سر اجتماع الفيلا.. كيف نفذت إسرائيل ضربة"حكومة الحوثي"؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT
لم يكن استهداف قاعة الاجتماعات في صنعاء الأسبوع الماضي مجرد غارة عسكرية، بل عملية استخباراتية متكاملة كشفت عن تطور كبير في قدرة إسرائيل على اختراق جماعة الحوثي، التي كانت حتى وقت قريب تمثل "الثغرة المظلمة" في بنك أهدافها، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
في إحدى ليالي الأسبوع الماضي، التقط ضابطان من شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إشارات غير اعتيادية: وزراء في حكومة الحوثيين يخططون لاجتماع عاجل في صنعاء في اليوم التالي.
من لحظة التقاط المعلومة وحتى صدور الأمر بالتحرك، لم يمر سوى ساعات قليلة. عند الفجر، كانت المقاتلات الإسرائيلية في الجو، تحمل صواريخها نحو العاصمة اليمنية. وفي المساء، تحولت "الفيلا" إلى أنقاض، وداخلها رئيس الوزراء الحوثي أحمد غالب الرحوي، ووزير الخارجية هشام شرف، وعشرة من كبار المسؤولين.
"جرّب… وستكتشف"
الضربة عكست تحولا جوهريًا في العقيدة الأمنية الإسرائيلية. فبدلًا من الاكتفاء بضرب موانئ أو محطات كهرباء ردا على هجمات الحوثيين، جرى استهداف القيادة السياسية مباشرة. داخل الجيش والموساد يُطلق على هذا النهج اسم FAFO، أي "جرّب… وستكتشف".
كما أوضح أوديد إيلام، الضابط السابق في الموساد: "إسرائيل تخلت عن معادلات الرد التقليدية. الرسالة اليوم واضحة: أي خطر محتمل سيُقابل بعقاب قاسٍ وسريع"، وهو ما يعكس تصميم تل أبيب على تحويل أي محاولة تهديد إلى فرصة لضرب البنية القيادية للخصم.
سر الفيلا والاجتماع القاتل
الاختراق الاستخباراتي لاجتماع الفيلا مثّل علامة فارقة. فالحوثيون لطالما اعتمدوا على أساليب إفلات من الرصد: إغلاق الهواتف، اللقاء وجهًا لوجه، التنقل ليلًا وتغيير المواقع باستمرار. لكن إنشاء إسرائيل وحدة استخباراتية متخصصة بالحوثيين في يوليو الماضي – بعد فراغ ناتج عن انتهاء حربها القصيرة مع إيران – مكّنها من تكثيف التركيز. هذه الوحدة تضم 200 ضابط وجندي، وظيفتها الوحيدة: تتبع الحوثيين وفك شيفراتهم.
وبحسب مصدر أمني إسرائيلي، فإن المعلومات عن اجتماع الفيلا جاءت نتاج دمج بين قدرات اعتراض اتصالات تقليدية ووسائل مراقبة إلكترونية متقدمة، إلى جانب "مصادر ميدانية" داخل اليمن.
ضربة "نفسية"
رغم أن بعض المحللين وصفوا الضربة بأنها رمزية لأنها استهدفت الحكومة وليس "الدولة العميقة" للحوثيين، إلا أن آثارها النفسية كانت واضحة. وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قال إن "بقايا القيادة الحوثية تهرب من صنعاء"، متوعدًا بمواصلة ملاحقتها.
أما الحوثيون، فتعهدوا بالانتقام. منذ الغارة أطلقوا ثلاث مسيّرات وعددًا من الصواريخ الباليستية نحو إسرائيل، دون أن تحقق أي إصابة. كما استهدفوا سفينة قرب باب المندب. رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، قال: "من عمق جراحنا سنصنع النصر"، مؤكدًا أن الضربة لن توقف حملتهم.
وتراهن إسرائيل على أن الضربة سيكون لها أثر ردعي، ليس فقط على الحوثيين بل على خصوم آخرين في المنطقة.
ويرى خبراء أن إسرائيل لا تستطيع إدارة حملة طويلة ضد الحوثيين بمفردها، وأنها ستحتاج في النهاية إلى عودة أميركية مباشرة إلى الساحة. كما قال إيلام: "من شبه المستحيل أن تدير إسرائيل حرب استنزاف طويلة ضد الحوثيين من دون أن يعود الأميركيون للانخراط".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات عبد الملك الحوثي هجمات الحوثيين اليمن إسرائيل إسرائيل واليمن الحوثي غارة إسرائيلية عبد الملك الحوثي هجمات الحوثيين اليمن إسرائيل أخبار إسرائيل
إقرأ أيضاً:
“حكومة غزة”: إسرائيل تتجاهل دعوات وقف القصف وتقتل 94 فلسطينيا
غزة – أعلنت “حكومة غزة”، امس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي، تجاهل لليوم الثاني دعوات وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرد الإيجابي من حركة الفصائل، وواصل الإبادة الجماعية، حيث قتل 94 فلسطينيا في 48 ساعة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان: “يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، غير آبهٍ بدعوات وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأمريكي، ولا بالرد الإيجابي، الذي قُدّم على المقترح”.
وأضاف البيان: “فمنذ فجر السبت وحتى نهاية امس الأحد، نفّذ الاحتلال أكثر من 131 غارة جوية ومدفعية استهدفت مناطق مكتظة بالسكان المدنيين والنازحين في مختلف محافظات القطاع، وارتكب مجازر واضحة”.
وأكمل أن تلك الغارات أسفرت عن “استشهاد 94 شهيداً من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ومن بينهم 61 شهيداً في مدينة غزة وحدها”.
وأشار البيان، إلى أن “هذه الجريمة المتواصلة تندرج في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني، وتؤكد أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الدعوات الدولية للتهدئة، ويصرّ على مواصلة القتل الممنهج للمدنيين وتدمير مقومات الحياة في قطاع غزة”.
وفي وقت سابق الأحد، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إنه لا يمكن إجراء تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة الفصائل، بينما يستمر القتال وسقوط القنابل بقطاع غزة، مجددا مطالبة تل أبيب بوقف القصف.
جاء ذلك فيما تواصل تل أبيب حرب الإبادة الجماعية في غزة، عبر هجمات تخلف قتلى وجرحى يوميا، متجاهلة دعوة ترامب، مساء الجمعة، لوقف القصف على القطاع فورا.
وتستضيف مصر، الاثنين، وفدين من إسرائيل وحركة الفصائل، لبحث تفاصيل تبادل الأسرى وفقا لخطة ترامب، بشأن وقف الحرب في قطاع غزة.
وسيتم خلال المباحثات غير المباشرة بحث توفير الظروف الميدانية وتفاصيل عملية تبادل كافة المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين طبقا لمقترح ترامب، أملا في وضع حد للحرب ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، بحسب ما قالت الخارجية المصرية في بيان، يوم السبت.
الأناضول