قالت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن عمارة الأرض لا يمكن أن تتحقق إلا في وطن آمن ومستقر، مشيرة إلى أن هذا المفهوم الجليل هو ما فهمته المرأة المصرية وطبّقته عمليًا في حياتها ومواقفها الوطنية على مرّ العصور.

يوم اتولد فيه معنى الحياة.. يسرا تحتفل بعيد انتصارات أكتوبرمجد عالمي جديد في 6 أكتوبر.

. جامعة حلوان تهنئ العناني بفوزه باليونسكو

وأوضحت أمينة الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريح، أن الإمام الماوردي لخّص صلاح الدنيا وعمارة الأوطان في ستة أمور: دين متَّبع، وسلطان قاهر، وعدل شامل، وأمن عام، وإنتاج دائم، وأمل متسع.

وأكدت أن جميع هذه المعاني لا تتحقق إلا في وطنٍ آمنٍ مستقر، فالدين لا يقام إلا في أمن، والعدل لا يسود إلا في استقرار، والإنتاج لا يدوم إلا في طمأنينة، والأمل لا يتسع إلا في ظل وطنٍ يسوده السلام.

وأضافت أن المرأة المصرية أدركت هذا المعنى بوعي فطري وإيمان راسخ، فكما كان الرجال يقاتلون في الجبهة الخارجية دفاعًا عن الأرض، كانت النساء تقاتلن في الجبهة الداخلية بكل ما أوتين من صبرٍ وعطاءٍ وإخلاصٍ، موضحة أن كل أم في بيتها، وكل زوجة في مكانها، كانت جنديةً بحق، تحمل أمانة الوطن في قلبها، وتدافع عنه بما تستطيع.

وأشارت إلى أن النساء شاركن كذلك في دعم الجيش بشكل مباشر؛ فتبرعن بالمال والذهب والدم، وأسسن الجمعيات التي بعثت برسائل الطمأنينة والتشجيع إلى الجنود في الميدان، بينما رفضت نساء المدن القريبة من القصف مثل السويس وبورسعيد مغادرة بيوتهن، وأصررن على البقاء لتقديم الدعم والإمداد والمساندة للمقاتلين.

وأكدت الدكتورة زينب السعيد أن هذا الدور يعكس ما أمر الله به من الدفاع عن الوطن بوصفه واجبًا شرعيًا على كل مسلم ومسلمة، مستشهدة بحديث النبي ﷺ الذي رواه سيدنا عمر رضي الله عنه أن النبي قال: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فإنهم خير أجناد الأرض، لأنهم في رباطٍ إلى يوم القيامة".

وأضافت أن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه سأل النبي ﷺ عن سبب هذا الفضل، فقال: "لأنهم وأزواجهم في رباطٍ إلى يوم القيامة"، مشيرة إلى أن هذا الحديث يُبيّن أن نساء مصر أيضًا في رباط، أي في جاهزية دائمة لحماية الوطن ودعمه، كلٌّ بحسب دوره وموقعه، فالمرأة التي تساند زوجها أو ابنها وتتحمل أعباء الحياة في غيابهم تجاهد في سبيل الله بأجرٍ يعادل أجر المجاهد في الميدان.

وقالت: "إن الدفاع عن الوطن ليس فقط بالسلاح، بل بالكلمة، والعمل، والتربية، وبالصبر والإخلاص في أداء الواجب، وهذه هي عمارة الأرض التي أمرنا الله بها، والتي كانت ولا تزال المرأة المصرية خير مثالٍ عليها".

طباعة شارك المرأة المرأة المصرية حرب أكتوبر نصر أكتوبر انتصارات أكتوبر الفتوى

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المرأة المرأة المصرية حرب أكتوبر نصر أكتوبر انتصارات أكتوبر الفتوى المرأة المصریة إلا فی

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان.. احتفال الدولة والإنسان

 

 

 

 

د. سليمان بن خليفة المعمري **

 

 

تعيش سلطنة عُمان الحبيبة هذه الأيام أجواءً احتفالية جميلة احتفاءً بحلول الذكرى الحادية والثمانين بعد المائتين على تأسيس الدولة البوسعيدية؛ إذ بايع العُمانيون في العشرين من نوفمبر من عام 1744 الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي والي صحار آنذاك إمامًا على عُمان ليقوم بتوحيد البلاد وطرد الفرس وحمايتها من الأخطار الخارجية، كما خلّص البصرة من الحصار الذي فرضه الفرس عليها في خطوة تعكس انتماء العُماني إلى محيطه العربي والإقليمي وتماهيه مع قضاياه.

ومنذ ذلك التاريخ أظهرت الدولة البوسعيدية حرصها على وحدة النسيج العُماني وتماسك أركان الدولة بصورة تعبر عن عراقة هذه الأسرة العُمانية وأصالتها، كما أظهر العُمانيون وحدتهم وولاءهم خلف القيادات الفذة المتعاقبة لهذه الأسرة الماجدة، ما جعل من العُمانيين مثالا يحتذى في إرساء أسس ودعائم الدولة الحديثة وحسن التناغم بين القيادة والشعب بشكل يعكس تسامح العُماني ورقيه وسموه الإنساني، وليكتبوا تاريخا عاطر السيرة والمسيرة وكأن أمير الشعراء أحمد شوقي عناهم بقوله:

وأثار الرجال إذا تناهت // إلى التاريخ خير الحاكمينا

وأخذك من فم الدنيا ثناءً // وتركك في مسامعها طنينا

حُق لكل عُماني أن يفخر ويفاخر ويقتدي ويحتفي بتك النماذج الفريدة التي أسست دولة وأشادت وطنا شهد له القاصي والداني وفرض حضوره السياسي والاقتصادي والإنساني، لذا لا غرابة أن يكون الحفاظ على هوية هذا الوطن والتمسك بقيمه وعاداته وموروثه الحضاري أحد أهم القضايا التي تحظى بالاهتمام السامي الكريم، إذ كانت من الأولويات التي أكد عليها المقام السامي التي أشار إليها جلالته أيده الله في خطاب ذكرى توليه مقاليد الحكم في 11 من يناير حينما قال: "ونُهِيبُ بأبنائِنَا وبناتِنَا التمسُّكَ بالمبادئِ والقيمِ، التي كانت وستظلُ ركائزَ تاريخِنَا المجيدِ، فَلْنَعْتزّ بِهَوِيَتِنَا وجَوْهَرِ شخصيتِنَا، ولِنَنْفَتِحْ على العالَمِ، في توازنٍ ووضوحٍ، ونَتَفَاعَلْ معه بإيجابيةٍ، لا تُفْقِدُنا أصالتَنَا ولا تُنسينا هويتَنَا"، فرغم سياسة الانفتاح وروح التجديد والتطوير التي اختطها جلالة سلطان البلاد المفدى- أيده الله- كعناوين رئيسة لنهضة عُمان المتجددة، إلا إنه لطالما شدد- أيده الله- على أهمية الحفاظ على الموروث العُماني الأصيل وهوية هذا الوطن والاعتزاز بها.

ورغم مرور أكثر من 281 عامًا على تأسيس هذه الدولة الشامخة، فإنها بقيت- ولله الحمد- راسخة البنيان ثابتة الأركان عصية على التراجع والانكسار، صامدة كالسيف فردا في وجه متغيرات وأحداث الدهر محروسة بحفظ الله وعنايته، وظلت بفضل الله وكرمه واحة محفوفة بوارف من ظلال الأمن والهناء والعيش الرغيد، لتكتمل السيرة العطرة والمسيرة الزاكية بانطلاق ركب النهضة المتجددة التي يقودها مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه ماضية بعزيمة لا تلين وهمة لا تفتر لتحقيق ما يصبوا إليه العُمانيون من عز ورخاء.

لذا يعد العشرون من نوفمبر يومًا وطنيًا خالدًا في سلطنة عُمان شاهدا على عظمة الحضارة وسمو وعراقة الإنسان العُماني، ويحق لنا كعُمانيين أن نحتفي بهذا اليوم الخالد فماضي هذا البلد التليد وحاضره المشرق يشكلان مصدر فخر واعتزاز، واليوم ونحن نستذكر بكل اجلال وتقدير هذه السيرة والمسيرة الرائدة فإن من أوجب الواجبات أن يحافظ كل عُماني على مكتسبات ومنجزات هذا الوطن، والتي سطرت بعرق وجهد وتضحيات المخلصين من أبناء هذا الوطن، كما إنّ على أبناء هذا الوطن العزيز أن يعاهدوا الله والوطن وسلطانه المفدى على بذل كل جهد وتفان وتضحية في سبيل رفعة وتقدم ونماء وازدهار هذا البلد العزيز، ولله درا الشاعر حين قال:

هذي عُمان قد استقام لواؤُها // فوقَ المجرّةِ واستهلّ لمقدِمِه

قل للسنينِ القادماتِ تهاطلي // مطرًا.. فقد جادَ الزمانُ بهيثمِه

 هذا، وكل عام وهذا الوطن العزيز وسلطانه المفدى وشعبه الأبي في خير وعز وأمان.

** أخصائي إرشاد وظيفي

مقالات مشابهة

  • المتحدث العسكري : الأرض المصرية ليست سلعة والكرامة ليست اختيارا .. فيديو
  • مصطفى بكري: تصريحات المتحدث العسكري أعادت روح أكتوبر وأكدت أن كرامة الوطن خط أحمر
  • دعاء يمحو ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر.. ردده الآن
  • عُمان والعرس الوطني
  • سلطنة عُمان.. احتفال الدولة والإنسان
  • السيسي: “يد الله كانت معانا ومازالت.. بالحسابات البلد دي ما تقومش أبدًا
  • الرئيس السيسي: أنا جيت في وقت كل حاجة كانت على الأرض
  • الرئيس السيسي: يد الله كانت معانا ومازالت.. بالحسابات البلد دي ما تقومش أبدًا| فيديو
  • الرئيس السيسي: أنا جيت في وقت كانت فيه كل حاجة على الأرض
  • الرئيس السيسي: يد الله كانت معنا وما زالت.. وبالحسابات البلد دي ماتقومش أبدا