مولد الهادي.. بين نور الرسالة وظلمة الواقع
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
في مثل هذا اليوم وُلِد خير خلق الله، محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم، ليكون رحمة للعالمين ومعلما للبشرية أجمعين، وحاملاً لرسالة التوحيد والعدل. وُلد الهادي في زمنٍ عمّت فيه الجاهلية، وسادت فيه العصبية، وظُلم فيه الضعيف، فجاءت رسالته نورًا يبدد ظلام القلوب والعقول، ويُقيم ميزان الحق لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: أين نحن كمسلمين من رسالة صاحب الميلاد؟!.
إن الاحتفال بمولد سيد الخلق لا يكون بالأناشيد والموائد فحسب، بل بالعودة إلى جوهر رسالته: العدل، الرحمة، الكرامة الإنسانية، والعلم ، فالمولد النبوي دعوةٌ متجددة لإحياء معاني الأخوّة بين المسلمين، وتجديد عهدنا مع القرآن الكريم، والارتقاء من حال التبعية إلى حال الريادة ولقد علّمنا رسول الله أن بناء الأمة يبدأ ببناء الإنسان، وأن إصلاح المجتمع لا يتحقق إلا بالعلم والعمل، لا بالشعارات والجدال العقيم ، وفي ذكرى مولده العظيم، يحق لنا أن نسأل أنفسنا بصدق: هل نحن أوفياء لرسالته؟ هل جسّدنا في واقعنا معنى الرحمة التي جاء بها؟ وهل نسعى لتصحيح صورة الإسلام التي شوّهها التطرف من جهة، والجهل والتبعية من جهة أخرى؟..إن أعظم تكريم للنبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده، هو أن نعيد للإسلام وجهه الحضاري المشرق، وأن نجعل من هذه المناسبة محطة لمراجعة واقعنا، والانطلاق من جديد نحو بناء أمة تليق برسولها.
نحن نحتفل بالمولد النبوي في الوقت الذي تُستباح فيه القدس، وتُشرّد فيه شعوب عربية بأكملها، ويُساق الشباب إلى الموت في حروب عبثية. نُشعل الشموع ونرفع الرايات، بينما يعيش ملايين المسلمين تحت خط الفقر، ويُدفَنون أحياء تحت أنقاض الحروب والمؤامرات ، أي مولد نحتفل به وأمة محمد باتت غريبة عن رسالته؟!..أي مولد نحتفل به ونحن نعيد إنتاج جاهلية جديدة أكثر عارًا من جاهلية قريش؟! ، لقد ولِد النبي ليقيم أمة تقود العالم بالرحمة، أما نحن فقد اخترنا أن نكون أمة يطأها الجميع بالأقدام ، غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصَرة، بل جرح مفتوح ينزف منذ عقود، شاهدة على قسوة الاحتلال وصمت العالم وتخاذل الأمة ، أطفالها يولدون بين الركام، شبابها يعيشون بين حصار وقصف، ونساؤها يحملن راية الصبر في وجه الموت اليومي ، لكن العار الأكبر ليس في صمت العالم الغربي، بل في خذلان الأمة الإسلامية والعربية، التي تتفرج وكأن غزة ليست جزءًا من جسدها ، غزة اليوم مرآة تكشف عجزنا، وتفضح صمتنا، وتكتب بدماء أطفالها شهادة وفاة لضمير الأمة ، رحم الله خير البرية ، من تعطر الكون بأنفاسه الذكية وصلي علي من تنورت الدنيا بأنواره البهيه عليه أفضل الصلاة والسلام عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ن رسالة صاحب
إقرأ أيضاً:
أدعية رددها رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام
إن أفضل الدعاء، هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي نذكر بعض الأدعية الجامعة عن نبينا الكريم رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: (اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ وأعوذُ بكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألكَ عبدُكَ ونبيُّكَ وأعوذُ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدُكَ ونبيُّكَ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ وأعوذُ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا).
(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ، القَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا).[٢] (اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك).
(اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، قَوْلُكَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وأَسْرَرْتُ وأَعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ لي غَيْرُكَ).
(اللهم اجعلْ في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وأعظِمْ لي نورًا اللهم اجعلْ لي نورًا في قلبي، واجعلْ لي نورًا في سمعي، واجعلْ لي نورًا في بصري، واجعلْ لي نورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، واجعلْ لي نورًا من بين يديَّ، ونورًا من خلفي، وزِدْني نورًا، وزِدْني نورًا، وزِدْني نورًا)