من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
سخريةٌ فى ثوب مزاحٍ يلوكها الآخرون عنه تسليةً فى أوقات فراغهم، ولا يمنعه اندثارُها تحت أنقاض الملفات من الاستماع إليهم.
جرّب حيلة التجاهل والاعتزال، حتى سدَّ أذنيه بالقطن، لكنه ظل يسمع كلَّ لفظٍ بجسده، تحوّلت مسامه كلُّها إلى قواقع أذن صغيرة، حتى صار أدنى صوت يرعشه ويقشعره.
تنطلق الكلمة من أحدهم، فتمر عبر جلده، ثم لحمه، وتتشبث بعظامه.
تتمدد مرتاحة فى تجاويفه الداخلية كصغير كنغر.
فى العمل، هو موظف مثالى بمقاييس العدالة الواضحة التى لا تتدخل فى تغيير مسارها آلافُ العراقيل.
فى الشارع، يلتزم بقوانين المرور، فيعطّل الطريق على من يرغب فى كسر الإشارة. يمرّ أحدهم بجانبه، ثم يسبّه لبطئه، فتستقرّ السُّبَّة تمامًا فوق عظمة زنده.
فى البيت، تصرخ زوجته فى أولادها وفيه، فيحاول تهدئتها طمعًا فى القليل من الهدوء. تخترق همهماتها البذيئة فقراتِ رقبته، فتزاحم قلة حيلته والهمومُ التى تنمو هناك رأسيًّا.
يغتسل، ثم ينام دون عشاء.
زار أطباء كُثر، ولم يجد أحدًا منهم تفسيرًا منطقيًّا للثقوب الرفيعة التى تملأ جسده بالكامل.
بمرور الوقت، وبعد كثيرٍ من التجربة والملاحظة، أدرك وحده السبب، لكنه لم يُصارح أحدًا.
فى يومٍ تالٍ، تلقّى مزيدًا من الثقوب من رؤسائه وزملائه وطالبى الخدمات.
صار من الصعب عليه أن يمشى وهو يحمل كلَّ هذا الوزن.
خرج من عيادة الطبيب، وقد طلب منه إجراءَ أشعةٍ على عظامه، فقد لاحظ الطبيب ثِقَلَه على الميزان رغم نحوله الشديد.
أمام مركز الأشعة، رأى كلبًا ينفض البلل عن نفسه بقوة، فتمنّى أن يقلّده... أراحته الأمنية.
مرّ أسبوع، والثقل يزداد، والثقوب تتّسع. تحوّل من مصفاة شاى إلى شبكة صيدٍ مهترئة.
وفى أحد الأيام، التفَّ حوله الجميع، يتبادلون النكات والضحكات المجلجلة، خاصة بعد تلقيه توبيخًا شديدًا لبطئه فى إنجاز مهامه. وحين همَّ بالوقوف، لم يقوَ عليه.
تكَوَّمَ على الأرض، وصرخ بقوة رجّت أرجاء المكان، وأصابتهم بالرعب. وقبل أن يقترب أحدٌ لإسعافه، وجدوه يتلوّى وهو متكوّمٌ على نفسه، ثم بدأت أشواكٌ طويلةٌ تنمو خارجة من جسده، بينما يتواصل صراخه.
وحين أفاقوا من الصدمة، وجدوه قد هبَّ واقفًا، وقد تحوّل ظهره وذراعاه إلى ظهر قنفذ. تلفّتَ برأسه يرصد أشواكه، وبدأ يتحسّسها بأصابعه. ثم رفع بصره إليهم، وجثا على أربع، وبدأ ينفض نفسه كزلزالٍ ينتقم، فانطلقت نصف أشواكه فى كل اتجاه.
شعر بطَعمٍ جديد للهواء يدخل صدره الذى ظل يهبط ويرتفع بقوة دون توقف. دار ببصره فى المكان، فوجد نصف زملائه ممدّدين حوله، والنصف الآخر يحاولون الهرب.
فتكوّر حول نفسه، واندفع نحوهم بقوة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وخز قطوف إبداعات الشباب
إقرأ أيضاً:
قبائل حرض تُعلن النكف وفاءً لدماء الشهداء واستمرارًا للتعبئة
الثورة نت /..
أعلنت قبائل حرض في محافظة حجة، النكف القبلي وفاءً لدماء الشهداء واستمرار التعبئة والجهوزية في مواجهة العدو الأمريكي، الصهيوني وأذنابه.
وأكدت قبائل حرض في لقاء حاشد تقدّمه مدير المديرية حسين حيران وشخصيات تعبوية ومحلية واجتماعية، البراءة من الخونة والعملاء وكل من تسوُل له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره.
وأشارت إلى الجهوزية الكاملة لتقديم التضحيات لمواجهة أي تصعيد للعدو ومرتزقته وأدواته وبذل الغالي والنفيس دفاعًا عن الوطن وأمنه واستقراره وانتصارًا لقضايا الأمة.
وجددّت التأكيد على الاستعداد للوقوف صفًا واحدًا إلى جانب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في الحفاظ الدفاع عن الدين والأرض والعرض والأمن ووحدة الصف.
وثمنت قبائل حرض، الإنجاز الأمني الكبير المتمثل في القبض على شبكة تجسسية تابعة لغرفة عمليات مشتركة للمخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية.
وطالبت قبائل حرض، السلطة القضائية بسرعة البت في اتخاذ أقسى العقوبات بحق المتورطين في الخيانة والعمالة حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والعمل على شق الصف.
وأكد بيان صادر عن النكف القبلي، مضي أبناء حرض على درب الشهداء العظماء وفي مقدّمتهم الجهادي الكبير رئيس هيئة الأركان الفريق ركن محمد الغماري ومواصلة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
وجددّ تفويض القبائل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة للدفاع عن الوطن ونصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والحفاظ على القيم والمبادئ العظيمة التي ضحى من أجلها الشهداء،
وحذّر البيان العدو الأمريكي والصهيوني وأدواته ومرتزقته في المنطقة من أي تصعيد، وكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن والعمل على شق الصف وزعزعة الجبهة الداخلية خدمةً للعملاء من الصهاينة وأذنابهم.
كما أكد أن القبائل ستبقى على العهد سندًا وعونًا للقيادة، وعدم التراجع أو التخلّف عن مواجهة الأعداء، أو كل من يعمل لصالحهم داخليًا وخارجيًا وعدم الانحراف عن نهج الشهداء حتى يتحقق الوعد الإلهي بالنصر.