ميتا تفكر في دمج نماذج جوجل وأوبن إيه آي لدعم تقنياتها الذكية
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
في خطوة تعكس شدة المنافسة داخل سباق الذكاء الاصطناعي، كشف تقرير حديث لموقع The Information أن شركة ميتا لا تكتفي بالاعتماد على تقنياتها الداخلية، بل تدرس الاستعانة بنماذج من منافسيها الرئيسيين مثل جوجل وأوبن إيه آي لتطوير روبوت الدردشة Meta AI وتعزيز قدراته التفاعلية.
هذه الخطوة قد تمثل تحولا استراتيجيا في نهج الشركة، وتكشف عن استعدادها للتعاون مع المنافسين للحفاظ على موقعها في سوق يشهد سباقًا محمومًا.
بحسب التقرير، قادة مختبر Meta Superintelligence Lab درسوا إمكانية دمج نموذج Google Gemini داخل Meta AI، الهدف هو تمكين روبوت الدردشة من تقديم إجابات نصية أكثر دقة وتفاعلية لأسئلة المستخدمين داخل تطبيقات ميتا مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب، هذا التوجه يعكس إدراك ميتا للتطورات السريعة في نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة، ورغبتها في سد الفجوة التقنية مع جوجل التي حققت تقدمًا ملحوظًا عبر Gemini.
خطط ميتا تتجاوز جوجللم يقتصر الأمر على التعاون مع جوجل فقط. فبحسب التقرير، أجرت ميتا أيضًا مناقشات حول استخدام نماذج OpenAI التي تقف وراء ChatGPT، لدعم ميزاتها الذكية. هذه التحركات، إذا تمت، ستجعل ميتا أول شركة تكنولوجية كبرى تمزج بين نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة وتعيد توظيفها في بيئتها الخاصة، ما قد يفتح الباب أمام تحالفات غير متوقعة في المستقبل.
ورغم هذه الانفتاحات، تؤكد ميتا أن خطتها طويلة المدى تركز على تطوير نماذجها الخاصة، وعلى رأسها Llama AI. ووفقًا للتقرير، فإن الاستعانة بنماذج خارجية سيكون مجرد إجراء مؤقت يهدف إلى تحسين أداء منتجاتها لحين الوصول إلى مستوى منافس عالميًا. هذا النهج يتيح للشركة المحافظة على مكانتها التنافسية، مع الاستفادة من نقاط قوة المنافسين كمرحلة انتقالية.
في تعليق رسمي، أوضح متحدث باسم ميتا أن الشركة تتبع "نهجًا شاملًا لبناء أفضل منتجات الذكاء الاصطناعي"، يشمل التعاون مع أطراف خارجية إلى جانب الاستثمار في تطوير نماذجها الداخلية. الرسالة واضحة: ميتا تدرك أن المنافسة تتطلب مرونة، وأن السباق نحو الذكاء الاصطناعي الفائق لا يحتمل الاعتماد على مسار واحد فقط.
التقرير أشار أيضًا إلى أن موظفي ميتا لديهم بالفعل وصول إلى نماذج من شركة Anthropic*، تُستخدم لتشغيل مساعد برمجة داخلي. هذه الخطوة تكشف عن نهج الشركة العملي الذي يعتمد على تنويع مصادر المعرفة والتقنية، بدلًا من الاكتفاء بحلولها الخاصة.
في موازاة ذلك، تعمل ميتا على استقطاب أفضل الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقدم حزم تعويضات سخية لجذب خبراء من شركات منافسة مثل جوجل وأوبن إيه آي. الهدف النهائي هو تعزيز مختبرها الخاص بالذكاء الفائق Meta Superintelligence Lab، الذي تراهن عليه الشركة لقيادة المرحلة المقبلة من المنافسة.
ما تقوم به ميتا يعكس واقعًا جديدًا في سباق الذكاء الاصطناعي: لم يعد الصراع قائمًا فقط على من يبني النموذج الأفضل، بل أيضًا على من يستطيع الاستفادة من تقنيات الآخرين وتوظيفها بشكل أسرع وأكثر فاعلية. بينما تحاول جوجل وأوبن إيه آي ترسيخ هيمنتهما عبر نماذج قوية، تسعى ميتا لاقتناص ميزة عبر الجمع بين أفضل التقنيات مع الاستثمار طويل الأمد في تطوير نماذجها الخاصة.
هذه الخطوات، إذا أثمرت، قد تمنح ميتا دفعة قوية لتثبيت مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي الذي يزداد ازدحامًا. لكن يبقى السؤال مفتوحًا: هل سينجح نهج التعاون المؤقت في تعويض الفجوة مع المنافسين، أم أن الاعتماد على نماذج خارجية سيضعف صورة ميتا كشركة رائدة في بناء تقنياتها الخاصة؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ميتا الذكاء الاصطناعي جوجل الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أحمد عاطف آدم يكتب: احذر.. الذكاء الاصطناعي يكذب ويبتز
يُعرف الذكاء الاصطناعي بأنه: قدرة البرنامج أو الآلة على محاكاة قدرات البشر المعرفية، وإنجاز مهام حيوية مثل التعلم، الاستدلال، حل المشكلات المعقدة، الإدراك واتخاذ القرار - وربما كان هذا التعريف الواعد بالنسبة للإنسان، هو حجر الأساس الذي بنى عليه تطلعاته المستقبلية في تكنولوجيا البرمجيات وتطوراتها المتسارعة، حتى أصبحت بمثابة ذراعه اليمنى في تحقيق الاستفادة القصوى، بمجالات حيوية مختلفة، مثل إجراء جراحات طبية دقيقة بنسب نجاح تفوق التوقعات، وكذلك في صناعة الدواء بفاعلية واضحة على بعض الأمراض الفيروسية المستعصية، وغيرها، وصولًا إلى الصناعات العسكرية والزراعية... إلخ.
مع كل ما سبق من آمال عريضة تعلقت بيزوغ نجم هذا الكيان الذكي، أتت من بعيد تحذيرات لا يستهان بها، على لسان علماء متخصصين، كان أبرزها في مايو من عام ٢٠٢٣، عندما نشر موقع "بي بي سي" خبر استقالة العالم الشهير "جيفري هينتون" ٧٥ عامًا، من شركة "جوجل"، وهو المتخصص في علم النفس المعرفي وعلوم الكمبيوتر، كما يعتبرونه الأب الروحي للذكاء الاصطناعي،، والذي برر استقالته بأنها لندمه على عمله، وقال لبي بي سي: إن بعض مخاطر روبوتات الدردشة الذكية "مخيفة للغاية، وأضاف: في الوقت الحالي هم ليسوا أكثر ذكاءً منا بقدر ما أستطيع أن أقول - لكنني أعتقد أنهم سيصبحون قريبًا، وأكمل: نحن أنظمة بيولوجية، وتلك أنظمة رقمية - والفرق بيننا كبير - لأنه مع الأنظمة الرقمية لديك نسخ عديدة من ذات مجموعة الأوزان، ومن نموذج العالم ذاته، وجميع هذه النسخ تستطيع التعلم بشكل منفصل، لكنها تشارك معرفتها فوراً، وهذا يعني أنه إذا كان لديك ١٠ آلاف شخص، عندما يتعلم أحدهم شيئا ما، سيعرفه الجميع تلقائياً، وبذلك يمكن أن تعرف روبوتات الدردشة أكثر من شخص واحد بكثير".
والدليل الدامغ على الرؤية السابقة لدكتور "هينتون"، والتي فسرت أسباب استقالته من عمله، بسبب خطورة هذا التطور التكنولوجي المثير للجدل أحيانًا، قرأت أيضًا منذ بضعة أيام على موقع "مونت كارلو الدولي" تقرير بعنوان (الذكاء الاصطناعي يكذب على الإنسان ويتآمر عليه ويحاول فرض ما يريد)، حيث تناول التقرير الفرق بين الصورة النمطية له عند ابتكاره، حين كان يستدعي المعلومات التي تم إمداده بها فقط، دون تجويد، وبين الذكاء الاصطناعي التوليدي بصورته الحديثة الحالية، وهو بمقدوره توليد محتوى مبتكر يشابه المحتوى الأصلي الموجود بذاكرته، ويعتمد على استراتيجية التعلم العميق للنصوص أو الأكواد البرمجية والصور، ليتخطى مجرد فهم المحتوى، ويصل لحد التفكير المنطقي، والعمل على مراحل بدلًا من طرح إجابات فورية.
أكثر الأشياء اللافتة والصادمة لي أيضًا عزيزي القارىء، التي جاءت ضمن تقرير الموقع الفرنسي، هو أن هناك نموذجًا للذكاء الاصطناعي مصممًا للعمل بشركة "أنتروبك"، يدعى "كلود ٤"، كان مهددًا بالتوقيف عن العمل والاستبدال بإصدار جديد - فما كان منه إلا ابتزاز أحد المهندسين، مهددًا الأخير بالكشف عن علاقته التي يقيمها خارج إطار الزواج، بحسب تقرير داخلي بالشركة، كما ذكر تقرير "مونت كارلو" سلوك اصطناعي آخر للذكاء اللابشري الخارق، بمحاولة تطبيق "جي بي تي- 4" المستخدم ضمن نطاق شركة "أوبن إيه آي" تحميل نفسه على خوادم خارجية - وعندما تم اكتشاف أمره، أنكر ذلك،، ونموذج مذهل للتحايل - كان يلعب شطرنج وهو على وشك خسارة مباراته فقام باختراق جهاز كمبيوتر متخصص في لعبة الشطرنج لكي يكسب، أضف إلى كل ما سبق سلوك بشري مارسه "تشات جي بي تي" على البشر أنفسهم، عندما أمطر مستخدميه بشكل غير متوقع بجمل بديعة من المديح والتملق، كما جاء بنفس التقرير الصحفي.
في النهاية من المؤكد أنه لابد أن نحذر كل الحذر من هذا الغول التكنولوجي الصامت، ويجب علينا مراعاة الاستخدام الأمثل والاتصال الأرقى في السر والعلن، وأن البشر أصبح لهم شريكًا منافسًا وبقوة على تطفل بعضهم، وإفشاء الأسرار، وتدمير العلاقات الإنسانية - بل إن هذا العدو الغير مرئي يختلف في أنه لا عتاب عليه، ولا عقاب له، أو كما يرى الخبير "يوشوا بينجيو"، بأن الذكاء الاصطناعي يقلد البشر في انحيازهم المعرفي وقدرتهم على الخداع والكذب والتآمر والابتزاز.