رجعة فيها وإذا استطاع النيل من وحدة سوريا ، ستكون هي الدولة التي أعطت لتلك التنظيمات قبلة الحياة ليعودوا إلى الوطن العربي بأجندة جديدة ، لذا على جامعة الدول العربية أن تضع خارطة طريق لسوريا ولقيادة أحمد الشرع والدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية ومنع التوغل الاسرائيلى وإلزام الشرع بجدول زمني وضمانات سورية عربية .. حتى لا تقع سوريا.

طباعة شارك سوريا الأمم المتحدة دمشق مجلس الأمن

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا الأمم المتحدة دمشق مجلس الأمن الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

الشرع يعتمد أعياداً وطنية جديدة في سوريا ويلغي أخرى

أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع مرسوما حول العطل الرسمية في البلاد، وقد أضاف عيد التحرير وعيد الثورة السورية وألغى عطلا رسمية سابقة بمناسبة حرب تشرين التحريرية وعيد الشهداء وعيد المعلم.

وجاء في المرسوم الجمهوري أن "الثامن عشر من آذار/ مارس، والثامن من كانون الأول/ ديسمبر، ذكرى انطلاق الثورة ويوم التحرير عيدان وطنيان بعطلة رسمية".

وشمل المرسوم، اعتماد 18 من آذار/ مارس، والـ 8 من كانون الأول/ ديسمبر، ذكرى انطلاق الثورة السورية ويوم اسقاط نظام الأسد، عيدان وطنيان بعطلة رسمية، إضافة إلى إلغاء عطلة ذكرى حرب 6 أكتوبر 1973، التي كانت تُعدّ عطلة وطنية رسمية، وعطلة عيد الشهداء في 6 مايو، التي كانت تُحيي ذكرى إعدام مجموعة من الشهداء السوريين على يد الحكم العثماني عام 1916 في دمشق.

وكان الرئيس السوري قال خلال زيارته إلى المكتبة الوطنية بدمشق لمتابعة سير عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب إنه خلال بضعة أشهر قليلة تمكنت سوريا من إنجاز عمل جبار والدخول في عملية انتخابية جديدة.

وأكد أن السوريين يفخرون بالانتقال من مرحلة الحرب والفوضى خلال بضعة أشهر إلى الانتخابات والتشاركية، لافتا إلى أن هناك الكثير من القوانين المعلقة بحاجة إلى تصويت للمضي قدما في عملية البناء.

وشدد الشرع على أن على جميع السوريين أن يساهموا ببناء بلدهم من جديد، وقال "نحن بحاجة إلى إنجازات جديدة خلال الأيام القادمة من أجل إعادة بناء سوريا".

مقالات مشابهة

  • سوريا.. الشرع وباراك يبحثان تنفيذ اتفاق 10 آذار وتعزيز الاستقرار
  • "الشرع" يبحث مع وفد أمريكي دعم العملية السياسية في سوريا
  • بيان خليجي أوروبي عن إسرائيل وقطر وغزة وخارطة الطريق في سوريا
  • المملكة تلقي بيانًا نيابة عن “مجموعة منظمة التعاون الإسلامي” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • مجلس الدولة يعتمد خارطة طريق الأمم المتحدة وسط ملاحظات انتخابية
  • الشرع يسقط ذكرى حرب تشرين من الذاكرة السورية.. ما الهدف؟
  • قرار رسمي .. أحمد الشرع يلغى إجازة 6 أكتوبر في سوريا | فيديو جراف
  • الشرع يعلن بدء مرحلة جديدة.. سوريا من الفوضى إلى صناديق الاقتراع
  • الشرع: خطوة تتوافق مع المرحلة الانتقاليةتشكيل أول برلمان في سوريا بعد عهد الأسد
  • الشرع يعتمد أعياداً وطنية جديدة في سوريا ويلغي أخرى