تناولت صحف عالمية تطورات سياسية متسارعة في الشرق الأوسط وأوروبا، مسلّطة الضوء على خطوة إسرائيلية مثيرة للجدل في الضفة الغربية، إلى جانب حراك داخلي يهدد مستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط غموض يلف خطط واشنطن بشأن الحرب.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن مصادرة إسرائيل أراضي "تل سبسطية" شمال الضفة تشكل خرقا صارخا للقانون الدولي، معتبرة أن الخطوة تمثل دفعة إضافية لمشروع الضم وتوسعا ممنهجا يعزز السيطرة الإسرائيلية على أحد أهم المواقع الأثرية الفلسطينية.

وأوضحت الصحيفة أن الإجراء يشكل تحديا مباشرا للرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعي إلى إحياء مسار إقليمي، كما يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الأخير الذي دعا لمسار موثوق يقود إلى تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة المستقلة.

وأضافت "هآرتس" أن الحكومة الإسرائيلية تمنح غطاء للهجمات التي يشنها "إرهابيون يهود" وفق وصفها، في حين تمضي في مصادرة الأراضي، مما يعكس –وفق الصحيفة– سعيا متعمدا لإشعال التوتر وإجهاض أي فرصة لبلورة اتفاق سياسي مستقبلي.

وفي "الواشنطن بوست"، وصف الكاتب ديفيد إغناتيوس خطة ترامب بشأن أوكرانيا بأنها "واقعية مفرطة"، مشيرا إلى أن كييف قدّمت تضحيات كبيرة للحفاظ على سيادتها، وأن أي تسوية نهائية لا بد أن تصون تلك السيادة كشرط أساسي لأي حل.

ونقل إغناتيوس عن مصادر مطلعة أن كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية، يتحرك لبناء قاعدة دعم محلية وغربية استعدادا لاحتمال ترشحه للرئاسة، مما يشير –بحسب الصحيفة– إلى مشهد سياسي متغير يضع زيلينسكي أمام تحديات داخلية متصاعدة.

وأشارت الصحيفة إلى تقديرات استخباراتية بريطانية تفيد بأن روسيا تكبدت أكثر من مليون قتيل وجريح في أوكرانيا، مما يعكس حجم الاستنزاف المستمر على جبهات القتال منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين.

أوروبا مغيبة عن خطة أوكرانيا

أما صحيفة "التلغراف" البريطانية فنقلت عن مسؤول غربي أن الدول الأوروبية لم تُبلّغ رسميا بتفاصيل خطة ترامب للسلام في أوكرانيا، واعتمدت فقط على التسريبات الإعلامية في فهم الاتجاه العام للمقترحات المطروحة.

إعلان

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول ألماني أن أي مفاوضات لوقف إطلاق النار يجب أن تستند إلى خطوط التماس الحالية، مؤكدا ضرورة الحفاظ على قدرة القوات الأوكرانية على الدفاع الفعّال عن سيادتها في أي ترتيب مستقبلي.

ووفق الصحيفة، أكد مصدر فرنسي أن القرارات المؤثرة على مصالح أوروبا وحلف الناتو لا يمكن اتخاذها دون إجماع الشركاء، مشددا على أهمية توافق المواقف الغربية تجاه أي خطة قد تُفرض على أطراف الحرب.

وفي سياق أميركي داخلي، ذكرت "نيويورك تايمز" أن الرئيس ترامب أثنى خلال استقباله عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني على رؤيته للمدينة، معتبرة أن اللقاء عكس تحولا لافتا بعد أشهر من التحذيرات التي وجهها ترامب للناخبين بشأن المرشح.

وقالت الصحيفة إن ترامب وجد "قواسم مشتركة" مع ممداني خلال محادثات في المكتب البيضاوي، رغم تباينات الرجلين السياسية، في خطوة وصفتها بأنها محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين البيت الأبيض وقيادة المدينة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الطرفين قدما عرضا لافتا من الود خلال اللقاء، حيث أبدى ترامب استعداده لدعم ممداني في مهمته الجديدة، في مشهد غير معتاد بالنظر إلى توجهات العمدة الاشتراكية الديمقراطية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

“رايتس ووتش” تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بالضفة

#سواليف

أكدت منظمة ” #هيومن_رايتس_ووتش”، اليوم الخميس أن إبعاد #‏إسرائيل لعشرات الآلاف من #الفلسطينيين من ثلاثة #مخيمات ‏للاجئين في الضفة في أوائل عام 2025 يصل لحد #‏جرائم_الحرب والجرائم ضد الإنسانية.‏

ودعت المنظمة الحقوقية إلى اتخاذ تدابير دولية عاجلة ‏لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين ومنع حدوث المزيد من ‏#الانتهاكات.‏

وذكرت أن القوات الإسرائيلية أبعدت قسرا نحو 32 ألفا من ‏سكان مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس خلال (عملية ‏السور الحديدي) في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير. ‏

مقالات ذات صلة وزارة الصحة :جراحة السمنة علامة مميزة بالسياحة العلاجية في الأردن 2025/11/20

وأضافت في تقرير، صدر في 105 صفحات بعنوان “محيت ‏كل أحلامي”، أن النازحين مُنعوا من العودة وهُدمت مئات ‏المنازل.‏

وقالت ميلينا أنصاري الباحثة في هيومن رايتس ووتش، والتي ‏عملت على التقرير، لوكالة “رويترز”: “بعد عشرة أشهر من ‏نزوحهم، لم تتمكن أي من الأسر من العودة إلى منازلها”.‏

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان لـ”رويترز” أمس الأربعاء ‏أنه بحاجة إلى هدم بنية تحتية مدنية حتى لا يستغلها ‏المقاومون ولم يحدد موعدا يمكن أن يعود فيه السكان.‏

وقالت ميلينا أنصاري الباحثة في هيومن رايتس ووتش، والتي عملت على التقرير، لرويترز “بعد عشرة أشهر من نزوحهم، لم تتمكن أي من الأسر من العودة إلى منازلها”.

وتحظر اتفاقيات جنيف تهجير المدنيين من الأراضي المحتلة، إلا إذا كان هذا بشكل مؤقت لأسباب عسكرية ملحة أو لأمنهم.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي محاكمة كبار المسؤولين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ويروي التقرير مشاهد عن اقتحام الجنود للمنازل ونهب الممتلكات وإصدار أوامر للعائلات بالخروج عبر مكبرات صوت مثبتة على طائرات مسيرة.

وذكر أن السكان تحدثوا عن هدم جرافات للمباني أثناء فرارهم، وأن القوات الإسرائيلية لم تقدم أي مأوى أو مساعدة، مما دفع العائلات إلى التكدس في منازل أقاربهم أو التماس المأوى في المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية.

وقال هشام أبو طبيخ، الذي طرد من مخيم جنين، إن عائلته لم تتمكن من أخذ أي شيء معها عندما طردت.

وذكر أبو طبيخ لرويترز يوم الأربعاء “إننا نتحدث عن عدم وجود طعام أو شراب أو دواء أو أموال… نحن نعيش حياة صعبة للغاية”.

وأوضحت هيومن رايتس ووتش أنها أجرت مقابلات مع 31 نازحا فلسطينيا من المخيمات الثلاثة، وحللت صورا التقطتها الأقمار الصناعية وأوامر هدم ومقاطع فيديو موثّقة. ووجدت أن أكثر من 850 مبنى دُمر أو تضرر بشدة، بينما قدر تقييم للأمم المتحدة العدد عند 1460 مبنى. وقد استضافت هذه المخيمات، التي أُنشئت في خمسينيات القرن الماضي للفلسطينيين النازحين مع قيام إسرائيل عام 1948، أجيالا من اللاجئين.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن مسؤولين إسرائيليين كتبوا أن العملية استهدفت من أسموههم عناصر إرهابية، لكنهم لم يذكروا أي سبب للإبعاد الجماعي أو منع العودة.

وذكرت المنظمة أن عمليات الطرد التي تمت بينما كان تركيز العالم منصبا على غزة تشكل جزءا من جرائم ضد الإنسانية تتمثل في الفصل العنصري والاضطهاد.

تصاعد العنف في الضفة الغربية

وفقا للتقرير فإنه منذ الهجمات التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، قتلت القوات الإسرائيلية ما يقرب من ألف فلسطيني في الضفة الغربية ووسعت نطاق الاعتقالات بدون محاكمة وهدمت منازل وزادت بناء المستوطنات، كما تصاعد تعذيب المعتقلين وأعمال العنف التي يمارسها المستوطنون.

وارتفعت وتيرة عنف المستوطنين في أكتوبر تشرين الأول، الذي شهد وفقا للأمم المتحدة تنفيذ مستوطنين إسرائيليين ما لا يقل عن 264 هجوما ضد الفلسطينيين، وهذا هو أكبر عدد شهري منذ أن بدأ مسؤولو الأمم المتحدة في رصد مثل هذه الوقائع في عام 2006.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية خلال حرب عام 1967، وتقول إن المستوطنات توفر عمقا استراتيجيا وأمنيا.

ويعتبر معظم المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تقول إن الضفة الغربية أرض “متنازع عليها” وليست “محتلة”.

وحثت هيومن رايتس ووتش الحكومات على فرض عقوبات تستهدف المسؤولين والقادة الإسرائيليين، وتعليق مبيعات الأسلحة والامتيازات التجارية، وحظر سلع المستوطنات، وتنفيذ مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

ووصفت المنظمة عمليات الإبعاد بأنها تطهير عرقي وهو مصطلح قالت إنه غير قانوني ويستخدم عادة لوصف الإزالة غير القانونية لمجموعة سكانية عرقية أو دينية من منطقة معينة من قِبل مجموعة أخرى.

مقالات مشابهة

  • ممداني من البيت الأبيض: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة (شاهد)
  • بعد خطة ترامب.. أوكرانيا تكشف عن تطور بشأن مشاورات مع أمريكا لإنهاء الحرب
  • صحف عالمية: غزة تموت جوعا رغم الهدنة وسط تراجع مقلق للتبرعات
  • ترامب يوجه رسالة لزيلينسكي بشأن خطة السلام في أوكرانيا (شاهد)
  • قوات الدعم السريع ترحب بإعلان ترامب بشأن إنهاء الحرب في السودان
  • ترامب يستقبل رئيس بلدية نيويورك المنتخب زهران ممداني بعد حملة انتخابية حادة
  • الدعم السريع ترحب بإعلان ترامب بشأن إنهاء الحرب في السودان
  • “رايتس ووتش” تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بالضفة
  • ترحيب في السودان بتصريحات ترامب بشأن إنهاء الحرب