تقدير إسرائيلي: نتنياهو يغيّر مساره السياسي.. انتقل من أقصى اليمين إلى قلب الوسط
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
توقف الاسرائيليون عند التبعات الداخلية لموافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء حرب غزة، وما أسفرت عنها من هجوم شركائه اليمينيين، الأمر الذي قد يدفعه لترسيخ مكانته كزعيم جديد للوسط السياسي في دولة الاحتلال، وما يعنيه ذلك من تأثير على الخارطة الحزبية.
وذكر نيسيم كاتس، الخبير الإعلامي والسياسي، أنه "بعد إعلان خطة ترامب لإنهاء الحرب، يجد رئيس نتنياهو نفسه عند منعطف سياسي، فبينما يتبنى خطةً مثيرةً للجدل، يواجه هجومًا غير مسبوق من اليمين، والذي، وللمفارقة، قد يُرسّخه كزعيم جديد للوسط السياسي في إسرائيل، حيث يتضمن الاتفاق المُقدّم في البيت الأبيض مبادئ مثل إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاح قطاع غزة، إضافة لبنود تُشكّل ورقة حمراء لشركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "الخطة التي وافق نتنياهو على مبادئها، تهدف إلى انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وتأسيس بنية تحتية لتسوية سياسية مستقبلية، قد تشمل مشاركة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، وربما حتى لإقامة دولة فلسطينية مستقبلًا، وقد أثارت هذه النقاط موجة انتقادات حادة في أحزاب اليمين على يمين حزب الليكود الذي يقوده رئيس الحكومة".
وأشار إلى أن "وزراء بارزين في الائتلاف، بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، شنّوا هجومًا شرسًا على الخطة، معتبرينها اتفاقية استسلام، ورفع راية بيضاء، ووقفًا للحرب قبل تحقيق نصر كامل، وبلغت الانتقادات ذروتها مع تهديدات ضمنية بالاستقالة من الحكومة، وهي خطوة قد تؤدي إلى حلّ الائتلاف".
وأوضح أن "الخطوة السياسية المفاجئة تكمن هنا تحديدا، لأنه لسنوات، ساهم نتنياهو في تأسيس وترسيخ الكتلة اليمينية، عندما كان يُعتبر زعيمها بلا منازع، لكنه الآن، وبمجرد تأييده لاتفاقٍ يصفه حلفاؤه المقربون بأنه خيانةٌ للأيديولوجيا، يميزه عنهم بوضوح، لأن الهجمات اللاذعة من اليمين، التي تتهمه بالضعف، تخدمه جيدًا في أوساط الجماهير الأكثر اعتدالًا".
وأكد كاتس أن "الديناميكية التي نشأت تضع نتنياهو في موقفٍ براغماتي، كشخصٍ يتنقل بين الضغوط الدولية الشديدة، ممثلةً بترامب، والمطالب الأيديولوجية لليمين الإسرائيلي، فبينما يمثل سموتريتش وبن غفير اليمين القوي الذي لا يقبل المساومة، يقدم نتنياهو، بقبوله للمخطط، نفسه كشخصٍ بالغٍ مسؤول، يدرك حدود السلطة، وملتزمٍ بإعادة المخطوفين، حتى لو كلفه ذلك تنازلاتٍ مؤلمة".
واستدرك بالقول إن "دعم عناصر المعارضة الإسرائيلية لخطة ترامب، إضافة للأصوات في الليكود الداعية للمرونة، والتركيز على إعادة المخطوفين، ونزع السلاح من القطاع، يعزز الموقف الجديد لنتنياهو، الذي لم يعد يُنظر إليه كزعيم لليمين فحسب، بل كشخصية محورية في خريطة سياسية جديدة، تتوسطه أجنحة أكثر تطرفًا من اليمين الأيديولوجي من جهة، واليسار الراديكالي من جهة أخرى".
يمكن الاستخلاص من هذه القراءة الاسرائيلية أن المؤتمر الصحفي الأخير لنتنياهو في البيت الأبيض مع ترامب، وقبوله بالخطة التي عُرضت عليه، وما تلى ذلك من عاصفة سياسية في دولة الاحتلال، يُذكران كمرحلة بدأ فيها نتنياهو رحلة إعادة صياغة صورته، وكأنه في الواقع يخاطب الأغلبية الصامتة في وسط الخارطة الحزبية الاسرائيلية، التي تتوق إلى نهاية الحرب وعودة المخطوفين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو غزة الاحتلال خطة ترامب اليمين المتطرف غزة نتنياهو الاحتلال اليمين المتطرف خطة ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الیمین
إقرأ أيضاً:
تقرير إسرائيلي: نتنياهو بين المطرقة والسندان.. واشنطن تضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق
غزة – رغم عدم إطلاق سراح آخر جثة أسير بغزة، تضغط واشنطن للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة التسوية، لكن إسرائيل تخشى المضي قدما دون عودته، ما يضع رئيس وزرائها نتنياهو في مفترق طرق معقد.
ذكرت ذلك صحيفة “معاريف”، وقالت إنه “في الوقت الذي لا يزال فيه الأسير الإسرائيلي الأخير في غزة، ران غويلي، لدى حركة الفصائل – وعائلته تدعو إلى عدم المضي قدماً في الصفقة قبل أن يعود إلى الوطن – يتزايد الضغط الأمريكي في الأيام الأخيرة على تل أبيب للإعلان قريبا عن الانتقال إلى “المرحلة الثانية” من خطة التسوية في غزة. ووفقا للتقديرات، تسعى الإدارة الأمريكية لإحداث تقدم ملموس قبل اجتماع نتنياهو وترامب المتوقع نهاية الشهر”.
وجاء في بيان صادر عن عائلة غويلي ونشر مساء السبت: “المرحلة الأولى من صفقة الرهائن لم تكتمل بعد طالما لم يعد راني إلى المنزل… لا يمكن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة دون وجود راني هنا”.
إلا أن مسؤولين إسرائيليين يشيرون، وفق “معاريف”، إلى أن الديناميكيات الإقليمية والدولية تدفع في الاتجاه المعاكس تماما. تسعى الولايات المتحدة لضمان ألا يبقى وقف إطلاق النار في غزة وضعا مؤقتا وهشا، بل يجب ترسيخه الآن في إطار منظم وواضح. ووفقا لخطة العمل الأمريكية، تشمل المرحلة الثانية تأسيس “مجلس السلام” – وهي هيئة دولية لإدارة القطاع، ولجنة فلسطينية مدنية لإدارة الحياة اليومية – أي حكومة تكنوقراط، ونشر قوة استقرار دولية تعمل إلى جانب شرطة محلية غير حزبية.
وذكرت “معاريف” أن التركيز الرئيسي من وجهة نظر واشنطن هو خلق أساس مستقر لإعادة إعمار القطاع ومنع عودة حركة الفصائل إلى السلطة، مع تقديم خطة لا يُطلب فيها من إسرائيل البقاء عسكريا مستمرا داخل غزة. تدرك الإدارة الأمريكية أن هذه الخطوة حساسة سياسيا في إسرائيل، لكنها تعتقد أنه إذا لم يتم تسجيل تقدم كبير قريبا، فإن وقف إطلاق النار سيظل محدود النطاق ويتلاشى تحت ضغوط الواقع الميداني.
وأشار التقرير إلى أن الجدول الزمني الأمريكي ليس عشوائيا. من المخطط الإعلان عن الإطار السياسي الجديد لغزة بحلول نهاية الشهر، بالتزامن مع اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بهدف أن يؤدي الوصول إلى القمة بخطوة سياسية واضحة إلى تقليل احتمالية الاحتكاك والسماح للزعيمين بتقديم إنجاز دبلوماسي. من وجهة نظر الأمريكيين، يُطلب من إسرائيل إعطاء موافقة مبدئية على الأقل للانتقال إلى المرحلة الثانية، حتى لو كان التنفيذ على الأرض تدريجيا.
لكن في إسرائيل، كما ورد في “معاريف”، يجدون صعوبة في استيعاب هذه الوتيرة. يظل الجدل الداخلي في الائتلاف حول خطة التسوية في غزة محتدما: فالجناح اليميني المتشدد في الائتلاف يتحفظ على نقل الصلاحيات إلى مجلس السلام، ويُعارض أيضا إنشاء آلية فلسطينية لإدارة القطاع بعد الحرب.
وحسب “معاريف”، تقف إسرائيل عند مفترق طرق حيث تجذبها قوتان في اتجاهين متعاكسين: فمن ناحية، هناك ضغط دولي قوي لتثبيت الواقع في غزة والمضي قدما في خطوة إقليمية واسعة؛ ومن ناحية أخرى، هناك التزام عميق بإعادة الرهينة الأخير وإغلاق الدائرة الإنسانية قبل أي تقدم سياسي. بين هذين المحورين، سيُطلب من نتنياهو المناورة في الأسابيع المقبلة، بينما توازن الكفتان علاقاته مع ترامب واستقرار حكومته، حيث رأت الصحيفة أنه في هذا الوضع: “نتنياهو بين المطرقة والسندان”.
المصدر: “معاريف”