دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُشير دراسة جديدة إلى أنّ مجموعة من المواد الأفيونيّة الصناعيّة الجديدة التي تظهر في المخدرات غير المشروعة بالولايات المتحدة قد تكون أقوى من الفنتانيل، وأقوى بألف مرّة من المورفين. وقد تتطلّب هذه المواد جرعات أكبر من عقار "نالوكسون" لعكس آثار جرعة زائدة منها.

ورُغم أنّ العقارين ليسا مرتبطين هيكليًا، إلا أن النيتازين مادة أفيونيّة صناعيّة مثل الفنتانيل.

وفي دراسة صغيرة نُشِرت الثلاثاء في مجلة "JAMA Network Open"، تلقّى غالبية المرضى، الذين تعاطوا جرعات زائدة من النيتازين، جرعتين أو أكثر من عقار "نالوكسون" لعكس آثار الجرعات الزائدة من المواد الأفيونيّة، بينما يتلقّى غالبية المرضى الذين تعاطوا جرعات زائدة من الفنتانيل جرعة واحدة فقط من عقار "نالوكسون".

وفي الدراسة، كتب الباحثون من كلية "إيكان" للطب في "ماونت سيناي" بمدينة نيويورك الأمريكية، وشبكة "ليهاي فالي" الصحية في بنسلفانيا، ومؤسسات أمريكيّة أخرى، التالي: "يجب على المعالجين أن يكونوا على دراية بهذه المواد الأفيونيّة الموجودة في إمدادات المخدرات للاستعداد بشكلٍ مناسب لرعاية هؤلاء المرضى، وتوقّع الحاجة إلى استخدام جرعات متعدّدة من النالوكسون".

وأضافت الدراسة: "إلى جانب ذلك، هناك حتّى الآن نقص في مستوى تثقيف المتفرّجين بشأن تكرار جرعات النالوكسون".

وتُشير التقديرات إلى وفاة أكثر من 150 شخصًا يوميًا نتيجة تعاطي جرعات زائدة مرتبطة بالمواد الأفيونيّة الصناعيّة.

وكان الفنتانيل جزءًا من حوالي ثلثي جميع الوفيّات الناجمة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة، وهو أقوى من الهيروين بما يصل إلى 50 مرّة، وأقوى من المورفين بـ100 مرّة.

ويبدو أنّ عقارات "نيتازين"، وهي فئة فرعيّة من المواد الأفيونيّة الصناعيّة، أكثر فعاليّة، وتقترح الدراسة الجديدة أنّها قد ترتبط بزيادة معدل التعرض لسكتة قلبيّة عند تعاطي الأفراد جرعة زائدة.

وشملت الدراسة بيانات عن 537 شخصًا بالغًا أُدخِلوا إلى قسم الطوارئ للاشتباه بتعاطيهم جرعات زائدة بين عامي 2020 و2022، وأكمل هؤلاء الاختبارات المعمليّة.

وأظهرت التحاليل 11 نتيجة اختبار إيجابيّة للفنتانيل فقط، و9 نتائج إيجابية للنيتازين فقط، مثل البورفين، والأيزوتونيتازين، والميتونيتازين، أو ن-بيبريدينيل إيتونيتازين.(N-piperidinyl etonitazene).

ووجد الباحثون أنّ 66.6%، أو 6 من المرضى، الذين تعاطوا جرعة زائدة من النيتازين تلقوا جرعتين أو أكثر من النالوكسون، مقارنةً بـ 36.4% فقط من بين 11 مريضًا كانوا قد تعاطوا جرعات زائدة من الفنتانيل.

وخضع 4 من 11 من المرضى الذين تعاطوا الفنتانيل للإنعاش القلبي الرئوي، ولكن كان قد تعاطى شخصان جرعة زائدة من الميتونيتازين، وهو أحد أنواع النيتازين.

وأظهرت البيانات أنّ التنبيب، وهو إجراء طارئ في الكثير من الأحيان يوضع فيه أنبوب في القصبة الهوائيّة للشخص عبر الفم أو الأنف، أُجري على 50% من المرضى الذين تعاطوا الميتونيتازين، وذلك مقارنةّ بـ 27.3% من أولئك الذين استخدموا الفنتانيل فقط.

كما أشار الباحثون إلى أنّ المرضى الذين تعاطوا جرعة زائدة من الميتونيتازين تعرّضوا للسكتة القلبيّة والوفاة بمعدلات أعلى من أولئك الذين تعاطوا مواد أخرى.

وكتب الباحثون: "في الدراسة الحاليّة، يبدو أنّ الميتونيتازين يتمتّع بالسميّة السريريّة الأكثر شدّة نظرًا لتعرّض كلا من المرضى الذين رصدت التحاليل تعاطيهما للميتونيتازين لسكتة قلبيّة".

ومن بين المريضين اللذين أظهرت التحاليل تعاطيهما للميتونيتازين، توفي مريض واحد رُغم تلقيه 6 ملليغرامات من النالوكسون في 3 جرعات منفصلة.

ونجا المريض الآخر بعد تلقيه ما بلغ مجموعه 10 ملليغرامات من النالوكسون في ثلاث جرعات.

وتلقت المجموعة التي تعاطت الميتونيتازين أعلى متوسط للمقدار التراكمي من النالوكسون في الدراسة.

وفي بيان صحفي، قال مؤلف الدراسة، وأستاذ طب الطوارئ في كلية "إيكان للطب في "ماونت سيناي"، الدكتور أليكس مانيني: "بالنظر إلى معدل السكتات القلبيّة المرتفع بشكلٍ مثير للقلق نتيجة جرعة زائدة من النيتازين، يجب أن تعزّز هذه الدراسة سياسات الحد من الضرر. ونظرًا لظهور مخدرات سامّة خطيرة في إمدادات المواد الأفيونيّة غير المشروعة في الولايات المتحدة، يجب أن تدرس الأبحاث المستقبليّة النتائج السريريّة للمواد الأفيونيّة القويّة الجديدة مع استمرار تطوّر الإمدادات".

وبحسب الدراسة، تُعد المواد الأفيونيّة الصناعيّة، بما في ذلك الفنتانيل، والنيتازين، "من بين أسرع أنواع المواد الأفيونيّة نموًا" واكتشافًا لدى الأشخاص الذين يتعاطون جرعات زائدة، ويدخلون أقسام الطوارئ في المستشفيات.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: المخدرات مخدرات مكافحة المخدرات من المرضى

إقرأ أيضاً:

دراسة تقلب الموازين.. نظامك الغذائي قد يعرضك للاكتئاب..

    

في دراسة قد تمثل صدمة للباحثين عن الرشاقة ومتبعي الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات، تبين وجود صلة مثيرة للقلق بين هذه الأنظمة الغذائية وارتفاع احتمالات ظهور أعراض الاكتئاب، لا سيما لدى الرجال والأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة، وفقاً لمجلة «سايتك».

 

وأفادت الدراسة الأميركية، والتي نُشرت في المجلة العلمية المفتوحة «BMJ Nutrition Prevention & Health»، بأن الأفراد الذين يتبعون أنظمة غذائية مقيدة، سواء لتقليل السعرات أو تقليل بعض العناصر، مثل الدهون أو السكريات، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض نفسية سلبية، مقارنة بمن لا يتبعون أي نظام غذائي خاص.

 

وقام الباحثون في دراستهم بتحليل بيانات أكثر من 28 ألف شخص بالغ ممن شاركوا في الدراسة الوطنية الأميركية للفحص الصحي والتغذوي (NHANES) خلال الفترة ما بين 2007 و2018، واستُخدم استبيان «PHQ-9» الطبي لتقييم شدة أعراض الاكتئاب.

 

ووفق البيانات، أبلغ نحو 8 في المائة من المشاركين عن معاناتهم من أعراض اكتئابية، في حين توزعت أوزان المشاركين بين وزن صحي (29 في المائة) وزيادة وزن (33 في المائة) وسمنة (38 في المائة).

مقالات مشابهة

  • دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
  • بين الرشاقة والاكتئاب.. دراسة تربط الحميات القاسية بتدهور الحالة النفسية
  • دراسة تقلب الموازين.. نظامك الغذائي قد يعرضك للاكتئاب..
  • الاكتئاب من نصيبهم.. دراسة تصدم مواليد فصل الصيف
  • دراسة مقلقة.. مرض نفسي قاتل يهدد الرجال المولودين في هذه الأشهر
  • دراسة تحذر: سرطان البروستاتا منخفض الدرجة ليس آمنًا دائمًا
  • دراسة: مرض نفسي يهدد الرجال المولودين في هذه الأشهر
  • دراسة أهمية تقييم المضادات الحيوية المستخدمة في تربية الحيوانات
  • دراسة تكشف: المحليات الصناعية تقلل فعالية علاج السرطان
  • تأثير شرب الشاي بعد الطعام مباشرة.. دراسة حديثة تحذر