تراجع بيع المفرقعات.. حينما يصير الاحتفال في مساره الصحيح
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
في السنوات الماضية، كانت المفرقعات التي يسمع دويها في الأحياء علامة تشير إلى قدوم المولد النبوي الشريف، حيث تغزو الأرصفة والأماكن العمومية طاولات تعرض مختلف أشكال وألوان المفرقعات، ويتسابق الأفراد لاقتنائها، حتى كادت تتحول إلى طقس لا يمكن الاستغناء عنه. غير أن تغيراً ملحوظاً حدث في السنوات الأخيرة التي عرفت تراجعاً كبيراً في هذه الظاهرة.
لطالما كانت ساحة “مادور” وسط مدينة بومرداس سوقاً مفتوحة لطاولات يزيد طولها عن المترين، تعرض مختلف أنواع المفرقعات التي يتفنن الشباب في تسميتها مثل “البوق”، “الشيطانة”، و”الفراشة”.
ولم يكتف بعضهم بما هو متوفر، بل لجؤوا إلى مزج مادة الألمنيوم بسائل “روح الملح” داخل قوارير مغلقة وتركها تنفجر. لكن تلك المشاهد باتت من الماضي، إذ أصبحت الساحة شبه خالية من المفرقعات، باستثناء بعض الباعة الذين يعرضون الحلويات والشموع.
أحد المواطنين الذين استُطلعت آراؤهم، أوضح بأنه لن يقتني المفرقعات هذه السنة بسبب ارتفاع أسعارها، مفضلاً توجيه تلك المصاريف إلى ما هو أنفع، خاصة مع اقتراب الدخول المدرسي.
وذلك ما أكده المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، فادي تميم، الذي أوضح أن تجارة المفرقعات شهدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة تراجعاً كبيراً، بفضل الحملات التوعوية التي تقودها وزارة الصحة ومصالح الحماية المدنية وجمعيات المجتمع المدني، وهو ما انعكس إيجاباً على أجواء الاحتفال.
بدورها، تسهر الأجهزة الأمنية على ضمان سلامة الاحتفالات عبر مخططات أمنية لحماية الأشخاص والممتلكات. إذ أعلنت شرطة العاصمة عن حجز أكثر من 100 ألف وحدة من الألعاب النارية والمفرقعات.
المفرقعات.. عادة دخيلة على المجتمعيربط المختص في علم الاجتماع الأسري، حليم مصطفى، أصل استعمال المفرقعات بفِرَق “الرحابة” و”الفانتازيا” التي كانت تستعمل البارود للتعبير عن الفرح، قبل أن تدخل المفرقعات إلى المجتمع الجزائري، وذلك لسهولة استعمالها وثمنها البخس.
من جهته، يرى الناقد الاجتماعي الدكتور محمد علي الدواجي، أن المفرقعات هي وسيلة احتفال دخيلة، لا تمُتُّ بصلة للروح الدينية للمولد. إذ ارتبطت تاريخياً بالصينيين القدامى الذين كانوا يستعملونها لطرد الأرواح الشريرة. أما في الجزائر، فقد استهوت الأطفال والمراهقين لما توفره من إشباع نفسي وضجيج لافت، لكنها في الحقيقة بعيدة عن المعاني الروحية التي يفترض أن تميز المناسبة.
المفرقعات.. تشويه لمعنى الاحتفاليؤكد الدكتور الدواجي، أن ربط المولد النبوي بالمفرقعات يمثل تشويهاً لمعنى الاحتفال الحقيقي، في ظل ما تخَلِّفه من إصابات تتراوح من الحروق البسيطة إلى بتر الأصابع وفقدان السمع أو البصر. ومع مرور الوقت، ترسخت هذه العادة السلبية حتى غطت على الجوانب الروحية المتمثلة في نشر سيرة الرسول ﷺ.
أما المختص الاجتماعي بن سالم إسماعيل، فيعدُّ المفرقعات شكلاً من أشكال “التسليع الثقافي” الخاضع لمنطق العرض والطلب، مشيراً إلى أن تراجع استعمالها مؤخراً يعكس وعياً متزايداً لدى الجزائريين.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يلقي كلمة بمناسبة الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة.. بث مباشر
في خدمة مميزة نقدم بثا مباشرا لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكرى الـ52 لانتصارات أكتوبر المجيدة.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن القوات المسلحة، على مر السنوات، قدمت كل ما لديها من أجل الحفاظ على الدولة المصرية، مشيرا إلى أن حرب أكتوبر كانت بداية انطلاقة كبيرة للجيش في استعادة الأرض وتحقيق السلام.
شدد رئيس الجمهورية على أن دور القوات المسلحة لم يتوقف عند أكتوبر، بل استمر بعد ذلك بفاعلية، موضحا أنه خلال الفترة ما بين 2011 و2013 كانت القوات المسلحة على قدر المسؤولية وحافظت على الدولة المصرية من السقوط في ظروف بالغة الصعوبة، بعزيمة وصبر وتضحية وفهم.
طالب الرئيس -خلال ترؤسه اليوم الأحد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة- بالوقوف احتراما وإجلالا للشهداء، موجها التحية والاحترام والتقدير للقوات المسلحة قيادة وضباطا وصفا وجنودا، ومهنئا الجميع بمناسبة الاحتفال بذكرى السادس من أكتوبر.
أشار الرئيس السيسي إلى أن القوات المسلحة خاضت على مدار نحو 10 سنوات حربا ضروسا ضد الإرهاب، واستطاعت أن تؤمن الدولة وتنهي واحدة من أكبر التحديات التي واجهت جيوش العالم، مؤكدا أن الجيش المصري بتضحيات أبنائه ودمائهم نجح في استعادة أمن وسلامة الدولة المصرية، بما في ذلك سيناء.
أكد أن القوات المسلحة خلال السنوات الأخيرة قامت بدور كبير جدا، مشيرا إلى أنه يذكر ذلك في اجتماع المجلس كفرصة للتسجيل والتذكرة. وأوضح أن القوات المسلحة ساهمت مساهمة ضخمة في التنمية داخل الدولة المصرية على مدار السنوات ال10 أو ال12 الماضية.