بوابة الوفد:
2025-10-08@02:01:34 GMT

وخز

تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"

سخريةٌ فى ثوب مزاحٍ يلوكها الآخرون عنه تسليةً فى أوقات فراغهم، ولا يمنعه اندثارُها تحت أنقاض الملفات من الاستماع إليهم.
جرّب حيلة التجاهل والاعتزال، حتى سدَّ أذنيه بالقطن، لكنه ظل يسمع كلَّ لفظٍ بجسده، تحوّلت مسامه كلُّها إلى قواقع أذن صغيرة، حتى صار أدنى صوت يرعشه ويقشعره.
تنطلق الكلمة من أحدهم، فتمر عبر جلده، ثم لحمه، وتتشبث بعظامه.
تتمدد مرتاحة فى تجاويفه الداخلية كصغير كنغر.
فى العمل، هو موظف مثالى بمقاييس العدالة الواضحة التى لا تتدخل فى تغيير مسارها آلافُ العراقيل.
فى الشارع، يلتزم بقوانين المرور، فيعطّل الطريق على من يرغب فى كسر الإشارة. يمرّ أحدهم بجانبه، ثم يسبّه لبطئه، فتستقرّ السُّبَّة تمامًا فوق عظمة زنده.
فى البيت، تصرخ زوجته فى أولادها وفيه، فيحاول تهدئتها طمعًا فى القليل من الهدوء. تخترق همهماتها البذيئة فقراتِ رقبته، فتزاحم قلة حيلته والهمومُ التى تنمو هناك رأسيًّا.
يغتسل، ثم ينام دون عشاء.
زار أطباء كُثر، ولم يجد أحدًا منهم تفسيرًا منطقيًّا للثقوب الرفيعة التى تملأ جسده بالكامل.
بمرور الوقت، وبعد كثيرٍ من التجربة والملاحظة، أدرك وحده السبب، لكنه لم يُصارح أحدًا.
فى يومٍ تالٍ، تلقّى مزيدًا من الثقوب من رؤسائه وزملائه وطالبى الخدمات.
صار من الصعب عليه أن يمشى وهو يحمل كلَّ هذا الوزن.
خرج من عيادة الطبيب، وقد طلب منه إجراءَ أشعةٍ على عظامه، فقد لاحظ الطبيب ثِقَلَه على الميزان رغم نحوله الشديد.
أمام مركز الأشعة، رأى كلبًا ينفض البلل عن نفسه بقوة، فتمنّى أن يقلّده... أراحته الأمنية.
مرّ أسبوع، والثقل يزداد، والثقوب تتّسع. تحوّل من مصفاة شاى إلى شبكة صيدٍ مهترئة.
وفى أحد الأيام، التفَّ حوله الجميع، يتبادلون النكات والضحكات المجلجلة، خاصة بعد تلقيه توبيخًا شديدًا لبطئه فى إنجاز مهامه. وحين همَّ بالوقوف، لم يقوَ عليه.
تكَوَّمَ على الأرض، وصرخ بقوة رجّت أرجاء المكان، وأصابتهم بالرعب. وقبل أن يقترب أحدٌ لإسعافه، وجدوه يتلوّى وهو متكوّمٌ على نفسه، ثم بدأت أشواكٌ طويلةٌ تنمو خارجة من جسده، بينما يتواصل صراخه.
وحين أفاقوا من الصدمة، وجدوه قد هبَّ واقفًا، وقد تحوّل ظهره وذراعاه إلى ظهر قنفذ. تلفّتَ برأسه يرصد أشواكه، وبدأ يتحسّسها بأصابعه. ثم رفع بصره إليهم، وجثا على أربع، وبدأ ينفض نفسه كزلزالٍ ينتقم، فانطلقت نصف أشواكه فى كل اتجاه.
شعر بطَعمٍ جديد للهواء يدخل صدره الذى ظل يهبط ويرتفع بقوة دون توقف. دار ببصره فى المكان، فوجد نصف زملائه ممدّدين حوله، والنصف الآخر يحاولون الهرب.
فتكوّر حول نفسه، واندفع نحوهم بقوة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وخز قطوف إبداعات الشباب

إقرأ أيضاً:

زلزال بقوة 5 ريختر يضرب جنوب الفلبين

ضرب زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر اليوم الثلاثاء، مقاطعة "دافاو أوكسيدنتال" جنوب الفلبين.
وأفاد المعهد الفلبيني لعلم البراكين والزلازل في بيانه، أن مركز الزلزال وقع على بعد 80 كيلومترًا من بلدة "سارانجاني" الواقعة في المقاطعة، وعلى عمق 100 كيلومتر. ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية جراء الزلزال.
أخبار متعلقة إيران لا تعتزم استئناف المباحثات مع الأوروبيين بشأن ملفها النوويماذا حدث خلال الأسبوع الأول من الإغلاق الحكومي الأمريكي؟وتشهد الفلبين نشاطًا بركانيًا وزلزاليًا متزايدًا، نظرًا لوقوعها على "حزام النار" في المحيط الهادي، حيث تتقاطع الصفائح التكتونية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } زلزال بقوة 5 ريختر يضرب جنوب الفلبين - أرشيفية

مقالات مشابهة

  • أحمد طالب الإبراهيمي الطبيب المناضل في قلب الثورة الجزائرية
  • زلزال يضرب بابوا نيو غينيا بقوة 6.6... ولا خوف من تسونامي
  • زلزال بقوة 6.7 درجة يضرب بابوا غينيا الجديدة
  • إسنا تودع عريسها الطبيب في يوم زفافه.. الفرح تحول إلى مأتم| القصة الكاملة
  • زلزال شديد بقوة 5 درجات يضرب جنوب الفلبين
  • زلزال بقوة 5 ريختر يضرب جنوب الفلبين
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوب الفلبين
  • دون خسائر بشرية أو مادية.. زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب قرغيزستان
  • الفنان فضل شاكر يسلّم نفسه إلى الجيش اللبناني
  • زلزال بقوة 5.0 درجة يضرب بحر مرمرة ويُشعر به في إسطنبول وتكيرداغ