بشارة بحبح.. ما بين تبني دور الوسيط والترويج للدعاية الأمريكية
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
يواصل رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي، بشارة بحبح، وسيط الرئيس دونالد ترامب غير الرسمي بين حماس والإدارة الأمريكية، إطلاق تصريحات قال سياسيون إنها محاولة للترويج لنفسه بأنه "أحد أبرز وأهم وسطاء وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل"، رغم خلو كلامه من أي دلالة على لعب هذا الدور، وخلال 3 شهور، ظهر بحبح على عدة قنوات تلفزيونية، ولطالما كانت مواقفة مناهضة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل عام.
بحبح وخلال لقاء مع الإعلامي طوني خليفة من على شاشة قناة المشهد، زعم إن سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هي من كلفته للتواصل مع حركة حماس والتوسط لهم مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية.
وأضاف أن حماس قدمت له مُقترحات لنقلها إلى الأمريكان، لكنه لم يفعل، بزعم حرصه على مصلحة حركة المقاومة الإسلامية، فيما ادعى بأن عرفات لو كان في غزة لغادر وحافظ على حياة 2 مليون إنسان، كما فعل بخروجه من بيروت، وهو ما وصف بأنه "لا يمت بالواقع بصلة لاختلاف ظروف المكان والزمان".
ويقول بحبح إن نتنياهو وفريقه لا يريدون إنهاء الحرب واستعادة الأسرى، إلا أنه يطالب حماس بتسليم الأسرى وترك غزة، كما وطرح اسم محمد دحلان كشخص يمكن أن يستلم إدارة غزة لفترة ما بعد الحرب بذريعة الحفاظ على سكان القطاع ووقف معاناتهم، متجنبا الحديث عن تسارع عملية الضمّ والتهجير في الضفة الغربية المحتلة، رغم أنها ضمن مسؤولية السلطة الفلسطينية.
وقبل أيام، كشف بشارة بحبح، عما وصفها كواليس اجتماع واشنطن بشأن إنهاء الحرب في غزة، وقال في تصريحات تلفزيونية، إنّ "الاجتماع استمر 6 ساعات، وتقرر فيه أن يوضع على الطاولة عرض واحد ونهائي لإطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب"، مشيرا إلى أنه "تواصل مع حماس بشأن هذه المسألة، وهم أبدوا نوعا من التردد، لأنهم لا يعلمون إذا كان الكلام رسميا أم غير رسمي".
وبحسب ادعاء بحبح، فإن حماس اقتنعت أن الكلام رسمي بعد تدوينة ترامب، مبينا أن "ردة فعل حماس كانت فورية بالموافقة على إبرام صفقة شاملة بتسليم كل الأسرى وإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، وفي نفس الوقت إنهاء الحرب".
وتابع قائلا: "لا أحد يعلم إذا ما كان سيتم الإفراج عن الأسرى وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين قبل إعلان نهاية الحرب، أم قبل انسحاب إسرائيل من القطاع، أم بالتزامن مع عملية وقف إطلاق النار والانسحاب في فترة زمنية تقدر بأسابيع".
وكانت حركة حماس قد جددت تأكيدها أنها لا تزال تنتظر رد الاحتلال الإسرائيلي على المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة في 18 آب/ أغسطس الماضي، والذي وافقت عليه الحركة والمقاومة الفلسطينية.
يعتبر بشارة بحبح أن بوصلته في حياته هي خدمة القضية الفلسطينية من موقع كونه مواطنا فلسطينيا وأميركيا، وكانت أولى تحركاته من خلال العضوية في الوفد الفلسطيني إلى محادثات السلام متعددة الأطراف، وذلك في أعقاب التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993.
ويبرر بحبح دعمه لترامب بعاملين أساسيين، وهما الوعود بتحقيق وقف الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم في المنطقة، ويرى أنه حقق الوعد الأول عندما ضغط بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في كانون الثاني/ يناير 2025.
لكن موقف بحبح تغير نسبيا من الرئيس ترامب عندما أعلن الأخير في شباط/فبراير عن خطط أميركية للاستيلاء على قطاع غزة بعد ترحيل سكانه إلى دول الجوار وتحويله إلى وجهة سياحية دولية سماها "ريفييرا الشرق الأوسط".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية بشارة بحبح حرب غزة بشارة بحبح ترامب والوسطاء وسطاء وقف الحرب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إنهاء الحرب بشارة بحبح
إقرأ أيضاً:
محللون: الموقف الإقليمي يدفع ترامب إلى تبني أهداف تخالف خطط نتنياهو
اتخذت المفاوضات التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية مسارا مغايرا لما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، والذي تحدث عن أيام مصيرية تعيشها بلاده في محاولة منه لتسويق فكرة الهيمنة العسكرية على المنطقة خلافا للواقع.
فقد حققت إسرائيل نجاحات عسكرية تكتيكية في قطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، لكن وقوف دول عربية وإسلامية مهمة إلى جانب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ردها على مقترح دونالد ترامب الأخير، ينفي حديث نتنياهو عن إعادة رسم المنطقة بالقوة، كما يقول خبراء.
وأنهى الطرفان الثلاثاء مباحثات غير مباشرة بشأن الترتيبات اللازمة لتبادل الأسرى وتهيئة الظروف الميدانية اللازمة، تمهيدا لوقف الحرب التي أنهت عامها الثاني.
وكانت خطة ترامب التي أعلنها الشهر الماضي تتضمن تحقيق كل الأهداف التي فشلت إسرائيل في تحقيقها ومنها نزع سلاح حماس وإخراجها من القطاع وبقاء القوات الإسرائيلية فيه لفترة طويلة، بيد أن ما يجري النقاش بشأنه حاليا مختلف بشكل كبير ويركز على تنحية السلاح وليس نزعه.
تفاوض على إنهاء الحربومع بدء المفاوضات، قال ترامب إنه سيسعى لإلزام الأطراف بتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه، وقال إن هناك فرصة جديدة لإنجاز اتفاق، وذلك بعد حديث سابق له عن أنه سيكون منصفا مع الجميع.
في الوقت نفسه، قال مصدر قيادي في حماس للجزيرة، إن الحركة طالبت بربط مراحل الإفراج عن أسرى الاحتلال بمراحل الانسحاب الكامل من قطاع غزة.
ووفق المصدر ذاته، فقد أكدت الحركة أن الإفراج عن آخر أسير يجب أن يتزامن مع آخر انسحاب لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وشدد على ضرورة الحصول على ضمانات دولية لوقف نهائي للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية كاملا.
وعقد ترامب اجتماعا مع مجلس الأمن القومي لبحث تطورات المفاوضات ومن المقرر أن ينضم صهره جاريد كوشنر ومبعوثة للمنطقة ستيف ويتكوف للمباحثات الأربعاء. كما سينضم أيضا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين.
إعلانوكان نتنياهو قال في مقابلة لبودكاست، للصحفي اليهودي الأميركي بن شابيرو، الاثنين، إنه يجب إنهاء حرب غزة وأنه يأمل أن ينجز ذلك قريبا بمساعدة ترامب.
أيام مصيريةكما كتب نتنياهو تغريدة على منصة "إكس"، الثلاثاء، قال فيها إن إسرائيل تعيش أياما مصيرية، وتعهد بمواصلة العمل حتى تحقيق كافة أهداف الحرب.
بيد أن محللين يقولون، إن المفاوضات اتخذت مسارا مخالفا لما أراده وخطط له نتنياهو الذي يحاول، من حديثه عن "الأيام المصيرية"، الترويج لرواية أن إسرائيل أعادت رسم المنطقة بالقوة وأصبحت لها اليد العليا فيها، على عكس الواقع.
فالواقع من وجهة نظر الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، أن إسرائيل تعيش أياما مصيرية، لكن على نحو مغاير لما يروجه نتنياهو، بعدما فقدت هيبتها وصورتها العالمية كبلد متقدم ومتفوق أخلاقيا على العرب والمسلمين، وأصبحت متهمة بارتكاب إبادة جماعية.
فهذه العزلة الدولية غير المسبوقة وهذا الاعتماد المفرط على القوة العسكرية لتحقيق كل شيء، هو الذي يمثل تحديا مصيريا لإسرائيل يتمثل في تراجع مكانها داخل المجتمعين الأميركي والأوروبي، وفق ما قاله مصطفى خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث".
لذلك، فإن الإنجازات التكتيكية التي حققتها إسرائيل خلال هذه الحرب لا تتناسب أبدا مع الخسائر الإستراتيجية التي ستلحقها على الأمد الطويل، كما يقول مصطفى.
وتبدي الولايات المتحدة توجها واضحا لإنهاء الحرب وتطويع المفاوضات بما يتماشى مع رد حركة حماس على خطة ترامب، وذلك بعد منح 8 دول عربية وإسلامية مهمة الشرعية لهذا الرد التفاوضي، كما يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب.
في الوقت نفسه، فإن دعم هذه الدول المهمة للمقاومة في هذا التوقيت الحساس ينفي -برأي أيوب- سردية إعادة إسرائيل رسم ملامح المنطقة لأن الأمر لو كان كذلك لما تمكنت هذه الدول من تحويل دفة ترامب إلى الواقعية بدلا من التبني الكامل لما تريده إسرائيل التي ما كانت لتحقق شيئا لولا الدعم الأميركي المتواصل طيلة عامين.
وإلى جانب ذلك، فإن مواقف 5 دول على الأقل من هذه الدول تظهر بوضوح تمسكها بعودة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة بعد الحرب وعدم فصل القطاع عن الضفة، وهو موقف يقول أيوب إنه مغاير تماما لما تريده إسرائيل.
والأهم أيضا أن دولا مهمة بالمنطقة ترفض هذه الهيمنة بوضوح، ومنها تركيا وإيران ودول الخليج التي تمتلك الولايات المتحدة مصالح إستراتيجية معها، وهو ما يظهر في التحاق الأتراك بالمفاوضات الأخيرة، كما يقول أيوب.
توافق أميركي إقليميولم يختلف المستشار السابق للأمن القومي الأميركي مايك فايفل، مع هذا الحديث بقوله "إن إدارة ترامب تبدي جنوحا لإنهاء الحرب، وإن هذا التفاهم بينها والدول المنخرطة في المفاوضات يعني صعوبة تفجير الاتفاق المأمول لأن هذا سيستدعي انتقادات كبيرة".
كما أن الأميركيين محبطون من محاولة نتنياهو تحقيق أهدافه العسكرية تزامنا مع سعيه لاستعادة أسراه عبر التفاوض لأن ما يقوم به يعتبر تكثيفا ناريا تفاوضيا، كما يقول فايفل.
وحتى الحديث عن نزع سلاح حماس لم يعد قائما بالمعنى الذي يروج له نتنياهو، وإنما يجري الحديث -وفق فايفل- عن تنحية السلاح ومنح حماس عفوا وعدم إزالتها من المجتمع الغزي، وهو عكس ما يريده تماما.
إعلانلذلك، يحاول ترامب التعامل بواقعية لإيجاد أرضية مشتركة تمكنه البدء في تنفيذ الاتفاق المطروح، وهو أمر صعب، برأي فايفل.
لكن هذا لا ينفي أن نتنياهو لا يريد مواصلة الحرب من خلال تهجير سكان غزة واستيطانه من جديد، حتى لا يواجه الملفات الداخلية التي تنتظره، وفق مصطفى، الذي يرى أن السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 سيظل يلاحق نتنياهو حتى نهاية حياته بعدما أخفق في التعامل مع الهجوم ثم تحول لاحقا إلى مجرم حرب.
وبالنظر إلى هذه المخاوف، يعتقد أيوب أن موقف الدول العربية والإسلامية مهم جدا في هذه المفاوضات لأنه يخلق توازنا إقليميا مختلفا يجعل تحركات نتنياهو لتفجير أي اتفاق محتمل مسألة خطرة جدا.